كلمة حق
العلماء هم مصابيح الأمة وأنوارها التي توضح لها طريق الهداية وهم أهل الرأي والمشورة . وهم أهل الوعظ والإرشاد والفتوى , لقد كرسوا حياتهم في طلب العلم وتعليمه وحملوا مشعل الرقي والتقدم بالأمة .
فما من أمة إلا تكرم علماءها وتحتفل بهم وتنزلهم المكانة التي تليق بهم في المجتمع فهم أهل الخير والصلاح , ولا ينقصنا أمة الإسلام في هذا المجال الدليل والحافز , فالله سبحانه وتعالى جعل العلماء، ورثة للأنبياء, وشرفهم وكرمهم ، وأثنى عليهم في قوله سبحانه وتعالى : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ) ، وقال عز وجل: ( إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاء)،
وقال جل وعلا: ( يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَـٰتٍ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)
وروى البخاري عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من يرد الله به خيراً يفقه في الدين).
وروى أبو الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة البدر، العلماء هم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهم، وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر ).أخرجه أبو داود والترمذي والدارمي.
ومما تقدم نلحظ المكانة العظيمة والدرجة العالية للعلماء , ولذلك يجب علي الناس أن يوفوهم حقهم من التقدير والاحترام
قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: محذرا من الإساءة والتعرض لهم فيما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال الله عز وجل: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب).

و يحزنني ما أسمعه من بعض الناس في بعض المجالس أو بعض وسائل الإعلام من اننتقاص لأهل العلم بسبب خلافهم أو قولهم الحق فذلك أمر مشين يجب إنكاره والرد على قائله ونصحه لأن إهانة العلماء أمر يدل علي قلة الأدب وعدم الوفاء ونكران للجميل .
وربما الأدهى والأمر هو ما يظهر علي شاشات بعض القنوات في برامج خاصة تستضيف العلماء ويظهر مقدم البرنامج وكأنه رجل بوليس في جلسة تحقيق بدون احترام بل ويستهزئ به وهو يناقش بعض مؤلفاته دون حياء وهو الذي لم يؤلف في حياته سطرا واحدا.
فهذا أمر يجب أن يناقشه المسؤلون عن هذه القنوات وأن يضعوا حدا لمثل هذه الإهانات وأن يجعلوا من هذه البرامج فرصة طيبة ليلتقي هذا العالم مع جمهور الأمة ليستفيدوا من علمه ويستمعوا لنصائحه ليأخذوا منها ما يفيدهم في حياتهم اليومية .
نسأل الله أن يلهمنا الصواب وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
وفق الله الجميع لما فيه خير العباد والبلاد , وزاد علماءنا علما وإجلالا وتقديرا وعظيم المنزلة في الدنيا والآخرة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته