مفاهيم ومصطلحات توراتية شائعة يجب تصحيحها

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

مفاهيم ومصطلحات توراتية شائعة يجب تصحيحها

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: مفاهيم ومصطلحات توراتية شائعة يجب تصحيحها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي مفاهيم ومصطلحات توراتية شائعة يجب تصحيحها

    مصطفى إنشاصي
    ----
    هذا بحث كنت نشرت منه بعض الحلاقات سابقاً بدون إعادة صياغة وتوثيق، وقد أعدت صياغته وانتهيت منه قبل أسبوع ومازال يحتاج إلى إعادة قراءة وتعديل، وقد قدمته لبعض أساتذة الجامعة في تخصصات متعدة في العلوم الإنسانية أصدقاء لوضع ملاحظاتهم عليه، وأنشر ما لم ينشر منه سابقاً، وبعض ما نشر بعد إعادة الصياغة والتوثيق أيضاً منتظراً إضافات أو تعديلات من القراء.
    المقدمة المنهجية
    بعد تلك التوطئة السريعة لا بد لنا أن نعرض للمقدمة المنهجية بشكل علمي أكاديمي على النحو التالي:
    أولاً: دواعي ومبررات اختيار الموضوع:
    1ـ لقد ثبت علمياً وتاريخياً أن التوراة المُحرفة التي بين أيدينا كتاب من صياغة البشر وليس الوحي الذي أوحي به إلى سيدنا موسى عليه السلام. كما أنه ثبت أن الديانة اليهودية الحالية التي يدين بها أتباعها من اليهود، هي ديانة وثنية، وليست الرسالة السماوية التي نزلت على سيدنا موسى. إضافة إلى ذلك؛ أن الإله الذي يعبده اليهود حالياً (يهوه)، هو خاص باليهود وحدهم وليس إلهاً لجميع البشر، كما ثبت أنه إله (كنعاني) سطا عليه اليهود وأكسبوه الصفات التي تتناسب وطباعهم الشريرة، وفي الوقت نفسه جعلوا له زوجة وأبناء مثل بقية الآلهة (الكنعانية). وقد ثبت أن العهد وجميع الوعود التي منحها الرب لأنبياء التوراة لا تخص اليهود وحدهم من ذرية سام بن نوح، ولكنها عالمية تخص جماعة المؤمنين عند بعض علماء اللاهوت النصارى، وأنها تخص أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندنا نحن المسلمون، ومن خلالنا تتحقق في جميع البشر.
    2ـ إن القرآن الكريم كذب صحة تلك الأنساب التي وردت في التوراة عن أصل البشرية، من لدن آدم عليه السلام، واختزلها كتبة التوراة المحرفة في ذرية سيدنا نوح عليه السلام، وأبنائه الثلاثة (سام وحام ويافث). ولأن العلماء والمؤرخين المسلمين قديماً وحديثاً لم يأخذوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (كذب النسابون) ـ كما سيأتي معنا ـ عندما أخذوا بأنساب التوراة وقسموا العرب إلى عرب بائدة وعاربة ومستعربة، وأبادوا معظم ذرية أبناء سام بن نوح الذي وعده (يهوه) بالبركة والسيادة العالمية هو وذريته بحسب رواية التوراة، فقد وقعوا في الشرك الذي أعده كتبة التوراة المحرفة، واعتبروا معظم العرب من ذرية إخوة أرفخشذ بن سام بن نوح عرب بائدة، ولم يبقَ من ذرية سام إلا ذرية أرفخشذ فقط، ورفضوا في الوقت نفسه الأخذ بحديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، في رفع نسب قحطان، أبو القبائل اليمينية إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وأخذوا برواية التوراة ورفعوا نسبه إلى عابر حفيد أرفخشذ، تأولاً لسم يقطن الوارد في التوراة، علماً أن التوراة أبادت يقطن وذريته.
    3ـ تبين من خلال كثير من المتناقضات التاريخية التي كشف عنها علماء الآثار الغربيين في وطننا، لتوافق وما ورد من روايات تاريخية خرافية وأسطورية في التوراة، ونقلها عنهم المؤرخين وعلماء الآثار المسلمين والعرب، تبين عدم صحتها، وعدم صحة كثير مما وضعه علماء الآثار الغربيين ومَنْ يزعمون أنهم علماء (الشعوب واللغات السامية)، وما انبثق عنها كثير من المصطلحات والمفاهيم التي أصبحت مسلمات وبدهيات علمية وتاريخية عندنا، تبين أنها كلها وضعت لخدمة أهداف الصهيونية واليهودية العالمية في وطننا، ولضرب كل تطلعات الأمة للوحدة والنهضة واستعادة دورها الرسالي والحضاري العالمي. لذلك فنحن نتداول مصطلحات ومفاهيم وأحداث تاريخية على أنها حقائق دون أن نلتفت إلى خطورتها.
    ثانياً: الهدف من الدراسة:
    لذلك تهدف الدراسة إلى تحقيق مجموعة من الغايات والأغراض والأهداف التي نرى أنها تهم مستقبل الأمة ومصلحتها العامة، منها:
    1ـ تصحيح مفاهيم شائعة بين المثقفين والعامة تخدم في النهاية الأهداف والغايات الغربية والصهيونية في وطننا وضد أمتنا وديننا.
    2ـ إبراز الأدلة والبراهين التي تؤكد خطأ تلك المصطلحات والمفاهيم، وعدم صحة تلك التي تسمى حقائق تاريخية وهي ليست كذلك.
    3ـ التوصل إلى رؤية منهجية إسلامية لمعالجة ذلك الموضوع، بما يسهم في تأسيس منظور وعرفي وجديد لقراءة ما هو متاح من دراسات في هذا الصدد.
    ثالثاُ منهجية الدراسة:
    اعتمدت الدراسة على المنهج التاريخي التحليلي للوصول على نتائج علمية دقيقة، من خلال تناول النقاط التالية:
    المبحث الأول: اليهودية بين ما هو سماوي وما هو بشري ووثني.وسنتناول فيه:
    1ـ هل التوراة هي حقاً كتاب سماوي أم كتاب من وضع البشر؟.
    2ـ اليهودية ديانة وثنية.
    3ـ إله اليهود (كنعاني).
    4ـ إله اليهود له زوجة وأبناء.
    5ـ عالمية العهد لنوح وأصل الأجناس في التوراة.
    6ـ عالمية الوعد لسيدنا إبراهيم في التوراة والمسلمون هم المقصودين به.
    المبحث الثاني: أصل البشرية بين رؤية التوراة ورؤية القرآن. وسنتناول فيه:
    1ـ حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (كذب النسابون).
    2ـ القرآن الكريم يثبت عكس ما ترويه التوراة حول سيدنا نوح و أبنائه وذريته، وأن أصل البشرية لا يقتصر على ذريته، وإنما يمتد إلى ذرية الناجين معه في السفينة من الغرق بالطوفان.
    3ـ حديث سام بن نوح أبا العرب.
    4ـ أصل العرب وحقيقة مفاهيم العرب البائدة والعاربة والمستعربة. هل هناك فعلاً عرب بائدة حقاً كما يزعم القائلين بذلك؟.
    5ـ ذرية بعضها من بعض.
    6ـ عروبة سيدنا إبراهيم.
    المبحث الثالث: حقيقة الشعوب واللغات السامية. وسنتناول فيه:
    1ـ علماء الآثار وحقيقة الشعوب واللغات السامية.
    2ـ العبرية الحالية ليست العبرية القديمة، لغة (الكنعانيين).
    3ـ واجب تصحيح الأسماء وتسليط الضوء على مدى صحة بعض المصطلحات والأسماء، مثل (السامية ، الكنعانية، الفينيقية، العبرو والعبيرو).
    4ـ فرعون موسى؛ هل هو فرعون واحد أم أكثر من فرعون كما يزعم علماء الآثار ليوافقوا روايات التوراة وخروج بني إسرائيل من مصر؟.

    المبحث الأول

    اليهودية بين ما هو سماوي
    وما هو بشري ووثني

    1ـ هل التوراة هي حقاً كتاب سماوي أم كتاب من وضع البشر؟

    قال الله تعالى: (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) سورة البقرة الآية 79.
    بين أيدينا كتاب ما يسمى العهد القديم ـ التوراة ـ الذي رغم علم حاخامات اليهود، وعلماء التاريخ واللغويات وغيرهم من أهل الاختصاص أنه لا يوجد فيه حرف واحد مما أنزل على سيدنا موسى عليه السلام، وأنه لم يكتبه، ولم يمليه على أي واحد من كتبته، إلا أن الجميع من المختصين والعوام يتعاملون معه وكأنه كلام الوحي، أو ما تلقاه موسى من الله تعالى في طور سيناء!! لأن التوراة كتاب مزور، قد كتب بعد القرن الخامس قبل الميلاد أيام السبي البابلي. وقد زيد عليه بعد ذلك حسب كل مرحلة إلى أن أخذ شكله الحالي، وهذا ما أثبته علماء التاريخ والآثار واللغات وغيرهم. وأن اليهود حشوا فيه كل اتجاهاتهم السياسية حول فلسطين ورغبتهم في السيطرة على العالم. فالتوراة لم يكن وحياً كما يدعي اليهود وعلماء اللاهوت النصارى الذين يقدمونه إلى المؤمنين به وغيرهم على أنه وحي من الله تعالى، والدليل على ذلك أنه جاء محتوياً على كثير من المتناقضات في أحداثه لأن كتبتها لم يتلقوه وحياً كما يزعمون، ولا كانوا شهوداً عليها. كما أن ما جاء فيه من معلومات عن بداية خلق الكون والإنسان وغيرها مما يدخل في مجال الحقائق العلمية، جاء مخالفاً لأغلب الحقائق العلمية والجغرافية والفلكية وغيرها مما أصبح مسلمات علمية في هذا العصر. وعلى الرغم من ذلك لازال يؤمن به النصارى، ويعملون من أجل تحقيق ما جاء فيه من خرافات. أضف إلى ذلك أننا مسلمون وأن الله تعالى قد أخبرنا في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أن التوراة قد زُورت وحُرفت وأنها كتبت بأيدي أحبار اليهود، وبما يوافق هواهم. لذلك لن نؤمن بما جاء فيها إلا بقدر ما يتوافق وما جاء في القرآن الكريم، وما يتوافق والحقائق العلمية والتاريخية والأثارية المؤكدة فقط.
    وقبل أن نذكر بما قاله العلماء والمختصين حول زيف ذلك الادعاء، سنذكر بما أثبته القرآن الكريم عن توراة موسى، وما تبقى منها قبل أن تضيع وتختفي بعد الحرائق المتعددة التي تمت لهيكل سيدنا سليمان المزعوم، حيث كان يحتفظ اليهود بالتابوت الذي فيه بقية من آثار الألواح التي كان مكتوبا عليها التوراة، وسبق أن حطمها سيدنا موسى أثناء التيه، عندما عاد إلى بني إسرائيل ووجدهم يعبدون العجل من دون الله. فقد أخبرنا الله تعالى أن اليهود في عهد نبيهم صموئيل قد طلبوا منه أن يسأل الله تعالى أن يعين عليهم ملك، يقاتلون معه أعدائهم الفلسطينيين الذين هزموهم وسبوا أبنائهم ونسائهم، والأهم من ذلك كله أنهم سلبوهم تابوت العهد ونقلوه إلى قرية بيت دجن أحد أهم مدن الفلسطينيين آنذاك، وبعد جدل معه قَبِل، وأخبرهم أن الله تعالى قد اختار لهم طالوت ملكاً عليهم، فرفض اليهود ذلك لأسباب خاصة بنفوسهم المريضة كما أخبر الله تعالى. فقال لهم نبيهم: {وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (البقرة: 248).
    {أنْ يَأتِـيَكُمُ التَّابُوتُ فِـيِه سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِـيَّةٌ مِـمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وآلُ هارُونَ}*. ذكر الطبري مجموعة أقوال في ذلك لم تخرج عن التالي: كان فـيه عصا موسى، وعصا هارون، وثـياب موسى، وثـياب هارون، والنعلـين، ولوحان من التوراة، أو رضاض الألواح وما تكسر منها، و قـفـيز من منّ (الـمن). وقال آخرون: بل ذلك الجهاد والقتال فـي سبـيـل الله، وبذلك قاتلوا مع طالوت، وبذلك أمروا. وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب أن يقال: وجائز أن يكون تلك البقـية: العصا، وكسر الألواح والتوراة، أو بعضها والنعلـين، والثـياب، والـجهاد فـي سبـيـل الله وجائز أن يكون بعض ذلك. وذلك أمر لا يدرك علـمه من جهة الاستـخراج، ولا اللغة، ولا يدرك علـم ذلك إلا بخبر يوجب عنه العلـم، ولا خبر عند أهل الإسلام فـي ذلك. فغير جائز فـيه تصويب قول وتضعيف آخر غيره، إذ كان جائزاً فـيه ما قلنا من القول. كما ذكر ابن كثير في قوله تعالى: {وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَىٰ وَءَالُ هَـٰرُونَ} أقوال لم تزد عما ذكره الطبري، وعلى ذلك أكثر كتب التفسير، أي أنه لم يكن في التابوت ما يدعونه التوراة التي بين أيدينا اليوم ولا كلمة منها، وفي أحسن الأقوال لوحان من التوراة فقط التي نزلت على موسى عليه السلام.
    كما أننا يحق لنا أن نتسائل: تُرى هل أخذ اليهود المسبيين إلى بابل وهم كانوا يجرون بالحبال والحديد طوال الطريق، معهم الألواح أو التوراة التي كان دت موجودة في التابوت، قبل أم يحرق نبوخذ نصر ما يزعمون أنه (هيكل سليمان) ويدمره عن آخره ويسويه بالأرض؟!.
    كما يذكر الفيلسوف الكبير روجيه جارودي في أكثر من كتاب له، أن النبي حلقيا ـ الذي له سفر كامل في التوراة الحالية ـ في عهد الملك اليهودي يوشيا الياقيم عام 620 ق.م، عندما رأى ما رأى من انحراف اليهود عن دين سلفهم من الأنبياء عليهم السلام، وعبدوا آلهة الأقوام الأخرى، أراد أن يعيدهم إلى عبادة الله الواحد، فادعى أنه وجد في الهيكل التوراة التي نزلت على موسى، وقد جمع الملك يوشيا اليهود آنذاك وقرأ عليهم التوراة في ضحى يوم واحد. وعندما عاد اليهود من السبي البابلي قرأ عليهم عزرا النبي ـ الذي له أيضا سفر كامل في التوراة الحالية، ويعتبر أهم وأشهر من وضعوا أصول الدين اليهودي الحالي أيام السبي البابلي ـ قرأ عليهم التوراة في ثلاثة أيام كاملة...!! فيا ترى كم يوما تحتاج التوراة التي بين أيدينا حتى يتم قرأتها؟!.
    فأي توراة نُصدق أنها التي نزلت على موسى بعد أن زورت وكتبت بأيدي اليهود الذين انحرفوا بها عن عقيدة وغايات سلفهم؟ ما يسمى بأسفار موسى الخمسة التي يؤمن بها جميع الطوائف اليهودية والنصرانية ولا اختلاف بينهم عليها؟ أم توراة حلقيا؟ أم توراة عزرا؟ أم التوراة الحالية أم غيرها؟! وأي إله نؤمن لليهود: إيلوهيم أم يهوه؟! وكذلك أي عقيدة من عقائد التوراة نُصدق؟ فعقائد التوراة تاريخياً كثيرة، ومدارسها في هذا العصر متعدد، يقول الباحث فوزي حميد: "لم يتفق أحد من علماء اليهود على أية عقيدة من العقائد التي كانت تدرس علانية باسم القانون الشفهي، بل كان رئيس محكمة كل جيل أو نبيه يضع مذكرة عما سمعه من سلفه وموجهه، وهكذا ألف كل عدد من العلماء كتاباً ليستفاد منه حسب درجة لقاءاته"[1].
    لقد بات من المعروف علمياً وتاريخياً أن التوراة كتبت بأيدي أحبار اليهود أيام السبي البابلي، لذلك جاءت مناقضة لتطور الحياة الإنسانية ولمسيرة التاريخ، فضلاً عما فيها من خرافات عن كثير من الحقائق الكونية تتناقض وتتعارض مع ما أثبتته الاكتشافات العلمية الحديثة. فقد جاء في "دائرة معارف لاروس" أن: "موسى ولد 1571، وتوفى 1451 ق.م *. وقد أسس مدنية وديناً" ولا نملك الكتاب الحقيقي لشريعته، فقد نسبت إليه التوراة أو الكتب الخمسة الأولى من الكتاب المقدس، ولكن هذه التوراة حاملة لآثار لا نزاع فيها من الحواشي والتنقيحات، ومن علاقات أخرى تدل على أنها ألفت بعد الزمان الذي مات فيه موسى بعهد طويل"[2].
    كما أنه لا يعتقد ـ كما يقول السموأل أحد حاخامات اليهود الذين أسلموا في المغرب ـ أحد من علماء اليهود وأحبارهم أن هذه التوراة التي بأيديهم "أنها المنزلة على موسى ألبته؛ لأن موسى صان التوراة عن بني إسرائيل، ولم يبثها فيهم، وإنما سلمها إلى عشيرته، أولاد ليوى، ودليل ذلك قول التوراة: "وكتب موسى هذه التوراة، ورفعها إلى الأئمة حتى ليو"... ولم يبذل موسى من التوراة لبني إسرائيل إلا نصف سورة يقال لها: "هاأزينو" ... وأيضاً إن الله قال لموسى عن هذه السورة : "وتكون لي هذه السورة، شاهداً على بني إسرائيل" وأيضاً إن الله قال لموسى عن هذه السورة: "لأن هذه السورة لا تنسى، أفواه أولادهم". ويعني ذلك أن هذه السورة مشتملة على ذم طباعهم وأنهم سيخالفون شرائع التوراة، وأن السخط يأتيهم بعد ذلك، وتخرب ديارهم ويشتتون في البلاد. فأما بقية التوراة، فدفعها إلى أولاد هارون، وجعلها فيهم، وصانها عن سواهم. وهؤلاء الأئمة الهارونيون الذين كانوا يعرفون التوراة ويحفظون أكثرها، قتلهم "بخت نصر" على دم واحد، يوم فتح بيت المقدس... فلما رأى "عزرا" أن القوم قد أُحرق هيكلهم وزالت دولتهم وتفرق جمعهم ورفع كتابهم، جمع من محفوظاته ومن الفصول التي يحفظها الكهنة، ما لفق منه هذه التوراة التي بأيديهم الآن"[3].
    وقد حاول المؤرخ المعروف صاحب موسوعة "قصة الحضارة" (ول ديورانت) إحصاء مصادر الفكر اليهودي فلم يكد يغادر من أسطورة أو فكرة وثنية مما سبق تاريخ دينهم أو عاصره من أساطير بابل أو أساطير الجزيرة العربية، والمصادر السومرية، والقصص الشعبية في مصر والهند والفرس واليونان والتبت، والفكر الفرعوني القديم، والفكر الفارسي، وشريعة حمورابي، إلا ووجد أنها جميعاً كانت منبعاً غزيراً لأسفار العهد القديم. لذلك قرر أن: أسفار العهد القديم جُمِعت لأول مرة في بابل وظهرت في القرن الخامس قبل الميلاد، ويظهر اسم الكاهن (عزرا) مرتبطاً بتدوين التوراة[4].
    ويقول أبو الحسن الندوي في كتابه "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين": "... إنهم دسوا في كتبهم الدينية المقدسة معلومات بشرية ومسلمات عصرية عن التاريخ والجغرافيا والعلوم الطبيعية ربما كانت أقصى ما وصلوا إليه من العلم في ذلك العصر. وكانت حقائق راهنة لا يشك فيها رجال ذلك العصر. ولكنها ليست أقصى ما وصل إليه العلم الإنساني". ويضيف: "ولم يكتف رجال الدين بما أدخلوه في كتبهم المقدسة، بل قد دسوا كل ما تناقلته الألسن واشتهر بين الناس وذكره بعض شُراح التوراة والإنجيل ومفسريها من معلومات جغرافية وتاريخية وطبيعية وصبغوها صبغة دينية وعدوها من تعاليم الدين وأصوله التي يجب الاعتقاد بها ونبذ كل ما يعارضها"[5].
    وقد أقر الدكتور هربرت لوي اليهودي في كتابه "أديان العالم الكبرى": "إن هناك عقائد دخيلة انسابت إلى اليهودية عن فارس وبابل والإغريق لا سند لها في اليهودية بالذات"[6]. كما يعترف العالم اليهودي سيلفر بأن التوراة الحالية لا تمثل توراة موسى الأصلية في أية ناحية وحتى الوصايا العشر التي يكاد العلماء يجمعون أنها الشيء الوحيد المتبقي من التوراة الأصلية لم تكن في شكلها ومضمونها كتلك التي أتي بها موسى. ويعلن مورتكات في كتابه "تاريخ الشرق الأدنى" صراحة بأن التوراة كتاب أسطوري لا دليل على صحة أساطيره فيقول: "لا يمكن الاعتماد من الناحية العلمية على أساطير التوراة التي برهنت الأبحاث الأثرية على عدم صحة تلك الأساطير التي وردت فيها وتوجد أبحاث تبرهن عكس هذه الأساطير"[7].
    ذلك ما دعا شربنتية أصطفان إلى وصفه بالكتاب المحير: "إن الكتاب المقدس لا سيما العهد القديم كتاب محير نعلم قبل أن نفتحه أنه الكتاب المقدس عند اليهود و(المسيحيين) ونتوقع أن نجد فيه كلام الله غير ممزوج بأي شيء: أي نوعاً من كتاب للتعليم أو اللاهوت الأدبي. وعندما نفتحه نجد فيه قصصاً من ماضي (شعب) صغير قصصاً كثيراً ما تكون لا فائدة منها فيها روايات لا نستطيع أن نقرأها بصوت مرتفع دون أن نخجل منها، وحروباً واعتداءات وقصائد لا تحملنا على الصلاة وإن سميناها مزامير، وفضائح من أخلاقية قد تخطاها الزمن وكثيراً ما هي مبغضة للنساء، كتاب محير ولكن هل هو كتاب" [8].
    وبحسم يقطع الدكتور (آرثر روبين) أحد أعضاء الحركة الصهيونية وأستاذ علم الاجتماع في الجامعة العبرية في القدس، بأن التوراة قد بدأت كتابتها أيام السبي البابلي، فيقول: "وبينما كان هؤلاء ـ اليهود ـ يتحرقون في المنفى (السبي البابلي) دون أن يستطيعوا مقاومة. تفتقت عبقرية التآمر لديهم عن فكرتي (الشريعة) و(الوعد) وغايتهما المحافظة على أنفسهم كعرق متمرد متآمر منطوٍ على نفسه، منظم تنظيماً شبه عسكري، وغير قابل للاندماج مع غيرهم"، ويضيف: "إن الأسس التاريخية لهذه العقيدة (اليهودية الأرثوذكسية) قد أعطيت لليهود في تشريعات عزرا ونحميا حوالي 400 ق.م ثم عدلت ونُقحت في القرون التالية في الشريعة غير المكتوبة، أي الشفهية وتلمود بابل"[9].
    إذن فالتوراة التي يؤمن بها اليهود والنصارى اليوم محرفة ومزيفة، كتبها أحبار اليهود ووضعوا فيها كل اتجاهاتهم السياسية وأهدافهم الدنيوية، ونظموها بطريقة مكنت لقياداتهم من السيطرة على أتباعهم وتنظيمهم تنظيم شبه عسكري غير قابل للاندماج مع غيرهم، ومن أجل تحقيق تلك أهداف سياسية ألبسوها لباس الدين. ولم تعد تلك الأهداف السياسية لليهود خافية على أحد.



    --------------------------------------------------------------------------------

    · سنعتمد في التفاسير كتب التفسير التالية، لذلك لا داعي لتكرار إثباتها في الهوامش:
    1ـ تفسير القرآن العظيم: ابن جرير الطبري، عدد المجلدات 30، دار المعرفة، 1990.
    2 ـ ابن كثير الدمشقي: تفسير القرآن، عدد المجلدات (8)، دار إحياء التراث العربي، بيروت/ 1995.
    3 ـ تفسير القرآن: أبو عبد الله القرطبي، دار الكتب العلمية.
    4 ـ تفسير القرآن للألوسي البغدادي، عدد المجلدات (30)، دار إحياء التراث العربي.
    5 ـ إسماعيل البروسوي: روح البيان في تفسير القرآن، دار إحياء التراث العربي، 1985،
    [1] عبد المجيد ههمّو: التوراة من كتبها وكيف ـ وما موقف العلماء منها؟، سلسلة مصادر التوراة (1)، دار غار حراء، دمشق، ص 17.
    *يميل جمهرة من العلماء إلى ترجيح خروج بني إسرائيل من مصر في الأيام الأولى لعهد مرنبتاخ (منفتاخ). وهذا الأقرب للصحة حسب رأينا أن خروج بني إسرائيل هو الحد الفاصل بين غرق » رمسيس الثاني «وتولي مرنبتاخ. وبناء عليه يكون خروج بني إسرائيل في الفترة ما بين 1235 إلى 1223ق.م. وقد جاء في التوراة أن سيدنا موسى عليه السلام قد عاش 120 سنة، فيكون ميلاده في نهايات القرن الرابع عشر ق.م. المؤلف.
    [2] أنور الجندي، الإسلام والفلسفات القديمة، دار الاعتصام-القاهرة، ص27.
    [3] الإمام المهتدي السموأل بن يحيى المغربي، إفحام اليهود وقصة إسلام سموأل ورؤياه النبي، تعليق وتحقيق وتقديم الدكتور محمد عبد الله الشرقاوي ـ دار الهداية –القاهرة، الطبعة الأولى، 1406هـ-1986م، يراجع من ص 135-139.
    [4] ول ديورانت، قصة الحضارة-الشرق الأدنى، ترجمة محمد بدران، المجلد الأول-الجزء الثاني، الإدارة الثقافية في جامعة الدول العربية، ص27.
    [5] السيد أبو الحسن الندوي، ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الحادية عشر، 1978م، ص191.
    [6] أنور الجندي، مرجع سابق، ص38-39.
    [7] أحمد سوسة "دكتور": العرب واليهود في التاريخ، العربي للإعلان والنشر والطباعة والتوزيع، دمشق، الطبعة الثامنة، ص 274.
    [8] عبد المجيد ههمّو: التوراة من كتبها وكيف، مرجع سابق، ص 36.
    [9] بنيامين فريدمان، التوراة تاريخها وغاياتها، ترجمة وتعليق سهيل ديب، دار النفائس-الطبعة الثانية، 1977م، ص17.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,950
    آخر نشاط
    19-05-2011
    على الساعة
    12:24 AM

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخى فى اللهِ الأستاذ/ ismael-y
    هذه المفاهيم موجودة أيضاً فى دروس موقع
    أنا السلفى ولكن بشكل مختصر جداًليس
    كهذا البحث الدقيق
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإنتَبِهوا!فكثيراًمن الأمورالهامة البَعض يقع فيها بحُسن نيـِّة http://www.ebnmaryam.com/vb/t179459.html
    أى مُتنَصِر لا يساوى ثمن حذآئِهhttp://www.ebnmaryam.com/vb/t30078.html
    القساوسَة مَدعوون للإجابَة على الآتى
    http://www.ebnmaryam.com/vb/t179075.html
    مُغلَق للتَحديث

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    6,540
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    04-07-2023
    على الساعة
    10:29 PM

    افتراضي

    اقتباس
    تبين من خلال كثير من المتناقضات التاريخية التي كشف عنها علماء الآثار الغربيين في وطننا، لتوافق وما ورد من روايات تاريخية خرافية وأسطورية في التوراة، ونقلها عنهم المؤرخين وعلماء الآثار المسلمين والعرب، تبين عدم صحتها، وعدم صحة كثير مما وضعه علماء الآثار الغربيين ومَنْ يزعمون أنهم علماء (الشعوب واللغات السامية)، وما انبثق عنها كثير من المصطلحات والمفاهيم التي أصبحت مسلمات وبدهيات علمية وتاريخية عندنا، تبين أنها كلها وضعت لخدمة أهداف الصهيونية واليهودية العالمية في وطننا، ولضرب كل تطلعات الأمة للوحدة والنهضة واستعادة دورها الرسالي والحضاري العالمي. لذلك فنحن نتداول مصطلحات ومفاهيم وأحداث تاريخية على أنها حقائق دون أن نلتفت إلى خطورتها.
    ومن ذلك تحديد الحضارة الإنسانية في كتاب اليهود بحوالي 6000 سنة فقط..
    وأن الإنسان خلق على هذا الحجم والبنية ولم يحدث له تغير..
    وقد أكد كذب الرواية التوراتية العثور على هياكل بشرية ضخمة ونتاج حضاري يفوق عشرات الألوف من السنين..
    على الرغم من ذلك يجارى الكثير من علماء الغرب هذه الفكرة التوراتية الخاطئة..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحمد لله على نعمة الإسلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elkabtn مشاهدة المشاركة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخى فى اللهِ الأستاذ/ ismael-y
    هذه المفاهيم موجودة أيضاً فى دروس موقع
    أنا السلفى ولكن بشكل مختصر جداًليس
    كهذا البحث الدقيق
    بارك الله فيك أخي ..و الله موقع جميل في الشكل و المحتوى ..جزك الله خيرا لم أكن اعرف بوجود هدا الموقع

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السوهاجي مشاهدة المشاركة
    ومن ذلك تحديد الحضارة الإنسانية في كتاب اليهود بحوالي 6000 سنة فقط..
    وأن الإنسان خلق على هذا الحجم والبنية ولم يحدث له تغير..
    وقد أكد كذب الرواية التوراتية العثور على هياكل بشرية ضخمة ونتاج حضاري يفوق عشرات الألوف من السنين..
    على الرغم من ذلك يجارى الكثير من علماء الغرب هذه الفكرة التوراتية الخاطئة..
    صحيح أستادنا محمد السوهاجي و قد حدر العلماء قديما و حديثا من الاسرائليات و الان يجب الحدر من المسيحيات اي اساطير و خزعبلات المسيحيين و الاستشهاد بكتبهم

مفاهيم ومصطلحات توراتية شائعة يجب تصحيحها

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مفاهيم ومصطلحات توراتية شائعة يجب تصحيحها -2-
    بواسطة ismael-y في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-08-2009, 02:37 PM
  2. القدس مفاهيم يجب أن تصحح
    بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 24-11-2007, 08:42 PM
  3. معجزة توراتية هل من تعليق
    بواسطة shrek في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 18-08-2007, 01:15 PM
  4. مثال حي على تزوير أهل الكتاب لإثبات (حقائق) توراتية ..نقش الملك التوراتي يهوآش
    بواسطة karam_144 في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 29-10-2006, 04:01 AM
  5. معجزة توراتية هل من تعليق
    بواسطة shrek في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-01-1970, 03:00 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

مفاهيم ومصطلحات توراتية شائعة يجب تصحيحها

مفاهيم ومصطلحات توراتية شائعة يجب تصحيحها