بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى هدانا للاسلام وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله
والصلاة والسلام على النبى الرسول الخاتم وعلى آهله وصحبه ومن واله وسلم تسليما تسليما كثيرا....وبعد
ظهرت فى الأعوام الأخيرة بل وفى الشهور الأخيرة مدى تلك الهجمة الشرسة والقذرة من دعاة عباة الصليب ومن والهم فنرى طفرة فى بناء الكنائس حتى فى الجزيرة العربية التى طهرها الله عز وجل من حوالى1400سنة ونرى أن صفوة أبناء المسلمين (أقصد أغنيائهم )يلتحقون بالمدارس المشبوهه حتى بات فى هذا الموقع لا ينقضى يوما الا ونسمع أو نقرأ مشاركة تفضح (ولله الحمد والمنة ) ألاعيب والخطط الشيطانية من دعاة الشرك بالله الواحد الأحد وتارة أخرى نصدم بالنشرات الأخبارية وحال أخوة لنا فى كل أنحاء أرض الله بدء من فلسطين مرورا بأفغانستان والعراق حتى طالت تلك الأيدى المسلمين فى البلاد غير المسلمة وكذلك بعض الأخبار التى يجب أن ندرك آثارها فيما بعد ولكنها مر علينا مرور الكرام وعلى سبيل المثال لا الحصر أطلاق أول قناة تنصيرية من على أرض مسلمة ؟؟؟؟ ثم تبرع أحد قادة المسلمين بقطعة أرض لبناء كنيسة وهى الأولى فى تلك البلد الاسلامية .......ثم أفتتاح لقاعات المجون والترفية الحرام أقصد دور السينما ولكن أتدرون أين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟فى قلب أرض الاسلام فى المملكة السعودية (تلك الدور الخربة قد ألغيت من المملكة من حوالى ثلاثة قرون )لذا وجب على كل مسلم مواجهة كل تلك الخطط الشيطانيه

واليكم كيف نوقف الزحف الشركى
(1) اليقظة لنشاطات المنصرين وتكثيف المراقبة عليهم بشتى الوسائل وتبليغ العلماء والمشايخ المختصين بكل ما يُكتشف في ذلك أو يُرتاب في أمره

(2) توسيع نشاط الدعوة إلى الله تعالى في أوساط النصارى من المقيمين في بلاد الإسلام وغيرهم وهذا يحقق عدة أهداف : - أولها : هداية ما شاء الله منهم ولئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير من حمر النعم
ثانياً : وسيلة فعالة لإحباط جهود النصارى .
ثالثاً : إن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم فهو يواجه الكيد التنصيري بوسائل مكافئة .
رابعاً : في ذلك فضح لأعمال المنصرين لأن هؤلاء المسلمين الذين دخلوا في الإسلام حديثاً يعرفون بني قومهم وخططهم وربما حضروا معهم في بعض الأعياد والمناسبات والطقوس وغيرها فيقومون بالتبليغ عنهم وكشف خططهم ....
إن من واجبنا جميعاً هو دعوة العمال ومناقشتهم والتأثير عليهم فما من أحد منا إلا وقد احتك يوما بالعمال من غير المسلمين فلماذا لا يجعل من احتكاكه معهم فرصة لدعوتهم إلى الإسلام وتشكيكهم في الأديان الباطلة التي يعتنقونها وحثهم على التفكير على الأقل في قضية الدين والبحث على الدين الحق لعل الله يهديهم إلى سواء السبيل وإلى الصراط المستقيم .

(3) نشر العلم الصحيح بين المسلمين وتوعيتهم بأمر دينهم عقيدة وأحكاماً وأخلاقاً وذلك لحمايتهم من التأثير بالآخرين ، فإنه ليس بمكان للوثات المنصرين إلى القلوب السليمة والعقول المنيرة إنما يكون خطرهم على الجهال ولذلك ينبغي ترتيب أمر توعية المسلمين ونشر الدعوة الصحيحة فيما بينهم في كل مكان .

(4) بذل الجهود لحماية الشباب والفتيات من الغزو السلوكي المنحرف المتمثل في وسائل الإعلام والمتعددة والمتاحة فلابد من عمل دعوي جاد يكتسح تجمعات الشباب ومجتمعات الفتيات ويربطهم بالدين ويحملهم مسئولية الدفاع عنه ويكشف لهم حجم المؤامرة التي تحاك عندهم . إن من المجرَّب أنه حتى أولئك الشباب الذين قد يبدو عليهم شيء من التقصير في إلتزامهم في الإسلام لمّا تحدثهم عن إلتزامهم ومسئوليتهم في الدعوة إلى الله وعن الخطر الذي يهددهم وعن الكيد الذي يقوم به النصارى أن قلوبهم تكون أكثر استعداداً للخير وأكثر وعياً وإدراكاً للمسئولية ، فلماذا لا نخاطب هؤلاء الشباب بمثل ذلك الحديث ، إن أمامك دوراً شخصياً ينتظرك في مثل هذا المجال مع إخوانك ومع قرابتك ومع زملائك ومع معارفك أن تدعوهم إلى الله عز وجل وتحصنهم من الغزو المنحرف سواءً كان غزواً تنصيرياً أو غزواً تخريبياً .

(5) المساعدة في قيام مؤسسات طبية خيرية إسلامية تستثمر جهود الأطباء وتقتطع من وقت فراغهم ولو شيئاً يسيراً لتطبيب المسلمين في كل مكان ويصاحب ذلك جهد دعوي لعودتهم إلى الله تعالى ودعوتهم إلى التوبة من الذنوب والمعاصي والآثام إن دور الطبيب المسلم يجب أن يقوم حتى ولو كان دوراً فردياً لا يجوز أن ننتظر قيام تلك المؤسسات مع أنها يجب أن تقوم إنما ينبغي أن يقوم الطبيب المسلم بدوره حتى ولو كان دوره جهداً فردياً ، ما هو الذي يمنع الطبيب المسلم من أن يقضي إجازته السنوية في أحد البلاد الإسلامية يعالج المرضى ويعطيهم مع جرعة الدواء كلمة طيبة ودعوة إلى الله عز وجل وتذكيراً بوجوب طاعته وتحذيراً من معصيته وبياناً لخطر اليهود والنصارى على المسلمين .

(6) إيجاد مواقع على الاتنرنت ومنتديات خاصة بدراسة موضوع التنصير ومتابعته وإعداد الدراسات والتقارير بشأنه وحفظ الوثائق المتعلقة به وإصدار النشرات الدورية التي تلاحق كل جديد في هذا المجال ويمكن لهذه المواقع أو المنديات أن تتولى أمر الدعوة إلى قيام مؤتمر إسلامي عالمي عام يناقش موضوع التنصير ويكون دورياً سنوياً أو كل أربع أو خمس سنوات يناقش موضوع التنصير من جميع جوانبه وتقدم فيه الدراسات والبحوث والإقتراحات .

(7) إعداد مطويات مختصرة بلغات شتى عن التنصير وخطره .

(8) دعوة بعض المتهمين بموضوع التنصير إلى لقاءات مع الطلاب ومع المثقفين ومع أساتذة الجامعات ومع عامة المسلمين لبيان مخططات النصارى . ويضاف إلى ذلك إعداد المقالات والملاحق الصحفية عن هذا الموضوع .

(9) تصميم وعمل برامج كمبيوتر عن التنصير وخطره على الشريط الممغنط تتسم بالسهولة والوضوح والإعتماد على المنهج الشرعي الصحيح المبني على الكتاب والسنة ونشر هذه البرامج في مجال الكمبيوتر عن طريق الشبكات الدولية للكمبيوتر .

(10) العناية الخاصة بالمسلمين الجدد فإننا نجد النصارى يعتنون كثيراً بالنصارى الجدد ويشعرون الداخل حديثاً بالدين يشعر بغربة لابد من إزالتها ليس مهمتنا إعلامية فقط أن نعلن كل أسبوع أن 20 فلبيني يشهرون إسلامهم ثم ينتهي دورنا عند هذا الحد لا .. مهمتنا تبدأ من يوم أن دخل هذا الشخص في الإسلام ، فلابد أن نحتضنه ونعلمه ونتلطف معه بحسن الخلق وندعوه إلى الله عز و جل ونؤلف قلبه على الخير ونعمل على الإتصال به بالهدية بالكلمة الطيبة بالزيارة بالدعوة والعزيمة ومحاولة تعميق الإسلام في قلبه .

(11) محاربة أي بضاعة تمتُّ للتنصير بصلة أو تكون مبنية على فكرة تنصيرية كلعب الأطفال والأدوات المنزلية أو الملابس فضلاً عن برامج الكمبيوتر و الأشرطة والمواد التعليمية وتشديد المراقبة عليها وتشديد المراقبة على الرسائل والطرود البريدية المشتبه فيها وكلنا يجب أن نكون جنوداً فيها هذا المجال .

(12) عدم استقدام العاملين النصارى الى بلاد الإسلام من السائقين والخدم و الممرضين والموظفين والصيادلة وغيرهم خاصة تلك المهن التي يسهل وجود المسلمين فيها والحذر من السائقين والخادمات أن تقوم على رعاية الأطفال وغيرهم فتربيهم على عادات النصارى وتقاليدهم . ولابد أن يُتناول هذا الموضوع من خلال خطب ومحاضرات ومقالات وأحاديث في المجالس ومناقشات ولابد ، يصدر العلماء الموثوقون رسائل وبيانات وفتاوى مع تزويدها بالحقائق والوثائق والمعلومات المؤثرة في الناس .

(13) التيقظ من النشاط الماروني التجاري والإداري إن الموارنة اللبنانيين من أكثر النصارى تلطفاً ونعومة ولباقة وقد اتضح أن لهم نشاطاً واسعاً من خلال وجودهم في الشركات والمطاعم والمتاجر وقد نشطوا في ترتيب وإدارة عمليات البغاء والإستفادة من الأعداد الكبيرة من الممرضات والمضيفات في الخطوط وغيرها .

(14) المساعدة في إنشاء مراكز التوعية الإسلامية ودعوة النساء غير المسلمات إلى الإسلام وتقوم على هذه المراكز بعض الأخوات المحتسبات وتنشط في أوساط المضيفات الممرضات وغيرهن ........

(15) تحصين الشباب المسافرون إلى الخارج من مخاطر التنصير سواء كانوا مسافرين للدراسة أو العمل أو غير ذلك ويكون التحصين بأمرين :
* الأول : العلم الصحيح الشرعي الذي يقاومون به الشبهات .
* الثاني: الدين والورع والخوف من الله عز وجل الذي يقاومون به المغريات والشبهات ولابد من تزويدهم بأهداف النصارى ومخططاتهم وتعميق المعاني الإسلامية لديهم ...

(16) الحذر والتحذير من التيارات العلمانية والتيارات الحداثية التي هي في حقيقتها الوجه الفكري والأدبي للتنصير أو على أقل التقدير هي إحدى الحلفاء التاريخيين للنصرانية . وإذا كان النصارى يتحالفون مع الجميع فإن أفضل حليف لهم هم العلمانيون الذين فقدوا الغيرة الدينية والنخوة الإسلامية والحداثيون الذين يدعون إلى التغيير الدائم المستمر وعلى أقل الأحوال فإن هناك عدو مشترك للنصارى وللعلمانيين وللحداثيين هو الإسلام والصحوة الإسلامية وهم يجتمعون في مواجهة الخطر المشترك .

(17) النزول إلى الميدان وعدم الهروب ، إن مجرد الكلام عن فساد هذا الجهاز أو ذاك أو هذه الشركة أو تلك ، لا يحقق شيئاً كبيراً وهو ذاته لم يكن ليتم لو لم يكن هناك عناصر متدينة غيورة ترفض المنكر وتحاربه داخل تلك الأجهزة ولهذا يجب أن يوجد بالمستشفيات داخل الإدارة المختلفة والشركات والمؤسسات من الصالحين من تقوم بهم الكفاية في مقاومة المنكر ونشر الدعوة والمعروف وإن بذلوا كل ما يستطيعون في الدعوة إلى الله تعالى وإصلاح الأحوال فإن مجرد الشكوى لا تكفي ........

(18) الولوج في التخصصات العلمية المختلفة ووجود المتخصصين من الشباب في كل هذه الأمور فلن تكون الأمة بخير ما دامت الخبرة التي تحتاجها يملكها عدوها وليس في عقول المسليمن بحمد الله نقص من غيرهم بل هم روّاد الحضارة في فترة من فترات التاريخ فيجب أن ينبري أصحاب المواهب والخبرات والإمكانيات إلى التخصصات والدراسات العلمية الجادة ويسعوا إلى اكتشاف أسرار التقنية ونقلها إلى بلاد المسلمين ليتم الإستغناء عن الخبراء من اليهود والنصارى وغيرهم .

(19) دعم المسلمين الذين يحاربون التنصير مثل ما نجد اليوم حرب المسلمين ضد النصارى في السودان أو حرب المسلمين ضد النصارى في الفلبين فلابد من دعم قوي للمسلمين بكافة وسائل الدعم ، الدعم المالي والدعم الإغاثي والدعم الإنساني وأن هناك دعم آخر لابد أن يُتقن له ألا وهو دعمهم بدعوتهم إلى الله تعالى فلن ينتصروا بالبندقية وحدها بل بطاعة الله ورسوله .....

(20) العناية بالمناطق النائية كالقرى ومثلها الدول البعيدة أي البعيدة عن مراكز العلم وينبغي أن يكون هناك تضحية في هذا السبيل كما نضحي من أجل زيادة الراتب فلماذا لا نضحي من أجل الدين كما نضحي من أجل الدنيا ، على الأقل يجب أن نصبر على بقائنا هاك ويكون لنا دور في إصلاح المسلمين هناك وتوعيتهم .

(21) أسلوب المناظرة خاصة من الراسخين في العلم مع القساوسة النصارى وينبغي أن يكون هذا الأسلوب مضبوط بضوابط ينبغي الإستفادة منه وتجنب سلبياته .

(22) إبراز قصص بعض النصارى الذين أسلموا مثل كتاب “ لماذا أسلم هؤلاء “ أو كتاب " رجال ونساء أسلموا " مثل ما يسعى النصارى إلى تزوير أسماء بعض الناس وتصوير أنهم كانوا مسلمين ثم أنهم تنصروا بعد ذلك لأن هذا يُحدث أثراً نفسياً كبيراً لدى أصحاب الدين السابق فينبغي أن نشهر ونعلن عن النصارى الذين أسلموا من خلال الكتابات ومن خلال تقديمهم للناس ولكن ينبغي ألا نبالغ في هذا الإشهار والإظهار حتى يضر بهؤلاء المسلمين أنفسهم وأن نعطيهم القيادة ونسلم إليهم الزمام فقد نجني عليهم حين نسلط عليهم الأضواء كثيراً فنسبب لهم بعض المضايقات والآفات التي تصيبهم فيجب أن يكون هناك قدر من الإعتدال في هذا الأمر .

(23) على من يجيدون اللغة الإنجليزية مسئولية كبيرة خاصة في إبراز الجوانب المهمة التي يجب أن يُعرّف بها غير المسلمين وإدارة النقاشات والحوارات بكل مناسبة معهم ومجادلتهم بالتي هي أحسن كما قال عز وجل : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ) وأخيرا هذه بعض خطوات إستفدتها من شريط للشيخ سلمان العودة عن التنصير و أرجوا أن لا نتوقف عند هذه الأفكار فقط بل على الجميع المشاركة في إعداد خطوات أخرى فعقولنا لوحدها محدودة وتكمله عقول الآخرين بالأفكار الموفقة بإذن الله .


المرجع شريط التنصير للشيخ سلمان العودة


كذلك يجب العمل بسنة الرسول الأمين نحو الدعوة للاسلام ::عبادة الله سبحانه وتعالى غاية الغايات (ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )والدعوة لهذه الغاية أشرف الدعوات، من أجلها بعث الله رسله، وفي سبيلها أفنى المرسلون أعمارهم، قضى فيها نـوح عليه السلام ألف عام إلا خمسين [قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا … ثم إني دعوتهم جهارا ، ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا ] . ويوسف عليه السلام لم يتركها حتى وهو في السجن [ ياصاحبي السجن أأرباب متفرقون أم الله الواحد القهار ] ، وختم الله الرسل بالمصطفى محمد فانتدب ليله ونهاره للدعوة إلى الله ، وارتبط بها فرحه وحزنه، يتنكب الكافرون طريق الحق فيحزن حتى تكاد نفسه تتقطع [فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ]، و تدخل الهداية قلب المهتدين فيطير بشرا وفرحا إيا ما كان هذه المهتدي.



روى البخاري عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : ( كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَمَرِضَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ : أَسْلِمْ ، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ : أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنْ النَّارِ ).




واستمر النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته حتى نزل به مرض الموت فبقي خمسة أيام لا يصلي بالناس من شدة الحمى ، و أمر أبا بكر أن يؤم الناس ، فلما كان اليوم الذي مات فيه اطلع عليهم يصلون خلف أبي بكر ففرح ورضي.




روى البخاري بسنده عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ وَكَانَ تَبِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَخَدَمَهُ وَصَحِبَهُ ( أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّي لَهُمْ فِي وَجَعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلَاةِ فَكَشَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سِتْرَ الْحُجْرَةِ يَنْظُرُ إِلَيْنَا وَهُوَ قَائِمٌ كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ فَهَمَمْنَا أَنْ نَفْتَتِنَ مِنْ الْفَرَحِ بِرُؤْيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ وَظَنَّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَارِجٌ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَشَارَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ وَأَرْخَى السِّتْرَ فَتُوُفِّيَ مِنْ يَوْمِهِ ) ، فرح صلى الله عليه وسلم حين رآهم مطيعين أمره في الائتمام خلف أبي بكر رضي الله عنه ، و مطيعين أمر الله في الصلاة التى كانت وصيته في مرضه، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: (كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَهُوَ يُغَرْغِرُ بِنَفْسِهِ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ).



ومات صلى الله عليه وسلم وترك تبعة تبليغ هذا الدين ، وحمل الرسالة إلى أمته التي نادى فيها بقوله : ( بلغوا عني ولو آية ) ، فأحسن الصحابة رضوان الله عليهم حملها و قدموا أمرها على كل شيء حتى بلغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار بفضل الله ثم بفضل أولئك الحملة والدعاة من الصحابة والتابعين لهم من سلف هذه الأمة.




الذين حملوا هذا الدين إلى الدنيا مرة على صهوات الجياد ، و مرات عبر الكلمات الصادقة والأخلاق الفاضلة التي تحلت بها قوافل الدعاة والتجار وعمار الأرض من المسلمين ، ووصل الإسلام إلينا نحن مسلمي هذا الزمان بمآثره و مفاخره ، بصفحاته التي سطرت بالنور ، ونجاحاته التي أقر بها المنصفون ، فماذا نحن صانعون ؟ ونحن نعيش في عصر تقارب الاتصال ، وتصارع الثقافات ، في عصر انكشاف عمل كل أمة لمبادئها ، نعم لقد تبارت الأمم في نصرة دياناتها الباطلة، ونفرت الفرق لنشر مذاهبها الهدامة، وتحزبت الأحزاب وتداعت و تحالفت لتصطف صفا واحدا في وجه دعوة هذا الدين دعوة الحق ، وجندت لهذه الغاية الألسن والأقلام والسياسة والاقتصاد ومصانع السلاح و الجيوش، وذاقت البشرية من جراء ذلك ويلات الانحراف عن دين الله . وليس لها من مخرج إلا أن تُهدى إلى هذا الدين .



ومهمة الهداية واجب كبير وعمل عريض طويل يستوعب المسلمين جميعا ، كل بحسب قدراته ، وكل حسب موقعه ، و إن أشكال الدعوة إليه من الكثرة بعدد أنفاسنا . إن واجب الدعوة ليتوجه إلى كل مسلم يحفظ آية من كتاب الله ، أو يعرف صورة من جمال هذا الدين . إن من الخطأ الفادح التعلل بحصر الدعوة في فئة معينة من العلماء أو أصحاب مراكز وظيفية معينة ، كما أن من الخطأ حصر الدعوة في أعمال محدودة من المحاضرات والأعمال الجماهيرية التي يحسنها فريق خاص ، فينحصر دور بقية المسلمين في التلقي دون أن تكون لهم مشاركة.



إن الدعوة لهذا الدين محاولة لصياغة الحياة وفق منهج الله ، إنها صناعة للحياة التي تحتاج إلى جهد العالم واللغوي والخبير والتقني والتاجر والصانع وغيرهم و غيرهم ، فمن أحسن شيئا من مناحي صناعة الحياة فينبغي أن يدلي بدلوة، ويضم جهده مع إخوانه الدعاة ، حتى لو كان عنده تقصير في التزامه بالإسلام ، إن أصحاب الأخطاء والمعاصي مدعوون إلى المشاركة في الدعوة إلى الله بالجهد الذي يستطيعون وفي الفن الذي يتقنون ، ولا ينبغي أن يضيفوا إلى تقصيرهم في العبادة والالتزام بسنن الإسلام تقصيرا في الدعوة ، ولا ينبغي أن يضيف المذنبون إلى ذنوبهم تقهقرا عن نصرة هذا الدين.



ولنا في قصة أبي محجن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبرة ؛ فقد كان رضي الله عنه مع حبه لله ورسوله ودينه ، كان مع ذلك مبتلى بشرب الخمر، فلم يمنعه ذلك من المشاركة في الجهاد فخرج مع سعد بن أبي وقاص في القادسية ، فشرب وأتي به سكران إلى سعد فقيّده، وكان بسعد جراح فلم يستطع نزول الميدان وصعد فوق البيت لينظر ما يصنع الناس ، فجعل أبو محجن يتألم ألا يشارك في الجهاد ويتمثل
كفى حزنا أن ترتدى الخيل بالقنا
وأترك مشدودا عليّ وثاقيا
ثم قال لامرأة سعد فكي أسري فلك علي إن سلمت أجيء حتى أضع رجلي في القيد ، فخلته و وثب على فرس لسعد يقال لها البلقاء ، ثم أخذ الرمح وانطلق فجعل لا ياتي على ناحية إلا هزمهم الله ، فجعل الناس يقولون هذا مَلَك ، وسعد ينظر ويتعجب ويقول : الضبر ضبر البلقاء ، والطفر طفر أبي محجن ، وأبو محجن في القيد ، فلما هزم العدو رجع أبو محجن حتى وضع رجليه في القيد ، و لما علم سعد بأمره خلى سبيله ، فقال أبو محجن : والله لا أشربها أبدا، وأنشد :


رأيت الخمر صالحة وفيها مناقب تهلك الرجل الحليم
فلا والله لا أشربها حياتي و لا أشفي بها أبدا سقيما




فهل نعي هذا الواجب ؟ وهل نتحرك له ؟ هل نفتش في قدراتنا وما يمكن أن تشارك به ؟ إننا لا بدّ ظافرون بباب أو أكثر [وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون] [قـل هذه سـبيلي أدعـو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني]

(الموضوع منقول بتصرف )