السلام عليكم
روايه عالميه تجعل الفتيكان يخرج عن صوابه
خرج الفاتيكان الثلاثاء عن صمته حيال موضوع رواية "شيفرة دافنشي" (دافنشي كود) داعيا المؤمنين الى الامتناع عن "قراءة وشراء" هذا الكتاب الباطني الديني الذي سجل مبيعات قياسية في العالم.
وقال الكاردينال تارسيزيو بيرتوني لاذاعة الفاتيكان عشية اجتماع الاربعاء في الاسقفية في جنوى حول الكتاب "لا تقرأوا ولا تشتروا شيفرة دافنشي".
واضاف "لا يمكن صنع رواية باضفاء طابع مخادع على وقائع تاريخية والتشهير بشخصية تاريخية تنبع مكانتها وشهرتها من تاريخ الكنيسة والبشرية".
وعبر بيرتوني المتمسك بنقاء الكاثوليكية ويعد من الخلفاء المحتملين للبابا يوحنا بولس الثاني عن اسفه لانتشار الكتاب بين الشبان، موضحا ان ذلك "امر مؤلم ورهيب".
وتابع ان "هناك امرا متداولا في المدارس هو انه يجب قراءة هذا الكتاب لفهم كل ديناميكية التاريخ وحالات التلاعب التي قامت به الكنيسة".
واكد "لاحظنا انتشاره في المدارس لذلك اتخذنا اجراءات للتحدث عنه"، موضحا ان "المكتبات الكاثوليكية تشكو من انها مضطرة لتوفير كميات كبيرة من هذا الكتاب لكسب المال".
ورأى ان "استراتيجية حقيقية للتسويق تقف وراء انتشار هذه الكتلة من الاكاذيب".
يذكر ان الكتاب الذي الفه دان براون سيتحول الى فيلم سينمائي العام المقبل، مطروح للبيع في المكتبات منذ آذار/مارس 2003 وبيعت حوالى عشرين مليون نسخة منه في جميع انحاء العالم







أعود وأؤكد أن كل ما سيجده القارئ في هذا المقال هو تقارير تاريخية وخلاصات لدان براون تتوافق مع القرآن الكريم ومع ما ورد في مراجع أساسية مثل The American Heritage Dictionary وكذلك Encyclopedia Britannica..
فالمسيحية اليوم كما يقول براون، هي في الأصل من صناعة الإمبراطور الروماني قسطنطين الذي حكم روما الوثنية في الفترة ما بين 285 337 للميلاد أي بعد وفاة عيسى عليه السلام بحوالي الثلاثمائة سنة . قسطنطين الميكيافيللي أراد أن يتزعم بقعة أكبر من العالم الذي بدأ يعتنق المسيحية، فقام أولاً بإعادة صياغة الكثير من رموز الديانة الوثنية التي يدين بها شعب روما في تلك الفترة بحيث تتلاءم والمسيحية التي بدأت تفرض نفسها، فعلى سبيل المثال وحتى يرضي الرومان باعتناق المسيحية، جعل قسطنطين يوم الأحد يوما مقدساً. وكما نعرف أن الأحد باللاتينية يسمى ال Sunday أي يوم الشمس، والرومان الوثنيون قدسوا الشمس واتخذوها إلها. وعلى يدي الوثني قسطنطين صار الإله الأقدس عند الوثنيين الرومان اليوم الأقدس عند المسيحيين، وقياساً على هذا (التوثين) فإن صورة مريم العذراء وهي ترضع ابنها عيسى عليه السلام ما هي إلا استنساخ لصورة الإلهة الرومانية إيزيس Isis وهي ترضع ابنها حورس Horus. ومرة أخرى الكلام لبراون.
وبكثير من الدقة التاريخية الموسوعوية التي لا يتسع المجال للحديث عنها هنا، يعرض براون الأصول الوثنية لرموز المسيحية واحداً تلو الآخر، مبطلاً الصبغة الإلهية السماوية لمسيحية اليوم، ومؤكداً التحريف الذي طال المسيحية بعد وفاة المسيح عيسى عليه السلام.
أما المحور الآخر فيتعلق بكون الإنجيل بنصه الحالي لم يأت "بفاكس من السماء" كما يقول براون وأنه ليس كلمة الله التي أنزلها على عيسى عليه السلام، وإنما كتاب صاغه الإمبراطور الوثني قسطنطين بمعاونة بعض رجال الدين ليروج لفكرة جديدة ابتكرها قسطنطين ذاته وهي "تأليه المسيح".
يقول تيبينج في الفصل 55 أيضاً إن الإمبراطور قسطنطين قام بطرح فكرة تأليه المسيح عام 325 في المجلس المسكوني The Council of Nicaea - حيث إن المسيح قبل هذا التاريخ كان ينظر إليه كنبي من البشر، وشخص عظيم ذي معجزات ولم يكن ينظر إليه كإله أبداً.
ويضيف براون أن قسطنطين ألّه المسيح بعد أن صوت الرهبان لصالح هذه الفكرة التي، وكما حصل فيما بعد، والكلام لا يزال لبراون استغلت صورة الإله البشر لتفرض سلطة الكنيسة المطلقة على الوثنيين وعلى المسيحيين على حد سواء فيصبح التفكير في أمر الدين أمراً أكثر صعوبة على الشخص العادي: فالصورة القسطنطينية الوثنية الجديدة للمسيح تجعل منه إلهاً.. ليس للبشر أن يفهموه ويصلوا إليه دون وصاية رجال الكنيسة. ويشير براون إلى أن المسيحيين المتنورين يعرفون هذه الحقيقة عن دينهم وعن نبيهم.
ثم يؤكد براون أن قسطنطين قام بحرق نسخ الإنجيل التي كانت موجودة والتي كانت تصور عيسى عليه السلام كنبي بشر، وقام بكتابة أناجيل جديدة تحوي فكرة النبي الإله أو ابن الله. وكان أي شخص يمتلك أو يؤمن بإنجيل غير الذي وضع في المجلس المسكوني في نظر الكنيسة زنديقاً تنزل به عقوبة الموت حرقاً.
هذا ويشير براون إلى الوثائق القبطية التي وجدت في نجع حمادي في مصر عام 1945 والتي تحكي عن المسيح عليه السلام كبشر وكيف أن هذه الوثائق حوربت من قبل الفاتيكان كي تبقى هذه الحقيقة مغيبة.
لا يكتفي براون بالتهجم على ماضي الكنيسة بل يصل إلى حاضرتها (الفاتيكان) ويحكي عن قصتها مع الجماعة الدينية المتطرفة التي كانت تحت رعاية البابا سابقاً وتعرف بال Opus Die، ويشرح للقارئ كيف أن الفاتيكان قدم لهذه الجماعة مبلغ 200 مليون يورو قبل أن يفصلها عنه، بعد أن صار تطرفها يثير استياء البابا. ال Opus Die لا تزال تمارس نشاطها حتى اليوم.
وإذا كانت المسيحية بشكلها الوثني هي البطل السلبي أو ال Antagonist في الرواية، فإن عصبة Priory of Sion هي البطل الحقيقي أو ال Protagonist لشيفرة دافنشي إذ يصورها براون في صراعها مع الكنيسة بشكلها الوثني، على أنها الحامي التاريخي للمسيحية الحقة.
تنفي Priory of Sion ألوهية المسيح عليه السلام التي فرضها قسطنطين وتؤكد صفته البشرية. ولكنها تثبت هذه الصفة بالطريقة التي تتناسب مع تقديس هذه الجماعة للأنثى الجنس الذي اضطهدته الكنيسة فتزعم أن المسيح عليه السلام تزوج من مريم المجدلية Mary Magdalene، وأنجب منها أبناء يمتد نسلهم إلى عصرنا الحالي يجري في عروقهم الدم المقدس، دم عيسى عليه السلام ومريم المجدلية كما زعموا طبعاً وعليه تمجد هذه الجماعة المرأة وتعتبر الأنثى محركاً إلهياً للكون. وهي تسمي مريم المجدلية ال Holy Grail أي الوعاء المقدس الذي حوى دم المسيح عليه السلام.
ما سيدهش القارئ عن هذه الجماعة التي تحتفظ وحدها برفات مريم المجدلية حاملة الدم المقدس، ارتباطها برموز اليهودية والصهيونية، فما النجمة السداسية والهرمان المتقابلان في متحف اللوفر إلا إشارة لتلك الرموز الدينية، وما اسم الجماعة Sion إلا الأصل الذي ينتج عنه اسم الحركة Zionism، ووحدها هذه الجماعة تحتاج لكثير من الدراسة.
لابد أن الرواية بجرأتها تكشف عن الكثير من التناقض الذي بدأ مثقفو المسيحية يشعرون به وفسرته رواية شيفرة دافنشي. وما النتائج التي وصل إليها براون عن هذا العصر إلا دعوات وجهها القرآن الكريم منذ قرون خلت إلى أهل الكتاب النصارى واليهود: يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى" مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم (المائدة: 171).
المراجع
كل المراجع هي لرواية شيفرة دافنشي، الطبعة الإنجليزية