--------------------------------------------------------------------------------

قدراتنا نحن اليشر تختلف تماما وكليا عن قدرة الله......على سبيل المثال اذا شاهدت مباراة كرة قدم بين البرازيل واثيوبيا....فمن المتوقع مبدأيا أن تحدد المنتصر....انه نوع من العلم الظنى....ولكن بعد أن رايت المباراه ورابت المنتصر بعينيك....صار العلم يقينيا....كلاهما علم
ولكن علم الله يختلف فى عظمه وقوته عن علم البشر....لا يمكنك ان تقول ان البرازيل منتصره قبل ان تشاهد المباراه....ولكن تستطيع ان تعطى علمك الظنى مقدما عن النتيجه....ولا يمكن الاحتكام الى هذا العلم الظنى لاعطاء الكأس للبرازيل او الحاق الهزيمه بأثيوبيا....فهذا هو الظلم....اما ان تقام المباراه وتصل النتيجه الى ما وصلت اليه ....هنا يمكنك تكريم المنتصر ....وهنا منتهى العدل
وانت عندما حكمت مفدما على النتيجه لم تكن ضربا بالودع....فانه نتيجه لعلم أخر انت تعلمه مسبقا....هذا العلم هو ما استنتجته من رؤيتك لاداء الفريقين قبل ذلك....ولما رأيته من نظام التدريب فى الفريقين ومستوى أداء اللاعبين....أى انك بنيت كل علمك لملاحظات أداء الافراد....ملاحظات بنيتها كلها على رؤيتك لتصرفات الافراد الظاهريه...مثل التدريب والاداء والمستوى الفنى....انت لم تدخل داخل نفس كل انسان لتعرف هل هو حقا مستعد للنصر او لا....ومعروف ان الله يعلم خائنة الاعين وما تخفى الصدور.....ومعروف ايضا ان الدين ظاهر وباطن....يمكنك ان تحكم على انسان انه متدين وباطنه غير هذا ....والله بعلم ما بخفى وما يبدى....أى ان علم الانسان يتوقف على الظاهر...والله يعلم الظاهر والباطن....وعلم الانسان يتضائل امام علم الله....
ومن هنا يمكن ان نستنتج ان الطفل الصغير والذى يحمل فى نفسه وتصرفاته أعمال معينه....
طبقا لتصرفات هذا الطفل يمكن أن نستنتج الشخصيه التى ستحكم هذا الطفل هذا من رؤيتنا لظواهر الامور....وهذه الرؤيه تتضاءل أمام رؤية الله وحكمته....فما أدراك والله يعلم ما فى نفس هذا الطفل.... حتى تفكيره الصامت يسمعه الله.....هنا علم الله الذى سجله...وهو علم لا يحتكم اليه الله لأن احتكامه اليه فى عقاب البشرأو مكافئتهم ظلم ....وما ربك بظلام للعبيد....ولكن بعد أن تتفتح أبواب الحياه أمام هذا الطفل ويكبرو يتحرك فى الحياه ويتعامل مع البشر بما يمليه عليه ضميره ونفسه....هنا يحق العقاب والثواب ....هذا الضمير وهذه النفس التى تعتبر كتابا مفتوحا أمام الله....وهذا الكتاب المفتوح هو الذى سجله الله فى اللوح المحفوظ

أما عن أن الله كتب هذا العلم وسجله قبل أن يخلق الانسان.....دون أن يرى باطنه أو ظاهره.....فهذا باطل ...فما عرفناه من القرأن ان الله خلق الانسان قيل خلقته هذه بزمن بعيد جدا....وعرف باطنه وظاهره....يظهر هذا فى قوله"وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين (172) أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتـُهلكـُنا بـِمَا فـَعَلَ المُبطِلون (173)" فالظاهر من هذه الايات ان الله سيق اليه العلم بكل خلقه وبشره وكل تصرفاتهم من قبل أن تدب أقدامهم على الأرض ......حتى فى هذه الايه أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين والابه الاخرى إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتـُهلكـُنا بـِمَا فـَعَلَ المُبطِلون وكأن الله يعلم حججهم وأقوالهم مسبقا اذ كيف يكفر ألأنسان وقد سمع الله وهو يشهده على نفسه بأنه هو الله....ولكن علم الله ببواطن الامور فى داخل الانسان ....هذا العلم أعلمه بحججهم ...وما سيختصموا به عنده يوم القيامه....ولكن ....لا تختصموا اليوم وقد قدمت أليكم بالوعيد ...ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد ....وبالتالى فكل مخلوقات الله التى ولدت وماتت والتى تحيا الان... والتى ستولد فى المستقبل....قد اطلع الله على اسرارها وبواطنها فبل أن يبرأها الله....وعلمه لما تخفى صدورها...أعلمه تصرفاتها التى ستنتج عن هذه الصدور...وفتحت امامه ضمائرهم ونفوسهم ككتاب مفتوح سطرهذا الكتاب فى اللوح المحفوظ... ...حتى التوبه التى يهتدى اليها العاصى الفاجر فى اخر عمره ...علمها الله مسبقا لعلمه بباطن سريرته...ولكن لن يكافأه بها حتى يعلنها....منتهى العدل....وان مات هذا الرجل قبل اعلانها فلن ينفعه صراخه وعويله...ولن يرجعه الله وان قال يارب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت....وعلى كل هذا فالله لا بحاسبنا على عملنا فى اللوح المحفوظ ولكن يمهل الانسان حتى تنتهى المباراه..والتى يسجل كل قول وفعل فيه ملكان عن اليمين والشمال...ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد....وعندما تنتهى المباراه وتعلن النتائج لا حجة اليوم لانسان....فقد فات زمن العمل وولى...والان زمن الجزاء

كما أن القرأن بفسر بعضه بعضا فعندما يقول القرأن يضل الله من يشاء ويهدى من يشاء يذكر فى ايه أخرى أنه يهدى أليه من أناب ...الطريق مفتوح أمام الانسان...طريق الخير والشر.... حجه عقيمه أن يأتى انسان يوم القيامه قائلا يارب لقد سجلت على اعمالى فى لوحك المحفوظ وهذه الاعمال هى التى أوردتنى النار....فيأتى التقريع الالهى.. هل انبت؟وهل تبت...لو أنبت لهديتك...الم تسمع فى القرأن يهدى أليه من أناب....لا تختصم لدى اليوم وقد قدمت اليك وعيدى ...ألم تسمع عن جنتى ونارى؟....لن تدخل الجنه ولن تشم رائحتها....ولن أسويك بالمتقين ...لأنى لست بظلام للعبيد....لن أظلم المتقين وأسويك بهم...خذوه الى نار طالما كفر بها...وخذو المتقين الى جنة طالما أمنوا بها....

كما أن نفى العلم المستقبلى عن الله هو نفى للالوهيه....هل يكون اله من لا يعرف ما هو مصير عالمه...لا يمكن...أن تجميع اجساد الموتى من الارض هو علم غيبى ...اذ كيف بعلم الخالق انه قادر على هذا الا بعلم غيبى يعلمه؟....كما أن جهله بالغيب يهدد الكون بالزوال....كيف علم أن الارض لن يعصف بها مستقبل غامض فى هذا الكون الفسيح الا بعلم يعلمه وقدرة يقدرها...الله وحده...الله العظيم الحليم ....تشهد عليه أسمائه الحسنى....وقرأنه المحكم....لا اله الا الله