ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة

صفحة 1 من 3 1 2 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 24

الموضوع: ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    6,554
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    04-07-2023
    على الساعة
    10:29 PM

    ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


    اثنا عشر وجها تدل على أنه مذكور في الكتب المنزلة: وإذا عرفت هذا فاعلم بأنه صلى الله عليه وسلم مذكور في الكتب المتقدمة يعرف من وجوه متعددة:

    أحدها: إخبار من قد ثبتت نبوته قطعا بأنه مذكور عندهم في كتبهم، فقد أخبر به من قام الدليل القطعي على صدقه فيجب تصديقه فيه، إذ تكذيبه والحالة هذه ممتنع لذاتهن هذا لو لم يعلم ذلك إلا من مجرد خبره فكيف إذا تطابقت الأدلة على صحة ما أخبر به.

    الوجه الثاني: إنه جعل الأخبار به من أعظم أدلة صدقه وصحة نبوته، وهذا يستحيل أن يصدر إلا من واثق كل الوثوق بذلك وأنه على يقين جازم به.

    الثالث: إن المؤمنين به من الأحبار والرهبان الذين آثروا الحق على الباطل صدقوه في ذلك وشهدوا له بما قال.

    الرابع: إن المكذبين والجاحدين لنبوته لم يمكنهم إنكار البشارة والأخبار بنبوة نبي عظيم الشان صفته كذا وكذا وصفة أمته ومخرجه وشأنه، لكن جحدوا أن يكون هو الذي وقعت به البشارة وأنه نبي آخر غيره، وعلموا هم والمؤمنون به من قومهم أنهم ركبوا متن المكابرة وامتطوا غارب البهت.

    الخامس: إن كثيرا منهم صرح لخاصته وبطانته بأنه هو هو بعينه، وأنه عازم على عداوته ما بقى.

    السادس: إن إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مذكور في كتبهم هو فرد من أفراد إخباراته بما عندهم في كتبهم من شأن أنبيائهم وقومهم وما جرى لهم وقصص الأنبياء المتقدمين وأممهم وشأن المبدأ والمعاد وغير ذلك مما أخبرت به الأنبياء، وكل ذلك مما يعلمون صدقه فيه ومطابقته لما عنده من وتلك الإخبارات أكثر من أن تحصى، ولم يكذبوه يوما واحدا في شيء منها، وكانوا أحرص شيء على أن يظفروا منه بكذبة واحدة أو غلطة أو سهو فينادون بها عليه ويجدون بها السبيل إلى تنفير الناس عنه، فلم يقل أحد منهم يوما من الدهر أنه أخبر بكذا وكذا في كتبنا وهو كاذب فيه بل كانوا يصدقونه في ذلك وهم مصرون على عدم إتباعه، وهذا من أعظم الأدلة على صدقه فيما أخبر به لو لم يعلم إلا بمجرد خبره.

    السابع: إنه أخبر بهذا لأعدائه من المشركين الذين لا كتاب عندهم وأخبر به لأعدائه من أهل الكتاب وأخبر به لاتباعه، فلو كان هذا باطلا لا صحة له لكان ذلك تسليطا للمشركين أن يسألوا أهل الكتاب فينكرون ذلك وتسليطا لأهل الكتاب على الإنكار لأهل الكتاب على الإنكار وتسلطيا لاتباعه على الرجوع عنه والتكذيب له بعد تصديقه، وذلك ينقض الغرض المقصود بأخباره من كل وجه، وهو بمنزلة رجل يخبر بما يشهد بكذبه ويجعل إخباره دليلا على صدقه، وهذا لا يصدر من عاقل ولا مجنون، فهذه الوجوه يعلم بها صدق ما أخبر به وإن لم يعلم وجوده من غير جهة أخباره، فكيف وقد علم وجود ما أخبر به؟!

    الثامن: إنه لو قدر أنهم لم يعلموا بشارة الأنبياء به وأخبارهم بنعته وصفته لم يلزم أن يكونوا ذكروه وأخبروا به وبشروا بنبوته؟ إذ ليس كل ما قاله الأنبياء المتقدمون وصل إلى المتأخرين وأحاطوا به علما وهذا مما يعلم بالاضطرار، فكم من قول قد قاله موسى وعيسى ولا علم لليهود والنصارى به، فإذا أخبر به من قام الدليل القطعي على صدقه لم يكن جهلهم به موجبا لرده وتكذيبه.

    يتبع..........
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحمد لله على نعمة الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    6,554
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    04-07-2023
    على الساعة
    10:29 PM

    افتراضي

    الوجه التاسع: إنه يمكن أن يكون في نسخ غير هذه النسخ التي بأيديهم فأزيل من بعضها ونسخت هذه مما أزيل منه.

    ويدل على ذلك تخالف نسخ التوراة والإنجيل وتناقضها (الأناجيل تواريخ).
    وقولهم: " إن نسخ التوراة متفقة في شرق الأرض وغربها " كذب ظاهرن فهذه التوراة التي بأيدي النصارى تخالف التوراة التي بأيدي اليهود، والتي بأيدي السامرة تخالف هذه وهذه.

    وهذه نسخ الإنجيل يخالف بعضها بعضا ويناقضه، فدعواهم: أن نسخ التوراة والإنجيل متفقة شرقا وغربا من البهت والكذب الذي يروجونه على أشباه الأنعام، حتى إن هذه التوراة التي بأيدي اليهود فيها من الزيادة والتحريف والنقصان ما لا يخفى على الراسخين في العلم، وهم يعلمون قطعا أن ذلك ليس في التوراة التي أنزلها الله على موسى ولا في الإنجيل الذي أنزله على المسيح، وكيف يكون في الانجيل الذي أنزل على المسيح " قصة صلبة " وما جرى له، وأنه أصابه كذا وكذا، وصلب يوم كذا وكذا، وأنه قام من القبر بعد ثلاث، وغير ذلك مما هو من كلام شيوخ النصارى، وغايته أن يكون من كلام الحواريين خلطوه بالانجيل وسموا الجميع انجيلا؛

    وكذلك كانت " الأناجيل عندهم أربعة " يخالف بعضها بعضا. ومن بهتهم وكذبهم قولهم: إن التوراة التي بأيديهم وأيدي اليهود والسامرة سواء والنصارى لا يقرون أن الانجيل منزل من عند الله على المسيح وأنه كلام الله؛ بل كل فرقهم مجمعون على أنها أربعة تواريخ ألفها أربعة رجال معروفون في أزمان مختلفة لوا يعرفون الإنجيل غير هذا:

    (1) إنجيل ألفه متى: تلميذ المسيح بعد تسع سنين من رفع المسيح وكتب بالعبرانية في بلد يهود بالشام.
    (2) وانجيل ألفه مرقس الهاروني: تلميذ شمعون بعد ثلاث وعشرين سنة من رفع المسيح، وكتبه باليونانية في بلاد انطاكية من بلاد الروم، ويقولون أن شمعون المذكور هو ألفه ثم محى اسمه من أوله ونسب إلى تلميذه مرقس.
    (3) وانجيل ألفه لوقا: الطبيب الأنطاكي تلميذ شمعون بعد تأليف مرقس.
    (4) وانجيل ألفه يوحنا: تلميذ المسيح بعد ما رفع المسيح ببضع وستين سنة، كتبه باليونانية.

    وكل واحد من هذه الأربعة يسمونه الإنجيل، وبينها من التفاوت والزيادة والنقصان ما يعلمه الواقف عليها، وبين توراة السامرة واليهود والنصارى من ذلك ما يعلمه من وقف عليها، فدعوى الكاذب الباهت: " ان نسخ التوراة والإنجيل متفقة شرقا وغربا بعدا وقربا " من أعظم الفرية والكذب، وقد ذكر غير واحد من علماء الإسلام ما بينها من التفاوت والزيادة والنقصان والتناقض .

    جمعهم بين التحريف والكتمان لنعت الرسول: وقد وبخهم الله سبحانه وبكتهم على لسان رسوله بالتحريف والكتمان والإخفاء.

    قال تعالى: "إِنَّ الَّذَينَ يَكتُمونَ ما أَنزَلَنا مِنَ البَيناتِ وَالهُدى مِن بَعدِ ما بَيناهُ لِلناسِ في الكِتابِ أَولئكَ يَلعَنَهُمُ اللَهَ وَيَلعَنَهُمُ اللاعِنونَ"(1) .

    وقال تعالى: "إِنّ الَّذَينَ يَكتُمونَ ما أَنزَلَ اللَهُ مَن الكِتابِ وَيَشتَرونَ بِهِ ثَمَناً قَليلاً أَولئِكَ ما يَأكلُونَ في بُطونِهِم إِلاّ النار وَلا يُكَلِمُهُمُ اللَهُ يَومَ القِيامة وَلا يُزكيهِم وَلَهُم عَذابٌ أَليم"(2) .

    وقال تعالى: "يا أَهلَ الكِتابِ لِمَ تَلبَسونَ الحَقَّ بِالباطِل وَتَكتُمونَ الحَقَّ وَأَنتُم تَعلَمون"(3) .

    وقال تعالى: "يا أَهلَ الكِتابِ قَد جاءَكُم رَسولُنا يُبينُ لَكُم كَثيراً مِما كُنتُم تُخفونَ مِنَ الكِتاب وَيَعفو عَن كَثير قَد جاءَكُم مِنَ اللَهِ نورٌ وَكِتابٌ مُبين * يَهدي بِهِ اللَهُ مِن اِتَبَعَ رِضوانَهُ سُبَلَ السَلام، وَيُخرِجُهُم مِنَ الظُلَماتِ إِلى النورِ بإِذنِهِ وَيَهديهِم إِلى صِراطٍ مُستَقيم"(4) .

    وأما التحريف فقد أخبر سبحانه عنهم في مواضع متعددة، وكذلك لي اللسان بالكتاب ليحسبه السامع منه وما هو منه. فهذه خمسة أمور:

    أحدها: لبس الحق بالباطل وهو خلطه به بحيث لا يتميز الحق من الباطل!
    الثاني: كتمان الحق.
    الثالث: إخفاؤه وهو قريب من كتمانه.
    الرابع: تحريف الكلم عن مواضعه، وهو نوعان تحريف لفظه وتحريف معناه.
    الخامس: ليّ اللسان به ليلبس على السامع اللفظ المنزل بغيره وهذه الأمور إنما ارتكبوها لأغراض لهم دعتهم إلى ذلك.

    فإذا عادوا الرسول وجحدوا نبوته وكذبوه وقاتلوه فهم إلى أن يجحدوا نعته وصفته ويكتموا ذلك ويزيلوه عن مواضعه ويتألوه على غير تأويله أقرب بكثير، وهكذا فعلوا، ولكن لكثرة البشارات وتنوعها غلبوا عن كتمانها وإخفائها فصاروا إلى " تحريف التأويل " وإزالة معناها عمن لا تصلح لغيره، وجعلها لمعدوم لم يخلقه الله ولا وجود له البتة.

    يتبع.........
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحمد لله على نعمة الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    1,047
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    23-01-2021
    على الساعة
    12:25 AM

    افتراضي

    متابع بعون الله ..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    6,554
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    04-07-2023
    على الساعة
    10:29 PM

    افتراضي


    الوجه العاشر: إنه استشهد على صحة نبوته بعلماء أهل الكتاب، وقد شهد له عدو لهم فلا يقدح جحد الكفرة الكاذبين المعاندين بعد ذلك:

    قال تعالى: "وَيَقولُ الَّذَينَ كَفَروا لَستَ مُرسلاً قُل كَفى بِالله شَهيداً بَيني وَبَينَكُم وَمَن عِندَهُ عِلمُ الكِتاب"(5).

    وقال تعالى: "قُل أرَأَيتُم إِن كانَ مِن عِندِ اللَهِ وَكَفَرتُم بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِن بَني إِسرائيل عَلى مِثلِهِ فَآَمَنَ وَاستَكبَرتُم إِنّ اللَهَ لا يهدي القَومَ الظالمِين"(6).

    وقال تعالى: "وَإِن مِن أَهلِ الكِتابِ لَمَن يُؤمِنُ بِاللَهِ وَما أُنزِلَ إِليكُم وَما أُنزِلَ إِليهِم خاشعينَ لِلهِ لا يَشترونَ بِآَياتِ اللَهِ ثَمناً قَليلاً أَولَئِكَ لَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِهِم إِنّ اللَهَ سَريعُ الحِساب"(7).

    وقال تعالى: ".. ذَلِكَ بِأَنّ مِنهُم قِسيسنَ وَرُهباناً وَأَنّهُم لا يَستَكبِرونَ * وَإِذا سَمِعوا ما أَُنزلَ إِلى الرَسولِ تَرى أَعينُهُم تَفيضُ مِنَ الدَمعِ مِما عَرَفوا مِنَ الحَقِ يَقولونَ رَبنا آَمَنا فاكتُبنا مَعَ الشاهدين"(8).

    وقال تعالى: "الَّذَينً آتيناهُمُ الكِتابَ مِن قَبلِهِ هُم بِهِ يُؤمِنونَ * وَإِذا يُتلى عَلَيهِم قالوا آَمَنا بِه إِنّه الحَقُ مِن رَبِنا إِنا كُنّا مِن قَبلِهِ مُسلمين * أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ"(9).

    وإذا شهد واحد من هؤلاء لم يوزن به ملء الأرض من الكفرة، ولا تعارض شهادته بجحود ملء الأرض من الكفار، كيف والشاهد له من علماء أهل الكتاب أضعاف أضعاف المكذبين له منهم؟!

    وليس كل من قال من أشباه الحمير من عباد الصليب وأمة الغضب إنه من علمائهم فهو كذلك، وإذا كان أكثر من يظن عوام المسلمين إنه من علمائهم ليس كذلك فما الظن بغيرهم، وعلماء أهل الكتاب إن لم يدخل فيهم من لم يعمل بعلمه فليس علماؤهم غلا من آمن به وصدقه، وإن دخل فيهم من علم ولم يعمل كعلماء السوء لم يكن إنكارهم لنبوته قادحا في شهادة العلماء العاملين بعلمهم.

    يتبع..........
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحمد لله على نعمة الإسلام

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    6,554
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    04-07-2023
    على الساعة
    10:29 PM

    افتراضي

    شكراً على المتابعة أخي الحبيب إدريسي...

    الوجه الحادي عشر: إنه لو قدر إنه لا ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بنعته ولا صفته ولا علامته في الكتب بأيدي أهل الكتاب اليوم لم يلزم من ذلك أن لا يكون مذكورا في الكتب التي كانت بأيدي أسلافهم وقت مبعثه ولا تكون اتصلت على وجهها إلى هؤلاء؛ بل حرفها أولئك وبدلوا وكتموا، وتواصوا وكتبوا ما أرادوا، وقالوا هذا من عند الله، ثم اشتهرت تلك الكتب وتناقلها خلفهم عن سلفهم، فصارت المغيرة المبدلة هي المشهورة والصحيحة بينهم خفية جدا، ولا سبيل إلى العلم باستحالة ذلك، بل هو في غاية الامكان، فهؤلاء السامرة غيروا مواضع من التوراة!؟ ثم اشتهرت النسخ المغيرة عند جميعهم فلا يعرفون سواها وهجرات بينهم النسخ الصحيحة بالكلية، وكذلك التوراة التي بأيدي النصارى، وهكذا تبدل الأديان والكتب ولولا أن الله سبحانه تولى حفظ القرآن بنفسه وضمن للأمة أن لا تجتمع على ضلالة لإصابة ما أصاب الكتب قبله، قال تعالى: "إِنا نَحنُ نَزلَنا الذِكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظون"(10).

    الوجه الثاني عشر: إنه من الممتنع أن تخلو الكتب المتقدمة عن الإخبار بهذا الأمر العظيم الذي لم يطرق العالم من حين خلق إلى قيام الساعة أمر أعظم منه ولا شأن أكبر منه، فإنه قلب العالم وطبق مشارق الأرض ومغاربها، واستمر على العالم على تعاقب القرون وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ومثل هذا النبأ العظيم لا بد أن تتطابق الرسل على الأخبار به، وإذا كان الدجال رجل كاذب يخرج في آخر الزمان وبقاؤه في الأرض أربعين يوما قد تطابقت الرسل على الاخبار به وأنذر به كل نبي قومه من نوح إلى خاتم الرسل فكيف تتطابق الكتب الإلهية من أولها إلى آخرها على السكوت عن الأخبار بهذا الأمر العظيم الذي لم يطرق العالم أمر أعظم منه ولا يطرقه أبدا هذا ما لا يسوغه عقل عاقل وتأباه حكمة أحكم الحاكمين، بل الأمر بضد ذلك، وما بعث الله سبحانه نبيا إلا أخذ عليه الميثاق بالإيمان بمحمد وتصديقه، كما قال تعالى: "وَإِذ أَخَذَ الله ميثاقَ النَبيينَ ِلما آَتَيتكُم مِن كِتابٍ وَحِكمَةٍ ثُمَّ جاءَكُم رَسولٌ مُصَدِقٌ لِما مَعَكُم لَتُؤمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنّه قالَ أَقرَرتُم وَأَخَذتُم عَلى ذَلِكُم إصري قالوا أَقرَرنا قالَ فاشهَدوا وَأَنا مَعَكُم مِن الشاهِدينَ"(11).قال ابن عباس: ما بعث اله من نبي إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه، وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته إذا بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به وليتابعنه(12).

    اللهم صلى وسلم وبارك عليك سيدي يا رسول الله..


    ــــــ
    (1) البقرة 159.
    (2) البقرة 174.
    (3) آل عمران 71.
    (4) المائدة 14, 15.
    (5) الرعد 43.
    (6) الأحقاف 10.
    (7) آل عمران 199.
    (8) المائدة 82, 83.
    (9) القصص 52- 54.
    (10) الحجر 9.
    (11) آل عمران 81.
    (12) راجع, ابن قيم الجوزية, هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى, ص ص 39- 43.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحمد لله على نعمة الإسلام

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    6,554
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    04-07-2023
    على الساعة
    10:29 PM

    افتراضي

    "سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ"
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحمد لله على نعمة الإسلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    2,651
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    02-09-2020
    على الساعة
    11:46 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    جزاك الله خيرا اخانا الفاضل محمد السوهاجي على الموضوع الطيب

    "وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (6)" الصف
    سَلامٌ مِنْ صَبا بَرَدى أَرَقُّ ....ودمعٌ لا يُكَفْكَفُ يا دمشقُ

    ومَعْذِرَةَ اليراعةِ والقوافي .... جلاءُ الرِّزءِ عَنْ وَصْفٍ يُدَّقُ

    وذكرى عن خواطرِها لقلبي .... إليكِ تلفّتٌ أَبداً وخَفْقُ

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    293
    آخر نشاط
    12-04-2020
    على الساعة
    08:11 AM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السوهاجي مشاهدة المشاركة
    وأما التحريف فقد أخبر سبحانه عنهم في مواضع متعددة، وكذلك لي اللسان بالكتاب ليحسبه السامع منه وما هو منه. فهذه خمسة أمور:

    أحدها: لبس الحق بالباطل وهو خلطه به بحيث لا يتميز الحق من الباطل!
    الثاني: كتمان الحق.
    الثالث: إخفاؤه وهو قريب من كتمانه.
    الرابع: تحريف الكلم عن مواضعه، وهو نوعان تحريف لفظه وتحريف معناه.
    الخامس: ليّ اللسان به ليلبس على السامع اللفظ المنزل بغيره وهذه الأمور إنما ارتكبوها لأغراض لهم دعتهم إلى ذلك.
    إنّ هذا لَمِنْ إعجاز القرآن الكريم! فقد أشار الكتاب المقدس عند القوم إلى التحريف بطرق الإخفاء وتعمُّد الكذب والإضافة، أي كتابة الكذب ثم نسبته لله تعالى(ارميا 8: 8)، وقد أشار القرآن الكريم له: (انظر كيف يفترون على الله الكذب)، (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله). وما لم يشر إليه الكتاب المقدس عندهم توصل إليه علماؤهم بعد الدراسات اللاهوتية الدقيقة المتأنية، كما في مدخل ترجمة الكاثوليك التي أشارت للتحريف بـنقل الكلام عن موضعه(عند حديثهم عن إنجيل يوحنا)، وإلى (ليّ الألفاظ).. ثم إنهم استخدموا كلمة (التحريف) فقالوا: ( على أن يستمر هذا الوضع مقبولا إلى الوقت الذي تظهر فيه وثائق جديدة تساعد على إعادة النظر فيه وتطويره ليكون أقرب ما يكون إلى ذلك الأصل المجهول، بعد تنقيته من التحريف الذي لحق به!). فيا لَإعجاز القرآن! نحمد الله على نعمة الإسلام، وجزاك الله خيرا الأخ الحبيب محمد السوهاجي على هذا الموضوع الطيب.
    ألا كل شيء ما خلا الله باطل

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    805
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    24-08-2012
    على الساعة
    05:19 PM

    افتراضي

    جزاك الله خيراً أي محمد



    حاول أخي أن تذكر أ]ضاً أملة من السيرة الصحيحة على ماذكرت سيكن أشمل..

    مثلا كموقف أبي بن كعب اليهودي الذي أله أحد اليهود :أهو هو ؟؟ قال نعم قال فماذا اعتزمت ؟؟ قال : عدوته ما حييت..

    و مثلا موقف عبد الله بن سلام

    جزاك الله خيرا مرة أخرى
    موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    6,554
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    04-07-2023
    على الساعة
    10:29 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو علي الفلسطيني مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا اخانا الفاضل محمد السوهاجي على الموضوع الطيب
    وجزاكم الله خير الجزاء أخي أبو علي..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحمد لله على نعمة الإسلام

صفحة 1 من 3 1 2 ... الأخيرةالأخيرة

ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. رد على شبه .. ان سيدنا (محمد صلى الله عليه وسلم )يشتهي زينب بنت جحش
    بواسطة عاطف أبو بيان في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-10-2011, 11:53 AM
  2. من أقوال المستشرقين في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
    بواسطة مدافع عن الإسلام في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 21-04-2010, 09:46 PM
  3. قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
    بواسطة سيد السلام في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-12-2009, 07:53 PM
  4. *** سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ***
    بواسطة نضال 3 في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 29-04-2009, 09:33 PM
  5. أشرف الخلق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
    بواسطة خادم المسيح في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 25-07-2008, 02:40 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة

ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة