انهم يجهلون اسم الابن الاله ؟

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

الرد على مقطع خالد بلكين : الوحي المكتوم المنهج و النظرية ج 29 (اشاعة حول النبي محمد) » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | الإعجاز في القول بطلوع الشمس من مغربها » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | لمسات بيانية الجديد 8 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنهما بعمر السادسة و دخوله عليها في التاسعة » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | المصلوب بذرة ( الله ) ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | كاهن يعلنها بصدق من داخل الكنيسة : الإسلام أكثر منطقية من المسيحيّة ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | إجابة عن سؤال : من نسب لله الصّاحبة و الولد ؟؟ » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | Moses PBUH in the river » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | قـُــرّة العُــيون : حلقة 01 » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

انهم يجهلون اسم الابن الاله ؟

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: انهم يجهلون اسم الابن الاله ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    19
    آخر نشاط
    01-04-2006
    على الساعة
    11:22 PM

    افتراضي انهم يجهلون اسم الابن الاله ؟

    حقائق عن المسيحية:

    النصارى لا يعرفون اسم الابن الاله الذي يعبدونه

    ربما يكون هذا الامر غريبا للغاية ،بل قد يندهش الكل اذ نعلن ان اتباع الديانة المسيحية ،وعلى مدار الفي سنة من الزمن ،لم يكونوا يعرفون الاسم الحقيقي لسيدنا عيسى بن مريم المعتبر عندهم ربا والها، وانهم لم يهتدوا الى معرفة اسمه الى حد الان ،لكنها الحقيقة الصارخة واليكم بيانها :
    ضمن اسفار العهد الجديد ولدى الفكر المسيحي عموما يمكن ايجاد جملة وافرة من الاسماء ،تلحق دوما بالشخص الذي ولد من العذراء مريم على انها اسماء تشريف والقاب مجد لائقة بتلك الشخصية، فنجد اولا الاسم "عمانوئيل" الذي يفيدنا به البشير متى في انجيله (23:1) اخذا عن اشعياء (14:7) . ثم "الرب" المشار اليه في المزمور المئة ،وابن داوود الوارث عرش ابيه ....ابن العلي...كلمة الله المتجسدة ...الحمل الوديع ...الرافع الخطية ...الابن الاله المساوي لابيه ...الاقنوم الثاني من جنس الاب ....باكورة القائمين ....قاهر الموت ...الفادي ...صانع الخلاص لبني البشر...متمم خطة الله الرائعة...رب المجد والزمان.....وغير ذلك من الاسماء الفخمة الكثيرة .لكننا عند الدراسة نجد ان كل هذه الاسماء الفضفاضة لا يمكنها بحال ان تتوافق مع حال سيدنا عيسى وحياته ،وان لا واحدا منها يصلح له اسما .
    1- ففيما يختص بالاسم "عمانوئيل "،كان البشير متى وحده المنفرد باطلاقه على عيسى بن مريم ،معتمدا في ذلك على الفقرة 14 من الاصحاح 7 من سفر النبي اشعياء ،محاولا ان يفهم الكل ان اشعياء قد سبق وان بشر بالمسيح الذي يؤمن به النصارى ،لكن عند التحقيق يتضح سريعا زيف ما خطه متى : فاولا النص الذي نقله متى محرف عن النص الاشعيائي الذي فيه "ها العلمة تحبل وتلد ابنا ويدعى اسمه عمانوئيل" فحرف متى او مترجم انجيله لفظة "العلمة"الى عذراء ،وهذا وحده كاف لرد البشارة .وثانيا الحادثة التي يذكرها سفر اشعياء والتي تاتي ضمنها هذه البشارة المتضمنة للاسم "عمانوئيل "لا تتوافق ابدا مع حادثة ميلاد سيدنا عيسى ،اذ بالعودة الى سفر النبي اشعياء نجد مفاد البشارة ان رصين ملك آرام وفقح بن رمليا ملك اسرائيل اتحدا لاجل محاربة احاز ملك اورشليم ،فخافهما الاخير خوفا شديدا ،عندها اوحى الله الى النبي اشعياء ان يطمئن الملك احاز ويعلمه انهما لن يقدرا له على ضر ،وان ملكهما سيزول وارضهما ستخرب .وعلامة ذلك ان امراة شابة (هذا معنى لفظة علمة ،وقد ذهب الدكتور بلسن الى انها زوجة النبي اشعياء نفسه)تحبل وتلد ابنا يدعونه عمانوئيل .وقبل ان يبلغ هذا الغلام الحلم يتحقق وعد الله القاضي بخراب ملك راصين وفقح .وقد تم هذا الامر كله قبل ميلاد عيسى بن مريم بحوالى 700 سنة (راجع اظهار الحق للشيخ رحمة الله الهندي ج1ص235) .والاهم بعد هذا كله هو ان لا احد من المسيحيين فضلا عن باقي كتبة الانجيل ذكر ان عيسى بن مريم دعي يوما عمانوئيل ،حتى متى نفسه الذي ساق لنا البشارة الاشعيائية امتنع فجاة عن تسمية عيسى بهذا الاسم . وعليه لا يمكن اعتبار عيسى بن مريم انه "عمانوئيل"
    2- اما اسم "الرب" فتصر الكنيسة والفكر المسيحي عموما على ان اول من اطلقه على المولود من مريم هو داود الملك ،في واحد من مزاميره الكثيرة ،تحديدا المزمور المئة حيث يقول:"قال الرب لربي اجلس عن يمتني حتى اجعل اعداءك موطئا لقدميك".لكن عند التحقيق يتبين ايضا زيف هذا المزعم ،اذ الاصل في المزمور ان الفقرة جاءت هكذا :"قال الرب لسيدي اجلس...الخ" وليس "لربي" كما تحاول الكنيسة افهامنا .و المعني بالبشارة هنا هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،لا سيدنا عيسى (سنحقق هذا الامر لاحقا ).
    ثم متى كان اعداء عيسى بن مريم تحت قدميه؟اليس تفيد الاناجيل كلها ان ابن مريم عليه السلام قد لاقى الويل من اليهود ،وانه قضى جل حياته طريدا في البرية متنقلا بين المدن ،ثم كانت آخرة امره ان القي عليه القبض ليلا كواحد من اللصوص ،فصفع وجلد واستهزا به ثم قتل اخيرا على الصليب؟ من كان موطئا لقدمي الاخر بحسب شهادة الانجيل :المسيح ام اعداؤه؟..... الجواب مطلوب من الكنيسة ،وابن مريم لا يصلح له لقب "الرب".
    3- ايضا من الاسماء التي يجعلها الانجيل لسيدنا عيسى لقب" ابن داود"،وهذا من اكبر الاباطيل ،اذ المسلم به حتى من قبل الكنيسة هو ان عيسى بن مريم ولد من غير اب وعليه تكون نسبته الاصل من جهة امه .والسيدة مريم عليها السلام لاوية ،من ذات سبط موسى النبي عليه السلام ،يفهم ذلك مما كتب لوقا في انجيله (36:1) اذ افاد ان السيد زكريا وزوجته اليصابات لاويان ،وذكر ان مريم كانت قريبة لاليصابات (نسيبتها) ،فينتج عليه اذن ان مريم وابنها عيسى لاويان. والزعم ان عيسى يتصل من جهة الناسوت بنسب يوسف النجار ،الذي هو:"من بيت داود وعشيرته "كما يصرح لوقا (4:2) باطل ،لان :
    1- يوسف النجار لم يكن ابا لعيسى بن مريم ،بل كان زوج امه كما يعتقد النصارى .فلا يمكن ان ينتسب اليه .
    2- اذ نسلم ان عيسى من جهة الجسد كان ابنا للنجار يلزم الا يكون ابنا لله ،اذ لا يعقل ان يكون الولد ابنا لاثنين .او نلحق النجار نفسه بالالوهية فتكون له ايضا نسبة سرية ازلية الى الله الاب ،فيصبح عدد الاقانيم خمسة (الاب ،الابن،الروح القدس، مريم العذراء، يوسف النجار). والابناء الذين يذكرهم الانجيل اخوة ليسوع من امه ،لماذا نهملهم وقد جاؤوا من الرحم المقدس؟ الحقهم واجعل عدد الاقانيم ما شئت ،او احذفهم والذي انجبهم لا يهم ،المهم ان عقيدة الكنيسة –على اي فرض فرضت- ستبطل.
    3- نظام الزواج اليهودي ،الذي حتما خضعت له مريم بحكم انها يهودية ،يمنع اختلاط الاسباط بعضها ببعض ،بل يحتم ان يتزوج كل فرد يهودي بواحدة من سبطه ،حتى لا تختلط الاسباط والمواريث ( انظر سفر العدد36 :6- 9 ).وعليه اما ان يكون يوسف النجار لاوي الاصل حتى يحق له الزواج بمريم اللاوية ، فيبطل والحال هكذا ان يكون من عشيرة داود وبالتالي يمتنع ان يكون عيسى المنسوب اليه من جهة الجسد ابنا لداود،واما ان لا تكون مريم لاوية ،وهو ما لا تقول به الاناجيل (لوقا تحديدا) .
    4- قاصمة الظهر هي ان مريم عليها السلام لم تعرف زوجا ولا عشيرا ،كما يحاول الانجيل افهامنا ،بدليل انها صرحت للملاك جبرائيل لما بشرها بالحبل المقدس انها لم تعرف رجلا ،قالت :"كيف يحدث هذا وانا لست اعرف رجلا " (لوقا 34:1)، فلو كانت مخطوبة ليوسف لقالت :كيف يحدث هذا وانا لما اتزوج .ام تراها والعياذ بالله كانت تكذب على الملاك ؟ هل والدة الاله المقدسة تكذب ؟.الحق اذن ان مريم عليها السلام لاوية ،لم تكن من عشيرة داود ولا تزوجت برجل من سبطه حتى ينتسب ابنها اليه او الى داود .
    ثم هل ورث عيسى عرش داود وملكه ؟ هل اعطاه الله كرسي ابيه ؟ لو حدث لما اشتكى كما في الانجيل :"للثعالب اوجار ،ولطيور السماء اوكار ،اما ابن الانسان فليس له مكان يسند اليه راسه "( متى 19:8-20 لوقا 58:9) .وكفى شهادة الاناجيل انه عليه السلام عاش كل عمره فقيرا متنقلا في البرية ،تؤويه الاكواخ والبيوتات البسيطة دليلا على انه ما نال شيئا من الملك ،بل يفهم مما كتب يوحنا ان عيسى عليه السلام كان زاهدا في الحكم هاربا من التملك (يو 15:6)
    4- حمل الله،الحمل الوديع :اول من اطلق هذا اللقب على سيدنا عيسى هو يوحنا المعمدان ( يحي بن زكريا عندنا) ،يفهم ذلك من الانجيل الرابع اذ فيه :"وفي اليوم التالي رآى يوحنا يسوع آتيا نحوه ،فهتف قائلا :هذا هو حمل الله الذي يزيل خطية العالم "
    واول ما يجب ذكره بهذا الصدد هو ان مؤلف الانجيل الرابع ليس يوحنا الحواري يقينا ،بل احد تلامذة مدرسة الاسكندرية ،شهد بهذا ما جاء في دائرة المعارف البريطانية ،التي اشترك في تاليفها 500 عالم من علماء النصارى .جاء في الدائرة ما نصه :" اما انجيل يوحنا فانه لا شك كتاب مزور ،اراد صاحبه مضادة اثنين من الحواريين بعضهما ببعض هما القديس متى ويوحنا ،وقد ادعى هذا الكاتب المزور في متن الكتاب انه هو الحواري الذي يحبه المسيح ،فاخذت الكنيسة هذه الجملة على علاتها وجزمت ان الكاتب هو يوحنا الحواري ووضعت اسمه على الكتاب نصا مع ان صاحبه ليس يوحنا يقينا ، ولا يخرج الكتاب عن كونه مثل بعض كتب التوراة التي لا رابطة بينها وبين من نسبت اليه..."
    اذن كاتب الانجيل الرابع لم يكن معاصرا ليوحنا المعمدان حتى نطمئن الى انه نقل عنه الشهادة لعيسى عليه السلام متضمنة للاسم :"حمل الله " ،هذا اولا . وثانيا ان باقي كتبة الانجيل ،ومرقس خصوصا ،ذكروا ان عيسى ابتدا كرازته لما وضع المعمدان في السجن ( لا باس ان نذكر ان المعمدان عليه السلام لم يسجن مطلقا ،وان هيرود لم يقتله كما تفيد الاناجيل ولاحقا سنوضح هذا كله ) وان اللقاء بين عيسى والمعمدان لم يحدث الا مرة واحدة في نهر الاردن ،لما جاء عيسى الى يوحنا لاجل الاعتماد ،فكيف رآى يسوع ثانية حتى يشهد له انه الله ؟ لقد كان بحسب الانجيل في السجن . والذي يبطل الشهادة باللقب اكثر هو انا نجد في الانجيل (متى 11 :1 -6 لوقا 7:18 -23)ان المعمدان بعث من سجنه يسال يسوعا :"اانت هو الاتي ام ننتظر اخر "،فان لم يكن عرفه كيف يشهد له انه "حمل الله" ويجعله له لقبا ؟ .
    5- ومن الالقاب التشريفية التي يذكرها الفكر المسيحي لعيسى بن مريم لقب "باكورة القائمين" لانه وفقا للمعتقد المسيحي قد قام من الموت ،فكان ذلك علامة قهر للموت ودليل غلبة ،لكننا لا ندري لماذا تتجاهل الكنيسة ان غير عيسى بن مريم ممن سبقه قد حدث له ان قام من الاموات . هذا سفر الملوك الاول الذي تقدسه الكنيسة يذكر صراحة ان نبي الله ايليا التشبي ( الياس المذكور في سورة الصافات )قد احيا ميتا ،ابن المراة الصيدونية ،وذلك بان "تمدد على الولد ثلاث مرات وصرخ الى الرب وقال :الهي لترجع نفسهذا الولد الى جوفه،فسمع الرب لصوت ايليا ،فرجعت نفس الولد الى جوفه فعاش " (ملوك اول 17: 17 – 24 ). فهذا الولد قد قام من الموت قبل ان يولد عيسى بن مريم ويصلب ويقبر ويبعث من الاموات (على الزعم المسيحي )بمآت السنين .بل الانجيل نفسه يشهد ان غير عيسى قام من الاموات ،اذ قد ذكر متى (41:27 وما بعدها) انه بعدما اسلم يسوع الروح انشق حجاب الهيكل "والقبور تفتحت وقام كثير من اجساد القديسين الراقدين ،وخرجوا من القبور ودخلوا المدينة المقدسة ،وظهروا لكثبرين ". وابنة ارملة نايين (لوقا 7 : 11 – 17 )،وابنة رئيس المجمع (متى 9 : 18 – 26 ) ،والعازر اخو مريم ( يوحنا 11 : 38 – 44 ) ،هؤلاء جميعا احياهم عيسى بن مريم نفسه واقامهم من الاموات ،فكيف اذن يكون هو باكورة القائمين ؟ لا جواب الا ان نقول ان هذا اللقب لا يوافق حال عيسى بن مريم عليه السلام .
    6- كلمة الله المتجسدة :نؤمن نحن المسلمون ان سيدنا عيسى بن مريم كلمة الله :" وكلمته القاها الى مريم وروح منه " " ان الله يبشرك بكلمة منه " لكن شتان ما بين ايماننا وايمان النصارى فيما يختص بهذه التسمية ،فعندنا ان كل شيئ خلق بدءا بكلمة الله " انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون " فالاشياء الاولى كلها خلقها الله بكلمته ،ثم بعدا ولحكمته البالغة رتب للاشياء اسبابا ومسببات ،فصارت الشجرة تاتي من البذرة والدجاجة من البيضة والانسان من النطفة ...وهكذا .والاصل فيها كله انها خلقت اول الامر وفق ارادة الله بكلمته .(لا اريد ان اتوسع اكثر فالامر مفهوم لدى عموم المسلمين ،مع الاشارة الى انه حتى التوراة تقر هذا الامر اذ فيها " وقال الله ليكن نور ،فكان نور ....ليكن جلد في وسط المياه ...فكان كذلك ...لتجتمع المياه تحت السماء ...وكان كذلك ....وقال الله لتنبت الارض عشبا ....وكان كذلك ..... انظر التكوين الاصحاح الاول كله ).
    فيما يختص بميلاد سيدنا عيسى الله ابطل الاسباب المتعارف عليها في خلق البشر ،فلم يكن هناك رجل يتزوج مريم ليلقي نطفته في رحمها تلقح بويضات الرحم ،بل كان الامر كله على وفق اول طريقة ،تماما كما الحال مع ادم الذي لم يدخل الرحم ولا خرج من صلب رجل سابق .لذلك يربط القران الكريم حادثة ميلاد عيسى بن مريم بحادثة خلق ادم "ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم ...الاية " ،حتى عيسى نفسه اكد هذا الامر من خلال الانجيل 70 مرة حيث كان يقول في التعريف عن نفسه "ابن الانسان " (الانسان في التوراة والعرف اليهودي عموما هو علم لادم خاصة "وقال الرب هو ذا الانسان صار كواحد منا عارف بالخير والشر " يقصد ادم ) .فقول سيدنا عيسى عن نفسه انه ابن الانسان يقصد به ابن ادم ،لقد كان عليه السلام يصر دوما على ربط نفسه بادم الانسان ليقدم بذلك جوابين :الاول للمتحيرين في طريقة مجيئه ،اراد ان يقول لهم اعجبوا بالحري من طريقة مجيئ ادم ،فقد خلق من غير ما ابوين . والثاني لاولئك الذين رفعوه فوق قدره ، ياكد لهم انه ابن انسان لا ابنا لله كما يكفرون .
    لكن الكنيسة لا ترى الامر على وفق هذا المنهج ،بل تجعل كلمة الله اقنوما متميزا ،ثم مشاكلا لله مساو له في ذات الوقت ، وتزعم انه بهذا الاقنوم خلقت الاكوان ، ومن الاباطيل التي يرددها بعض علماء الكنيسة قولهم :" ان اليد التي دقت عليها المسامير حال الصلب هي ذاتها التي سبرت السماء وانشات الارض والجبال " .
    وقد كان اول من اطلق اسم" الكلمة " على سيدنا عيسى هو الانجيل الرابع ( المزور) اذ نجد في ديباجة هذا الانجيل ما نصه :" في البدء كان الكلمة ،والكلمة كان مع الله ، وكان الكلمة هو الله " .ومعلوم الان اكثر من اي وقت مضى ان هذا الكلام مجرد فلسفة افلوطونية ، نادى بها من قبل صاحب الانجيل فلاسفة كثر ،اشهرهم الفيلسوف افلوطين الاسكندري ولااظن اننا في حاجة الى التوسع لاجل شرح فلسفة" اللوغوس "حتى نبين انها لا تتطابق مع ما يعتقده الكنيسة من فلسفة الثالوث . لكننل نقول ان هذا من الادلة على ان الانجيل الرابع ليس من تاليف يوحنا الحواري ، اذ قد ذكر سفر الاعمال ان يوحنا ، التلميذ الحق لعيسى بن مريم ، كان عاميا من جهة المعرفة وخاليا عن الاحاطة بالمعارف والعلوم ، جاء في سفر الاعمال ( 4"13 ) ما نصه :" فتعجب المجتمعون من جراة بطرس و يوحنا لما عرفوا انهما غير متعلمين ، وانهما من عامة الشعب " ، في حين ان الانجيل المنسوب اليه زورا ياتي على درجة من الفلسفة العميقة . ايضا وجد على هرم ايزيس بجهة " صا الحجر " من اعمال مصر نقش قديم يقول :" انا كل شيئ وكل شيئ كائن وكل شيئ سيكون ، ومحال على من يفنى ان يزيل النقاب الذي تنقب به من لا يفنى " ( الله ذاتا وموضوعا ع الكريم الخطيب ص 325) .والملاحظ ان بداية القول تتشابه الى حد كبير مع ما سطره مؤلف الانجيل الرابع في الديباجة ، ما يعني انه قد اخذ هذا القول من تمة ، او على الاقل احاط بفلسفة مدرسة الاسكندرية ومعارف المصريين .وقد شهد بذلك شاهد من علماء المسيحيين ، قال استادلن احد علماء الكتاب المقدس :" ان كافة انجيل يوحنا تصنيف طالب من طلبة مدرسة الاسكندرية ، ولقد كانت فرقة الوجين في القرن الثاني تنكر هذا الانجيل ، وجميع ما ينسب الى يوحنا "
    على انه مهم ان نذكر ان لفظة " الكلمة" لها اصل في سابق الاسفار المقدسة ، وانها تاتي في العهد القديم والفكر اليهودي عموما معبرة عن وعد الله لابراهيم . ذلك الوعد الذي قطعه الله على نفسه ان يمكن لنسل ابراهيم في الارض ويمنحهم الخلاص . والحقيقة هي ان اليهود قد نظروا الى لفظة " الكلمة " على الدوام انها ذات دلالة معنوية بحيث لا يمكنها بحال ان تتحول الى جسد او ان تاتي في شكل بشر . صحيح انهم امنوا ان الوعد الالاهي يتحقق من خلال ظهور رجل عظيم ، وهذه حقيقة ، لكنهم ابدا ما فهموا ان هذا الظاهر سيكون كلمة حسبما يعتقد المسيحيون .او ان هذه اللفظة تكون له اسما علما .
    وحينما نقرا في سفر ارمياء قوله :" ثم صارت كلمة الرب الي قائلا : ماذا انت راء يا ارمياء ؟فقلت : انا راء قضيب لوز ، فقال الرب : احسنت الرؤيا لاني انا ساهر على كلمتي لاجريها " ، لا يجب ابدا ان نفهم ان كلمة الرب الذي هو ساهر لاجل اجرائها تعني بالضرورة تحولها الى شخص ، بل يجب ان تفهم على اساس انها وعد بمجيئ شخص . ومن دونما خروج عن الموضوع نقول ان هذا الشخص الموعود به هنا وفي باقي اسفار العهد القديم انما هو سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – لا عيسى بن مريم كما قد يعتقد ، بدليل ان الفقرات السابقة لما ذكرناه من سفر ارمياء تقول :" قبلما صورتك في في البطن عرفتك ، وقبلما خرجت من الرحم قدستك ، جعلتك نبيا للشعوب ، فقلت اه يا سيد اني لا اعرف ان اتكلم لاني ولد ، فقال الرب لي لا تقل اني ولد لانك الى كل من ارسلتك اليه تذهب وتتكلم بكل ما امرك به لا تخف من وجوههم لاني انا معك لانقذك ، ومد الرب يده ولمس فمي وقال لي ها قد جعلت كلامي في فمك ، انظر قد وكلتك اليوم على كل الشعوب والممالك لتقلع وتهدم وتنقض وتبني وتغرس… "
    فقوله :" قبلما صورتك في البطن عرفتك …."فيه موافقة شديدة لما اخبر به النبي –صلى الله عليه وسلم –عن تاريخ نبوته اذ قال : اني عند الله نبيا وان ادم مجندل في طينته ، او كما قال صلى الله عليه وسلم . وقوله : جعلتك نبيا للشعوب ، الكل يعلم ان عيسى بن مريم لم يبعث الى كل الناس بدليل قوله في الانجيل :ما جئت الا الى الخراف الضالة ،بيت اسرائيل ".اما النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو الوحيد الذي بعث الى عموم البشر ، وقد كان دوما يصرح من خلال القران بهذا الامر :" وما ارسلناك الا كافة للناس " " قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا "…
    قوله : قلت اه يا سيد اني لا اعرف ان اتكلم …." موافق للغاية لحال النبي صلى الله عليه وسلم ، اذ لما جاءه الوحي في غار حراء وطلب منه ان يقرا كان جوابه الفوري : ما انا بقارئ . يرددها ثلاثا . ومعنى "ولد" في بشارة ارمياء تعني " الصغر" اي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان صغيرا عن العلم والتعلم ، فكل من كان تحت الشيئ كان صغيرا عنه .والمعروف انه كان اميا لا يكتب ولا يقرا ، في امة امية كحاله لا تكتب ولا تقرا . فكان من هذه الوجهة صغيرا في امة صغيرة ، وكان اخر الانبياء فكان اصغرهم . فعلمه ربه ما لم يكن يعلم ورفع له شانه وارسله الى الناس كافة يتكلم باسم الله ويبلغ عنه منصورا بالايات والحجج والملائكة والمؤمنين ، وقد انقذه الله من مكر كل من اراد به كيدا تماما كما وعد هنا :"انا معك لانقذك يقول الرب " . اما عيسى بن مريم فقد ذكر الانجيل انه احيط به ليلا ونال من عظيم البلاء ما لا يتصور ، وعندما طلب من ابيه ان يمرر عنه هذه الكاس لم يستجب له ، حتى مات – على ما ذكروا –بئيسا ساخطا صارخا عند موته:" الوي الوي لما شبكتني " ( لماذا اوقعتني في الشبكة ،غررت بي ،اوقعتني في الورطة . هذا نشرحه في مداخلات لاحقة ).
    قوله:" مد الرب يده ولمس فمي وقال لي ها قد جعلت كلامي في فمك " يطابق حال محمد صلى الله عليه وسلم للغاية فقد جعل الله كلامه القران على فم نبيه ، فكان ياتيه الوحي فيلقي في روعه ما شاء الله ويلقنه ما اراد الله ان يلقنه ، فيبلغه صلوات الله عليه من دون ان يحيط بكتابته او خطه علما ، فكان ينطق باسم الله ولا يحسن كتابة القران . ومن قبل قالت التثنية (18 : 18 -20 ) :" واجعل كلامي في فمه فيتكلم بكل ما اوصيه به " .
    وقد وكل الله نبيه على الشعوب كلها يقلع الكفر ويهدم الشرك ، وينقض صروح الطاغوت حتى بنى مملكة الاسلام ، وغرس اشجار الايمان .فصلى الله عليه وسلم وبارك كثيرا كثيرا .
    عموما الكلمة في الفهم الديني تعني :
    1- وعد الله لابراهيم بتكثير نسله وتمكينهم في الارض ، وهذا لا يناسب حال عيسى بن مريم اذ شتان ما بين الكلمة الوعد التي هي امر معنوي ، وبين " الكلمة صار جسما وحل بيننا وراينا مجده مجدا "
    2- مجيئ شخص عظيم يجسد هذا الوعد من دونم ان يكون هو كلمة : وهذا ايضا لا يتوافق وحال عيسى اذ ان هذا الشخص العظيم لا بد ان يكون بشرا ،كما وعدت الكتب ، وعيسى عند اتباعه اله . ثم ان ادلة اخرى كثيرة تفيد ان هذا الاتي هو محمد صلى الله عليه وسلم لا غيره .
    وعليه لا يكون عيسى بن مريم " كلمة الله " الا كما يفهم المسلمون ،ولان الكنيسة تابى الايمان بما يقرره الاسلام من كون عيسى كلمة الله ، ثم لا تحسن ان تقدم الدليل على صدق اعتقادها فيما يتعلق بفهمها للكلمة ،لاجله لا يكون لقب "كلمة الرب" صالحا لعيسى عليه السلام .
    7- ابن الانسان : كان الوحيد الذي اطلق على سيدنا عيسى بن مريم هذا اللقب هو عيسى نفسه ،ونستطيع من خلال الاناجيل ان نحصي هذه اللفظة اثنتان وسبعين مرة ،منها اثنتان جاءتا على لسان ابني زبدى في حق عيسى .اما السبعون الباقية فقد تولى عيسى ذاته اطلاقها على نفسه ،تعبيرا عن ذاته واشارة الى بشريته وانه كادم من حيث الخلقة ،وانه ابنه من حيث الانتساب . و" ابن الانسان "كما هو واضح لا تفيد تشريفا مميزا ولا تعني سمو مقام خاص .بل هي الضد المنافي للقب "ابن الله" الذي تطلقه المسيخية على عيسى عليه السلام.
    ولان جميع البشر هم بالضرورة ابناء ادم ،فان هذا اللقب لا يمكنه بحال ان يكون العلم الخاص بسيدنا عيسى بحيث لا يشاركه فيه اي انسان ،بل الحق انه مما يليق قاسم شركة لكل البشر يجوز اطلاقه على اي كان .وقد بينا فيما سلف ان سيدنا عيسى ما اطلقه على نفسه الا لاجل مجاوبة الناس عن سؤال ماهية نفسه ،وان مراده منه هو دفع تعجب الناس من ميلاده الغريب .
    8- المعلم: ايضا ياتي من القاب سيدنا عيسى في الانجيل لفظة "المعلم" ، وهي عموما تعني مقدم التعليم ، وهذا اللقب كسابقه لا يفيد التشريف المميز الذي يخرج به حامله عن طبيعة الانسان ،كما لا يمكن الصاقه بعيسى وحسب اذ الكل يعلم ان كل من يقدم تعليما يدعى معلما ،وقد كان جميع الانبياء ورجالات الله السابقين ظهورا عن عيسى بن مريم معلمين ،وكلهم دعي من قبل اتباعه " المعلم" . بل انه حتى كهنة اسرائيل الصالح منهم والطالح كان له حق التسمي بهذا الاسم . فلا يمكن القول اذن ان الاسم الخاص لسيدنا عيسى هو "المعلم" ، هو فقط اسم مهنة يشاركه فيه الكثير من المعلمين .
    9- الراعي الصالح : هذا ايضا مما اطلق على سيدنا عيسى من الالقاب ،لكنه ليس اسما له بالضرورة . انه شبيه الى حد بلقب المعلم ،اذ لاجل ان سيدنا عيسى كان يتعهد تلامذته بالتعليم والتقويوم الديني تماما كما يتعهد الراعي خرافه فيتخير لها ما يصلحها من المرعى والطعام ،جاز من من قبيل المشابهة ان يكون عيسى عليه السلام راعيا وصالحا .وقد كان اول من اطلق هذا اللقب على سيدنا عيسى هو الانجيل الرابع . بعده جاءت كنائس كثيرة ومنظمات دينية عدة تنتسب الى هذا اللقب وتجعله لها عنوانا .ونستطيع ان نجد : اسقفية الراعي الصالح ، كنيسة الراعي الصالح ،.....حتى انه توجد مطبعة تحمل هذا الاسم ، تشرفا بالطبع او ادعاء التشرف .
    اللقب عموما مقبول ، لكن يمكن ان نسجل عليه مطاعن :
    1- ان عيسى بن مريم رفض ان يكون صالحا او ان يدعوه احد بهكذا لقب ، اذ لما تقدم اليه احدهم مستنصحا ماذا عليه ان يعمل حتى يرث الابدية ، مستعملا في خطابه تجاهه لفظة " الصالح" اعترض عليه وقال له مستفهما باستنكار :"لمادا تدعوني الصالح ، ليس صالح الا واحد هو الله " ( ) .
    2- ان الانجيل الرابع الذي ذكر ان سيدنا عيسى راعيا وصالحا افادنا بالموازاة بما يجعل هذا اللقب غير صادق ، اذ فيه ان عيسى قال :" انا الراعي الصالح ، جميع الذين جاؤوا من قبلي كانوا لصوصا وسراقا ، لذلك الخراف لم تسمع لهم " . فهو جعل الانبياء الذين اتوا قبله لصوصا وسراقا ، ومحاولوا خطف القطيع ، وهذا القطيع لم يسمع لهم . لكن الحقيقة هو ان اتباع النبي موسى ( الذي هو بدوره راع ) كانوا وقتئذ اكثر من اتباع عيسى نفسه ، فكيف يزعم الانجيل ان القطيع لم يسمع لغير عيسى . بل الواقع هو ان القطيع لم يسمع لعيسى ذاته بدليل انه ما كان له من الاتباع الا اثنا عشر تلميذا مختارا ، وبعضا من العامة قد لا يصلون الى المئة في احسن الاحوال وعلى اكبر قدر من التسامح . فلو اننا نتمسك بما يقوله الانجيل فسنجد والعياذ بالله ان عيسى بن مريم هو اللص جاء لاجل سرقة الخراف فلم تسمع له ، بل قتلته .
    3- عندما يكون عيسى بن مريم راعيا وصالحا فهو اذن مثل موسى الذي رعى شعب اسرائيل اول زمن ، ومثل داود وصموئيل ، وجميع قضاة اسرائيل ومدبريهم ، فلا يكون الها كما تزعم الكنيسة .
    *****
    اما فيما يتعلق بباقي الالقاب المطلقة نعتا على سيدنا عيسى من قبل اتباع الديانة المسيحية ، والتي تحمل في طياتها دلالات التاليه مثل :ابن العلي ...رب المجد ...رب الزمان ...الاله الابن...الاقنوم المساوي لابيه ...وغيرها من الالفاظ والتسميات فهي ابدا لا تصدق على سيدنا عيسى الا اذا تم التسليم انه ابن الله فعلا . وهذا الامر ابطله العقل ومناظرة المسيحيين .لا اريد ان افتح ههنا جبهة مناظرة ،على الاقل هذه المرة ،اكتفي بما يعلمه الكل عن بطلان معتقد المسيحيين .واظن ان في الانجيل ذاته ردودا مقنعة تفيد ان ابن مريم لم يكن ابدا من جنس الاله .ويكفي ان نسوق لاجل التدليل على هذا تصريحات عيسى نفسه التي كشف بها عن ذاته وطبيعته ،فاولا هو لم يذكر ابدا انه الله او ابنه او مجانسا له ، بعدا ذكر الانجيل ان عيسى بن مريم قال :"لا يكون النبي بلا كرامة الا في وطنه " فحكم على نفسه انه مجرد نبي .و عندما جاء الى احياء العازر قال متوسلا الله امام جموع كثيرة :"قلت هذا لاجل الجمع الواقف حولي ليؤمنوا انك انت ارسلتني " (يو ) ،فصرح انه مرسل ( مكلف برسالة ، والمكلف لا يكون ربا ولا يساويه) .بل كفى منه وصف نفسه بلقب "ابن الانسان" دليلا على عدم مساواته لله .
    تم ان نظرة المعاصرين له كانت دوما على هذا الاساس ،انه نبي وبشر ،جاء في انجيل متى (21 : 10 – 11 ) ان عيسى بن مريم لما دخل اورشليم دخوله الاخير تساءل الناس :"من هو هذا ؟ فاجابت الجموع : هذا هو يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل ". وفي لوقا حكم اثنان من تلامذة عيسى ( تلامذته اي اعرف الناس به )انه مجرد نبي ،اذ لما ظهر عيسى للاثنين المنطلقين الى عمواس ،وسالهما عما يتحدثان به اجاباه :"اانت وحدك الغريب النازل في اورشليم ولا تعلم .........ما حدث ليسوع الناصري الذي كان نبيا مقتدرا في الفعل والقول امام الله والشعب كله " (لو 24 : 13 – 19 ) ، فكيف يكون بعد هذا "رب الزمان واله مجد " ؟.
    ** هذا كله من جهة ،اما من ثانية فقد كان اشهر ما عرف به عيسى بن مريم من الاسماء اثنان ،هما :" المسيح " و" يسوع الناصري " .لكن هل حقا كان سيدنا عيسى هو المسيح؟ وهل ان يسوع هو اسمه العلم الصحيح ؟ ههنا تبدا الغرابة والمشكلة ايضا ،لن استبق الاحداث واقول انهما لا يليقان له اسما ونعتا ،لكني اقول تعالوا نتتبع الامر ، ولنبدا ب : " يسوع الناصري ".
    10- يسوع الناصري : الناصري نسبة الى الناصرة من اعمال الجليل ،هذا الامر عموما بسيط ،ومسلم به للغاية. لكنه من شانه ان يحدث المشكلة للمسيحيين خاصة .ذلك ان المتفق عليه من قبل الفرق المسيحية كلها بناء على شهادة الانجيل هو ان عيسى بن مريم ولد في بيت لحم مدينة داود ، كذا افاد متى ( 2 : 1 – 2 ) ولوقا ( 2 : 1 – 7 ) ، لكن بقليل من التدبر يتبين العكس فاولا لو ان عيسى ولد في بيت لحم حقيقة لكان يجب ان ينسب اليها فيقال " بيتلحمي" لا " ناصري " . ودعوى متى ان عيسى سكن بعد العودة من مصر الناصرة فلاجله دعي ناصريا مردود ، لان عيسى لم يذهب الى مصر مطلقا ، ويكفي ان متى جعل نسبة عيسى الى الناصرة مرتبط ببشارة كتابية قديمة دليلا على بطلان قوله ، اذ لا يوجد في العهد القديم كله ما يفيد ان الاتي يكون ناصريا ( امتلك نسخة من الكتاب المقدس ، مشتركة الطبع بين فرنسا و بريطانيا حرص محققوها بكثير من المكر على ربط البشارات التي يذكرها العهد الجديد انها في حق عيسى باصولها في العهد القديم لكن امام ما يذكره متى بخصوص دعوى المسيح انه يكون ناصريا انتفى كل مكر للمحققين المساكين ، وخانهم العلم فاهملوا البشارة واهملوا الحاقها بالاصل . انه لا اصل لها.(
    ولاجل تاكيد هذه الحقبقة ان عيسى بن مريم لم يولد ببيت لحم ، وان القصة كلها ملفقة علينا ان نذكر ان انجيل متى فقد اصله وان المتبقى منه مجرد ترجمة مجهولة المحرر ، شهد بهذا علماء المسيحية ومن سابق زمن ، قال صاحب ذخيرة الالباب :"ان القديس متى كتب انجيله في السنة 41 للمسيح ، باللغة المتعارف عليها يومئذ في فلسطين وهي العبرية او السيرو كلدانية ........ ثم ما عتم هذا الانجيل ان ترجم الى اليونانية ، ثم غلب استعمال الترجمة على الاصل الذي لعبت به ايدي النساخ الايونيين ومسخته بحيث صار ذلك الاصل هملا بل فقيدا " . وقال غيره ايضا قريبا من هذا القول (انظر محاظرات في النصرانية ص 117 وما بعدها ).
    ثم زيادة على هذا الاصحاحان الاولان – حيت الاشارة الى ان عيسى ولد في بيت لخم –لا يلقيان تاييد علماء المسيحية ، وقد حكم نورتن خاصة انهما الحاقيان ما كتبهما متى، قال :"ان البابين الاولين من انجيل متى ليسا من تاليفه يقينا "( ارجع الى اظهار الحق ج1ص 301 )
    اما شهادة انجيل لوقا فلا يمكن الاعتماد عليها ايضا ،لاجل:
    1- ان لوقا لم يكن معاصرا ودعوى الهاميته لم تعد تقنع حتى المغفل ، ويكفي لاجل ردها تصريح لوقا نفسه في ديباجة بشارته انه كتب من مجرد التلقائية ، قال :" رايت انا ايضا ان اكتب اليك ايها العزيز ثاوفيلس ....." فلم يشر الى ان الروح القدس عاضده .
    2- افاد لوقا ان يوسف النجار صعد بمريم الى اورشليم لاجل الاكتتاب ، وحينها وضعت مولودها في بيت لحم . وقد سبق وان ذكرنا ان نسب يوسف لا يجانس نسب مريم فلا يصح لهما الزواج بخسب حكم التوراة ( عدد) ، وان مريم لم تتزوج اصلا ولا عرفت رجلا ، هي صرخت هكذا ( لوقا 1: 34)
    3- قال لوقا ان الاكتتاب الذي ولد عيسى ابانه حدث : " عندما كان كيرينيوس حاكما لسورية" وهذه وحدها طامة اذ المعروف تاريخيا ان كيرينيوس ما حكم سوريا الا بعد ميلاد عيسى بحوالى 20 سنة ، فهل يا ترى حبلت مريم بعيسى عشرين سنة كاملة منتظرة في ذلك حتى ياتي كيرينيوس فيحكم سوريا بعدها تلد هي في زمن حكومته ؟ (قالوا ان لوقا طبيب، سمعنا عن الخمل الكاذب والحمل المتاخر ، لكن حمل 20 سنة ما رايتها الا عند لوقا الطبيب الحبيب ).
    اذن الشهادة بان ميلاد عيسى كان في بيت لحم مردودة ، لتاتي تعارف الكل على انه " الناصري " دليلا على انه ولد في الناصرة . ودليلا اخر ، هو ان اليهود الذين عاصروا عيسى بن مريم لم ينظروا اليه ابدا على انه بيتلحمي ، بل كان عندهم على الدوام جليلي ، باية انه لما جادلهم السيد نيقوديموس فيما يدبرون بخصوص عيسى اجابوه بالقول : " العلك انت ايضا من الجليل ، ادرس الكتاب تعلم انه لا يطلع ابدا نبي من الجليل "( يو 7: 52) ، فهم شهدوا بجليلية اصله وصادق على ذلك الانجيل فلا مناص اذن من الاخذ بهذا والاعتراف ان عيسى بن مريم فقط ناصري .وهذا ليس اسما ولا لقبا بقدر ما هو نسبة الى وطن منشا وميلاد ، يبقى لنا بعد ذلك النظر في "يسوع".
    - يسوع: هذا الاسم اشهر ما عرف به سيدنا عيسى من الالقاب لدى النصارى ،حتى اعتقد الكل انه اسمه الشخصي ،وقد كان اول من افاد ان ابن مريم سيدعى بهكذا اسم هو متى صاخب الانجيل الاول ،اذ قد ذكر ان ملاكا من قبل الرب ظهر ليوسف النجار في الحلم وامره بامساك خطيبته الحبلى ، لانها ستلد ابنا هو يدعوه يسوع ( متى 1 : 18 – 21 ) . لن اكرر ان مريم لم تعرف رجلا قط وان يوسف النجار لا يجانسها من جهة النسب وان هذا الامر مذكور في الاصحاح الاول من انجيل متى الذي فقد اصله وانه والاصحاح الذي يليه الحاقيان لم يكونا في الاصل .... اقول اختصارا الخكاية كاذبة والشهادة مردودة .لكن غير هذا الانجيل يذكر ان عيسى بن مريم دعي يسوعا ، بل العهد الجديد كله اناجيله ورسائله من وراءه الفكر المسيحي ، من دهور متطاولة الى اليوم يجزم ان اسم الابن المولود من مريم هو يسوع ، فهل حقا ان مريم دعت مولودها بهكذا اسم ؟.ام انه كغيره من الاسماء لا يصلح ؟
    لاجل تسجيل اجابة واضحة وحقيقية فيما يختص بهذا الامر علينا اولا ان نتتبع تاريخ هذا الاسم ، واصله اللغوي ومعناه لنجد ان الاسم ينطق على الدوام بلغة يونانية اوبعبارة ادق بما يتوافق ولغة اليونان ، ولا غرابة في ذلك اصلا اذ المعروف ان جل تراث المسيحية الادبي قد كتب باللغة اليونانية .لاجل انها كانت اللغة السائدة ذلك الابان ، وعندما ناتي الى الاصل الاول للكلمة نجد انها من الانتاج اليهودي وانها من اسماء اعلامهم ، وان النطق الصواب لها هو " يشوع" بالشين المعجمة واذ نقلت الى اليونانية حصل لها الانزياح فنطقت شينها سينا ( الانزياح لايعني التحريف بالضرورة ، في هذه المسالة على الاقل ).
    ولاجل ان اللغة اليهودية من الساميات وان الكلمات فيها تتقارب لتكون ذات مأخذ واحد او عائلة واحدة فلا عجب ان نجد لفظة " يشوع " تنطق بصيغ عديدة ثم لا يؤدي ذلك الى تحريف في المعنى او تغيير حقيقي للمراد ، نستطيع ان نجد في اللغة العبرية : "يوشع ..يشوع ...هوشع ...يهوشع ..." ثم يكون معنى الكل واحدا ، او على الاقل متقاربا . ان معنى هذه الالفاظ كلها يعني في جميع الحالات معنى واحدا هو : الخلاص ، النجاة ، التخليص ، الانقاذ ، الله يخلص ...،وما دار في فلك هذا .حتى لفظة اشعياء التي يتسمى بها واحد من كبار انبياء اسرائيل الاربعة تلحق بهذه الالفاظ في المعنى فيكون مفادها الله يخلص ( راجع تفسير العهد القديم كنيسة العذراء بالفجالة /تفسير سفر هوشع للاب بنجامن / مقدمة سفر يشوع بن سيراخ / مقدمة سفر النبي اشعياء ).
    وعندما ناتي الىتاريخ هذا الاسم نجد ان له لدى شعب اليهود وقعا خاصا على النفس ، لما تضمن من معاني الرجاء ولما فيه من دلالة الخلاص المرتبط بوعد الرب ، لذلك تسمى به العديد من رجالات اليهود العظام ،منهم : هوشع بن بئيري صاحب السفر المعروف ، ويشوع بن سيراخ صاحب سفر الحكمة ( غير معترف به بروتستانتيا ) ، ويشوع رئيس اورشليم في ايام يوشيا الملك (ملوك2: 23: 11 ) ويشوع الكاهن رئيس الفرقة التاسعة من فرق الهارونيين المكرسين للخدمة في الهيكل ( اخبار 1: 24 : 11 ) ويشوع اللاوي الذي كان تحت يد فوري بن يمنة البواب اللاوي ايام حزقيا ( اخبار2 : 31 :15 ) ويشوع او هوشع بن يهوصادق الكاهن الذي سبي الى بابل ثم عاد منها مع زربابل ( اخبار1: 6 : 15 ) ويشوع اللاوي الذي شرح شريعة الرب امام الشعب ايام عزرا ( نحميا 8:7 )وغيرهم كثير .
    لكن اول هؤلاء اليشاوعة واشهرهم على الاطلاق هو يوشع بن نون الذي جاء خليفة لموسى عليه السلام في قيادة شعب اسرائيل . لقد كان هذا الرجل نبيلا للغاية ووفيا لموسى ، لذلك اختاره الرب نبيا وعينه موسى خليفة له وباركه ووضع عليه يديه ( راجع سفر يوشع ) .بعد موت موسى اثبت هذا الرجل جدارته وحسن قيامه بامر الشعب ،واستطاع بحسن تدينه وكبير جهاده ان يعبر الاردن حيث كان التيه الى ارض كنعان ليمتلك اريحا ،محققا بذلك وعد الرب لابراهيم وموسى .ان امتلاك الارض كان بحق خلاصا عظيما بالنسبة للشعب الذي استعبده الفرعون وتاذى كثيرا من من حياة التيه العسيرة ، لاجله حفظ اليهود لابن نون حسن فعله ، فاطلق اسمه على البنين والحفدة ، تيمنا ومباركة .والاكثر من ذلك انه لما جاء وقت تكوين اللغة العبرية واستقلالها الى حد عما كان يتقنه اليهود من لغات شتى بحكم التصاقهم بامم كثيرة ، لما جاء وقت تكوين اللغة لم ينس اليهود صنيع البطل يوشع ، ولانه كان المخلص للشعب من حياة التيه البغيضة فقد تم اعتماد اسمه الشخصي ضمن اللغة اليهودية على انه واحد من معاني الخلاص ، تنشق عنه بعدا افعال والفاظ كثيرة تفيد على الدوام الخلاص والنجاة والانقاذ....،، وما قارب في المعنى وافاد الدلالة.
    يشوع اذن لم يعد مجرد اسم بل غدا بعضا من اللغة ، يفيد معناه الخلاص ويليق على الدوام علما لمن يحقق النجاة ويحل المشكلة ،واذ نذكر ان الشعب اليهودي كان مذ زمنه الاول متطلعا الى مجيئ رجل منقذ ونبيا من طراز الابطال ينتقم لليهود من كل اعدائهم ويمكن لهم في الارض كما كان الحال زمن داود واحسن ، فلا عجب معه ان ينظر الى هذا البطل الاتي على انه "يشوع" وانه "مخلص" .صحيح ان المنتظر اليهودي لم يسمى من قبل الاسفار المقدسة بهذا الاسم ، وان المتعارف عليه لدى اليهود ان الاتي يدعى " المسيح او المسيا ..مقرض الامم مبيد الممالك ...مختار الرب " ( انطر اشعياء )، الا انه عموما سيحقق الخلاص لاسرائيل . ف" يشوع " اذن توافقه .
    عندما تكونت الكنيسة امنت سلفا بعدة امور من مسائل الاعتقاد اليهودي لعل اهمها ضرورة مجيئ رجل مخلص ، لكنها ابدا لم تجاري الايمان اليهودي فتحكم ببشرية الاتي ، ولا تتبعت اخطاء اليهود لتعطي التصحيح اللازم فيما يختص بالخلاص الذي اعده الرب . بل راحت كما اليهود تنتج مزيدا من الاخطاء وتضيف فقط التعقيد . اخذت الكنيسة من اليهود معتقد ان الله سيقيم مخلصا ، وان هذا المخلص مبشر به في الكتب ، وانه سيكون من نسل داود ، وان لا بد له من مبشرات سابقة هي مجيئ ايليا قبله وظهور نجم يلمع .... بالمختصر كانت فكرة المسيح يهودية الاصل ، متضمنة ان خلاصا حسيا سيحصل لبيت اسرائيل ، لكن الكنيسة اعتمدتها وفق هواها الخاص لتغدو مفيدة ان خلاصا روحيا عظيما سيحدث ليس لليهود فحسب بل لجميع الارض شريطة الايمان ان ابن الله قد حل بيننا وانه تالم وصلب وقبر ثم في تالث يوم قام من الاموات .ونظرا لما تمتع به عيسى بن مريم من قدرات جليلة ومعجزات ، سيما وانه ولد على ما يخالف المعتاد فقد كان عند الكنيسة الوحيد اللائق لشغر منصب المخلص ،فعد عندها انه هو المسيح صانع الخلاص .
    ولان لفظة " يشوع " ذات الدلالة الخلاصية كانت شائعة الاستعمال لدى المجتمع اليهودي ، ولان الشعب كله كان متقبلا لمدلولها اللغوي المغري ، فقد كان لزاما على الكنيسة ان تحمل عيسى بن مريم هذا الاسم ، لقد كان اللقب " يشوع" جاهزا قبل ميلاد ابن مريم ، ولما ظهر وفهم خطأ انه صانع الخلاص الحق الاسم مباشرة به ، انظر معي السفر الاول من انجيل متى لتجد كيف ان الفكر المسيحي قد آمن بدلالة لفظة يشوع حتى قبل ان يوجد عيسى نفسه ، انها احدى ادوات الخلاص اللفظية لذلك سارع كاتب انجيل متى الى اعتمادها ضمن المعتقد المسيحي ، ولاجل اهمية الامر جعل ملاك الرب نفسه يختار هذا الاسم ويقرره علما للمولود من مريم ، تم يحث زوجها المزعوم
    على ان يدعو الصبي به . لكن هل هذا الاسم يوافق عيسى بن مريم ؟. ان دلالته وحدها كافية لاعطاء الجواب ، لاجل ان يكون يسوع يسوعا عليه اولا ان يحقق خلاصا حسيا تماما كما امن اليهود وقررت الكتب المقدسة القديمة ، فهل عيسى فعل شيئا من ذلك ؟ طبعا لا ان سيدنا عيسى لم يقدم خلاصا ماديا بالمرة ، عكس ذلك فعل قدم لعنا كثيرا لعموم اليهود وويلات صارخة ضد المدن اليهمدية :" الويل لكم ايها الكتبة والفريسيون ..... يا اورشليم ... يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها ....الويل لك يا كورزين.....جيل شرير وفاسق ...." .حتى القران الكريم شهد بهذا :" لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم.." ( المائدة78)
    ان الحقيقة التي لا يستطيع ان يدفعها احد من الناس هي ان سيدنا عيسى قد جاء والامم متغلبة على اورشليم واليهودية ، وعندما رحل ترك الامر على ما وجده ، فاين الخلاص الذي حقق ؟. سيكون الجواب المسيحي : انه قد صنع خلاصا روحيا فريدا للغاية وتمم خطة ابيه الرائعة . نقول انه اذن ما فعل الا كما فعلت الانبياء من قبل ، اشعياء قدم تعزية روحية كبيرة ، ارمياء قدم خلاصا روحيا لمن اتبعه ، صموئيل فعل ذات الشيئ ، موسى جاء بالاعظم . كل الانبياء جاءت لاجل تقديم الخلاص الروحي ،فلم يكون عيسى وحده المنفرد بنعت :" المخلص " .
    وعن خطة الرب هل كانت فعلا رائعة ؟ هل هي صحيحة من جهة المعتقد ؟ . ان شرط صحتها الاساس هو وجوب كون عيسى ربا والها ، لكنه لم يكن كذلك ، هو لم يصرح بالربوبية فكيف تحققت الخطة ؟ .ثم انه ليس عيسى بن مريم هو المسؤول عن صناعة خطة الرب ،المسكين يهوذا الاسخريوطي هو الذي كان البطل ، اذ لو لم يدلل على مكان تواجد عيسى لما تم القبض عليه ولما كانت الخطة كملت ، اليهود ايضا لهم حق المشاركة انهم هم الذين قتلوا ابن الرب لتكتمل خطته .
    لم يكن عيسى هو يسوع ، ولم يكن هذا النبز ابدا ليوافقه لكن على الدوام تخدعنا الكنيسة بالجملة المغرية " يسوع المخلص " اشارة منها الى اسم شخص عيسى ، واشارة الى الى عمله الكفاري المجيد ،هكذا تعتقد . لكن هل تعي الكنيسة انها اذ تقدم لنا هذه الجملة لاجل اغرائنا انما هي في الحق تنطق اسما واحدا بلغتين ( يسوع يونانية والمخلص عربية ) ثم هي بعد هذا كله كاذبة ، فلا عيسى كان مخلصا ولا اسمه كان يسوع ، ليتها تعي ....ليت .
    لقد عاش سيدنا عيسى في الجليل ثلاثين سنة كاملة ، قضاها نكرة لا يعرفه من الناس الا القليل ، بدليل ان الانجيل لا يفيدنا من هذه الثلاثين عاما بشيئ من الخبر . ثم اذ بدا مزاولة الكرازة والتبشير كان جل ما يطلقه على نفسه من الاسماء اسم " ابن الانسان " اشارة منه الى بشريته وانه واحد من بني الانسان .هذا الامر من عيسى بن مريم ساعد بقوة على ان يجهل الناس اسمه الحق ، حتى تلامذته ما تعاملوا معه من جهة المخاطبة بالاسم الحق ، لا اقول ان الحواريين كانوا يجهلون الاسم الحقيقي لسيدنا عيسى ، ولو قلتها لما رايتني على خطا ، لكني اقول ان توقيرهم له وعظيم احترامهم لنبوته جعلهم على الدوام يشيرون اليه باسم " المعلم" من غير ما ذكر للاسم الصريح . هذا كله عمل على ان يجهل اسم ابن مريم ويذهب مع ما ذهب من دينه الصحيح .
    وماذا عن المسيح ؟ انه لقب ليس اكثر من لقب ، ولا يمكنه بحال ان ياتي اسما شخصيا لابن مريم . ويكفي ان غيره تسمى به .شاول بن قيس كان مسيحا بل اول المسحاء ،داود النبي كان مسيحا ، سليمان ابنه نال هذا اللقب ، بعضا من كهنة اسرائيل اطلق عليهم .....حتى "قورش" الاممي كان مسيحا يشهد له سفر اشعياء الذي فيه :" هذه يقولها الرب لمسيحه لقورش الذي اخذت بيده " . ولو انا نتدبر الامر باكثر تفكير فسنجد ان عيسى بن مريم ليس هو المسيح الحقيقي ، نعم يجوز ان يدعى مسيحا لكن المسيح الحقيقي الذي وعدت به الكتب هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .( ندلل على صحة هذا الامر لاحقا ).
    اذن الابن المولود من مريم لم يكن اسمه " يسوع " وجميع ما الحق به من الالقاب لم تكن له مناسبة ،
    فما كان اسمه ؟ لا احد من اتباعه يعلم ، صدقوا.
    ولقد بقي الامر هكذا قريبا من ستمائة سنة حتى جاء القران فافاد عن ابن مريم الكثير من الخبر وصحح عنه جل ما قيل في حقه من الاباطيل ، وكان من جملة ما افادنا به القران – ولله الحمد- ان الابن المولود من مريم عليها السلام اسمه الحق هو :"عيسى .....عيسى ....عيسى " وليس يسوع .( عيسى و يسوع لا يلتقيان من جهة اللغة فلا يجب ان تخدعنا الكنائس العربية انهما واحد ) . لكن الكنيسة لا تريد ان تاخذ تصحيح دينها من القران لذلك لا تزال الى الان تجهل الاسم الشخصي للابن الذي تزعم له الالوهية وتعلق عليه رجاء الخلاص .فهل يحدث لها الخلاص ممن لا تعلم عنه حتى اسمه ؟ .
    ملاحظة :
    تماما كما جهلت المسيحية اسم عيسى بن مريم ، جهلت ايضا تاريخ مولده اذ لا تزال المراجع المسيحية تزعم ان عيسى ولد سنة 3 او 4 او 5 او 6 او 7 قبل الميلاد .ثم تلحق هذه الارقام بعلامات الاستفهام كدلبل على التخمين وانعدام اليقين ، واذ تحتج يجيبك ج- جوميير قائلا :"انه كان من الطبيعي ان يوافق بدء التقويم المسيحي تاريخ ميلاد المسيح ،لكن ديونيسيوس الاصغر الذي وكلت اليه مهمة تحديد هذا التاريخ في القرن السادس لم يحالفه الصواب في كل خطواته فحدد لهذا التاريخ بداية متاخرة ، وما زلنا نسير على وضعه الى اليوم " ( المسيح بن مريم ج جوميير ص 115 حاشية ) . انه حدد بداية متاخرة وما زالوا يسيرون على وضعه الى اليوم ، لكن لم لم يستنجد ديونيسيوس بالروح القدس ليطلعه على عام الميلاد الصحيح ، هل كان الروح القدس قرنئذ مستقيلا عن الهام المسيحيين ؟ لقد وعدهم ان يبقى معهم الى الابد .
    ماذا عن الشهر الذي ولد فيه عيسى بن مريم ؟ يجهلونه .... يقولون انه كانون الاول ( ديسمبر) وان يوم الميلاد هو الرابع والعشرون منه . ثم سريعا يتضح ان ذلك كله من الاباطيل بدليل ان كنائس العالم لا تتوافق في التعييد بيوم الميلاد المجيد . وعن المكان الذي ولد فيه ؟.....يجهلونه بدوره ، يزعمون انه بيت لحم وليس الامر كذلك . وانجيله الذي بشر به كما افاد مرقس ( مر 1: 18 ) اين هو ؟ يجهلون ثم يقولون ان عيسى نفسه كتاب الله الحي .... وعن ديانته وتعاليمه ؟.... يجهلون عنها كل تفصيل .يجهلون ... يجهلون ... يجهلون ....... يجهلون .......يجهلون ......وسيبقون على جهل.
    ** الحقيقة اذن : هي ان اتباع الديانة المسيحية يجهلون عن عيسى بن مريم كل ما يتعلق به ، من صغير الامور وكبيرها ثم تجدهم يتبجحون بالقول انهم اتباعه فاكرم بها من متابعة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    300
    آخر نشاط
    03-10-2012
    على الساعة
    05:11 PM

    افتراضي

    السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
    الأستاذ احمد
    مقالتك رائعة لكنها تحتاج لبعض التنظيم لتسهل علي القارئ المتابعه
    بالنسبة لإشكالية الأسم عيسي ام يسوع
    من فضلك راجع مقالات الأخ ياسر او مقال للأستاذ زايد جلال
    http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=6060

    علي فكرة مشكلة وجود شخصين احدهم اخر انبياء بني اسرائيل عيسي ابن مريم و الأخر مدعي الوهية يدعي يسوع ابن يوسف هي مجرد اسلوب للقراءة بين النصوص اي فرضية فلسفية و قد طرحها عدد من الباحثين المعاصرين و لم يكن لها اي سند او تبني تاريخي لدي علماء المسلمين القدامي امثال ابن قيم و ابن تيمية و الغزالي و رحمه الله الهندي ( وهؤلاء من اشتهر لدينا كتاباتهم و مناظراتهم للنصاري )
    لكن باقي مقالك ( في وجهه نظري ) رائع و يشمل جوانب كثيرة منها لقب الناصري و الجليل و نسب المسيح

    بارك الله لك و لنا اجمعين
    التعديل الأخير تم بواسطة wela ; 04-04-2006 الساعة 03:25 PM

انهم يجهلون اسم الابن الاله ؟

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. يعترفون انهم وثنيين !!!!!
    بواسطة kholio5 في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 24-05-2012, 09:00 PM
  2. حُب وآدب الابن المسلم مع والديه
    بواسطة فداء الرسول في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-08-2008, 02:12 AM
  3. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 30-05-2008, 09:17 PM
  4. انهم عبدون الصليب ورب ضعيف
    بواسطة الفيتوري في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-08-2006, 10:15 PM
  5. انهم يجهلون اسم الابن الاله ؟
    بواسطة احمد قدوج في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 30-03-2006, 09:36 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

انهم يجهلون اسم الابن الاله ؟

انهم يجهلون اسم الابن الاله ؟