بسم الله الرحمن الرحيم
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
أين ولد الله ( الرب يسوع ) ؟!
ولد في مذود البقر !
سبحان الله ..
لماذا ؟
لأنه لا يوجد مكان في المنزل !
يقول لوقا ( 2 : 7 ) الكلام الذي بين الأقواس هو من عندي :
" ولدت ( مريم المخلوقة ) ابنها البكر ( الله ) وقطمته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضعٌ في المنزل " .
لاحظوا ولد الله ( الرب يسوع ) في مذود البقر .
كيف ينام الرب في مذود البقر ؟!
وبعد ذلك يبصق أحد خلقه والعياذ بالله في وجهه ويستهزأ به ويضربه ويصلبه .. ويختنه ...
بل لقد وصل بهم الحد إلى لعن المسيح عيسى ابن مريم ( ربهم وحبيبهم ) في كتابهم الذي كتبوه بأيديهم وقالوا إنه من عند الله ..
هذا الإله ملعون .. وإبليس ملعون ..
أنظر رسالة بولس الثانية إلى غلاطية ( 3 : 13 ) يقول :
" إن المسيح حررنا بالفداء من لعنة الشريعة، إذ صار لعنة عوضا عنا _ لأنه قد كتب :
( ملعون كل من علق على خشبة ) "
لذا فإن قول المسلمين بأن المسيح لم يصلب ولم يقتل ، هو قول يرفع اللعن عن المسيح عليه الصلاة والسلام ، إن كنتم تعقلون .
يقول لوقا " ولما ابتدأ يسوع كان لهُ نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف .... " ( 3 : 23 )
لوقا يقول ( على ما كان يظن )
إذ أن قضية عيسى كونه ولد من غير أب كانت معروفة مثل الشمس !! لا بل مشهورة عند اليهود حتى إنهم رموا أمه العذراء بالزنى ، إلى أن جاء القرآن الكريم وبرأهما وشهد لها بالطهر والعفاف ، لا بل إنها أطهر نساء العالمين رغم أنف اليهود .
شك اليهود في المسيح وأمه واتهموهما بالزنا ، وشك النصارى واختلفوا في نسبه . فمتى المزعوم قال إنه ابن يوسف بن يعقوب .. ولوقا قال إنه ابن يوسف بن هالي .. وبولس يقول انه ابن الله .. وابن داود .. وابن الإنسان ..
لا يمكن للمرء أن يعرف حقيقة عيسى ..
لم نعرف أحداً له أربعة آباء سوى عيسى ..
مما يثبت أنكم واليهود ليسوا على يقين من أمره لا في ميلاده ولا في إلوهيته ولا حتى في صلبه ..
وكان من الممكن أن يسري هراؤهم هذا في العالم أجمع لولا أن أنزل الله القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم ليبين للناس الحقيقة . فجاء القرآن منزهاً لعيسى وأمه بكل تأكيد ، وشهد ببراءتهما من كل ما حاولوا إلصاقه بهما إذ بشرت الملائكة مريم بأنها أشرف نساء العالمين .
يقول الله في سورة آل عمران :
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ {42} يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ {43} ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ {44} إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ {45}‏ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ {46} قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ {47} ".
واصطفاك على نساء العالمين .. إن هذا التكريم والتشريف لم تحظ به مريم حتى في الكتاب المقدس ..
" يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ {43} "
ما هو مصدر هذه التلاوة الجميلة والسامقة التي تحرك مشاعر الإنسان نحو السمو والبكاء ؟
إن الآية رقم ( 44 ) تجيب عن هذا السؤال ...
" ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ {44} "
وعلى الرغم من تمام علمنا وإيماننا الكامل بأن القرآن الكريم هو كلمة الله الحقيقة...
فإننا مع ذلك سنفترض جدلاً للحظة صدق أعداء محمد صلى الله عليه وسلم فيما زعموا من أنه ألّف القرآن الكريم ..
لقد كان يخاطب قومه من العرب وسواء وافقوه أو لم يوافقوه ، فقد أخبرهم في أسمى الأساليب وبكلمات كادت تحترق في قلوبهم وأفئدة مستمعيه :
أن مريم أم عيسى عليهما السلام الإسرائيلية من ناحية الجنسية اصطفيت على نساء العالمين .
فلم تكن التي اصطفيت أمه ( أي أم محمد صلى الله عليه وسلم ) أو زوجته ولا حتى ابنته ولا أي امرأة عربية أخرى .
بل كانت امرأة إسرائيلية
!
فهل يمكن لأحد أن يُفسر هذا الأمر ؟
فبالنسبة لكل أحد تأتي أمه وزوجته وابنته قبل نساء العالمين في المنزلة .
فما الذي يعدو نبي الإسلام أن يُكرم امرأة من المعارضين ؟! وبخاصة من اليهود ؟!

ولكن السؤال الأهم الذي يجب أن يسأله كل عاقل هو كيف يجعل كل من متى ولوقا في هاتين القائمتين للمسيح أباً بيولوجياً ( يوسف ) ؟!
فهل هما يريدان يشاركا اليهود في تخرصاتهم عن عذرية مريم ..
أم أنهما يريدان أن يغطيا الشمس بقطعة نقود يضعانها على أعينهما ؟.
إذ كيف تكتب هذه السلسلة الطويلة من الآباء لإنسان ليس له أب . سبحان الله .
إذاً فالمسيح بريء من هذا النسب الذي تراكمت فيه الأخطاء لا سيما محاولة ربطه بيوسف النجار مما يوحي بغمز في شرف أمه وأنها جاءت به نتيجة اتصال غير شرعي قبل الزواج من خطيبها كما زعم اليهود .
القرآن الكريم يقول عيسى ابن مريم انتهى نسبه إلى أمه فقط .. ولم يقل ابن فلان ..
وهذا الحوارالذي دار بين عيسى مع اليهود والاتهامات المتبادلة بينه وبينهم ..
قال اليهود لعيسى : " إننا لم نولد من زنا. لنا أب واحد هو الله " ( يوحنا 8 : 41 )
فقال له عيسى:
" أنتم من أب هو إبليس " ( يوحنا 8 : 42 )
هنا إشارتهم إلى الزنى .. غمز من اليهود في ميلاد عيسى عليه الصلاة والسلام إذ كانوا يزعمون أن مريم ولدته من زنى ( حاشا لله ) .
اخوكم : الاثرم