بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه ومن اتبعه باحسان إلى يوم الدين
يتهم النصارى نبينا محمد بأنه ألف القرآن نقلا من كتابهم المقدس وذلك لتشابه بعض القصص والأنباء والأسماء ...
فهل حقا هناك تشابه بين القرآن الكريم وكتابهم المقدس ؟
وأين يلتقي الكتابين وأين يختلفان ؟
الحقيقة أن المتتبع لأوجه التشابه والاختلاف بين الكتابين سوف يندهش من حجم الاختلافات بالرغم من وجود التشابه في بعض الخطوط العامة
والتشابه في الخطوط العامة مرجعه أن الأصل واحد ، فلا شك أن اليهودية والنصرانية هي ديانات أصلها وحي الله الموحى به إلى أنبياء الله ورسله ، ولكنه ضاع وحل محله روايات بشرية عما قاله الله وما قاله أنبياؤه وقصص نالها خيال الكتبة وأهواؤهم تشبه السير الشعبية والأساطير المتوارثة
ولذلك أنزل الله القرآن ليصحح العقيدة والكتب وأخطاء السابقين رحمة بالناس حيث :
تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ سورة النحل
وسأحاول هنا عقد مقارنة بسيطة بين القرآن الكريم وكتابهم المقدس لنتبين معا أيهم كلام الله وأيهم كلام البشر ؟؟؟؟؟
(1) خلق السماوات والأرض
1-جاء في أول سطر من كتابهم المقدس في سفر التكوين:
( في البدء خلق الله السموات والارض. 2 وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة .....)
هكذا تم خلق السماوات والأرض بدون ذكر لكيفية البدء مع أنه قال ( في البدء )
أما القرآن فيخبرنا في آية واحدة إعجازية بالبداية الحقيقية للخلق ، فقبل أن تتكون السموات والأرض بشكلهما الذي نعرفه كانت السماوات والأرض شيئا واحدا متصلا ثم انفصلت بعضها من بعض
حيث قال الله تعالى :
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا
الأنبياء-30
ولقد أصبح من المعروف الآن نظرية الإنفجار الكبير التي تفسر كيف بدأ الكون من نقطة متناهية في الصغر تشبه العدم تتكدس فيها المادة وانفجارها وتمدد مادتها في سحابة من الجسيمات الأولية والجسيمات المضادة ثم بدأ تشكل الذرات و الجزيئات التي بدأت تشكل تجمعات من المادة تنفصل عن المجموع لتشكل النجوم ثم الكواكب وهكذا حتى تشكلت السماوات والأرض.
والسؤال هو : من أين أتى محمد صلى الله عليه وسلم بتلك الفكرة ؟
وما الذي يجعله يخاطر بهذا الزعم ؟
ألم يكن يكفيه أن يقول مثلما قال كتابهم المقدس أن الله خلق السموات والأرض وينتهي عند هذا الحد ؟
ثم لماذا يقول ( والله عز وجل هو القائل) :
وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) سورة الذاريات
من الذي كان يعرف أن السماء تتسع قبل التوصل إلى التقنيات الحديثة التي أثبتت أن النجوم والمجرات تتباعد عن بعضها والكون يتسع ؟؟؟
إن الإنسان قبل القرن العشرين لم يكن يستطيع القول أن السماوات والأرض كانت شيئا متصلا قبل أن تنفصل وتشكل النجوم والكواكب والأقمار....
ولم يكن يستطيع إنسان أن يقول أن السماء تتسع لحظة بعد لحظة......
ولكن أي إنسان منذ خلق آدم كان يستطيع أن يقول : " في البدء خلق الله السماوات والأرض "
لأن آدم نفسه كان يعلم ذلك...!!!!
وهذا هو الفرق بين كلام الله وكلام البشر ....
2- ننتقل إلى نقطة أخرى ، حيث جاء في سفر التكوين : (ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلا.وكان مساء وكان صباح يوما واحدا )وقد تكررت عبارة ( وكان مساء وكان صباح ) مع انتهاء كل يوم من أيام الخلق الستة
والحقيقة أن القرآن الكريم وكتابهم المقدس يتفقان على أن أيام الخلق كان عددها ستة أيام ...
ولكن الذي صاغ كتابهم المقدس ظن أن الأيام الستة والتي عرف خبرها من السابقين – ظنها أيام كأيام الأرض لها صباح ومساء ...!!!
وهذه الفكرة تدحضها عدة حقائق منها :
# أنه لم يتم خلق الشمس والقمر والنجوم إلا في اليوم الرابع حسب ما جاء في السفر حيث يقول :
( وقال الله لتكن انوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل.وتكون لآيات واوقات وايام وسنين. 15 وتكون انوارا في جلد السماء لتنير على الارض.وكان كذلك. 16 فعمل الله النورين العظيمين.النور الاكبر لحكم النهار والنور الاصغر لحكم الليل.والنجوم. 17 وجعلها الله في جلد السماء لتنير على الارض 18 ولتحكم على النهار والليل ولتفصل بين النور والظلمة.ورأى الله ذلك انه حسن. 19 وكان مساء وكان صباح يوما رابعا )
فكيف يكون هناك نور ونهار ولم يتم خلق مصادر النور بعد ؟؟
وكبف يكون هناك صباح ومساء يتعاقبا على مدار الأيام ولا يكون هناك شمس ولا قمر
ولا نجوم ؟؟
# أن العلم قد أثبت أن عمر الكون يعد بمليارات السنين ، وأن كل حقبة مما وصفها كتابهم المقدس بأنه يوم له صباح ومساء كانت في الحقيقة ألوف أو ملايين السنين ...!!!
والسؤال هو : لماذا لم يذكر محمد وهو ينقل من كتابهم المقدس ويؤلف القرآن (حسب زعمهم طبعا) – لماذا لم يذكر أن الأيام الستة كان لها صباح ومساء ؟؟؟؟؟
الإجابة ببساطة : لأن هذا خطأ والله لا يقول إلا الحق.
إذن فماذا قال الله تعالى ؟
أخبرنا عز وجل في قرآنه المجيد أن لله حساب أيام متعدد ومختلف عن حساب أيام البشر
فيقول : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) سورة الحج
ويقول أيضا : (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)
سورة المعارج
فهناك يوم بألف سنة وآخر بخمسون ألف سنة وهكذا ، وبذلك ينبهنا الله أن له أيام ليست كأيامنا ،
وبالتالي نفهم من قوله عز وجل أنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام أنها ست مراحل زمنية
وهذا هو الفرق بين كلام الله وكلام البشر
ويتبع إن شاء الله
المفضلات