قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدا ) رواة الطبراني
يرشدنا النبي أن لله في أيامنا هذه نفحات أيام تُضاعف فيها الحسنات وتُغفر فيها الزلات أيام تُرفع فيها الدرجات وتتنزل فيها الرحمات، ألا فتعرضوا لها تعرضوا لها بفعل الخيرات بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة تعرضوا لها بالتوبة، والاستغفار وقراءة القرآن. لعل أحدكم يُصيبه منها نفحة فتُغفر له ذنوبه فلا يشقى بعدها أبدا.
أصيحابي: ها هي أيام النفحات تُطل علينا من جديد، ها هي أيام العشر من ذي الحجة وفي هذه الأيام تحنُ قلوب المؤمنين إلى زيارة بيت الله الحرام ويطل على الأمة مواسم عظيمة وتحلُ بهم أوقات فاضلة هي للمؤمنين مغنم لاكتساب الخيرات، ورفع الدرجات وهي لهم فرصة تحصيل الحسنات والحطُ من السيئات ومن رحمة الله الواسعة أن جعل أيام العشر الأوائل من ذي الحجة مشتركاً بين الحجاج وغيرهم ممن عجز عن الحج في هذا العام قدر على الاجتهاد في العبادة في هذه العشر فتكون أفضل الأيام عند الله فضلاً وأكثرها أجراً.
عن ابن عباس رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام } يعني: العشر. قالوا ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء). رواه البخاري.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال صلى الله عليه وسلم (ما من عملٍ أزكى عند الله أجراً من خيرً يعملُ في عشر الأضحى) أخرجه الدارمي وحسنه الألباني.

والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة بهذه الامتيازات هو اجتماع أمهات العبادة فيها وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج وغيرها.

الوصايا العشر للفوز بالأيام العشر

الوصية الأولى: أداء الحج والعمرة فيها، قال صلى الله عليه وسلم ( تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة) رواة الترمذي
ولمن عجز عن الحج والعمرة أن يغتنم مثل أجر الحاج والمعتمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ) رواة الترمذي وحسنه الألباني
.
الوصية الثانية: صيام هذه الأيام الفاضلة أو ما تيسر منها وبالأخص يوم عرفة، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم (أنه كان يصوم تسع ذو الحجة) رواة أبي داود والنسائي.

وعن أبي سعيد الخضري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً ) متفق عليه أي: مسيرة سبعين عاماً.

وعن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفر السنة التي قبلة والتي بعدة ) رواة مسلم

الوصية الثالثة: التوبة الصادقة والنصوح بالإقلاع عن الذنوب والمعاصي فإن الذنوب هي تحرم الإنسان فضل ربه وتحجب قلبه عن مولاه ولا سبيل للفلاح إلا بالتوبة قال تعالى: ( وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تُفلحون ) "النور31"
وللتوبة شروط أربعة:

1.الإقلاع عن الذنوب في الحال.
2.الندم على الذنب.
3.العزم على عدم العودة إليه.
4.رد الحقوق والمظالم إلى أهلها.
الوصية الرابعة: التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير في هذه الأيام عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من أيامٍ أعظم عند الله ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير) أخرجه الطبراني.

والتكبير عن أهل العلم نوعان مُطلق ومقيد.

فالمُطلق: يكون في جميع الأوقات في الليل والنهار من بداية أيام العشر من ذي الحجة.

وأما المقيد: ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه من صبح يوم عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق لغير الحاج وأما للحاج فيبدأ من بعد صلاة ظهر يوم النحر.

الوصية الخامسة: الإكثار من الأعمال الصالحات في تلك الأيام المباركة والإكثار من نوافل العبادات كالصلاة والصدقة وقراءة القرآن. والأعمال في هذه الأيام أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيرها قال تعالى: في الحديث القدسي: { وما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحبُ إليًّ مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه}متفقٌ عليه.

الوصية السادسة: إذا كان يوم عرفة فمن أراد الفوز قي هذا اليوم بالعتق من النار وغفران الذنوب فليصم يومه وليحفظ جوارحه عن المحرمات وليكثر من شهادة التوحيد ويكثر من الدعاء بالمغفرة والعتق من النار فإنه يُرجى إجابة الدعاء فيه وأفضله قول ( لا إله إلا الله وحدة لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير )

الوصية السابعة: المحافظة على الصلوات الخمس حيثُ يُنادى بهن فلا يُعقل الاجتهاد في النوافل والتقصير في الفرائض. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الصلوات الخمس يمحوا الله بهن الخطايا) متفق عليه.

الوصية الثامنة: أداء صلاة العيد في المصلى والاستماع إلى الخطبة بعدها وليعلم الجميع أن هذا اليوم يوم شكر وعبادة وبر وصلة الأرحام وهو أيضاً يوم لعب وفرح ولكن فيما أباحه الله.

الوصية التاسعة: من أعظم القرب التي يتقرب بها المسلمون إلى ربهم في ختام هذه الأيام الأضاحي. فمن أراد أن يُضحي عن نفسه وأهل بيته ودخل هلال شهر ذي الحجة فإنه يُحرم عليه أن يأخذ من شعره وأظافره شيئاً حتى يذبح أضحيته لما روته أم سلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يُضحي فلا يأخذ من شعره وأظافره شيئا حتى يُضحي) رواه مسلم.

الوصية العاشرة: كن عبداً ربانياً فنحن لا نعبد الله في أيام رمضان و فقط أو في أيام العشر وفقط ولكن هذه الأيام بمثابة محطات نتزود منها لما بعدها.
{،،،،أحبابي لنتعرض لهذه النفحات عسى رحمة الله أن تلحقنا،،،، فلا ندري أحياة بعدها أم ممات،،،}
/////////////