الدر المنثور في التفسير بالمأثور
سورة غافر

اخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مغفل قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ان عيسى بن مريم عليه السلام قال‏:‏ يا معشر الحواريين الصلاة جامعة، فخرج الحواريون في هيئة العبادة قد تضمرت البطون، وغارت العيون، واصفرت الألوان، فسار بهم عيسى عليه السلام الى فلاة من الأرض، فقام على راس جرثومة، فحمد الله واثنى عليه ثم انشا يتلو عليهم ايات الله وحكمته فقال‏:‏ يا معشر الحواريين اسمعوا ما اقول لكم‏.‏ اني لاجد في كتاب الله المنزل الذي انزل الله في الإنجيل اشياء معلومة فاعملوا بها، قالوا‏:‏ يا روح الله وما هي‏؟‏ قال‏:‏ خلق الليل لثلاث خصال، وخلق النهار لسبع خصال، فمن مضى عليه الليل والنهار وهو في غير هذه الخصال خاصمه الليل والنهار يوم القيامة فخصماه‏.‏ خلق الليل لتسكن فيه العروق الفاترة التي اتعبتها في نهارك، وتستغفر لذنبك الذي كسبته في النهار ثم لا تعود فيه، وتقنت فيه قنوت الصابرين‏.‏ فثلث تنام، وثلث تقوم، وثلث تتضرع الى ربك فهذا ما خلق له الليل، وخلق النهار لتؤدي فيه الصلاة المفروضة التي عنها تسال وبها تحاسب وبر والديك، وان تضرب في الأرض تبتغي المعيشة معيشة يومك، وان تعود فيه وليا لله تعالى كيما يتعهدكم الله برحمته، وان تشيعوا فيه جنازة كيما تنقلبوا مغفورا لكم، وان تامروا بمعروف وتنهوا عن منكر فهو ذروة الإيمان وقوام الدين، وان تجاهد في سبيل الله تراحموا ابراهيم خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام في قبته‏.‏ ومن مضى عليه الليل والنهار وهو في غير هذه الخصال خاصمه الله والنهار يوم القيامة وهو عند مليك مقتدر‏.‏
http://www.al-eman.com/IslamLib/view...SW=الانجيل#SR1