لا تقل لاحياة لمن تنادي ولكن لا منادي ينادي

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

لا تقل لاحياة لمن تنادي ولكن لا منادي ينادي

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: لا تقل لاحياة لمن تنادي ولكن لا منادي ينادي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    167
    آخر نشاط
    19-10-2009
    على الساعة
    10:11 PM

    لا تقل لاحياة لمن تنادي ولكن لا منادي ينادي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    لا تقل : " لاحياة لمن تنادي " ولكن : " لا منادي ينادي "

    بقلم : رابح مختاري / قسم الدكتوراه أصول الفقه


    هذه كلمة فائقة وعبارة عميقة من الإمام المربِّي باعث النهضتين الأدبية والعلمية في الشمال الافريقي العلامة عبد الحميد ابن باديس - رحمه الله تعالى - حين زار بعض القرى التي خيَّم فيها الجهل وضرب بِجِرانه وجثمت على صدرها الأمية ، فشكى إليه بعض مثقفيها حال الأمة بها وما آل إليه أمرها وقال له كلمة تدل على أنَّ اليأس قد سكن قلبه وسرى في أوصاله : " يا شيخ لا حياة لمن تنادي " ، أي إن الناس قد أصبحوا موتى لا يستجيبون لدعوة أحد ولا ينفع فيهم وعظ ولا إرشاد ، وهل ينفع تحريك جسم هامد أو يجدي ضرب في حديد بارد ؟ إن كلمات الشيوخ ووعظهم لا يعدو أن يكون صرخة في واد أو نفخة في رماد على حدِّ قول الأول :

    لقد أسمعت لو ناديت حيا * ولكن لا حياة لمن تنادي

    ونار لو نفخت بها أضاءت * ولكن أنت تنفخ في رماد


    فبادره الإمام ابن باديس مصحِّحا ومرشدا وباعثا الأمل في نفوس السامعين فقال : ( لا تقل" لا حياة لمن تنادي " ، ولكن قل :" لا منادي ينادي " ، فأكثروا إذن من المناداة إن أردتم أن يستجاب لكم ولا تخافوا من الراقدين ولا سيما إذا طال رقادهم كما هي الحالة عندنا ) اهـ .


    إنها كلمة صادرة من نفس مليئة ثقة بربها يشع منها الأمل والتفاؤل ، والبعد عن اليأس والتخاذل ، والشيء من معدنه لا يستغرب فصاحبها راسخ الإيمان قويُّ العزيمة عميق الفكرة بعيد النظر واسع الأفق ، قرأ أمته وفهمها كما يقرأ الكتاب ويفهم ، ودرسها كما تدرس الحقائق العلمية فعرف مكمن الداء وسر الأدواء ، واتضحت له الرؤية واستقام له الطريق فسار على هدى من ربه مستضيئا بنور العلم وحسن القصد ورباطة الجأش وقوة التوكل ما ضعفت له عزيمة ولا لانت له قناة ، ولا فُلَّت له صفاة ، لسان حاله ما قاله الأول عما يصيبه من حوادث وبلايا :

    فما ليَّنت منا قناةً صليـبةً * ولا ذلَّلتـنا للذي ليـس يجمُـل

    ولكن رحلناها نفوسا كريمةً * تُحمَّل ما لا يستطـاع فتحمـل

    وقَينا بحسن الصبر منا نفوسَنا * فصحَّت لنا الأعراضُ والناسُ هزَّل


    هناك فرق عظيم وبون شاسع بين النائم والميت ، فهذه الأمة لم تمت ولن تموت ما تمسكت بالإسلام وحافظت على لسانها العربي وأخوتها الحقة ، ولكنها نامت مدة من الزمان لا تلبث أن تستيقظ إن وجد فيها من يوقظها وينادي في أذنها أن استيقظي لطلب المعالي وتسنُّم ذرى الأمجاد .

    إنها أمة تعيش في ظلام دامس وليل بهيم ، ولكن ما دام فيها رمق من حياة فهو ليل يرتجى بروز فجره وبزوغ شمسه إذا أخذت بأسباب الحياة ومقومات النجاة ونفضت عن كاهلها غبار الجهل والتخاذل وليست هي أمةً ميتةً ليلُها كليل الضرير صبحه غير منتظر .

    لقد أدرك ابن باديس أن اليأس في وقت الشدة وخناق البلاء قاتل للهمم وناقض للعزائم ومثبط للرجال وأنه مزلق خطير من مزالق الشيطان إذ الواجب انشراح الصدر بالتفاؤل واستنهاض الهمم وزرع البشرى في النفوس الضعيفة الخائفة ، ونشر الأمل في زمان القنوط لتحويل الضيق إلى سعة والمنحة إلى محنة والألم إلى أمل ، ولهذا كان يقول :

    واهزز نفوس الجامدين * فربما حيي الخشب


    وهذا أسوتنا وقدوتنا محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - لما شكا إليه الصحابة - رضي الله عنهم - ما أصابهم من المشركين من شدة قال لهم : « والله ليَتِمَّنَّ هذا الأمرُ حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون » ( رواه البخاري ) .

    فاليأس ليس مطلوبا شرعا ولا مقصودا أصلا بل هو إطفاء لجذوة التفاؤل وإذكاء لشعلة التشاؤم وسوءِ الظن ، ولا يجني منه صاحبه إلا ضعف العبادة والأمراض النفسية والقعود عن العمل النافع .

    فيا أُخَيّ لا تسلم قيادك لليأس ولا تلق بنفسك في أحضان القنوط ، فالشدائد بتراء لا تدوم وإن طالت ، وللبلايا أوقات ثم تنصرم .

    وكل الحادثات وإن تناهت * فمقرون بها الفرج القريب

    رحمة الله على الإمام ابن باديس فقد كان خير منادٍ في أمته فاستيقظت بعد رقاد وانتبهت بعد سهاد فما ذهبت كلماته سدى ولا جهوده ضياعا وتلك هي آثار الإخلاص في أعمال الرجال .

    المصدر : موقع " منار الجزائر " : http://www.manareldjazair.com/index....d=370&Itemid=1

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    51
    آخر نشاط
    04-11-2009
    على الساعة
    03:33 PM

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي ورحم الله شيخنا إبن باديس وجميع علمائنا المسلمين
    أشهد لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفوته من خلقه اللهم صل وسلم عليه عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك وجازه خير ما حزيت به نبيا عن أمته ورسولا عن دعوته ، وأشهد أن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه


    ---------------------------
    مسافر لطلب العلم - لا تنسونا من دعائكم

لا تقل لاحياة لمن تنادي ولكن لا منادي ينادي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الاقصى ينادي
    بواسطة rsleen في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-06-2010, 09:35 PM
  2. الاقصى ينادي
    بواسطة rsleen في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-06-2010, 05:22 AM
  3. في هذه الصورة من ينادي يسوع ؟؟؟؟نفسي أعرف يا مسيحيين
    بواسطة الاشبيلي في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-05-2009, 05:48 PM
  4. الدلافين تنادي بعضها بالاسماء مثل البشر
    بواسطة ali9 في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-05-2006, 11:09 PM
  5. من كان ينادي المسيح حينما كان معلقا علي الصليب ؟
    بواسطة الشرقاوى في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09-10-2005, 03:27 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

لا تقل لاحياة لمن تنادي ولكن لا منادي ينادي

لا تقل  لاحياة لمن تنادي ولكن لا منادي ينادي