الأناجيل الأربعة
حينما نتحدث عن السيد المسيح في الأناجيل الأربعة والكتاب المقدس نقصد الأحداث التي سجلت في أربع سير ذاتية قصيرة أختارها النصارى من بين الكتب الكثيرة وليس الكتب المزورة التي لم تقرها الكنيسة إنما حديثنا من خلال ما اعتمد عليه النصارى من كتبهم وأقرت به جميع الطوائف والمذاهب وجعلته مصدر التوثيق وأصل من أصول الاعتقاد .
وبرهان ودليل على لاهوت المسيح وناسوته ، فالأناجيل تعني ترتيب المادة العلمية التي تحكي لنا أقوال وأفعال يسوع وفي الحقيقة أن الأناجيل لم تحكي سيرة المسيح إنما قصص متناثرة وحكايات متضاربة متناقضة مختلفة في أقوالها ، فالإنجيل ليس كتابًا أوحي به الله إلى المسيح ـ بل هو رسالة أعدها المسيح للعالم وعظ بها وعلمها شفويًا لتلاميذ وأرسلهم إلى جهات مختلفة لينشروها ويعلموها غيرهم ولذلك نجد أن هذه الأناجيل المختلفة حمل كل أنجيل منها عنوانًا يقول : حسب رواية مرقس ، أو لوقا أو حنا أو متى ، ويقول دنيس نينهام في مقدمة تفسيره لإنجيل مرقس :
« أنها لحقيقية تصدمنا أنهم « كتبة الأناجيل » لم يخبرونا بأي شيء عن هيئة « يسوع » وبنيته الجسمية وصحته كما لم يخبرونا بشخصيته وعما إذا كان ـ على سبيل المثال ـ سعيدًا ، ومبتهجًا ، رابط الجأش ، أم أنه كان على العكس من ذلك إنهم لم يفكروا حتى أن يخبرونا بطريقة قاطعة عما إذا كان قد تزوج أو لا » .
كذلك فإنهم لم يعطوا معلومات محددة عن طول فترة دعوته ، أو عمره حين توفي ، كما أنه لا توجد أقل نبذة عن تأثير بيئته الأولى عليه ، أو عن أي تطور في نظرته ومعتقداته .
لقد أمكن حساب الفترة التي تلزم لإتمام الأحداث التي يرويها مرقس فوجد أنها لا تتعدى ثلاثة أو أربعة أسابيع ، عدا الفقرة 1 : 13 التي تقول : « وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ » .
والحقيقة التي نراها هي أن الأناجيل ليست قصة حياة يسوع الكاملة التي تستطيع الإنسان أن يكتب بها قصة كاملة ، إنما هي سير ذاتية لكاتبها أو مفكرات شخصية أصبحت فيما بعد كتب مقدسة .
وهؤلاء الكتاب هم : لوقا ، ومرقس ، وحنا ، ومتى اثنان منهم من الحواريين كمايزعمون هم ، واثنان منهم من مرافقين الحواريين وهناك كتابات الآباء الرسولين وكتابات الآباء المسيحيين القدامى