السموم
السموم النباتية

السموم النباتية هي سموم توجد في بعض النباتات التي تحتوى أجزاؤها علي المركب السام. وتنتج حالة التسمم من تعاطى هذه النباتات أو المركبات المستخلصة منها والتي تحتوى علي العنصر السام بصورة مركزة، ويتم أيضاً معاملة هذه المركبات كيميائيا لإنتاج مركبات أخرى لاستخدامات غير مشروعة وغير علاجية مثل تخليق الهيروين من المورفين. والنباتات السامة عموماً إ ذا تم تعاطيها هي أو بعض أجزائها فإنها تؤخذ عن طريق الفم أما المركبات المستخلصة منها أو المعاملة كيميائيا فمنها ما يتم تناوله عن طريق الفم أو الحقن أو الاستنشاق. وتتميز هذه المجموعة من السموم النباتية بأنها ليس لها في الغالب تأثير موضعي ويظهر تأثيرها بعد امتصاصها وغالباً ما يكون ذلك علي الجهاز العصبي.

الحشيش (Hashish)
الكوكايين(Cocaine)
الأفيون(Opiates)
الداتورة(Datura)
النيكوتين(Nicotine)
القات (khat, kat)
الإرجوت (Ergot)
الأكونتين (Aconitine)
الديجيتال (Digitalis)
الإستركنين (strychnine)
حمض الليسيرجيك (LSD)

الأفيون(Opiates):

أن كلمة أفيون مشتقة من الكلمة اليونانية(opium) التي تعني عصارة المورفين وهي عصارة نبات الخشخاش (papaver somniferum) ويتم الحصول عليها بعد تشريط الثمار الخضراء تشريطات عرضية وتركها تنزف العصارة ليلا ًثم تجمع في الصباح وتجعل في عجينة بنية اللون ذات رائحة مميزة لوجود حمض الميكونيك (meconic acid). وقد استخدم الأطباء العرب القدامى الأفيون لعلاج الإسهال، وفي عام 1803م تمكن كيميائي ألماني من فصل المورفين من الأفيون واشتق اسم المورفين من Morpheus أو إله الأحلام عند الإغريق وتلا ذلك فصل عدد آخر من أشباه القلويات (alkaloids) والتي من أهمها الكودايين والبابافيرين، وبعد ذلك تمت معالجة أشباه القلويات المستخرجة من الأفيون كيميائياً للحصول على مركبات جديدة مثل الهيرويين والأبومورفين والنالورفين، ثم تلا ذلك مركبات أخرى مخلقة كيميائياً بالكامل بغرض استخدامها طبياً مثل الميبريدين (meperidin) والبيتيدين (pethidin) والميثادون (methadone) وتأثير هذه المركبات مشابه لتأثير المرفين وإن اختلفت حدة بعض التأثيرات ومدتها عن المورفين. وتأثير المورفين يكون بصفة أساسية علي الجهاز العصبي المركزي فيؤدي إلي الهدوء والنوم وتسكين الألم وهو مثبط لمركز التنفس والسعال ولمركز وتنظيم الحرارة مما يؤدي إلي الهدوء والنوم وتسكين الألم وهو مثبط لمركز التنفس والسعال ولمركز تنظيم الحرارة مما يؤدي إلي خفض حرارة الجسم ، وكلها أعراض مباشرة للتثبيط الذي يصيب الجهاز العصبي. وللمورفين بعض التأثيرات المنشطة لبعض مناطق الجهاز العصبي ويظهر ذلك في صورة غثيان وقيء وضيق حدقة العين وهبوط في سرعة نبض القلب.

استخدامات المورفين الطبية:

1- مسكن قوي في الحالات شديدة الألم مثل انسداد الشريين التاجية والحروق وبعض العمليات الجراحية وفي المراحل المتقدمة من السرطان.
2- حالات الصدمة
3- فشل القلب وأديما الرئتين والجرعة السامة 2-5 جرام من الأفيون الخام ، 1و0 – 5 و0 جرام من المورفين.
التسمم الحاد بالمورفين:
يحدث نتيجة تعاطي جرعات زائدة ، سواءً أثناء العلاج أو بغرض الانتحار أو أثناء تعاطيه كعقار للإدمان.
الأعراض: تظهر بعد نصف ساعة إذا تم تناول العقار عن طريق الفم ، وبعد دقائق إذا تم تناول العقار عن طريق الحقن ، وهي تتجلى في صورة سبات (غيبوبة) مع ضعف في التنفس كما ينخفض ضغط الدم ويبطأ النبض مع قوته ويشحب الجلد مع زيادة إفراز العرق وتضيق حدقة العين بدرجة كبيرة فتصبح في حجم رأس الدبوس وينتهي الأمر بالوفاة نتيجة شلل المراكز العصبية وخاصة مركز التنفس.
العلاج: يراعى أولاً عدم انسداد المجرى التنفسي بشفط السوائل ، ومساعدة عملية التنفس بالأكسجين أو بالتهوية الصناعية ، كما يتم غسل المعدة حتى ولو بعد ساعات عديدة من تناول المورفين حيث يستمر إفرازه في عصارة المعدة ، ويعطى الترياق الفيزيولوجي المعروف باسم النالوكسون (Naloxon) بالوريد بجرعة مقدارها 4و0 مجم ويمكن تكرارها إذا لزم الأمر.

التسمم المزمن بالمورفين:

ينشأ هذا النوع من التسمم نتيجة تعاطي العقار بصفة متكررة حيث يمضغ الأفيون الخام، أما المورفين فيؤخذ عن طريق الحقن وأما الهيروين فقد شاع استخدامه كمسحوق للاستنشاق ، وغالباً ما يكون مغشوشاً بمواد أخرى مثل أقراص الأسبرين المطحونة.

الأعراض: تبدأ أعراض التسمم المزمن بالانحلال التدريجي لقوى الجسم والعقل فيصبح المزمن مهملاً لنفسه ، قليل التركيز ، فاقداً اهتمامه بنفسه وصحته وأسرته ، كما يختل عمله ويلجأ إلى كثرة التغيب والإهمال في العمل ، ويصاحب ذلك اضطرابات هضمية كفقد الشهية والإمساك وفقد الوزن ، كذلك تظهر ارتعاشات عضلية وتتعثر الخطى وتستمر حدقة العين في التضييق كما تظهر على المريض آثار الحقن المتكررة بأوردة الذراعيين والساقين ، ويصاحب ذلك ضعف في القدرة الجنسية في الرجال واضطراب الطمث في النساء. والتعود (dependence) على العقار في هذه الحالة يكون نفسياً وجسدياً معاً ، بمعنى أن المدمن لا يستطيع أن يصبر على عدم تعاطي العقار وإلا أصابته حالات هياج شديدة قد يرتكب خلالها أبشع الجرائم من أجل الحصول على العقار أو المال اللازم لشرائه ، وإذا مرت عدة ساعات دون الحصول على العقار تبدأ الأعراض الإنسحابية (withdrowal symptoms) وهي قد تكون بسيطة في البداية حيث تبدأ بزيادة سرعة التنفس يصاحبها زيادة في النبض وارتفاع في ضغط الدم ، وينتاب المريض شعور بالخمول والتثاؤب وتسيل إفرازات الأنف والعين والعرق وتبدأ حدقة العين في الاتساع ثم تتدرج الأعراض إلى قيء وإسهال وتقلصات عضلية وآلام شديدة في العظام والمفاصل ، وتصل هذه الأعراض لذروتها بعد حوالي 3 أيام وفي حالات الإدمان البسيطة قد يتحمل المدمن الأعراض في الانحسار إلى أن تختفي بعد حوالي 10 أيام دون علاج وتختفي فوراً عند أخذ المورفين. أما في حالات الإدمان الشديدة فقد تكون هذه الأعراض فيها شديدة لدرجة أن الإسهال والقيء قد يتسببان في حالة من الجفاف يمكن أن تودي بحياة المدمن ، كما تنتاب المدمن حالات من الهياج والأرق مع محاولته الانتحار.

العلاج: لعلاج مدمن المورفين والهيروين يجب عزله في مستشفى لعلاج المدمنين والحيلولة بينه وبين المصادر الخارجية للحصول على العقار، ويبدأ العلاج بالتقليل التدريجي للكمية المعطاة مع إعطاء بعض الأدوية المهدئة والغنية بالتغذية والصحة الجسمية والنفسية لمعرفة دوافعه الحقيقية للإدمان.


الكوكايين(Cocaine):

موجود في نبات الكوكا (erythroxylon coca) والكوكايين النقي يكون علي هيئة مادة مبلورة بيضاء اللون ذات طعم مر يترك بعده تنميلاً في السان والغشاء المخاطي للفم.

استخداماته: 1-طبياً: كمخدر موضعي في عمليات الأذن والحنجرة والأسنان.
2-غير طبي: يستخدم كمخدر للإدمان علي هيئة مسحوق يستنشق عن طريق الأنف كما يؤخذ عن طريق الحقن أيضاً. وهولا يكون نقياً عادة وإنما تشوبه كثير من والمواد الأخرى مثل الأمفيتامين والإستركنين والحشيش وكذلك الدقيق والنشا.وهذه المواد تتم إضافتها بغرض زيادة ربح بائع المخدرات ولكنها في نفس الوقت تزيد من سمية المخدر وأضراره. والتسمم عادة يكون عرضياً نتيجة للاستخدامات الطبية للكوكايين أو تعاطيه كعقار للإدمان ، وهو يؤثر على الجهاز العصبي المركزي بتنبيه في البداية ، يليه تثبيطه ويؤدي أيضاً إلى شلل أطراف الأعصاب الحسية مع انقباض الأوعية الدموية وهذا الأثر تتم الاستفادة منه طبياً في التخدير الموضعي. والجرعة السامة 200 ملليجرام ويكون التسمم حاداً أو مزمناً.
التسمم الحاد: تبدأ الأعراض في الظهور خلال 3-5 دقائق إذا أخذ عن طريق الوريد بينما في حالات الاستنشاق (snuffing) فإن الأعراض تظهر بعد 20 دقيقة ويشعر المريض بصداع وغثيان وقد يحدث قيء ويصاحب ذلك الإكثار من الكلام مع زيادة في الحركة وهلوسة سمعية وبصرية وشمية كما يفرز العرق ويشحب لون الجلد ويسرع النبض ويضطرب القلب مع ارتفاع ضغط الدم وسرعة وعدم انتظام التنفس وترتفع الحرارة لدرجة الحمى (cocaine fever) وتتسع حدقتا العينين مع استجابتهما للضوء (بعكس التسمم بالأتروبين) ، ثم تظهر تشنجات ورعاش مع تنميل وتخدر في الأطراف، ويلي ذلك أعراض تثبيط الجهاز العصبي المركزي حيث يضعف النبض ويهبط ضغط الدم مع بطء وعدم انتظام التنفس وينتهي ذلك بالوفاة نتيجة هبوط القلب وصعوبة التنفس.

العلاج: الاهتمام بالتنفس وملاحظة المسالك التنفسية وأيضاً الاهتمام بالدورة الدموية بإعطاء المحاليل ومراقبة الضغط وفي حالة اضطراب نظم القلب تعطى الأدوية المناسبة مثل البروبرانولول بجرعة 1-2 ملليجرام بالوريد ثم يتم عمل غسيل معدة مع علاج التشنجات بإعطاء الديازيبام بالوريد بجرعة 5-10 ملليجرام والعمل على تخفيض الحرارة بالكمادات الثلجية.
التسمم المزمن (الإدمان): يحدث نتيجة استنشاق المدمن الكوكايين وقد تصل الجرعة اليومية منه إلى نصف جرام بشكله النقي أو المخلوط بعقاقير أخرى.

الأعراض: اضطراب بالجهاز الهضمي في صورة فقد الشهية مع زيادة اللعاب وغثيان يؤدي ذلك إلي فقد الوزن ويكون المريض عصبياً ويشكو من الأرق مع حدوث تشنجات ورعاش كما يلاحظ اضطراب عقلي على صورة هلاوس سمعية وحسية وأكثرها تميزاً شعور المريض بوجود حشرات تحت الجلد مما يجعله يحكه بشدة قد تتنتج عنها تقرحات بالجلد. كما قد يحدث انثقاب الحجاب الحاجز مع فقد حاسة الشم ، وكذلك الشعور بالعظمة مع الميل العدواني مما قد يدفع المدمن لارتكاب الجريمة وقد ينتهي به الحال إلى الجنون.
العلاج: يجب أن يتم في مصحة خاصة ، وفيه يوقف المخدر مرة واحدة مع علاج الأعراض مثل التشنجات بإعطاء الديازيبام بجرعة 5 ملليجرام بالوريد وعلاج الأرق والتوتر بإعطاء المهدئات والمنومات ، مع علاج المدمن علاجاً نفسياً واجتماعياً حتى يعود شخصاً سوياً.


الحشيش (Hashish):

يحضر الحشيش من أطراف أزهار أنثى نبات القنب الهندي (Cannabis Sativa) ويعرف بأسماء مختلفة تبعاً لأماكن تعاطيه ، ففي الشرق يعرف الحشيش وفي أمريكا يعرف بالماريوانا (Marijuana) ويدمن الناس على الحشيش لأنه يحقق البهجة ولوجود اعتقاد خاطئ بأنه يطيل مدة الجماع. وتوجد طرق متعددة لتعاطي الحشيش منها التدخين بالنرجيلة أو مع التبغ وهي الطريقة الشائعة أو بخلطة مع الداتورة والعسل فيما يعرف بالمانزول ، ويظهر تأثيره بعد دقائق من التدخين ويرجع التأثير إلى وجود عدد من الراتينجات (resins) وأهمها رباعي هيدروكانابينول (tetrahydrocannabinol) التي تسبب خليطاً من التنبيه والتثبيط للجهاز العصبي المركزي.

الأعراض: يؤدي الحشيش إلي زيادة حدة الأبصار والسمع كما تزداد حاسة التذوق والشم ويكثر الشخص من الكلام مع زيادة الوزن يلي ذلك أن الشخص تحدث عنده تخيلات مصحوبة بهياج وقد يضحك ويغني ويفقد قدرته علي معرفة الزمان والمكان وتقدير المسافات مما يؤدى إلي حوادث السيارات بين السائقين ويعطي انطباعاً كاذباَ بطول الجماع مع زيادة ضربات القلب وأحتقان العينين ويظهر علي الشخص هذيان وهلاوس بصرية وسمعية وقد تعتريه نوبات من الخوف والذعر وعند التوقف عن التعاطي تكون أعراض الامتناع بسيطة لأن الحشيش لا يؤدي إلي التحمل (tolerance) ولا يوجد تعود جسماني ولكن يوجد تعود نفسي وتظهر الأعراض علي هيئة اضطراب في النوم وتوتر مع رعاش بالأصابع وغثيان وإسهال وتزول بعد فترة قصيرة وقد أثبتت الأبحاث خطأ الاعتقاد السائد بأن الحشيش يزيد القدرة الجنسية حيث وجد أن هرمون الذكورة يقل وكذلك عدد الحيونات المنوية في الرجل كما يمنع التبويض عند النساء.
المعالجة: لا توجد معالجة خاصة وإنما معالجة الأعراض مثل العناية بالجهاز الدوري والتنفسي وتهدئة المريض في حالة التهيج كما يجب عمل غسيل المعدة.

القات (khat, kat):

ينمو نبات القات علي هيئة شجيرات في المناطق المرتفعة في اليمن وشرق أفريقيا ويتم تعاطي القات غالباً عن طريق المضغ حيث تمضغ أوراق النبات الطازجة في الفم وتخزن في جانبه لمدة تتراوح بين عدة دقائق وعدة ساعات ثم تلفظ بعد ذلك. والمواد الفعالة في القات هي الكاثين (cathine) والكاثينون (cathinone) وهي أشباه القلويات وتشبه في تاثيرها الأمفيتامين أي تحدث تأثيراً منشطاً ويبدأ التنشيط في الجهاز العصبي المركزي حيث يشعر الإنسان بالانتعاش واليقظة والتحرر من الضغوط النفسية ويعقب ذلك استرخاء وعدم تركيز ومع زيادة الجرعة بحدث الأرق والقلق والهلاوس. كذلك يؤثر القات في الجهاز الهضمي حيث يسبب فقد الشهية وعسر الهضم والتهاب المعدة والإمساك الذي يؤدي إلي سوء التغذية والهزال.
عند الامتناع عن تعاطي القات تكون أعراض الامتناع بسيطة حيث إنه يسبب تعود نفسي لا جسماني وتشمل الأعراض الاكتئاب وسرعة الانفعال والأحلام المزعجة والأرق.


النيكوتين(Nicotine):

يوجد النيكوتين في نبات التبغ المعروف بالنيكوتينات التبغية(Nicotina tubacum) وخصوصًا في الأوراق التي تستخدم في صناعة السجائر وإليه يرجع اللون والرائحة المميزة لها كما يستخدم كمبيد حشري.
يحدث التسمم عرضياً من الشره في التدخين وخاصة بين غير المعتادين عليه كما ينتج عن استنشاقه أو شربه بطريق الخطأ بين المزارعين كذلك فإن ملامسة الجلد لسائل النيكوتين قد تحدث التسمم.
الجرعة القاتلة: إن نقطة واحدة من النيكوتين كافية لإحداث التسمم والوفاة وذلك خلال 5 دقائق وذلك نتيجة تنبيه يعقبه تثبيط للجهاز العصبي المركزي لأطراف الأعصاب السمباسيتية (sympathetic) كما يشمل أطراف الأعصاب المحركة للعضلات الإرادية.

أعراض التسمم الحاد: شعور بالحرقان من الفم حتى المعدة يعقبه زيادة إفراز اللعاب ويشكو المريض من غثيان وقيء مع ألام في البطن وإسهال يصاحبه عرق غزير وضيق حدقتي العينين وازدياد ضربات القلب والتنفس مع ارتفاع ضغط الدم كما يحدث صداع ودوخة ويكون المريض متوترًا مع عدم اتزانه يلي ذلك ظهور الارتعشات العضلية ثم التشنجات وفي مرحلة التثبيط تتسع حدقتا العين ويهبط الضغط ويصبح بطيئاً غير منتظم مع بطء التنفس وشلل بعض العضلات الإرادية وتسبق الغيبوبة الوفاة نتيجة فشل مركز التنفس.

المعالجة: العمل علي منع الامتصاص سواء بإحداث القيء أو عمل غسيل معدة مع ترك مسحوق الفحم النشط بها كما يجب الاهتمام بالتنفس بإعطاء الأكسجين وقد يحتاج المريض إلي تهوية صناعية. توقف التشنجات بإعطاء حقن الديازيبام بالوريد كما يعطي الأترويبن الذي يستعمل كمنبه ويعالج فرض النشاط البارسمبتاوي.
التسمم المزمن: يحدث نتيجة شراهة التدخين لمدة طويلة أومن التعرض للنيكوتين أثناء العمل.

الأعراض: تبدأ الأعراض بفقد الشهية والغثيان وزيادة الحموضة بالمعدة يصاحبها فقد في الوزن كما يكون معدل الإصابة بسرطان الشفاه واللسان مرتفعاً بين المدخنين كذلك يعاني المريض من أزمات الربو والتهاب الشعب الهوائية المتكرر والإصابة بسرطان الرئة. كما أن المريض يكون عصبياً متوتراً تظهر عليه الارتعشات ويشكو من الصداع والدوار ويعاني من قلة وعتامة النظر وعدم لتكيف وقد ينتهي الحال إلي العمي الكلي (tobacco amblyopia).
المعالجة: العمل علي الإقلاع عن التدخين كما يجب مراعاة طرق الوقاية بين المشتغلين في صناعة السجائر حتى لا يتعرضوا للتسمم المزمن.


الداتورة(Datura):

نبات الداتورة من الفصيلة الباذنجانية ويشمل علي أشباه قلويات هامة هي الأتروبين (atropine) والهيوسين (hyoscine) والهيوسيامين (hyocyamine) وتحدث حالات التسمم حين تؤكل هذه النباتات بطريق الخطأ وخاصة في الأطفال أو حتى تدس بقصد التخدير وهذا هو الحال في المناطق الريفية التي تنمو فيها النباتات أما معظم الحالات فيحدث التسمم فيها نتيجة تناول أدوية تحتوي علي هذه المشتقات بجرعات عالية إما بطريق الخطأ أو لمحاولة القتل أو الانتحار.

الاستخدامات الطبية للأتروبين ومشتقاته:

1- قبل العمليات الجراحية لتقليل الإفرازات المخاطية في الشعب الهوائية ولمنع تنبيه العصب الحائر (vagus) مما يقلل من حدوث توقف القلب أثناء التخدير.
2- كمضاد للتقلصات في حالات المغص بأنواعه حيث يؤدى إلي ارتخاء العضلات اللاإرادية.
3- في علاج قرحة المعدة.
4- في علاج قرحة القرنية.
5- كمضاد لبعض السموم مثل المركبات الفسفورية العضوية التي تستخدم كمبيد حشري.
الجرعة السامة: من الأتروبين حوالي 100 مليجرام من الهيوسين حوالي 30 مليجرام.
الأعراض: يحدث التسمم من الأتروبين نتيجة تثبيط الجهاز العصبي الباراسمبتاوي ومن التأثير علي الجهاز العصبي المركزي في صورة تنبيه ثم تثبيط والأعراض يمكن تلخيصها في الأتي:
1- جفاف في الحلق مما يؤدي إلى صعوبة في البلع وحشرجة في الصوت.
2- يحتقن الوجه ويصبح الجلد جافاً لتوقف إفراز العرق.
3- تتسع حدقة العين وتفقد قدرتها علي الاستجابة للضوء.
4- يتهيج المريض ويأتي بحركات لاإرادية مثل محاولة الإمساك بأشياء خيالية.
5- عدم الاتزان في المشي مثل السكارى.
6- ترتفع درجة الحرارة ويسرع النبض والتنفس.

ثم تعقب مرحلة الإنارة هذه مرحلة تثبيط الجهاز العصبي المركزي حيث يهدأ المريض ويخلد للنوم العميق ويدخل في غيبوبة تتميز باحمرار الوجه وجفافه واتساع حدقتي العين دون استجابة للضوء ويضعف التنفس ويصير سطحياً ثم يتوقف نتيجة شلل مركز التنفس في النخاع المستطيل وتحدث الوفاة.
معالجة حالات التسمم: تراعى القواعد العامة لمعالجة التسمم وتراعى الأولويات في علاج الحالة على حسب حالة المريض وخطورتها.
في حالات الغيبوبة تكون الأولوية المطلقة للحفاظ على مجرى التنفس مفتوحاً وقد تلزم التهوية الصناعية والأكسجين على حسب عمق الغيبوبة.

أما إذا وصل المريض في حالة واعية فإنه يعطى شراب عرق الذهب المقيئ للتخلص من السم الموجود في المعدة ، وإذا فشلت هذه الطريقة بعد تكرارها أو إذا كان المريض في غيبوبة يجرى غسل المعدة مع مراعاة تركيب أنبوبة من النوع المزود بوسادة قابلة للانتفاخ لمنع دخول أي سائل إلى القصبة الهوائية أثناء الغسيل. ويمكن أن يعطى المريض مهدئات مثل الديازيبام بالوريد لحالات الهياج. والترياق الفيزيولوجي المستخدم هنا هو ساليسيلات الفيزوستجمين (physostigmine salicylate) 1-2 ملليجرام بالوريد ويمكن تكرارها على ألا تتعدى الجرعة 4 ميلليجرام ويتم تخفيض الحرارة بالكمادات الثلجية أو الكحولية.


الديجيتال (Digitalis):

يستخرج جليكوزيد الديجيتال (digitalis glycosides) من أوراق نبات معروف بالدجيتال الأرجواني (digitalis purpurea) ويستخلص منه مواد كثيرة أهمها الديجوكسين (digoxin) والديجتوكسين (digitoxin) وهي تستعمل في الطب كمقوية لعضلة القلب ومنظمة لضرباته كما أنها تدر البول ويحدث التسمم بالدجيتال عادة من الأدوية الجاهزة نتيجة تناول جرعات كبيرة إما عن طريق الخطأ أو كوسيلة للانتحار ولهذا الدواء خاصة التراكم (accumulation) في الجسم مما يزيد من سميته والجرعة السامة 10 ملليجرام للديجيتوكسين و5 ملليجرام للديجوكسين.

الأعراض: تبدأ الأعراض بعد عدة دقائق أو عدة ساعات من أخذ الجرعة السامة علي هيئة غثيان وقيء يعقبه ألم في البطن وإسهال ثم تباطؤ في ضربات القلب وقد يصاحبه اضطرابات نظم القلب بكل أنواعه كما يشكو المريض من الصداع ويعاني من الهلوسة وعدم الإدراك والدوار ويصبح حساساً للضوء ويرى الصورة مزدوجة (diplopia) وتصير الألوان غير طبيعية ويبطأ التنفس ويصير شخيراً ثم يذهب في نوم عميق يعقبه السبات والوفاة.

المعالجة: وقف الدواء فوراً ونقل المريض إلي غرفة العناية المركزة مع العناية بالتنفس ويجب عمل غسل للمعدة يسبقه إعطاء مسحوق الفحم المنشط. وينبغي العمل كذلك علي المحافظة علي المعدل الطبيعي للبوتاسيوم في الدم وفي المراحل الأولي من التسمم حيث يكون النبض بطيئاً تعطى سلفات الأتروبين ( 2 ملليجرام بالعضل ) ثم يعطى علاج لاضطراب نظم القلب ويجب العمل علي سرعة إفراغ السم من الجسم بإعطاء مضاد الديجوكسين المعروف بالضد النوعي للديجوكسين(digoxin specific antibody).


الأكونتين (Aconitine):

يستخلص هذا السم من النبات المعروف بخانق الذئب (aconitum napellus) وهو ذو أزهار زرقاء اللون وجميع أجزاء النبات سامة ولكن الجزء الذي تكثر منه حالات التسمم هو الجذور لتشابهه بجذر الجلابة (jalap root ) الذي يستخدم في الإجهاض وكذلك جذر فجل الخيل (horse radish) الذي يستخدم في عمل الصلصة.

وحالات التسمم أغلبها عرضيه أو انتحارية لمن يستطيع الحصول عليه، وجذور خانق الذئب مخروطية الشكل ذات لون أسمر من الخارج وأبيض مصفر من الداخل وتوجد بها ثنايا وتجاعيد وعند مضغها تحدث شعوراً بالتنميل يتبعه خدر في الشفتين واللسان والفم والبلعوم والجرعة السامة 1-3 ملليجرام من الأكونتين 1-3 جرام من جذر خانق الذئب وهو يؤدى إلي تنبيه يعقبه تثبيط للجهاز العصبي المركزي ونهايات الأعصاب الحسية ، كما يحدث تثبيط لعضلات القلب وتنبيه لمركز العصب الحائر.

الأعراض: بعد تناول الجرعة السامة ببضع دقائق إلي ساعة يشعر المريض بدفء ثم يصحبه زيادة اللعاب ثم تنميل يتبعه تخدير في الفم واللسان والبلعوم يليه ألم في المعدة وقيء ثم ينتشر التنميل ليشمل جميع أجزاء الجسم والأطراف ويشعر المصاب بتشنج في الحلق والبلعوم مع عدم القدرة علي البلع ثم يغطي الجسم عرق غزير بارد ويضعف المصاب ويصبح غير قادر علي الوقوف أو المشي ويختل بصره ويثقل سمعه وكلامه ويبطأ النبض ويصبح غير منتظم ويصعب التنفس ويكون بطيئاً ثم مضطرباً وتضيق حدقتا العينين ثم تتمددان علي التوالي يلي ذلك حدوث ضعف وشلل عام مع انخفاض درجة الحرارة وينتهي الأمر بالوفاة نتيجة شلل مراكز القلب والتنفس بعد مضي ثلاث أو أربع ساعات من أخذ السم.
المعالجة: يتم عمل غسيل للمعدة أو أخذ مقيئ كعرق الذهب ويعطي المريض علاجاَ لهبوط القلب والدورة الدموية كالديجيتال والأتروبين يعالج هبوط التنفس بإعطاء أكسجين أو تنفس صناعي ويعمل علي تدفئة المريض.



الإرجوت (Ergot):

الإرجوت فطر طفيلي ينمو علي كثير من المحاصيل الزراعية التي تعتبر مصدراً مهماً للدقيق كالشعير والقمح وهو يحتوي علي كثير من المواد الفعالة التي تختلف في تركيبها وأثرها علي الجسم وأهمها ما يلي:

1- الإرجوتامين (ergotamine) والإرجومترين (ergometrine): ويحدثان انقباضاً بالأوعية الدموية وتنبيهاً للعصب الحائر كما يكثر استعمالهما في تنشيط عضلات الرحم أثناء الولادة وفي علاج الصداع النصفي.
2- بروموكريبتين (bromocriptine): ويعمل على جفاف اللبن في ثدي الأم.
3- الإرجوت المهدرج (hydrogenated ergot): ويعمل على توسيع شرايين المخ أيضاً.
4- حمض الليسيرجيك (LSD): ويتعاطى كعقار للهلوسة.
ويكون التسمم بالإرجوت إما حادة وإما مزمناً. والتسمم الحاد يكون عرضياً عادة نتيجة استخدامات الطبية وخصوصاً في المرضى اللذين يعانون من أمراض الكبد والكلى وأحياناً يكون جنائياً عندما يستخدم في الإجهاض الجنائي. والجرعة السامة 10 جرام من الإرجوت الخام.
أعراض التسمم الحاد: غثيان وقيء وإسهال مع عطش شديد وهبوط مع تقلص العضلات ورعشة وتشنجات وفقد الوعي كما يحدث الإجهاض في الحوامل ويظهر اليرقان والنقط النزفية تحت الجلد وتضيق حدقتا العينين.
المعالجة: عمل غسيل للمعدة وإعطاء مسهلات وموسعات للشرايين التاجيية مثل النيتروجليسرين كما تعطى مضادات للتخثر.
التسمم المزمن: ينتج من استعمال المادة الفعالة لمدة طويلة في علاج الصداع النصفي كما يحدث من تناول خبز أو حلوى مصنعة من دقيق ملوث بالفطر الإرجوتي.
ويشكو المريض من غثيان وقيء واسهال مع عطش شديد وتنميل في الأصابع قد ينتهي بحدوث غرغرينا بها، كما يحدث أيضاً بالأمعاء وثمة صورة أخرى من صور التسمم المزمن تتجلى بإحباط وضعف يلي ذلك حدوث تقلصات عضلية يعقبها تشنجات مؤلمة في الأصابع والأطراف وقد تشمل الجذع كله ويصاحب ذلك رؤية مزدوجة وضعف السمع وصعوبة الكلام.
المعالجة: تعالج الأعراض بإعطاء موسعات للشرايين ومضاد للتخثر كالهيباريين مع الحفاظ على الأطراف نظيفة جافة لمنع حدوث غرغرينا.


حمض الليسيرجيك (LSD):

هو مسحوق أبيض عديم اللون والرائحة يحضر من الإرجوت ويستخدمه بعض الفنانين والرسامين لاعتقادهم بأنهم يكونون أكثر إبداعاً تحت تأثيره ويسبب تعاطيه آثاراً سيئة في نفسية المدمن وتظهر الأعراض خلال نصف ساعة من تناوله وتستمر لعدة ساعات وقد تصل ثلاثة أيام وهو يعرف بعقار الهلوسة.
والأعراض هي اضطراب الإدراك وتغير في التفكير والمزاج ويظل الشخص في يقظة ولكنه يشعر كما لو كان يحلق بعيداً في القضاء ويكون منفصلاً عن عالمه مع اضطراب في تقدير الوقت.


الإستركنين (strychnine):

من أشباه القلويات ويستخلص من بذرة نبات الجوز المقيئ (strychnux nux vomica seed) بعد سحقها والبذور قرصية الشكل مفرطحة ناعمة الملمس بيضاء إلي بنية اللون شديدة الصلابة لا تتأثر بحموضة المعدة لذلك لا تحدث تسمماً إذا أخذت كما هي. وبالإضافة إلى الإستركنين فإن البذرة تحتوي على أشباه القلويات أخرى وهو البروسين ولكنه أقل فاعلية.

الفوائد والاستعمال:

1- استعمال طبي : كمقو وفاتح للشهية وأيضاً كمنبه للتنفس.
2- استعمال غير طبي كمبيد للفئران وكذلك يضاف إلى بعض عقاقير الإدمان مثل الكوكايين والحشيش على سبيل الغش.
ظروف التسمم:
1- تسمم عرضي: وهو الأكثر شيوعاً نتيجة الجرعة الطبية أو نتيجة خطأ في استعمال معلق الإستركنين حيث يحضر في وسط قاعدي مما يؤدي إلى ترسبه في قاع الزجاجة فإذا أخذ المريض العقار دون رج الزجاجة قبل الاستعمال فإن آخر جرعة تكون شديدة التركيز مما يؤدي إلى تسمم المريض ووفاته.
2- تسمم انتحاري: بين بعض الفئات الذين يمكنهم الحصول على الإستركنين ويكونون على دراية باستخدامه كمبيد مثل الأطباء والصيادلة والمشتغلين بالزراعة.
3- تسمم جنائي: وهو نادر الحدوث نظراً لسرعة ظهور أعراض التسمم ولطعمه المر المميز.

الأعراض:
تبدأ بعد ربع ساعة إلى نصف ساعة من تناول السم حيث تعتبر الجرعة السامة من 30-60 ملليجرام ويبدأ المسمم قلقاً متوتراً مع الشعور بتيبس في عضلاته وخاصة خلف الرقبة والوجه ويعقب ذلك ظهور تقلصات يليها حدوث تشنجات بصورة مفاجئة وهي تشنجات تتميز بكونها مؤلمة وتشمل جميع عضلات الجسم ونظراً لقوة عضلات الظهر عن عضلات البطن فإن الجسم يتقوس إلى الخلف بصورة مميزة تعرف بوضع التشنج الظهري (opisthotonus) ويصاحب ذلك تشنج بعضلات الوجه مما يعطيه ابتسامة ساخرة تعرف بالتكشيرة الساردينية (risus sardonicus) ، وتنقبض أيضاً عضلات الفك السفلي وتجحظ العينان مع اتساع الحدقتين ويحتقن الوجه وترتفع درجة الحرارة ويبطأ النبض مع ارتفاع في ضغط الدم. وتؤدي انقباضات عضلات الصدر والبطن والحجاب الحاجز إلي إعاقة التنفس وحدوث الاختناق أثناء النوبة لمدة دقيقة أو دقيقتين يعقبها ارتخاء بوعيه أثناء فترة النوبة وتستمر هذه النوبة لمدة دقيقة أو دقيقتين يعقبها ارتخاء كامل بالعضلات يستمر لفترة تتراوح بين 5-15 دقيقة مع اختفاء كافة الأعراض ولكن المريض يكون في حالة توجس شديد ويلي ذلك حدوث نوبات أخري لأقل منبه حسي وعادة لا يتحمل المريض أكثر من 4-5 نوبات لتحدث الوفاة.

التشخيص:

1- إن ظهور نوبات تشنجية فجأة في شخص سليم لا يعاني من الأمراض ولم تحدث له أية إصابات وذلك عقب تناوله دواء أو طعام يثير الشك في التسمم بالإسيركنين.
2- ظهور الأعراض المصاحبة للتشنجات والسابق توضيحها.
3- التحليل الكيميائي.
4- اختبار بيولوجي وذلك بحقن المحلول المشتبه وجود السم به في أحد حيوانات التجارب المعملية يؤدي إلي حدوث التشنجات فوراً.
وقد تتشابه أعراض التسمم بالإستركنين مع أسباب أخري للتشنجات وخاصة حالات الكزاز (tetanus) ويمكن التفرقة كالآتي:



الكزاز(التيتانوس) الإستركنين

يحدث التشنج بعد فترة حضانة من التلوث الجرثومي للجرح يحدث بعد تناول السم من ربع إلى نصف ساعة
تظهر الأعراض تدريجياً تظهر الأعراض فجأة
يبدأ التشنج في عضلات الفك يشمل التشنج كل الجسم
لا توجد فترة ارتخاء للعضلات بين نوبات التشنج توجد فترة ارتخاء للعضلات بين نوبات التشنج
تحدث الوفاة خلال أيام تحدث الوفاة خلال ساعتين
التحليل الكيميائي سلبي التحليل الكيميائي إيجابي
التحليل الجرثومي يكشف عن وجود عصية الكزاز التحليل الجرثومي سلبي

العلاج:

أهم هدف هو إيقاف التشنجات التي قد تؤدي إلى الوفاة ، وبتم ذلك بإعطاء مضاد للتشنجات مثل الديازيبام بجرعة 5-10 ملليجرام أو بإعطاء أحد مركبات الباربيتيورات مثل الفينوباربيتال ويعطى بجرعة 5 ملليجرام/ كيلوجرام من وزن الجسم تكرر عدة مرات حتى يتوقف التشنج.
يجب أيضاً عزل المريض في حجرة هادئة ومظلمة لمنع تكرار التشنج نتيجة تعرض المريض لأي منبهات حسية.
ويجب مراعاة التنفس أثناء النوبة وذلك بالعمل على إبقاء مجرى التنفس مفتوحاً مع إعطاء الأكسجين.
منع امتصاص السم من المعدة بغمل غسيل للمعدة.
كذلك يجب إعطاء باسط للعضلات مثل succinyl choline.
===================

السموم المعدنية

الصفات العامة للسموم المعدنية:


تعرف هذه المجموعة من السموم بالسموم المهيجة أيضاً لما لها من تأثيرات موضعية مهيجة علي الأسطح الملامسة لها كالجلد والأغشية المخاطية بالإضافة إلي الآثار البعيدة علي الأعضاء الداخلية للجسم كالقلب والكبد والكلي. ويكون السم الناشئ عن هذه السموم عادة علي صورتين التسمم الحاد وينشأ نتيجة تراكم جرعات صغيرة علي مدي فتره زمنية طويلة وتظهر أعراض التسمم الناشئ عن هذه السموم عادة بعد فتره زمنية تطول أو تقصر حسب حالة السم والمعدة ونوع الطعام الموجود فيها. ويتم إفراغ هذه السموم من الجسم عادة عن طريق طرحها في البول وقد يستمر وجودها في البول مدة طويلة حتى بعد التوقف عن تعطيها. معظم هذه السموم يعاد إفرازها في القناة المعدية المعوية حتى وإن لم يتم تعاطيها بطريق الفم فالزرنيخ يعاد إفرازه في القولون النازل والزئبق في الأعور. جميع هذه السموم لا تتأثر بالتعفن ويسهل كشفها في الجسم بعد الموت حتى في وجود تعفن شديد.

التسمم بالرصاص:

يدخل الرصاص في العديد من الصناعات فهو شائع الاستعمال في صناعة بطاريات السيارات والبويات ومواد البناء والسبائك ومن مركباته العضوية خلات الرصاص وهو شائع استخدامه طبياً كعلاج موضعي للكدمات ومركب رابع ايثيل الرصاص (tetraethyl lead) المستخدم كإضافة محسنة لخواص وقود السيارات.

امتصاص مركبات الرصاص: عند تعاطي مركبات الرصاص بالفم فإن امتصاصه يتم ببطء من الأمعاء أما في حالة أبخرة الرصاص المنصهر فيتم امتصاصه من الرئتين وكذلك عند استنشاق غبار الرصاص وأما في حالة رابع أيثيل الرصاص فإن هذا المركب يمتص من الجلد والأغشية المخاطية بالإضافة للاستنشاق.

أعراض التسمم بالرصاص: التسمم الحاد بالرصاص نادر الحدوث وتظهر أعراضه في حالة تعاطي مركباته بالفم علي شكل طعم معدني قابض بالفم، وفي حالة تعاطي خلات الرصاص قد يكون الطعم حلواً قابضاً أيضاً مما حدا إلي تسمية هذا المركب باسم سكر الرصاص ويعقب هذا الإحساس بفترة زمنية الشعور بالغثيان والهبوط والقيء مصحوبة بمغص شديد وإمساك وتتشابه هذه الأعراض إلي حد بعيد مع حالات البطن الحادة وتدخل ضمن التشخيص التفريقي لها.
أما أخطر أعراض التسمم بالرصاص عموماً فهو ما يعرف باسم مرض دماغ الرصاص

(lead encephalopathy) وينشأ نتيجة ارتفاع نسبة الرصاص بالدم إلي درجة كبيرة تسمح بعبوره الحاجز الدموي الدماغي مما يؤثر علي الجهاز العصبي وتظهر الأعراض علي شكل نوبات تشخيصيه صرعية تتبعها غيبوبة قد تؤدي بحياة المتسمم. وقد ينشأ التسمم الحاد أثناء علاج حالات التسمم المزمن بالرصاص بالمواد المستخلبة (chelating agents) للرصاص من العظام حيث يصل مستوي الرصاص في الدم إلي نسب التسمم.

أما أعراض التسمم المزمن بالرصاص فتتجلى بعدة أشكال منها قلة التوصيل العصبي المؤدي في النهاية إلي اعتلال عصبي حركي علي شكل سقوط بمفصلي الرسغ والكاحل. وكنتيجة لتعطيل الرصاص لعمل الإنزيمات المسؤله عن تخليق مادة الهيم الأولية بالدم فيحدث فقر دم (anaemia) وتتراكم المواد الأولية لتخليق الهيم(haem) في كريات الدم الحمراء علي شكل بقع تصطبغ باللون الأزرق وتسهم في المساعدة علي تشخيص التسمم المزمن بالرصاص من خلال فحص عينات الدم.

ومن أعراض التسمم المزمن بالرصاص في الجهاز الهضمي تكون خطوط زرقاء في حواف اللثة عند التقائها بالأسنان وخاصة إذا لم تكن هناك عناية بتنظيف الفم والأسنان أوفي وجود تجاويف بالأسنان وتنشأ هذه الخطوط الزرقاء نتيجة تفاعل غاز كبريتيد الهيدروجين الناتج من تحلل فضلات الطعام بفعل الجراثيم في الفم مع مركبات الرصاص المفرزة في اللعاب وتكون كبريتيد الرصاص الذي يترسب عند اتصال اللثة بالأسنان ويصحب التسمم المزمن بالرصاص وجود مغص وآلام تشنجيه بالبطن تعرف باسم مغص الرصاص (lead colic) ويتميز هذا النوع من المغص بتحسن شدته بالضغط علي البطن وبالمواد المضادة للتقلصات. كما يحدث إمساك شديد في هذه الحالات. ويؤثر الرصاص علي الكلي في شكل خلل بأنابيب الكلية من حيث قدرتها علي إعادة امتصاص الجلوكوز والأحماض الأمنية والفوسفات. لذا يوضع التسمم بالرصاص في الاعتبار كتشخيص تفريقي في حالات ظهور السكر بالبول ولاسيما في الأطفال ويؤدي التسمم المزمن إلي قصور بالكلية ينشأ عنه ارتفاع في ضغط الدم ويحدث التسمم بالرصاص عقماً لدي الرجال والنساء كما قد يتسبب في إجهاض الحوامل وهناك علاقة بين التسمم بالرصاص في الأطفال وبين ظهور أعراض قصور عصبي وخلل عصبي حركي وتخلف.

تشخيص التسمم بالرصاص: عند تشخيص التسمم بالرصاص يكون تقدير مستوي الرصاص بالدم دليلاً علي الامتصاص ويكون تأثير الرصاص علي تخليق الهيم دليلاً علي آثاره. وتقدير كمية البروتوبورفيرن (protoporphyrin) في كريات الدم دالاً علي التأثير وزيادة إخراج حمض الأمينوليفولينيك (aminolivolinic) في البول يدل علي قصور تخليق مادة الهيم. كما يعتبر مستوي الهيموجلوبين المنخفض المصحوب بوجود بقع زرقاء في كريات الدم الحمراء دليلان علي التسمم بالرصاص.
معالجة التسمم بالرصاص: يكون إبعاد المريض عن مصدر التسمم أساساً أولياً في علاج حالات التسمم بالرصاص ويتم ذلك في بعض الأحيان عن طريق تغيير طبيعة العمل بحيث يتوقف تعرض المريض إلي جرعات جديدة من الرصاص.
وتعتمد السياسة العلاجية للتسمم بالرصاص علي عدم السماح بتجاوز مستوى الرصاص بالدم حداً يفوق قدرة الكلي علي إخراجه حتى لا يتسبب في عبور الرصاص الحاجز الدموي الدماغي وبالتالي حدوث أخطر مضاعفات التسمم بالرصاص وهو مرض دماغ الرصاص. وعليه فعند ارتفاع مستوي الرصاص بالدم ارتفاعاً كبيراً يوجه الرصاص إلي العظام لترسيبه وتخزينه بصفة مبدئية حتى يتجاوز المريض المرحلة الحادة من التسمم ثم يبدأ بعدها في سحب كميات صغيرة محسوبة من الرصاص المخزون بالعظام بواسطة مواد استخلابية (chelating) إلي مجري الدم ومنها إلي الكليتين حيث تخرج مع البول. وتستغل خاصية تشابه سلوك الرصاص بالجسم مع سلوك الكالسيوم في توجيهه للترسيب بالعظام حيث يعطي المريض فيتامين د ومواد قلوية لتشجيع الترسيب بالعظام ونستخدم لهذا الغرض إيديتات الصوديوم (sodium EDTA) كمادة استخلاب مختارة وتعطي حقناً بالوريد في محلول كلوريد الصوديوم 9,.% بمعدل يصل 40 ملليجرام مرتين يومياً وتستمر فترة العلاج من ثلاثة إلي خمسة أيام وتحسب الجرعة للأطفال بواقع 20 ملليجرام /كيلوجرام مقسمة إلي جرعات وفي الأطفال يبادر إلي العلاج بالمواد الإستخلابية إذا تعدي منسوب الرصاص في الدم 80 ميكروجرام في الديسيليتر حتى وإن لم توجد أعراض ظاهرة.


التسمم بالزئبق:

يستخدم الزئبق في صناعة أجهزة قياس الضغط الجوى وضغط الدم وقياس الحرارة كما يدخل في صناعة السبائك وحشو الأسنان وكان الشائع قديماً إعطاؤه للمرضى المصابين بالانسداد المعوي (intussusception) بقصد العلاج. ومن أشهر مركبات الزئبق العضوية مركب ميثيل الزئبق المستخدم كقاتل للفطريات في حفظ الحبوب من التعفن لحين زراعتها.
امتصاص مركبات الزئبق: يشكل بخار الزئبق عند درجة حرارة الغرفة وعلي وجه الخصوص في الأماكن المغلقة خطراً صحياً علي الأفراد في المختبرات وعيادات الأسنان وأماكن العمل المتداول فيها الزئبق في صورته العنصرية. فاستنشاقه يسبب تسمماً بهذا السم المعدني وتبدو أعراضه بعد امتصاصه بقدر كبير عن هذا الطريق. وأملاح الزئبق تمتص بسرعة من الأمعاء بالإضافة إلي أثرها المهيج علي الأغشية المخاطية لكل من المعدة والأمعاء . وللأسماك والكائنات البحرية قدرة خاصة علي تركيز أملاح الزئبق في أجسامها من المياه الملوثة بهذه الأملاح ويكون استهلاك هذه الأسماك كغذاء مصدراً من مصادر التسمم المزمن بالزئبق كما حدث في خليج ميناماتا باليابان وسمي التسمم الناتج بداء ميناماتا.

أعراض التسمم بالزئبق:

التسمم الحاد بالزئبق الناشئ عن تعاطي أملاحه يظهر في شكل التهاب معدي معوي حاد مصحوب بإسهال شديد وانهيار، وبتمام هذه المرحلة الحادة يبدأ أثر امتصاص الزئبق على أنابيب الكلية مسبباً نخراً بهذه الأنابيب وانقطاع البول وفشلاً كلوياً. أما عند استنشاق بخار الزئبق في حالته العنصرية فأول ما يظهر من الأعراض هو شكاوي غير محددة كفقدان الشهية والأرق والتعرق بكثرة ثم يبدأ ظهور أعراض الخلل السلوكي المتصف بعدم ثبات الحالة العاطفية كأن يظهر علي المريض علامات خجل شديد أو نوبات بكاء أو فقدان ثقة بالنفس ومخاوف غامضة وعدم قدرة علي أداء أبسط الأعمال أو نوبات من الغضب تنقلب إلي عدم اكتراث مصحوب بالأرق أو فقدان الذاكرة أما في الحالات التسمم المزمن بالزئبق فتظهر الأعراض علي شكل التهابات باللثة وزيادة إفراز العاب ورعشة باليدين تتضح في تغير شكل الكتابة بالنسبة للمتسمم وفي الحالات الشديدة تكون حالة المريض ذهانية (psychotic) صرفه مع ميول انتحارية وهلوسة.
أما في حالة التسمم بميثيل الزئبق فقد تظهر الأعراض بعد فترة من الزمن تمتد إلي ستة أسابيع نظراً لكون هذا السم تراكمياً. والأعراض الرئيسية للتسمم بهذا المركب هي تنميل بالأطراف وخذل (paresis) وترنح (ataxia) مخيخي وقصور بصري في صورة تضيق مركزي بمجال الرؤية ويكون الترنح من الشدة بحيث يعوق المشي والقيام بأية أعمال ولو بسيطة.

معالجة التسمم بالزئبق:

في حالات التسمم الحاد بأملاح الزئبق فإن عقار البال (BAL) يجب أن يعطى (بجرعة 2,5-5 مجم/كجم من وزن الجسم) بالحقن العميق في العضلات كل 4 ساعات لمدة يومين، ثم 2,5 مجم/كجم مرتين في اليوم الثالث، ثم مرة واحدة يومياً لمدة أسبوع، وحيث إن هذه المادة الإستخلابية تسبب إعادة توزيع الزئبق في الجسم مع فرصة زيادته في الدماغ، لذا تبرز أهمية خفض مستوى الزئبق المار بالكليتين وذلك عن طريق إزالة مركب الزئبق مع البال بالغسيل الدموي (hemodialysis) وخاصة في مرضى انقطاع البول، وتتقهقر الأعراض الدماغية للتسمم بالزئبق عقب إبعاد المريض عن مصدر التعرض. وقد يعطى المريض دواء البنسيلامين للمساعدة على إفراغ الزئبق في البول، وتقدر جرعة البنسيلامين ب250 محم إلى 2 جم بالفم يومياً.


التسمم بالفوسفور:

يعتبر الفوسفور الأحمر آمناً نسبياً حيث إنه قليل السمية، أما الفوسفور الأصفر والمستخدم في صناعة الألعاب النارية وصناعة سموم القوارض فهو شديد السمية للغاية. وتعاطي جرعات صغيرة يؤدى إلي غثيان وقيء وإسهال شديد وانهيار نتيجة انخفاض ضغط الدم وزيادة حموضة الدم وتلف شديد بالكبد مصحوب بيرقان (jaundice) وفشل حاد بالكبد وإذا كان التعاطي عن طريق الفم فإن غسل المعدة من الأمور المنصوح بها مع العلاج المكثف حيث يجب معالجة الفشل الكبدي معالجة مناسبة. أما مركبات الفسفور العضوية فأشهر مركب الباراثيون المستخدم كمبيد حشري وسيذكر بالتفصيل تحت بند المبيدات الحشرية.

التسمم بالزرنيخ:

أشتهر الزرنيخ علي مدي قرون طويلة بأنه أوسع السموم استخداماً في قتل الآخرين وقد نشأت هذه السمعة من كونه يتمتع بصفات ثلاث وهي:

أولاً: أن مركباته تكاد تكون بلا طعم ولا رائحة أولون مميز حيث يسهل تقديمها في مختلف الأطعمة والمشروبات دون أن تثير الريبة.

ثانياً:ظهور أعراض التسمم بالزرنيخ يبدأ بعد فترة قد تطول إلي حد يبتعد فيه الجاني عن المجني عليه

ثالثاً: أن الأعراض التسممية الناشئة عنه تختلط مع كثير من الأمراض المعوية السارية بحيث لا تثير شكاً لدي الطبيب المعالج .

وقد فقد الزرنيخ هذه السمعة بسبب سهولة الكشف عن وجوده حتى بعد تحلل جثة المتسمم تحللاً كاملاً إذ يمكن الكشف عنه في عظامه أوقي التربة أسفل الجثة.

ويستخدم الزرنيخ في مبيدات الطحالب والقوارض والدهانات وورق الحائط وفي صناعة السيراميك والزجاج ومن أخطر مركبات الزرنيخ سمية ثالث أكسيد الزرنيخ وهو مسحوق قابل للذوبان في الماء والجرعة القاتلة منه تتراوح بين 60إلي 20 ملليجرام ويتم امتصاصه عن طريق الأمعاء ببطء حيث تظهر الأعراض بعد فترة زمنية تتراوح من ربع ساعة إلي عدة ساعات . وهناك صورة أخري وهي غاز الأرسين ويتم امتصاصه عن طريق الاستنشاق إلي الدم مباشرة وتشكل كميات ضئيلة منه في الهواء المحيط خطراً شديداً إذ تؤدي إلي التسمم الحاد في صورة تحلل كريات الدم ويتولد الغاز من معالجة المعادن المحتوية علي شوائب الزرنيخ بالأحماض أثناء تنظيفها.

أعراض التسمم بالزرنيخ:عند التسمم بالزرنيخ بالفم يكون هناك إحساس بطعم قابض يعقبه بعد ابتلاعه فترة كمون لا يظهر بها أعراض تتراوح ما بين 15 دقيقة إلي بضع ساعات حسب محتوي المعدة من الطعام ونوعه ، إذ يؤخر وجود طعام دهني امتصاص الزرنيخ لفترات طويلة بينما يعجل الامتصاص تعاطي الزرنيخ علي صورة محلول في مشروب ساخن . وتبدأ أعراض التسمم علي شكل قيء شديد وإسهال شديد (يشبه الكوليرا) ينشأ عنه جفاف سريع وانهيار. ويصل أيون الزرنيخ الممتص إلي الأعضاء والأنسجة الداخلية للجسم ليفسد عمل النظم الإنزيمية المعتمدة في عملها علي مجموعات السلفهيدريل (sulphhydryl groups).

أما في حالات التسمم المزمن بالزرنيخ فإن الأعراض التي تظهر علي المتسمم تشمل بالإضافة إلي القيء والإسهال المذكورين في الحالات الحادة، وجود هزال شديد وطفح جلدي مع زيادة في سمك الجلد ولا سيما في راحة اليدين وباطن القدمين (hyperkeratosis) واعتلال عصبي متعدد (polyneuropathy)، ويتم التأكد من الإصابة بقياس مستوى الزرنيخ بالبول حيث يندر أن يتعدى مقداره 0,3 ملليجرام باللتر. ويتم التشخيص بدقة أكثر بقياس محتوى الشعر والأظافر من الزرنيخ.

أما في حالات التسمم بغاز الأرسين فإن الأعراض تظهر على شكل انحلال كريات الدم الحمراء، فيشعر المريض برعشة وبآلام خاصة في موضع الكليتين ويتلون البول بلون قاتم وينشأ عن انحلال الكريات فشل بالكليتين وقد يتضخم الكبد والطحال بحيث يمكن تحسسهما. هذا وقد يتسبب التعرض المزمن للزرنيخ على مدى سنوات طويلة في زيادة الاستعداد لحدوث السرطان وخاصة الجلد ولكن قد ينشأ في أعضاء أخرى.

معالجة التسمم بالزرنيخ: يعتمد العلاج بالإضافة إلى وقف زيادة التعرض للزرنيخ إلى تخليص الجسم من الزرنيخ عن طريق الاستخلاب (chelation) بمادة البال (BAL) أما في حالات التسمم بغاز الأرسين فالمواجهه منع حدوث مزيد من التلف بالكلية حيث يجب عمل غسيل دموي (hemodialysis) وقد يلجأ إلى تبديل الدم (exchange transfusion) بسحب وتعويض المريض بدم حديث.


التسمم بالحديد:

تعتبر أملاح الحديد مهمة جداً في علاج حالات فقر الدم (anaemia) والتسمم بها شائع خاصة بين الأطفال وتعتبر الجرعة السامة 30 ميلليجرام/كجرام.
أعراض التسمم: تظهر الأعراض في خمس مراحل ، المرحلة الأولي وتبدأ بعد ساعتين من التسمم بألام في البطن مصحوبة بغثيان وقيء وإسهال وهبوط في الضغط ومن الممكن أن تنتهي هذه المرحلة بغيبوبة. أما المرحلة الثانية وهي مرحلة هادئة حيث يعافي المريض وذلك لترسيب أملاح الحديد الموجودة في البلازما قي الكبد مما يؤدي إلي انخفاض مستوي الحديد في الدم وبعد 10 ساعات تبدأ المرحلة الثالثة بحموضة الدم (acidosis) وارتفاع في درجة الحرارة وانخفاض في مستوي السكر في الدم (hypoglycaemia) وزرقة (cynosis). وبعد 2 إلي 4 أيام من التسمم تبدأ المرحلة الرابعة بتنخر في الكبد (hepatic necrosis) ومن الممكن أن يؤدي إلي فشل كبدي (hepatic failure) وبعد أسبوعين إلي أربعة أسابيع تبدأ لمرحلة الخيرة من التسمم حيث يحدث انسداد معوي (intestinal obstruction).
تشخيص التسمم بالحديد: يتراوح مستوي الحديد الطبيعي في الدم بين 50 إلي 150 ميكروجرام /ديسيلليتر دليل علي التسمم مما يبادر بالعلاج بديفيروكسمين (deferoxamine) ومن الممكن أن تظهر أقراص الحديد في البطن بعمل أشعة أكس (xray)

المعالجة: وقف الامتصاص بالتقيء وذلك في عدم وجود قيء أو عمل غسيل معدي باستخدام كربونات الصوديوم (Na bicaronate) بنسبة 20جرام/ ليتر واستعمال مسهلات كسلفات المغنسيوم (magnasium sulfate) حيث يساعد علي إخراج كمية من أقراص الحديد.

تخليص الجسم من الحديد عن طريق الإستخلاب بمادة ديفيروكسامين(deferoxamine) بجرعة 15 مجرام/ كجم/ساعة عن طريق الوريد وذلك كل 12 ساعة في اليوم ويجب أن يلاحظ لون البول الذي يتحول إلي لون برتقالي مائل إلي الحمرة مما يدل علي إخراج المادة المستخلبة ويستمر العلاج بديفيروكسامين حتى يعود البول إلي اللون الطبيعي.


التسمم بالسيلنيوم:

يكثر الآن استعمال كبريتيت السيلنيوم كشامبو لعلاج قشرة الشعر مما يجعل التسمم به شائع الحدوث وخاصة في الأطفال وذلك لتواجده بكثرة في المنازل وتشمل أعراض التسمم به غثيان وقيء ثم تهيج وتشنج وأرتفاع في درجة الحرارة وهبوط في ضغط الدم ومن المكن أن يؤدي إلي الوفاة نتيجة فشل في الدورة الدموية ولا يوجد علاج خاص للتسمم بالسيلنيوم حيث يتركز علي علاج الأعراض والطرق العامة لعلاج حالات التسمم.


التسمم بالألومنيوم:

يعتبر الألومنيوم من المواد الشائعة الانتشار فهو يدخل في العديد من الصناعات. كما يستعمل طبياً كمضاد للحموضة، ومع المسكنات (bufferedaspirin) وكمضاد للإسهال (koalin , aluminium magnesium silicate) كما يستخدم كمادة قابضة (astringents). والمعدل الطبيعي لتناول الألومنيوم في الغذاء وماء الشرب حوالي 3-5 ميلليجرام يومياً تقريباً ،15 ميكروجرام منهم يتم امتصاصهم من الجهاز الهضمي ويعتبر اكثر الأشخاص تعرضاً للتسمم بالألومنيوم مرض الفشل الكلوي المزمن والعاملين في مجال صناعة الألومنيوم .

أعراض التسمم: يعتبر مرض الدماغ (ENCEPHALOPATHY) من أخطر أعراض التسمم بالألومنيوم ويختص بصعوبة في الكلام رعشة في اليدين ضعف في الأبصار قلة التركيز والانتباه كما يحدث أيضاً لين في العظام وفقر دم (MICROCYTIC ANAEMIA) ويعزي البعض مرض الزهايمر( الضعف التدريجي للذاكرة) إلي ارتفاع نسبة مستوي الألومنيوم في الدم وهو مرض يصيب كبا ر السن نتيجة ضمور في خلايا المخ.

المعالجة: تعالج حالات التسمم بالألومنيوم بالديفيروكسمين (DEFEROXAMINE) وذلك في حالات ارتفاع مستوي الألومنيوم بالدم 200 ميكروجرام / ميلليليتر.