زادك أيها الخطيب

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

زادك أيها الخطيب

صفحة 1 من 4 1 2 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 34

الموضوع: زادك أيها الخطيب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المشاركات
    248
    آخر نشاط
    22-03-2011
    على الساعة
    09:48 AM

    زادك أيها الخطيب

    بداية هذه فكرة أتمنى أن تنال إعجابكم وتفاعلكم جميعا ولا تبخلوا بعلمكم علينا والسبب

    فى هذه الفكرة أن معظم الخطباء لا يجدوا صعوبة فى الآداء ولكن قد يجدوا صعوبة

    فى تحديد الخطبة وخصوصا ً أنه قد يجد خطب كثيرة ولكنها صوتية فأردت أن نضع

    لإخواننا الخطباء زاداً من الخطب المقروءة فإذا كانت لديك خطبة وأعجبتك فلا تبخل

    بعلمك واكتب موضوعها وضعها ونرجو من أساتذتنا المشرفين تنسيق هذه الخطب فى

    صفحة خاصة حتى يسهل على الجميع الإستفادة واعلم أخى الحبيب أن هذا العمل من

    الأعمال التى تظل فى ميزان حسناتكم بعد الممات .

    واسمحوا لى أن أبدأ بهذه
    الخطبة وهى بعنوان :-

    هل نعرف الله لشيخنا ومعلمنا الحبيب الشيخ محمد حسان


    إنّ الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله .
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) آل عمران/102 . (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) النساء/1 . (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) الأحزاب70/71 .
    أما بعد .. فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى نبينا محمد  وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
    ثم أما بعد .. فحياكم الله أيها الأخوة الفضلاء وطبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلا ، وأسأل الله الحليم الكريم جل وعلا الذي جمعني مع حضراتكم في هذا البيت الطيب المبارك على طاعته ، أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار مقامته ، إنه ولى ذلك والقادر عليه ..
    أحبتي في الله هل نعرف الله ؟
    هذا السؤال هو عنوان لقائنا مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم ، وكعادتي حتى لا ينسحب بساط الوقت سريعاً من تحت أقدامنا فسوف ينتظم جوابي على هذا السؤال الذي يبدو غريباً لأول وهلة في العناصر المحددة التالية .
    أولاً : جدد إيمانك ومعرفتك بالله جلا وعلا .
    ثانياً : مع القرآن الكريم في آفاق السماء .
    ثالثاً : مع القرآن الكريم في جنبات الأرض .
    رابعاً : مع القرآن الكريم في مراحل خلق الإنسان .
    وأخيراً : عتاب مخجل .
    فأعرني قلبك وسمعك أيها الحبيب الكريم ، والله أسأل أن يجعلني وإياكم ممن ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) الزمر/18 أولا : جدد إيمانك ومعرفتك بالله جل وعلا : إن الإيمان يزيد وينقص قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِم ) الفتح/4 وقال النبي  في الحديث الذي رواه الطبراني بسند حسن : " إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب " أى : كما يبلى الثوب " فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم" (1) فنحن في أمس الحاجة إلى أن نجدد إيماننا ومعرفتنا بالله جل جلاله من آن لآخر (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) البقرة/255 . ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) الحشر22/24 . ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) (الإخلاص)
    وفي صحيح مسلم من حديث أبي موسى الأشعرى أن النبي  قال : "إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار، قبل عمل الليل ، حجابه النور ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه" (1) وفي صحيح مسلم من حديث أبى هريرة أن حبراً من أحبار اليهود جاء يوما إلى النبي  وقال : يا محمد إنا نرى عندنا في التوراة أن الله تعالى يجعل السماوات على إصبع ، والأرضين على إصبع ، والماء والثرى على إصبع ، والشجر على إصبع ، وسائر الخلائق على إصبع ثم يهزهن ، ويقول : أنا الملك ، فضحك النبي  حتى بدت نواجذه – تصديقاً لقول الحبر – وقرأ النبي  قول الله تعالى :( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (الزمر/67) . وفي صحيح مسلم من حديث أنس قال : نهينا أن نسأل رسول الله  فكان يعجبنا أن يأتي الرجل العاقل من البادية ليسأل رسول الله  ونحن نسمع فجاءه إعرابي فقال : يا محمد لقد أتانا رسولك فزعم أنك تزعم أن الله أرسلك – انظر إلى هذا الخطاب الشديد : لقد أتانا رسولك فزعم أنك تزعم أن الله أرسلك فقال صاحب الخلق
    الكريم  : " صدق " أي صدق رسولي ، انظر إلى هذا الإعرابي الفقيه . فقال للنبي : يا محمد فمن الذي خلق السماء ؟ فقال المصطفى  " الله " فقال الإعرابي : فمن الذي خلق الأرض ؟ فقال المصطفى : " الله " فقال الإعرابي : فمن خلق الجبال وجعل فيها ما جعل ؟ فقال المصطفى : " الله " فقال الإعرابي الفقيه : فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب الجبال وجعل فيها ما جعل آلله أرسلك ؟ فقال المصطفى " نعم" (1) الشاهد من الحديث أن جواب النبي  على كل هذه الأسئلة كانت بكلمة واحدة ألا وهي لفظ الجلالة : " الله " الله هو الاسم المفرد العلم الدال علي كل أسماء الجلال وصفات الكمال ، لذا نسب الأسماء الحسنى كلها إليه قال تعالى:( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ )(الحشر/23) فالقدوس من أسماء الله ، والسلام من أسماء الله ولا يقال : الله من أسماء القدوس ، ولا يقال : الله من أسماء العزيز ، فهو الاسم المفرد العلم الدال على كل الأسماء الحسنى والصفات العلا. لذا قال الإمام ابن القيم والإمام الطحاوى : لفظ الجلاله على الراجح أنه اسم الله الأعظم الذي إن سئل به أعطى ، وإن دعي به أجاب ، فهو الاسم الذي ورد ذكره في القرآن ما يقرب من ألف مرة ، هو الأسم الذي ورد ذكره في القرآن ما يقرب من ألف مرة ، الله هو الاسم الذي ما ذكر في قليل إلا كثره ، الله هو الاسم الذي ما ذكر عند خوف إلا أمنه ، الله هو الاسم الذي ما ذكر عند هم إلا فرجه الله ، هو الأسم الذي ما ذكر عند غم إلا أزاله الله ، هو الاسم الذي ما تعلق به فقيراً إلا أغناه الله ، هو الاسم الذي ما تعلق به ضعيف إلا قواه الله ، هو الأسم الذي ما تعلق به مظلوم إلا نصره وآواه. هو الاسم الذي تُستنزل به الرحمات ، هو الاسم الذي تستجاب به الدعوات ، هو الأسم الذي تقال به العثرات ، هو الاسم الذي تستدفع به النقم ، هو الاسم الذي قامت له وبه الأرض والسموات ، الله ، الله . الله : اسم لصاحبه كل جلال ، الله : اسم لصاحبه كل كمال ، الله : اسم لصاحبه كل جمال ، الله : جدد إيمانك بالله ، فإن الإيمان به أصل السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة ، لذا لست مبالغاً أيها الفضلاء إن قلت بأن القرآن الكريم كله من أوله إلى آخره حديث عن الإيمان بالله جل جلاله ، والقرآن الكريم يخاطب سكان الصحراء ، وسكان البادية ، وسكان القرية والمدينة ، ويخاطب عالم الذرة وعالم الفضاء . لذا فإن أعظم أسلوب للتعريف علي الله تعالى هو أسلوب القرآن الكريم فالقرآن يستنطق أعماق أعماق الفطرة ، يخاطب أعماق أعماق الفطرة ، ليستنطقها بوحدانية الله جل جلاله وهذا هو عنصرنا الثاني بإيجاز .
    مع القرآن الكريم في آفاق السماء :
    أيها الحبيب : أنا أعلم أنك ترى السماء كل يوم ، ولكنني أخاطبكم اليوم أن تجدد النظر إلى السماء ، إن نظرة فاحصة متأنية إلى السماء في ليلة صافية تملأ القلب بالرهبة والعظمة والخشوع ، لذي العظمة والإبداع والجلال .
    إن بلادة الألفة قد تنسى الإنسان أن يتفكر في آيات الله جل وعلا ، في هذه القبة السماوية الزرقاء مع أنك لو نظرت إليها بعين التدبر والتفكر لوجدت رب الأرض والسماء رفعها بغير عمد ترونها وزينها بالكواكب ، والنجوم ، والشموس والأقمار ، إنه جمال متجدد متعدد بالألوان من ليلة مظلمة ، لليلة صافية لشروق ، لصباح ، لليلة باردة ، لليلة حارة ، جمال متجدد جمال متعدد . انظر إلى هذه الآية لتتعرف على عظمة الخالق جل جلاله (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (الذريات/47) وقال تعالى:( فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ) (الواقعة/76) وقال تعالى:( أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ) (قّ/6) . تدبر ، انظر إلى هذه النجمة الوحيدة التي انفردت بعيدا بعيدا وحدها في أفق السماء وكأنها عين طفلة جميلة تلتمع بالبراءة والصفاء ، ثم انظر إلى هاتين النجمتين المنفردتين كأن كل واحدة منها تناجى الأخرى ، ثم انظر إلى هذه المجموعة المتضامنة المتشابكة ، وكأنها قد انضمت إلى بعضها البعض في عرس بهيج سعيد جميل .
    انظر إلى هذه الآيات لتتعرف على عظمة رب الأرض والسماوات ثم انظر إلى الشمس ، وانظر إلى القمر ( وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ(37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) (يّـس/38) ، ( لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) (يّـس/40) لقد قال رئيس أكاديمية العلوم في نيويورك : لقد توصلنا بعد عديد من التجارب والدراسات أن هذا الكون كان نتيجة عملية خلق مبدعة ، نعم إنه كتاب مفتوح يملأ القلب بالإيمان بالله ، بمعرفة الله تعالى .
    الشمس والبدر من لآثار قدرته
    والطير سبحه والوحش مجده
    والنمل تحت الصخور الصم قدسه
    والناس يعصونه جهرا فيسترهم
    والبر والبحر فيض من عطاياه
    والموج كبره والحوت ناجاه
    والنحل يهتف حمدا في خلاياه
    والعبد ينسى وربى ليس ينساه

    أيها الأحبة في الله : لو ترك القمر مداره الذي يدور فيه وحدده له مدبر الكون ، لو ترك القمر مكانه إلى أعلى أو إلى أسفل قليلا ، لاختلت حركة المد والجزر على ظهر الأرض ، وغرق كل حي على سطح الأرض ، ولو تركت الشمس مدارها وابتعدت عن مدارها قليلا إلى أعلى ، أو إلى أسفل لو ارتفعت قليلاً لتجمد كل حي على ظهر الأرض، ولو نزلت إلى الأرض عن مدارها قليلا لاحترق كل حي على ظهر الأرض .
    ألم تقرأ معي قول الله تعالى : (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) ( يس/37) آيات ، انظر إلى السماء لتتعرف على عظمة رب الأرض والسماوات ثم ها هو القرآن ينقلنا من آيات السماء إلى جنبات الأرض وهذا هو عنصرنا الثالث بإيجاز .
    مع القرآن الكريم في آفاق الأرض :
    هذه الأرض التي نعيش عليها ونحيا ، ربما نسينا كثيرا ما أودع الله فيها من آيات تأخذ بالقلوب والألباب ، لأنني كما ذكرت أن بلادة الألفة قد تنسى الإنسان آيات الله الكثيرة معه في هذه الأرض ( وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ(33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ(34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ(35) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ) (يّـس/33-36)،وقال سبحانه:( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (الملك:15) . نعم إن الأرض دابة ذلول ، بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ ، إن الأرض دابة ذلول، ولكنها في الوقت ذاته دابة حلوب تدر على أهلها من الخيرات والنعم ما لا يعد ولا يحصى ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا ) (ابراهيم/34)
    سل الواحة الخضراء والماء جارياً
    سل الروض مزداناً سل الزهر والندى
    وسل هذه الأنسام والأرض والسما
    فلو جن هذا الليل وامتد سرمدا
    وهذه الصحارى والجبال الرواسيا
    سل الليل والإصباح والطير شادياً
    وسل كل شئ تسمع التوحيد سارياً
    فمن غير ربى يرجع الصبح ثانيا

    أَإِلَهٌ معَ الله ؟ أَإِلَهٌ معَ الله ؟
    انظر لتلك الشجرة
    كيف نمت من حبه
    ابحث وقل من ذا الذي
    ذاك هو الله الذي
    ذو حكمة بالغه
    وانظر لتلك الشمس التي
    فيها ضياء وكذا
    ابحث وقل من ذا الذي
    ذاك هو الله الذي
    ذو حكمة بالغة
    ذات الغصون النضره
    وكيف صارت شجره
    يخرج منها الثمره
    أنعمه منهمره
    وقدرة مقتدره
    جذوتها مستعره
    حرارة منتشرة
    يخرج منها الشرره
    أنعمه منهمره
    وقدرة مقتدره

    لقد أثبت العلم الحديث أن الأرض تلك الدابة الذلول المذللة المسخرة ، أثبت العلم الحديث أن الأرض تدور حول نفسها بسرعة مذهلة تصل إلى (1000) ميل في الساعة . تصور .. وأنت لا تشعر بهذه الحركة ، لأنها ذلولة مذللة تدور حول نفسها بسرعة تقدر بـ (1000) ميل في الساعة الواحدة ، وتدور الأرض حول الشمس بسرعة تقدر بحوالي (65000) ميل في الساعة الواحدة ، ثم تدور مع المجموعة الشمسية دورة أخرى كاملة بسرعة تقدر بـ (20000) ميل في الساعة الواحدة وراكبها لا تتمزق أشلاؤه ، ولا تتحطم أعضاؤه ، لأنها دابة ذلول ذللها ربنا جل وعلا وسخرها لبنى الإنسان ليعيش عليها هانئاً آمناً مطمئناً وفي الوقت ذاته ربما يتجرأ بالكفر بالله جل وعلا وربما يتجرأ على معصية الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . هذه الأرض أيها الأحبة مشحونة بالآيات التي يجب علينا أن ننظر فيها ، وأن نتفكر فيها لنتعرف من خلال هذه الآيات على الخالق – رب الأرض والسماوات – ليتجدد إيماننا في قلوبنا ولنزداد حبا ومعرفة لربنا تبارك وتعالى . وها هو القرآن ينتقل بنا من آفاق الأرض إلى مراحل الخلق .
    أيها الحبيب : هل عرفت أصلك وكيفية خلقك؟ قال تعالى:(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) (المؤمنون/12) هذا من حيث الأصل ( ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (المؤمنون/13-14) يلتقي الرجل بامرأته في الحلال الطيب ، فيلقى نطفته ، تلك النطفة التي تحتوى على مئات الملايين من الحيوانات المنوية ، فتتسابق كل هذه الملايين من الحيوانات المنوية لتصل إلى عروس واحدة .
    نعم إنها عروس ، وما أبعدت النجعة حينما قلت : إنها عروس ، إنها البويضة التي تخرج كعروس مزينة لزوجها في ليلة الزفاف ، تخرج البويضة من الرحم مرة واحدة كل شهر ، تخرج وعليها تاج مشع ، وهذه اللفظة ليست اصطلاحا بلاغياً ولا أدبياً من عندي، بل إنها اصطلاح علمي ، تخرج وعليها تاج مشع لعلها تلفت نظر الحيوانات المنوية الهائلة ، فتتسابق كل هذه الحيوانات لتصل إلى هذه العروس الواحدة فتموت كل الحيوانات المنوية في الطريق ، ولا يصل إلى البويضة إلا حيوان منوي واحد . تلك الحقيقة العلمية الهائلة التي لم تكشف إلا في السنوات القليلة الماضية قد أخبر بها الصادق الذي لا ينطق عن الهوى منذ قرن ونصف تقريبا قال عليه الصلاة والسلام : " ما من كل الماء يكون الولد وإذا أراد الله خلق شئ لم يمنعه شئ " (1) فإذا وصل الحيوان المنوي إلى جدار البويضة تقوم البويضة بفرز سائل من وظائفه أن يمسك بالحيوان المنوي على جدارها ، فإذا التصق الحيوان المنوي بجدار البويضة أفرز هو الأخر سائلا ، من وظائفه أن يبدد التاج المشع على جسم البويضة ، ليسهل عليه أن يخترق جدارها ، فإذا اخترق الحيوان المنوي جدار البويضة أغلقت عليه وأحكمت الإغلاق ولا تسمح بعد ذلك لأي حيوان منوي آخر أن يخترق جدارها . اسمحوا لي أن أسأل وأقول : من الذي علم البويضة ذلك ، قف مع كل آية ، ثم بعد ذلك تتحول النطفة الأمشاج بعد تخصيب البويضة إلى علقه ، وسميت بالعلقة ، لتعلقها بجدار رحم المرأة ، وبعد أيام تتمايز العلقة إلى طبقتين : طبقة خارجية ، وطبقة داخلية ، الطبقة الخارجية وظيفتها أن تمتص الغذاء من جدار الرحم لتوصله إلى الطبقة الداخلية من طبقتي العلقة التي هي مسؤولة بأمر رب العالمين عن نمو الجنين داخل رحم أمه ثم تتحول العلقة إلى مضغة . وسمى القرآن الجنين في هذه المرحلة بالمضغة ، لأن الجنين يشبه قطعة اللحم الممضوغة بالأسنان تماماً ثم تتحول المضغة إلى عظام . أخي الحبيب : لاحظ أنني لم أقل : ثم تتحول المضغة إلى عظم بل إلى عظام إلى هيكل عظمى في غاية التناسق والجمال والإبداع ، وانظر إلى الهيكل العظمى للإنسان ، إلى عظام الوجه والصدر والذراعين والساقين ، والظهر سترى هيكلاًَ عظمياً وضع بغاية الدقة والتناسق والإبداع ثم يكسى هذا الهيكل العظمى باللحم . ثم تأتى مرحلة الخلق الآخر ألا وهى مرحلة نفخ الروح وهنا صرخ عالم شهير من أشهر علماء الأجنة في الأرض إنه (ألكس إسكرل) ذلكم العالم الذي راقب مراحل نمو الجنين في رحم امرأة يوما بعد يوم وساعة بساعة ، فلما تحولت النطفة إلى علقه ما اهتم كثيرا ، ولما تحولت العلقة إلى مضغة ، والمضغة إلى عظام وكسيت العظام باللحم ، كان الأمر عادياً جداً عند هذا العالم ولما نفخت الروح في الجنين وتحرك الجنين حركة كاملة في رحم أمه ، صرخ هذا العالم صرخة وقال كلمة جميلة قال : ( Here Is God ) هنا الله ، هنا الله ، من أين جاءت هذه الحياة ؟ ومن أين دبت هذه الروح ؟ (ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (المؤمنون/14) ثم انظر إلى خلقك بعد ذلك فنظرك فيك يكفيك على أن الذي يستحق أن يعبد هو الله ، فنظرك فيك يكفيك على أن الذي يستحق أن يوحد هو الله ، فنظرك فيك يكفيك على أن الذي يستحق أن يكون الخالق المبدع هو الله . انظر إلى الوجه ، انظر إلى العين ، انظر إلى الأنف ، انظر إلى الفم ، انظر إلى الأذن، فلقد خلق الله العين ووضعها في علبة عظيمة قوية متينة وظللها بالرموش حتى تعكس أشعة الشمس حتى لا تؤذى العين . ومنَّ الله عز وجل علينا بماء داخل العين ، إنه ماء مالح إنها الدموع ، فماء العين مالح ، وماء الأنف حامض ، وماء الأذن مر ، وماء الفم حلو ، وأصل الماء واحد وهو رأسك أيها الإنسان ، وجعل الله ماء الأنف حامضاً ثخيناً ثقيلاً ، لتتعلق به الميكروبات أثناء التنفس فهو فلتر للتنقية ، وجعل الله ماء الأذن مرا حتى لا تتسرب الحشرات لأذنك يابن آدم وأنت نائم ولا تدرى وجعل الله ماء الفم حلو لتتذوق به ألوان الطعام
    أإله مع الله ؟ . ثم انظر إلى الأسنان ، تمد يدك فتمسك الأصابع والأنامل بأسلوب جميل وتمد اللقمة إلى فمك ، أو تضع اللقمة في فمك فتقطع القواطع وتمزق الأنياب وتطحن الضروس ويتحرك اللسان ويفرز اللعاب .
    ثم تأتى إلى هذه البوابة المنيعة الحصينة التي تسمى بلسان المزمار التي لو تعطلت عن وظيفتها لحظة ، بل ثانية بل ميكرو ثانية ، لربما هلك الإنسان ، هذه البوابة المنيعة التي تسمى بلسان المزمار ، جعلها الله عز وجل في موطن عجيب ، فهي تسد البلعوم عند التنفس ، وتسد القصبة الهوائية عند البلع ، حتى لا ينزل الطعام إلى المريء ، وحتى لا ينزل التنفس إلى المعدة . انظروا إلى دقة وعظمة الخالق تبارك وتعالى ، إلى حكمة وعظمة الخالق تبارك وتعالى ، ثم ينزل الطعام إلى المعدة ، فتقوم المعدة بدورها ويقوم البنكرياس بدوره ، ويقوم الكبد بدوره ، وتقوم الأمعاء الدقيقة بدورها ، والأمعاء الغليظة بدورها ، ثم يتحول هذا الطعام إلى دم ، فيقوم القلب بدوره فيضخ هذا الدم عن طريق هذا الملك الذي استقر في أعلى الإنسان ، ألا وهو المخ عن طريق إشارات الاستقبال والإرسال كل هذا من صنع من ؟ كل هذا من خلق من ؟ كل هذا من صنع من ؟ كل هذا من خلق من ؟
    قل للطبيب تخطفته يد الردى
    يا مشخص الأمراض من أرداكا
    قل للمريض نجا وعوفي بعد ما
    عجزت فنون الطب من عافاكا
    قل للصحيح مات لا من علة
    من يا صحيح بالمنايا دهاكا
    بل سائل الأعمى خطا وسط الزحام
    بلا اصطدام من يا أعمى يقود خطاكا
    بل سائل البصير كان يحذر حفرة
    فهوى بها من ذا الذي أهواكا
    وسل الجنين يعيش معزولا بلا
    راع ومرعى من ذا الذي يرعاكا
    وسل الوليد بكى وأجهش بالبكا
    لدى الولادة ما الذي أبكاكا
    وإذ ترى الثعبان ينفث سمه
    فسله من يا ثعبان بالسم حشاكا
    واسأله كيف تعيش يا ثعبان أو
    تحيا وهذا السم يملأ فاكا
    واسأل بطون النحل كيف تقاطرت
    شهدا وقل للشهد من حلاكا
    بل سائل اللبن المصفى من بين
    فرث ودمٍ من ذا الذي صفاكا
    وإذا رأيت النخل مشقوق النوى
    فاسأله من يا نخل شق نواكا
    وإذا رأيت البدر يسرى ناشرا
    أنواره فاسأله من أسراك
    وإذ ترى الجبل الأشم مناطحا
    قمم السحاب فسله من أرساكا
    وإذا رأيت النار شب لهيبها
    فاسأل لهيب النار من أوراك
    لله في الآفاق آيات لعل
    أقلها هو ما إليه هداكا
    ولعل في النفس من آياته
    عجب عجاب لو ترى عيناك
    الكون مشحون بأسرار
    حاولت تفسيرا لها أعياكا
    أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم .
    الخطبة الثانية : الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولى المتقين وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، قائد الغر الميامين اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ..
    أما بعد .. فيا أيها الأحبة الكرام وأخيرا : عتاب مخجل : قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ(7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ) (الانفطار6-8) روى الإمام أحمد في مسنده بسند حسن أن النبي (ص) بصق يوما على كفه ووضع إصبعه عليها ثم قال : " قال الله تعالى : يا ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سويتك وعدلتك بين بردين وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت : أتصدق وأنى أوان الصدقة "(1) أيها الحبيب : هذا الإله العظيم الذي تعرفنا على شئ يسير من نعمه وآياته علينا ؟ ألا يستحق أن نفرده بالتوحيد ؟ ألا يستحق أن نفرده بالسؤال والاستعانة والتوكل والرجاء والإنابة ؟
    أيها الحبيب هيا جدد إيمانك به جلا وعلا ، إذا سألت فسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله فلا تحلف إلا به ، ولا تقدم النذر إلا له ولا تتوكل إلا عليه ولا تفوض أمرك إلا إليه ولا ترج إلا الله .
    يا صاحب الهم إن الهم منفرج
    والله ما لكم غير الله من أحد
    أبشر بخير ، فأن الفارج الله
    فحسبك الله في كل لك الله

    روى البخاري ومسلم من حديث معاذ بن جبل قال : كنت رديف النبي  يوما على حمار فقال النبي لمعاذ " يا معاذ أتدرى ما حق الله على العباد ؟ " فقال معاذ : الله ورسوله أعلم : فقال النبي  " حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا " (1) فحق الله علينا أن نعبده وأن نوحده ، وأن نفرده بالطاعة وأن نمتثل أمره وأن نتجنب نهيه وأن نقف عند حده . فهيا أيها المسلمون : جددوا العبودية لله تبارك وتعالى ، امتثلوا أمره واجتنبوا نهيه ، وقفوا عند حده تبارك وتعالى ، والعبادة ليست أمراً على هامش الطريق فالعبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة وأركانها كمال الذل لله ، مع كمال الحب لله ، وشروط قبولها من الله أن تكون مخلصاً تبتغى بعبادتك وجه الله ، وأن تكون موافقاً في عبادتك لهدى الحبيب رسول الله صلى الله عليه وآله ومن والاه
    .
    قال الحَسَنُ البَصْرِي
    ابْحَثُوا عن حلاوةِ الإيمانِ في ثلاثةِ أشياء:

    في الصلاة، وفي الذِّكر، وفي قراءةِ القُرآن ..

    فإن وجدتُم حلاوةَ الإيْمَانِ في قُلوبِكم،

    وإلاَّ فاعلَمُوا أنَّ البابَ بينَكم وبين اللّهِ تعالى مُغْلَق

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    5,025
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    21-07-2016
    على الساعة
    11:53 PM

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا .....
    فكرة تصب في الخير باذن الله ....
    فلا شك أن هناك من يبحثون عن مواضيع وخطب من أساتذة وشيوخ أفاضل متخصصين ....
    مشهود لهم بالعلم والتحري ومخافة الله في كل كلمة ....
    ونتمنى ممن يملك خطبة مكتوبة أن يساهم في أن تحقق هذه الزاوية هدفها المرجو منها .
    بوركت اخي الحبيب .....
    ولك مني كل الشكر والاحترام .

    أطيب الامنيات لك من أخيك نجم ثاقب .
    الى كل قائل : أنا مسيحي ، والى كل قائلة : أنا مسيحية
    ندعوك للتعارف كأخ أو كأخت في الانسانية تحت مظلة الترحيب والتهذيب
    لا يتم التطرق الى العقائد وحوار الاديان الا برغبة الضيف وفي أقسام متخصصة لأن الأولوية للأمور الانسانية التي توحدنا جميعا
    اذا أحببت أن تعرفنا بنفسك
    اذا كنت تحب أن تكتب لنا شعورك وملاحظاتك
    اذا كان لديك مشكلة تريد أن تسمع فيها رأيا أو حلا منا
    ما عليك الا الدخول الى هذا الرابط :
    http://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...774#post233774
    فأهلا وسهلا بكل ضيوفنا الأفاضل .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    203
    آخر نشاط
    07-09-2009
    على الساعة
    04:34 AM

    افتراضي

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

    رغم سماعي لعدة محاضرات في نفس الموضوع

    لكن نوع الماء في رأس الانسان معلومة جديدة بالنسبة لي .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    531
    آخر نشاط
    13-01-2015
    على الساعة
    07:13 PM

    افتراضي

    بارك الله فيك اخي جلوم وجزاك الفردوس

    فكرة ممتازة

    باذن الله سوف اطرح بعض الخطب في القريب العاجل

    اخوك المحب لك


    الاشبيلي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أبوحسين الاشبيلي المعافري

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المشاركات
    248
    آخر نشاط
    22-03-2011
    على الساعة
    09:48 AM

    أحبكم فى الله


    جزاكم الله خيرا على المرور الذى أسعدنى وسوف أكون سعيد أكتر عندما أجد التفاعل بوضع خطبة وأشهد الله أنى أحبكم جميعاً فى الله

    وبعتذر لأن الموضوع طويل بسى الحقيقة الخطبة جميلة أوى وعجبتنى وما عرفتيش أحزف منها حاجة .

    ولكن الهدف الأول من الموضوع إنه يكون هناك زاداً للخطيب يرجع إليه ويسهل عليه تحضير الموضوع

    أما الهدف الثانى من الموضوع لو هناك إستفادة من الأعضاء للخطبة فيضعها فى تعليق

    وأقترح بعد إذن مشرف هذا القسم أن يكون هناك صفحتين لهذا الموضوع الأولى توضع فيها الخطب متتالية أما الصفحة الثانية فتكون للتعليقات وشكرا على التفاعل وربنا يجمعنا دائما ً على طاعته
    .
    قال الحَسَنُ البَصْرِي
    ابْحَثُوا عن حلاوةِ الإيمانِ في ثلاثةِ أشياء:

    في الصلاة، وفي الذِّكر، وفي قراءةِ القُرآن ..

    فإن وجدتُم حلاوةَ الإيْمَانِ في قُلوبِكم،

    وإلاَّ فاعلَمُوا أنَّ البابَ بينَكم وبين اللّهِ تعالى مُغْلَق

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    320
    آخر نشاط
    26-07-2012
    على الساعة
    12:37 PM

    افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ..


    ماشاء الله وتبارك الرحمن جهد مبذول عليه ......
    قرأت الخطبة لشيخنا الفاضل محمد حسان ....

    ولله الحمد أندمجت بين سطور الخطبة وجلست أتخيل عن دوران الأرض وسرعتها سبحان الله كيف لا نشعر بدورانها كيف لانشعر بتكوير الأرض ؟؟
    سبحان الله رحمه من ربُ رحيم ...
    جلست أتمعن ..
    كيف يمكن أن تنشأ الأرض بدون الخالق
    كيف وجد شي يكون وجوده من ذاته أي أنه ضهر هكذا فجأه
    أفلا يتمعنون المشركين في ملكوت الله ..!!!!!

    كل تلك الآيات الموجودة في الكون من سماوات وتراب وبحر وبشر
    وحيوانات وفضاء وصخور ونجوم وغيره وغيره هل وجدت تلك الأشياء من عدم !!!
    أليس هناك فاعل !!


    أوليس الذي خلق كل شي قادر على أن يزولنا في أسرع من غمضت عين ..؟؟
    تغضبونه صبحاً وعشيا ومنكم من ينكر وجوده ومنكم من يشرك به
    وجعل معه آله أخر ومنكم من يعلم بوجوده ويصر على تحديه أستغفر الله ..
    ومنكم من يتفوه عليه بكلام وينسب الكلام لله عز وجل حاشه أن يكون هو قائلها ..
    نعايم الله علينا لا تعد ولا تحصى .. يكفي أنه يحميك حتى يوم كنت في رحم أمك من يطعمك من يسقيك من يحميك بغشاء وانت في بطن أمك الله أنزل الرحمه في قلب أمك أيها الأنسان لكِ لا تقسو عليك وأنت في حالة ضعف وعندما كبرت تكبرت واستكبرت
    على من أنشأك من تراب وقادر بالحظه بأن يرجعك للتراب ...
    ومن يريد بأن يحرك عقله ولو لدقيقه فا لينظر لجسده فهيا آيه من آيات لله وتدل على وجود لله ..



    )( GLHOM )(

    جزاك الله خيراً على تلك الخطبة الرأإأئعة
    أمل بأن لا أكون قد ظهرت خارج الموضوع
    ولكن أحببت بأن أن أوضح لكل من ينكر وجود الله
    وأن أبرز كذا نقطه وادرجها بالخطبة وهيا من أصل مليون نقطه
    تدل على وجود فاعل في تكوين هذا الكون ألا وهو الله ..
    بارك الله فيك ورزقك الجنه ...

    أختكم أم فيصل العنزي ..
    الى كل قائل : أنا مسيحي ، والى كل قائلة : أنا مسيحية
    ندعوك للتعارف كأخ أو كأخت في الانسانية تحت مظلة الترحيب والتهذيب
    لا يتم التطرق الى العقائد وحوار الاديان الا برغبة الضيف وفي أقسام متخصصة لأن الأولوية للأمور الانسانية التي توحدنا جميعا
    اذا أحببت أن تعرفنا بنفسك
    اذا كنت تحب أن تكتب لنا شعورك وملاحظاتك
    اذا كان لديك مشكلة تريد أن تسمع فيها رأيا أو حلا منا
    ما عليك الا الدخول الى هذا الرابط :
    http://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...774#post233774
    فأهلا وسهلا بكل ضيوفنا الأفاضل .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    2,339
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    24-04-2014
    على الساعة
    12:19 AM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    عمل صالح فوائده ممتدة وأجره عظيم بإذن الله تعالى

    اتمنى أن نرى مشاركة حقيقية وتفاعل من جميع الأعضاء

    يوم تتوالى الخطب المباركة يتبت الموضوع بإذن الله تعالى

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك أخي الفاضل جلهم جزاكم الله خيرا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    729
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    18-08-2022
    على الساعة
    12:53 AM

    افتراضي

    سبحان الله سبحان الله والحمد لله أن خلقنا مسلمين نؤمن به وحده لا شريك له

    يمتلئ القرآن الكريم بالمعجزات وكيف لا وقد تنزل من خالق المعجزات الذي لا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء

    قال تعالى : خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5)الزمر

    كيف علم نبينا الكريم أن الليل يتكور على النهار والنهار يتكور على اليل ؟
    وبالفعل قامت ناسا بتصوير منظر النهار و اليل فكانا يتكوران على بعضهما البعض
    أتمنى أن أجد تصوير الفيديو لهذه الظاهرة

    جزيت الفردوس الأعلى يا أخي على الاقتراح ممتاز
    وسأشارك فيه بإذن الله

    حياكم الله
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيصلوا على رسول الله نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    729
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    18-08-2022
    على الساعة
    12:53 AM

    افتراضي

    محاضرة لفضيلة الشيخ محمد حسان

    عن الدعاء ..وتتضمن :

    أولاً: فضل الدعاء من القرآن والسنة.
    ثانياً: شروط قبول الدعاء.
    ثالثاً: آداب الدعاء.
    أخيراً: دعاء ينبغى لنا جميعا أن نتعلمه.



    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده، ورسوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [سورة آل عمران: 102.]
    ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ سورة النساء: 1
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [سورة الأحزاب: 70 ، 71.]
    أما بعد ..
    فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فى النار.
    ثم أما بعد ...
    فحياكم الله جميعاً أيها الأخوة الأخيار وأيتها الأخوات الفاضلات وطبتم جميعاً وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلاً، وأسأل الله عز وجل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى الذى جمعنا فى هذه الدنيا دائماً وأبدا على طاعته أن يجمعنا فى الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى فى جنته ودار مقامته، إنه ولى ذلك والقادر عليه.

    أحبتى فى الله:

    حقوق يجب أن تعرف سلسلة منهجية تحدد الدواء من القرآن والسنة لهذا الداء العضال الذى استشرى فى جسد الأمة ألا وهو الانفصام النكد بين منهجها المنير وواقعها المؤلم المرير، فأنا لا أعرف زماناً قد انحرفت فيه الأمة عن منهج ربها ونبيها كهذا الزمان فأردت أن أذكر نفسى وأمتى بهذه الحقوق الكبيرة التى ضاعت لعلها أن تسمع من جديد عن الله عز وجل، ولعلها أن تسمع من جديد عن رسول الله ، وتردد مع الصادقين السابقين الأولين قولتهم الخالدة: ﴿ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾[(285) سورة البقرة.]

    ونحن اليوم بحول الله ومدده على موعد مع اللقاء السادس والثلاثين من لقاءات هذه السلسلة الكريمة، وحديثنا اليوم بإذن الله عن حق جليل عظيم أرجو ألا نضل عنه ونغفل عنه فى زمن أصبح الناس لا يتكلمون فيه إلا عن الماديات فى عصر طغت فيه الشهوات، وكثرت فيه المطامع والرغبات، بل وكثرت فيه أيضاً الأزمات والضوائق والكربات ومع ذلك كل من ينتبه يلجأ إلى هذا الحق الجليل ألا وهو حق الدعاء. وحتى لا ينسحب بساط الوقت سريعاً من تحت أقدمنا، فسوف أركز الحديث تركيزاً شديداً مع حضراتكم فى هذا الموضوع والحق الجليل فى العناصر المحددة التالية.


    أولاً: فضل الدعاء من القرآن والسنة.
    ثانياً: شروط قبول الدعاء.
    ثالثاً: آداب الدعاء.
    أخيراً: دعاء ينبغى لنا جميعا أن نتعلمه.



    فأعيرونى القلوب والأسماع، والله أسأل أن يستجيب منا دعاءنا وصالح أعمالنا إنه ولى ذلك والقادر عليه.
    أحبتى فى الله:

    أولاً: فضل الدعاء

    لكن اسمحوا لى أن أكرر القول وأقول أننا طالما ذكرنا بأن لله سنناً فى الكون ثابتة لا تتبدل ولا تتغير تلك السنن التى لا تجامل أحداً من الخلق بحال، مهما ادعى لنفسه من مقومات المحاباة فإننا نعتقد اعتقاداً جازما أن الأمة ذلت وهانت لمن كتب الله عليهم الذل والمهانة يوم أن تخلت الأمة عن أسباب النصر والعز والتمكين أن أسباباً مادية كثيرة يجب على الأمة أن تأخذ بها لتكون أهلا لنصرة الله من هذه الأسباب ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ ﴾ [(60) سورة الأنفال.]

    إعداد عسكرى، إعداد سياسي، إعداد اقتصادى، إعداد تعليمي، إعداد إعلامى، إعداد فكرى، إعداد عملى، إعداد بكل ما تحمله الكلمة من معان الإعداد، فلابد أن تعد الأمة العدة وأن تأخذ بأسباب النصر والعز لا أقلل من شأن هذا الطرح فطالما طرحناه وكررناه وأصلناه، لكننى أخشى مع تكرار هذا الطرح أن نغفل عن سبب جليل من أعظم أسباب النصر والعز والتمكين ألا وهو الدعاء مع خطر الأسباب المادية التى ذكرت فأخشى أن نغفل عن الدعاء بدعوى أننا نعيش عصر يتحدث عن أحدث ما وصلت إليه التقنية الحديثة فى الوسائل الحربية والقنابل الذرية والنووية والهيدروجينية إلى غير ذلك. نتحدث عن هذه الأسباب المادية ونخشى فى هذا الوقت أن نغفل عن الدعاء أو أن يحتقر بعض شبابنا الدعاء، فكثير ما يطرح على شبابنا يا شيخ: طالما دعونا ما تغير شئ رأيت المساجد فى رمضان تقنت وتتضرع إلى الله فى الوتر، بل وفى الفجر أحياناً فى وقت النوازل وما تغير شئ ، بل بعض شبابنا يزعم أن الأمر الآن بالدعاء من التواكل وهذا فهم مقلوب ومغلوط فلقد كان الفاروق عمر رضى الله عنه يقول: إنى لا أحمل هم الإجابة ولكنى
    أحمل هم الدعاء.

    فمن الُهم الدعاء فإن الإجابة معه لكنى سأبين لحضراتكم اليوم شروط قبول الدعاء لماذا لا يستجيب الله دعاءنا؟ فالدعاء صلة تربط العبد بسيده ومولاه لا سيما فى هذا الزمان التى تزاحمت فيه الضوائق والكربات وتعددت فيه الفتن والمشكلات والأزمات، وأصبح المسلم ينظر حوله فى حيرة ودهشة من أمره.

    هنا يجب على المسلم والمؤمن أن يطرح قلبه بذل وانكسار بين يدى العزيز الغفار وأن يقوم ليبث لسيده ومولاه همومه وشكواه وهو يقول:

    لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا
    فقلت يا أملى فى كل نائبة
    أشكو إليك أمورا أنت تعلمها
    وقد مددت يدى بالذل مبتهلا
    فلا تردنها يا رب خائبة

    وبت أشكو إلى مولاى ما أجده
    ومن عليه لكشف الضر أعتمد
    ما لى إلى حملها صبر ولا جلد
    إليك يا خير من مدت إليه يد
    فبحر جودك يروى كل من يرد

    ما أحوج المسلم الآن إلى هذه الصلة إلى هذا الرباط فإنى أدين لله الآن أننا فى أمس الحاجة إلى أن نضرع إليه بقلوب صادقة بقلوب خالصة بقلوب ليست غافلة ليست لاهية.
    ما أحوج الأمة الآن أمام هذا العدو الشرس أن تأخذ بالأسباب وأن تعد العدة فى حدود قدراتها وإمكانياتها وأن تتضرع إلى من يدير الكون كله وإلى من بيده الأمر كله، فهو وحده سبحانه القادر على أن يغير الذل إلى عز، والضعف إلى قوة، والمهانة إلى كرامة، والفقر إلى غنى، ما أحوجنا إليه ولذلك ما من آية فى القرآن سئل فيها حبيبنا المصطفى إلا وكان الجواب من الله للنبى بقوله تعالى ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ﴾[ (189) سورة البقرة] ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ﴾ [(219) سورة البقرة] ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾ [(219) سورة البقرة]﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ﴾ [(220) سورة البقرة] ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى ﴾ [(222) سورة البقرة] ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ﴾ [(4) سورة المائدة]﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ﴾ [(42) سورة النازعات] ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [(1) سورة الأنفال] ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ [(85) سورة الإسراء] ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [(186) سورة البقرة.]

    وما عليك أيها الحبيب إلا أن تختار الزمان والمكان وأن تناجى الرحيم الرحمن، إذا أردت أن تقابل من أهل الدنيا وزيراً أو أميراً أو رئيساً يحدد لك الزمان، ويحدد لك المكان، ويحدد لك وقت الزمان ويحدد لك أحياناً ما الذى ينبغى أن تتحدث فيه، لكنك إذا أرات أن تنادى ملك الملوك جبار السماوات والأرض أنت الذى تحدد الزمان والمكان واللقاء والكلام وأنت الذى تنهى اللقاء.
    وأعلم بأن الله لا يمل حتى تمل ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾ [(186) سورة البقرة.] لا واسطة ما عليك إلا أن ترفع أكف الضراعة إليه، وأن تطرح قلبك بذل وانكسار بين يديه، وأن تبثه شكواك وهمومك ونجواك، ﴿قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [(86) سورة يوسف.]، ففضل الدعاء عظيم.
    روى الإمام البخارى فى الأدب المفرد وأحمد فى مسنده وابن أبى شيبة فى مصنفه وغيرهم بسند صحيح من حديث النعمان بن بشير أن البشير النذير قال:" هو العبادة" كيف اختزل النبى قضية العبادة كلها فى الدعاء هو العبادة. ()
    أما "الدعاء فى العبادة" ففى سنده ضعف "الدعاء هو العبادة" وفى الحديث الذى رواه أحمد وأبو داود والترمذى بسند صحيح من حديث سلمان الفارسى رضى الله عنه أن الحبيب النبى قال: "إن الله حيى كريم يستحى إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبين"()
    الله يستحى من عبده إذا رفع العبد يديه ، بذل وابتهال وتضرع وإلحاح، الله يستحى أن يرد عبده دون أن يقضى له حاجته قد يسألنى كثير من الأخوة طالما دعوت الله فلم يستجب الله لى.
    اسمع إلى النبى ففى الحديث الذى رواه أحمد فى مسنده والحاكم فى مستدركه بسند حسنه العلامة أحمد شاكر رحمة الله قال: " ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها- أى بدعوته- إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له فى الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها"()
    إنتبه أيها اللبيب:" إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له فى الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها".
    ما رأى العبد إجابة للدعاء خذ الثانية:" وإما أن يدخرها له فى الآخرة". ووالله إنها لكرامة فالدنيا مهما طالت فهى قصيرة، ومهما عظمت فهى حقيرة.
    أما الآخرة فما أحوج العبد فى لحظات الكربات بأن يجد دعوة قد تضرع بها إلى رب الأرض والسماوات فى الدنيا، وأجل الله له جواب دعوته لهذا اليوم العصيب الرهيب، الذى لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. "وإما أن يصرف الله عنه من السوء مثلها" يصرف الله عنك سوء نت لا تعرفه مرض أنت لا تتوقعه بلاء أنت ما رتبت له وما فكرت فيه فما عليك فى كل الأحوال إلا أن تتضرع إلى الكبير المتعال، وأنت على يقين أن الله جل وعلا إن صدقت وحققت الشروط لن يردك دائماً خائباً خالى الوفاض.
    وفى الحديث الذى رواه أحمد والبخارى فى الأدب المفرد أيضاً بسند حسن من حديث أبى هريرة- رضى الله عنه- أن النبى قال:" من لم يسأل الله يغضب عليه"() .
    هذا تأصيل مهم جداً لشبابنا من لم يسأل الله يغضب عليه، إن سألت بنى آدم غضب منك، إن سألت أخاك غضب منك، إن سألت رئيسك فى العمل غضب منك، لكنك إن لم تسأل الكريم جل وعلا يغضب عليك من لم يسأل الله يغضب عليه.
    وأختم هذا العنصر الأول لطول الموضوع بهذا الحديث الجميل الذى رواه البخارى ومسلم من حديث أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه قال: كنا مع النبى فى سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير يرفعون أصواتهم بالتكبير والتهليل بالدعاء فقال لهم
    النبى : " أيها الناس أربعوا على أنفسكم- أى: هونوا على أنفسكم- لماذا تدعون الله بهذا الصراخ أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا بصيراً وهو معكم والذى تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته"() والذى تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته أى : من التى تركبونها قال الله جل وعلا: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [(16) سورة ق.]
    قال: " والذى تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته"() يقول عبد الله بن قيس- وهو ابن موسى الأشعرى- يقول: وأنا خلف رسول الله أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله يقول: أقول فى نفسى ما تلفظت بها فنادى عليه النبى وقال:" يا عبد الله بن قيس" قلت: لبيك وسعديك يا رسول الله قال له الحبيب:" هل أدلك على
    كنز من كنوز الجنة؟" قال: بلى يا رسول الله قال المصطفى:" قل لا حول ولا قوة
    إلا بالله"() .

    إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، بل تدعون سميعا، يسمع دبيب النملة السوداء، تحت الصخرة الصماء، فى الليلة الظلماء، بصيرا لا يغيب عن بصره، ولا عن علمه شئ، فما من جبل على ظهر الأرض إلا ويعلم الله ما فى قعره، وما تحمل من أنثى ولا تضع على ظهر الأرض إلا بعلمه، سبحانه تبارك وتعالى من سمع صوته الأصوات.

    جاءت المرأة المجادلة تشكو زوجها للنبى وهو فى حجرة السيدة عائشة تقول عائشة رضى الله عنها: وأنا فى جانب من الغرفة لا أستمع إلى شكواها حتى استمع الله عز وجل لشكواها ونزل قول الله من فوق سبع سماوات ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ [(1) سورة المجادلة.] صفتان لله عز وجل فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا بصيرا.

    والسؤال الآن بعد ما وضحت لنا الجواب عن السؤال الخطير الذى طرحته فى أول اللقاء الأول ألا وهو لماذا لا يستجيب الله دعاءنا؟ وهذا هو عنصرنا الثانى من
    عناصر اللقاء.

    ثانياً: شروط قبول الدعاء:

    متى يرفع الدعاء إلى السماء، من أعظم هذه الشروط وأجلها :

    الإخلاص

    قال تعالى: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [(14) سورة غافر] قال تعالى ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء ﴾ [(5) سورة البينة.] هل حققنا الإخلاص ما هو الإخلاص؟ هو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك، أن تبتغى بعملك وجه الله سبحانه وتعالى، أن تعلم يقينا أنه لن يفرج كربك ويكشف همك إلا الله ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ﴾ [(17) سورة الأنعام. ]

    يا صاحب الهم إن الهم منفرج
    وإذا بليت فثق بالله وارض به
    الله يحدث بعد العسر ميسرة
    أبشر بخير فإن الفارج الله
    إن الذى يكشف البلوى هو الله
    لا تجزعن فإن الصانع الله

    إن كمال العبودية وتمام التوحيد أن تعلم يقينا أنه لا يجيب المضطر إذا دعاه إلا الله، من يجيب المضطر إذا دعاه.

    أيها الأخيار: من ذا الذى صدق ودعا ربه وخيب رجاءه، هل صدقت الله مرة فخيب رجاءك، هل صدقت الله مرة فخيب رجاءك؟ هل صدقت الله مرة فخيب رجاءك ورد دعاءك؟ لكن طالما رد الله دعاءنا لأسباب كثيرة ستتضح لنا الآن لكن ما إن صدقت وحققت الإخلاص والعبودية إلا وإستجاب الله لك وفرج كربك، وكشف غمك وأزال همك، تضرع إليه نبيه ﴿فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ* وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ﴾ [(10، 14) سورة القمر] تضرع إليه نبيه يونس فى بطن الحوت ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ [(87، 88) سورة الأنبياء]
    وتضرع إليه خليله إبراهيم وهو فى النيران بهذه الكلمة الجميلة ﴿ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾()، فأمر الله النار فصارت بردا وسلاما على إبراهيم ﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ [(69) سورة الأنبياء ]. ولجأ إليه نبيه موسى حينما قال له قومه: ﴿فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [(61،62) سورة الشعراء ] ونجاه رب العالمين، ولجأ إليه نبيه المصطفى محمد ووقف فى بدر أمام جيش جرار وتضرع إلى العزيز الغفار:" اللهم غنى أنشدك وعدك الذى وعدتنى، اللهم إنى أنشدك وعدك الذى وعدتنى".
    فنصر الله جل وعلا عبده، وأذل الشرك والمشركين، وتبعثر المشركون فى الصحراء كتبعثر الفئران، ولجأ إليه كل صديق وكل صادق وكل صالح وكل مؤمن فما خيبه سبحانه وتعالى. ومن جميل ولطيف ما أستأنس به وقد ذكرت الأدلة الكثيرة ما ذكره الحافظ أبن كثير عند قول الله تعالى: ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾[ (62) سورة النمل.]

    ذكر أن عبدا من الصالحين، خرج عليه قاطع طريق، وأراد أن يسلب ماله ويقتله، فقال له ذلك العبد الصالح، خذ مالى ودعنى ارجع إلى أهلى وعيالى فأبى قاطع الطريق إلا أن يقتله، فقال له: دعنى أركع لله ركعتينن وغاب عن هذا الرجل الصالح كل دعاء إلا أن الله جل وعلا ذكره بهذه الآية الكريمة ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ [(62) سورة النمل] وقال: يا ودود يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا فعال لما يريد، يا من ملأ نوره أركان عرشه، يا مغيث المستغيث أغثنى، فما أن انصرف عن صلاته وجد فارساً يصوب حربة فى يده إلى قاطع الطريق فيقتل فى الحال فيقوم إليه ويتعلق به ويقول له: من أنت؟ فيقول له: أنا رسول من يجيب المضطر إذا دعاه، لا تسأل عن المخرج ما عليك إلا أن تصدق الله فحسب ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ يعنى أإله مع الله يجيب المضطرين؟ أإله مع الله يسمع دعاء المتضرعين؟ أإله مع الله يكشف البلوى عن المبتلين؟ أإله مع الله؟ الآن ينصر الأمة أمام الظالمين والمتكبرين لا إله غيره ولا رب سواه ولا ملجأ إلينا اليوم إلا إليه جل فى علاه، فأول شرط من شروط قبول الدعاء أن نخلص لله جل وعلا وأن نحقق التوحيد الكامل له سبحانه وتعالى.

    الشرط الثاني:

    عض على الثانية بالنواجذ- تحر الحلال فى المأكل والمشرب والملبس رجل طعامه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام، وغذى جسده بالحرام، لا يستجيب له حتى يتوب إليه.

    الحديث الذى رواه مسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا" انتبه: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [(51) سورة المؤمنون.] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾[(172) سورة البقرة.]
    ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وُغذى بالحرام فأنى يستجاب لذلك () هل عرفتم الجواب اللهم جنبنا الحرام، مشى إبراهيم بن أدهم ذات يوم على سوق البصرة فلما عرف الناس أن إبراهيم بن أدهم بينهم أسرعوا إليه والتفوا حوله وهو العالم الزاهد العابد التقى الورع وقالوا له: يا أبا إسحاق: ما لنا ندعو الله فلا يستجيب لنا؟ ما لنا ندعو الله فلا يستجيب لنا؟ فقال إبراهيم بن أدهم: لعشرة أسباب- أرجو أن تتدبروا الأسباب وأخبرونى عن سبب واحد ليس فينا- قال: لعشرة أسباب قالوا: هاتها يرحمك الله قال: عرفتم الله فلم تؤدوا حقوقه، وزعمتم أنكم تحبون رسول الله وتركتم سنته، وقرأتم القرآن ولم تعملوا به، وأكلتم نعم الله ولم تؤدوا شكرها، وقلتم: إن الشيطان لكم عدو ولم تخالفوه، وانتبهتم من نومكم فانشغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم، وقلتم: إن الموت حق ولم تستعدوا له، وقلتم: إن الجنة حق ولم تعملوا لها، وقلتم: إن النار حق ولم تهربوا منها، ودفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم.

    إلهى لا تعذبنى فإنى
    إلهى لا تعذبنى فإنى
    فكم من ذلة لى فى البريا
    يظن الناس بى خيرا وإنى
    هذا واقعنا وحالنا.
    مقر بالذى قد كان منى
    مقر بالذى قد كان منى
    وأنت على ذو فضل ومن
    لشر الناس إن لم تعف عنى

    الشرط الثالث:

    من شروط قبول الدعاء عدم الاستعجال فكثير من إخوانى وأخواتى يتصورون أن إجابة الله دعاء العبد أن يحقق الله سؤاله فى التو واللحظة، هذا سوء أدب خطير مع الله.

    روى البخارى ومسلم من حديث أنس أن النبى قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل" قيل: يا رسول الله- وهذا اللفظ لمسلم- قيل-: يا رسول الله: وما الاستعجال؟ قال:" يقول العبد: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يسُتجاب لى. قال فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء" ()
    واقع نحياه يقول العبد: قد دعوت فأنا طوال سنة أدعو قد دعوت وقد دعوت قد دعوت وقد د عوت فلم أر يستجاب لى قال: " فسيتحسر عند ذلك ويدع الدعاء" يصاب بالحسرة" فسيتحسر عند ذلك ويدع الدعاء" يترك الدعاء.

    هذه بعض شروط قبول الدعاء أسأل الله أن يعيننا على تحقيقها.

    رابعاً: أدب الدعاء

    من آداب الدعاء ويرجو أيضا أن يستجيب الله جل وعلا دعاءنا إن حققنا الشروط والآداب.
    من أعظم هذه الآداب أيها الإخوة أن نتحرى أوقات الإجابة وأوقات الإجابة للدعاء كثيرة ولله الحمد والمنة: فمنها شهر رمضان، ففى رواية الطبرانى بسند حسن من حديث عبادة بن الصامت أنه كان إذا أقبل رمضان يقول: " أتاكم رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء وينظر فيه إلى تنافسكم فى الخير، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقى من حرم فيه رحمة الله عز وجل".()

    ومن باب الأمانة من أهل العلم من يضعف سنده إلا أن الراجح أن سنده حسن، فرمضان وقت من أوقات استجابة الدعاء، وقد ذكر النبى الصائم من بين من لا يرد الله دعوتهم: الصائم حين يفطر، ومن أوقات الإجابة فى الأيام يوم عرفة ففى الحديث الذى رواه أحمد والبخارى فى الأدب المفرد بسند حسن أنه قال: " خير الدعاء دعاء يوم عرفة".()

    اللهم يسر لنا حجة لبيتك الحرام وزيارة لمسجد نبيك عليه الصلاة والسلام. خير الدعاء دعاء يوم عرفة. ومن الأيام يوم الجمعة فلقد تواترت الأدلة والأحاديث الصحيحة على أن فى الجمعة ساعة إجابة إذا وافقها عبد يسأل الله عز وجل فيها شيئاً أعطاه، فمن الشهور: شهر رمضان، ومن الأيام: يوم عرفة، ومن الأيام، يوم الجمعة، ومن الليالى: لية القدر. ففى الصحيحين:" من قام ليلة القدر إيماناً وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"()، وحينما سألت عائشة رسول الله عن الدعاء فى هذه الليلة علمها تقول:" اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى"().

    ومن الساعات: ساعات الإجابة الثالث الأخير من الليل، ففى الصحيحين من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال:" ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضى ثلث الليل الأول فيقول: أنا الملك جل وعلا أنا الملك، من ذا الذى يدعونى فأستجيب له، من ذا الذى يسألنى فأعطيه، من ذا الذى يستغفر فأغفر له، فلا يزال كذلك حتى يضئ الفجر"()

    ومن الساعات: ساعة السجود أينما كانت ففى صحيح مسلم أنه قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء"() أكثر الدعاء وأنت ساجد، ومن أوقات الإجابة أيضاً: وقت نزول المطر، هذا وقت من أوقات

    الإجابة، ووقت التحام الصفوف حينما يلتقى المسلمون مع المشركين، إلى غير ذلك
    من الأوقات.

    فمن الآداب أن نتحرى أوقات الإجابة، ومن هذه الأوقات التى يضيعها كثير منا: وقت ما بين الأذان واإقامة، فالدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد، نسأل اله أن يتقبل منا ومنكم الدعاء.

    أيضاً من آداب الدعاء:

    الإلحاح والتضرع والمبالغة فى التذلل، المبالغة فى التذلل والعزم. روى البخارى من حديث أنس قال: رأيت النبى يدعو الله رافع يديه حتى رأيت بياض إبطيه() . قد ثبت أنه رفع هكذا بمحاذاة وجهه ليس هكذا، وإنما ضم اليدين هكذا والأصابع متجهة إلى السماء دعا الله عز وجل بهما وقد قنع بهما وجهه يعنى: بمحاذاة، وثبت عنه أنه رفع يديه فى دعاء التضرع هكذا حتى ظهر بياض إبطيه وسقط الرداء عن منكبيه ، كل هذا ثابت عن رسول الله .
    ومن الآداب أيضا: تبدأ الدعاء بالصلاة على النبى المصطفى ، وأن تختم الدعاء بالصلاة على النبى المصطفى ما قاله كثير من علمائنا فإن الله عز وجل يقبل الصلاة على رسول الله ونرجو الله ألا يرد دعاء بين دعاءين متصلين ألا وهما الصلاة على النبى فى أول الدعاء وفى آخر الدعاء.
    العزم والألحاح والمبالغة قال النبى كما فى الصحيحين من حديث أبى هريرة:" إذا دعا أحدكم ربه فليعزم فى الدعاء ولا يقل: اللهم إن شئت فأعطى فإن الله لا مستكره له"() لا يكره أحد ربنا، سبحانه وتعالى قادر على كل شئ إذا دعى أحدكم ربه فليعزم المسألة" ولا يقولن اللهم اغفر لى إن شئت اللهم ارحمنى إن شئت ليعزم فى الدعاء، فإن الله صانع ما يشاء لا مكره له ولا مستكره له"() اللفظان صحيحان ثابتان عن رسول الله .

    أيضاً من آداب الدعاء: عدم الاعتداء

    ولقد روى أبو داود فى سننه بسند صحيح من حديث عبد الله بن مغفل- رضى الله عنه أنه سمع ابنه يقول: اللهم إنى أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها فقال له: أى بنى سل الله الجنة وتعوذ به من النار فإنى سمعت النبى يقول: " سيكون فى هذه الأمة قوما يعتدون فى الطهور والدعاء". ()

    *فهذا من باب الاعتداء فى الدعاء لا تحدد أنت القصر الأبيض والقصر الأحمر والأخضر فلا علم لك بذلك، وإنما سل الله الجنة وتعوذ به من النار.

    أيضاً من آداب الدعاء: ألا يدعو أحدنا على ولده ولا على ماله ولا على نفسه

    وهذا مرض سائر بين كثير من المسلمين إذا تألم الوالد من ولده دعا الله عليه، وإذا غضب الابن من أمه دعا الله عليها هذا خطأ وهذا سوء أدب وهذه مخالفة للسنة، لأن الرسول قال: لا تدعو على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم فتوافقوا ساعة ليل يستجيب الله منكم الدعاء"() فيها يستجيب الله منك الدعاء على ولدك أو على مالك أو على نفسك فتندم بعد ذلك أشد الندم، فمن السنة والأدب ألا يدعو المسلم لا على نفسه ولا على ماله ولا على ولده.

    هذه بعض شروط الدعاء وهذه بعض آداب قبول الدعاء أو لم أقل لحضراتكم الدعاء أمر جليل وشأنه عند الله عظيم، ورضى الله عن عمر إذ يقول: إنى لا أحمل هم الإجابة بل أحمل هم الدعاء ومن ألهم الدعاء ألهم الإجابة معه ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [(186) سورة البقرة.]
    أسأل الله جل وعلا أن يتقبل منا ومنكم جميعا صالح الأعمال وأكتفى بهذا القدر وأقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم.


    الخطبة الثانية:

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
    أما بعد...

    فيا أيها الأحبة وأخيرا أود أن أذكر إخوانى وأخواتى وأحبابى وأمهاتى بدعاء ينبغى لنا جميعا أن نتعلمه وأن نحفظه وأن نتضرع إلى الله عز وجل به، لأن النبى قد سن لنا هذا، ففى مسند أحمد ومستدرك الحاكم كذلك رواه البزار وغيرهم بسند صحيح من حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أن النبى قال:" ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن"- من منا لم يصب بالهم لا أعلم مسلماً واحداً صادقاً على وجه الأرض إلا والهموم تعصف بقلبه ما من المسلمين لا يعصف بقلبه هم الأمة وهم إخواننا فى فلسطين وهم الذل المجسد فى العراق وهم الذل المجسد فى الشيشان وفى السودان وفى غيرهما هموم تعصف الآن بالقلوب والرسول الآن يعلمنا . وأنا لم أتوقف عن الهموم الفردية هم الزوجة وهم الأولاد وهم الراتب وهم الوظيفة وهم الصحة وهم الأرض وهم البهائم وهم التجارة وغيرها من الهموم ولكن أتكلم أيضاً عن الهموم الكبيرة ولا حرج أيضاً أن تحمل أيضاً هذه الهموم الصغيرة. اجعل الهم الأول فى خريطة همومك هو هم الدين، اللهم أجعل همنا الأول هو هم الآخرة قال :" ما اصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتى بيدك ماض فى حكمك عدل فى قضاؤك، أسألك بكل أسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته فى كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به فى علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبى ونور صدرى وجلاء حزنى وذهاب همى وغمى إلا أذهب الله حزنه أبدله مكانه فرحا" فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها قال: " ينبغى لمن سمعها أن يتعلمها".()

    سأعيد تكرارها مرتين أو ثلاثا فى الدرس إن شاء الله تعالى فى الصلاة ليسهل على كل أخ وعلى كل أم وأخت أن تحفظ هذا الدعاء الجليل الكريم عن رسول الله ، أكرر ما أصلت به فى أول اللقاء وأقول: لا تغفلوا عن الدعاء فى الوقت الذى لا تقلل فيه من شأن الأخذ بالأسباب المادية فى الوقت الذى نعد فيه العدة العسكرية والسياسية والإعلامية والتعليمية والاقتصادية والفكرية والإيمانية والعقدية والتعبدية والخلقية، لا ينبغى مع هذا كله أن نغفل عن الدعاء وأن نتضرع إلى ملك الملوك وجبار السماوات والأرض، فوالله ليس أحد أرحم بالمستضعفين من الله فما علينا إلا أن نرفع أكف الضراعة بعد أن يأخذ كل واحد منا بالأسباب التى يملكها ويقدر عليها فى حدود قدرته وإمكانياته قال تعالى ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [(16) سورة التغابن] وقال تعالى ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ [(286) سورة البقرة] إن أخذت بالأسباب فى حدود إمكانياتك فلا تغفل عن الدعاء. هذا هو واجبنا الآن أن ننصر المسلمين المستضعفين فى فلسطين فى العراق فى الصومال فى السودان فى الشيشان فى كل مكان، واجبنا أن ننصرهم بأنفسنا ودمائنا إن إستطعنا، فمن لم يستطع وحيل بينه وبني ذلك فبماله وإن قل، فإن لم يستطع فبالدعاء بالتضرع إلى رب الأرض والسماء، فإن الدعاء سهم من سهام الليل لا يُرد إن صدقنا الله وحققنا الشروط والآداب فى الدعاء والتضرع، ثم الدعوة إلى الله عز وجل فى تحقيق الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، ولتحقيق البراء من الشرك والمشركين ولتربية الأولاد فى البيوت تربية جديدة على القرآن والسنة لنعد جيلاً يستحق من الله النصر والعزة والتمكين، كل واحد منا يجب عليه أن يبذل ذلك ونحن على يقين بأن الله لا يسألك عن أمر لا تطيقه لا تقدر عليه، والله أعلم بنفسك من نفسك، وأنا أذكركم مثالا يسيرا لإخواننا وأقول: إن كنت تقدر على حمل مائة كيلو فلن يسألك الله أبداً لماذا لم تحمل مائتين أبداً فابذل ما تقدر عليه ما تملكه ما تستطيعه، ثم بعد ذلك لا عذر لأحد إن قال: أنا لا أستطيع الدعاء لا عذر لك، قم بالليل وأرفع أكف الضراعة إلى الله أن يفرج الكرب وأن يكشف الغم عن الأمة، وما أحوجنا فى هذه اللحظات إلى أن نرفع أكف الضراعة إلى رب الأرض والسماوات بالدعاء، وأسأل الله أن يجعلها ساعة إجابة.
    هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ أو زلل أو نسيان فمنى ومن الشيطان والله ورسوله منه براء وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.

    الدعاء...
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيصلوا على رسول الله نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    270
    آخر نشاط
    20-08-2009
    على الساعة
    09:44 PM

    افتراضي ولو قامت الدنيا كلها على النقاب

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزاكم الله خير جزاء لطرحكم هذا الموضوع

    وهذه مساهمتي

    لفضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب

    ولو قامت الدنيا كلها على النقاب

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين

    وبعد، فإن من سنن الله تعالى في خلقه (سنة الدفع)؛ قال سبحانه: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 251]

    والمؤمنون الصادقون والدعاة الراسخون لا يهتزون ولا يثورون كلما هبت ريح الدفع؛ قد تعودوا على سنن الله في تمحيص عباده، ثم تمييز صفهم وصفوتهم ،ثم تمكين أوليائه وحزبه.

    مثال ذلك أن تهاجم أبواق الجهل وأصوات {الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا} بشتى الوسائل رمز العفاف (النقاب)،أو أن يثير الرويبضة سمومهم في عمق ثوابت الدين كهلاوس التشكيك في الصحيحين، أو إنكار شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، أو تمييع البراء من الشيعة، أو إنكار عذاب القبر ونعيمه.. إلخ

    وتزداد المآساة بسكوت أهل الحق أو تمييعهم، بل تزداد المآساة إن وقفوا موقف المدافع أمام كل أصل من أصولهم وهو يُشكك فيه.. كأنهم وضعوا الدين في قفص اتهام، وجعلوا يبحثون عن محامين يبررون له خطأه.. {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}

    ونحو الهدف.. تعالوا نضع هذه القاعدة:

    هناك مجموعة من الثوابت لا تقبل المناقشة

    فلا تمييع للقضايا . . ولا تَقَبُّل لكل شيء دون ضابط أو دليل، ولاسير خلف أهواء الناس حيثما خطت أقدامهم، فهذا لا يصلح. إنما التمسك بمبادئنا ، والالتزام بمنهجنا،رضي الناس أم سخطوا،وهل نود أن نكون ممن يرضون الناس و يسخطون الله؟ !!

    وكثيراً رأينا من دعا الناس على وفق أهوائهم ، وتأول لهم تفاديا للاصطدام مع عاداتهم ومألوفاتهم . . فما كان من هؤلاء إلا أن سقطوا بعد فترة يسيرة!

    نعم : أمثال هؤلاء يقعون ولا يستمرون، لأنه لم يكن التزاما حقيقيا بل هو الهوى.

    وليس هواهم في درك المعاصي فحسب، بل قد يكون هواهم في الطاعات أيضا.قال تعالى : {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [ ص:26] .

    فلابد من ثوابت عندك لا تقبل الجدل، لا بد أن تكون صاحب منهج ومبادئ ، وقضية تعيش من أجلها .

    انظر إلى سعد بن أبي وقاص ، وكان رجلا برا بأمه، لما أسلم قالت له أمه :" يا سعد ، ما هذا الذي أراك قد أحدثت ؟ لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت، فتعير بي، فيقال : قاتل أمه" !! فقال لها: "يا أماه لاتفعلي،فلا أدع ديني هذا لشيء" .

    فمكثت يوما وليلة لا تأكل،فأصبحت وقد أجهدت، فمكثت يوما آخر وليلة ،حتى ذكر أهل السيرأنهم كانوا إذا أرادوا أن يسقوها بعض الماء ليبقى بها رمق الحياة ،وضعوا بين أسنانها خشبة !! فاشتد جهدها ، فلما رآى كذلك، قال لها:" يأماه.. والله لو كانت لك مئة نفس فخرحت نفسا نفسا ، ما تركت ديني هذا لشيء، فإن شئت فكلي، وإن شئت فلا تأكلي" .فلما رأت ذلك أكلت . فنزلت هذه الآية: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [ لقمان :15]

    وانتهى الموقف!

    لاتوجد مناقشة ولا جدال ولا تمييع ولا تعريض..هناك أمور لا يمكن أن تترك لأهواء الناس ، كأمور الانحرافات العقدية ، فقضايا مثل التوسل غير المشروع بالصالحين، وسب الدين، والاستهزاء بشرع الله تعالى، والاستعانة بالجن، والكهانة والشعوذة، والبدع المحدثات في العبادات والمناسك والأعياد والجنائز ، والمنكرات الفاحشة، والكبائر الموبقات..كيف بالله عليكم يمكن أن نخضعها لـ"قيل وقال "؟!

    نصحني أحد مشايخنا عندما بدأت الدعوة إلى الله، فقال:" إذا جاءك من يريد أن يناقش مسألة تحريم الخمور فلا تعره بصرك ، ولا تلتفت له؛ كيف يمكن النقاش في المعلوم من الدين بالضرورة ؟! "

    ففي الدين ثوابت لا تخضع للتغيير، وأمور سكت عنها الشرع تركت لاجتهاد أهل العلم في كل زمان ومكان، يسعنا فيها الخلاف طالما وسع سلفنا.

    وهناك أمور للتمايز، كما هو الحال في مسائل الهيئات. فللمسلم هيئة تميزه عن باقي أصحاب الملل والنحل. هذا التمايز مطلوب . . وللمرأة حجاب شرعي بمواصفات معينة تفارق به غير المسلمة ..

    ومخالفة أصحاب الجحيم أمر ضروري نادى به الشرع، وأكد عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "خالفوا المشركين" [الحديث متفق عليه، وراجع في ذلك : كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية المهم (اقتضاء الصراط المستقيم بمخالفة أصحاب الجحيم) ، فهو أجمع ما كتب في قضية الولاء والبراء]

    وأمر صلى الله عليه وآله وسلم بمخالفة اليهود والنصارى، فقال : "يا معشر الأنصار حمروا وصفروا وخالفوا أهل الكتاب" قال : فقلنا: يا رسول الله إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزورن؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"تسرولوا وائتزروا وخالفوا أهل الكتاب"، قلنا: يا رسول الله إن أهل الكتاب يتخففون ولا ينتعلون؟ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "فتخففوا وانتعلوا وخالفوا أهل الكتاب"، فقلنا : يا رسول الله إن أهل الكتاب يقصون عثانينهم (لحاهم)، ويوفرون سبالهم (شواربهم)؟، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "قصوا سبالكم، ووفروا عثانينكم، وخالفوا أهل الكتاب" .[أحمد وصححه الأرناؤوط]

    وللرجل كذلك ضوابط شرعية في لباسه وهيئته لابد أن يتأدب بها . .

    نعم : ليس هناك زي خاص في الإسلام ، فهذه مسائل تركت لأعراف القوم ، لكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يُحِب من الثياب البياض ، والقميص ، ويرتدي القلنسوة (الطاقية) والعمامة، وكانت لعمامته صلى الله عليه وآله وسلم ذؤابة من خلفه . وإذا كانت هيئتك قريبة منه صلى الله عليه وآله وسلم ، فلا شك أن هذا عمل حسن تؤجر عليه ، ولو من باب المحبة .

    أما ما جاء فيه الأمر كأمر توفير اللحى وقص الشارب ، فلا يسعك فيه المخالفة ، وهكذا باقي الأمور ليست تبعاً للأهواء ، بل هو الشرع وأدلته ، نسير معه حيث سار .

    فإذا جاء والدك وقال :"يا بُني ، حافظ على الأسرة، ولا تسبب لنا الأذى" . وحاول أن يضغط عليك : "إذا لم تحلق لحيتك ، فسأطلق أمك". كأنك لم تسمع شيئاً ، فالمرأة التى سيطلقها ليست مسؤوليتك ، إنما هي زوجته ، إذا طلقها فهو حر ، هو لا يريد زوجة ، فما له بي ؟ ! . .

    فدينك دينك ، لحمك ودمك ، لا تفرط فيه ، فهو أغلى عندك من أي أحد . .

    ولكن حذار من الأفعال الغوغائية ، وعدم التأدب في المعاملة ، بل { وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [ لقمان :15] ، وبر الوالدين فريضة حتمية ، لا فرق فيها بين والد مسلم أو حتى غير مسلم ، لكن عند حدود الله فلا.

    كذلك: إذا أمرت زوجتك بالنقاب ، ومنعتها من مصافحة غير المحارم ، جاءوك ليجادلوك . .

    يقولون : "لم هذا التزمت؟ ! أتخاف عليها من أخيك؟! هذا أخوك!! إنه لو رآها عارية لسترها؟!"

    أما أنت فلا تناقش . . لأنك لو فتحت باباً للمناقشة ، فلن تنتهي معهم إلى رأي أبداً . . أوامر ربك تنفذها على رغم أنف الجميع أياً كانوا .

    مجموعة من المسلمات لا تقبل المناقشة ، حتى يحفظ عنك : " آسف ، هذا الموضوع لا يقبل المناقشة ". .

    ولا تلتفت لما يلقى إليك من سهام النقد ، بل أخلص العمل ،وسيصرف الله قلوبهم ، وسيقولون : مستمسك بدينه ، وفقه الله .

    أما أن يكون في قلبك دخن العلو أو الكبر ، فتتصرف معهم بدافع الغلظة وقسوة الطبع ، فهذا لن يجدي، وسيزداد عليك الأمر وبالاً . . فقط : أخلص تخلص .

    سيقولون بعدها : هذا فلان صاحب "آسف ، هذا الموضوع لا يقبل المناقشة " . . انتهت القضية – وكل قضية – من أول يوم بهذه الطريقة .

    تدخل عليك ابنة عمك، فتقول لك : "أهلا بك" ، وتمد يدها لتصافحك ، وأنت واضع يدك خلف ظهرك ، تقول لها : "غفر الله لي ولك ، وعفا الله عني وعنك ، تاب الله علينا وعليك.. " ستقول عنك بأنك أصبحت درويشاً أوأنك أصبت بجنون ، فليقولوا ما يقولون . . {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [التوبة: 13]

    الحياء في موضع عدم الحياء عجز وفشل . . إنك إذا استحييت منها اليوم ، ومددت لها كم القميص ، فغداً ستمد لها ذراعك . . وبعدها ستمسك هي يدك بمزاح وضحك ، وهي ليست سلوكيات رجل ملتزم بدينه ، يخشى الله من فوقه ، يخاف أن يحل عليه غضبه ومقته ، فيطرد من رحمته.

    رحم الله سلفنا الصالح . . قالت أم محمد بن كعب القرظى له:" يا بني، لولا أني أعرفك طيباً صغيراً وكبيراً ، لقلت : إنك أذنبت ذنباً موبقاً ،لما أراك تصنع بنفسك".

    قال :"يا أماه ، وما يؤمنني أن يكون الله قد اطلع علي وأنا في بعض ذنوبي، فمقتني وقال : اذهب، لاأغفر لك". [سير أعلام النبلاء (5/65-66)]

    أخي الملتزم . . حبيبي في الله . .

    فليكن هذا فقط شغلك: رضا الله تعالى ، ولو بسخط الناس . . تقول لأهلك وأصدقائك : "ماذا أصنع إذا وقفت بين يدي ربي فقال: كنت تعرف أن هذا الفعل حرام فانتهكه؟. . ماذا أصنع لو أن الله رآني وأنا مقيم على الذنوب والمعاصي؟. . ماذا لو طردت من رحمته؟. . ماذا لو مقتني؟. . ماذا لو كرهني؟. . ماذا لو سخط علي؟. . ماذا عساي أن أفعل وقد قال الله :" ....."، وقال رسول الله:"......"، وعند ذلك لن تجد أحدا يجادلك أو يناقشك.

    زوجتك أو ابنتك ، من لحظة أن التزمت تقول لها :"البسي النقاب"

    تقول لك :" أنا لست مقتنعة"!

    قل لها :"ألبسي أولاً ثم أقنعك".

    تقول لك : "نتناقش"

    قل لها : "لا توجد مناقشات ، ألبسي أولاً وبعدها نتناقش".

    فليس من الحكمة أبداً أن تترك زوجتك تمشي متبرجة بعد سنة من التزامك ، وتتركها حتى تقتنع !!..

    الحكمة = الالتزام بالسنة

    "يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31]، شققن مروطهن فاختمرن بها" .[ أبو داود، وصححه الألباني]

    ولو قامت الدنيا كلها على النقاب

    ولو قامت الدنيا كلها على النقاب وقد آثاروا فيها الجدال بالفعل ، وقالوا : إنه ليس من الإسلام، فأقوالهم جميعاً لا تمثل شيئاً بالنسبة لك، فكلامهم دبر الأذن، وخلف الظهر، وتحت النعل، لأن مثلهم كمثل مئة كناس قاموا ليغبروا وجه الشمس بالتراب!. . فإن هذا التراب سيرجع على رؤوسهم طيناً، ويبقى وجه الشمس نظيفاً جلياً مشرقاً كما هو؛ معك كلام الله وكلام رسوله. . أدلة واضحة على قولك ، فدعك من كلام البشر.

    وتسأل ابنتك أو زوجتك كذلك ساعة صلاة العصر: "هل صليت العصر؟"

    تقول : "لا"

    قل: "لماذا ؟"

    تقول: "كنت مشغولة"

    قل: "لا يوجد شيء اسمه : كنت مشغولة . . إذا أُذن للعصر فاتركي كل شيء لكي تصلي" .

    تقول :" ابني كان يبكي"

    قل: "دعيه"

    تقول: "الغداء سيتأخر"

    قل: "دعيه يتأخر ، الصلاة أولاً" . . قال تعالى : {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه : 132] .

    لابد أن تكون هناك مجموعة من الثوابت التي لا تقبل المناقشة. . أنا لا أصافح النساء. . لا أحد يدخل على زوجتي إلا محارمها. . يُكلمك أخوك ليطمئن عليك، ثم يقول لك: "هات زوجتك أكلمها"، فلا تستح من قول: "لا" بكل صرامة وحزم ...

    إذا حان وقت الصلاة وأنت جالس مع أبيك وأخيك وأقاربك ، فقل : "هيا نصلي"

    سيقولون: "انتظر، فأمامك متسع للصلاة، أو اذهب ونحن سنصلي هنا"

    أعرض عن هذه الأقوال، ولا ترد عليها. . وكرر كلمتك أنت : "أقول لكم : قوموا لنصلي . . هيا . . قوموا"

    ثم تأخذ كل الرجال معك إلى الصلاة ، حتى ولو اتهموك بقلة الأدب والذوق، هذا لا يهمك؛

    المهم هو: ماذا أنت عند الله ؟

    هذه هي القضية. . والتزم غاية الأدب والتوقير والاحترام، ولكن دون تضييع للدين وطاعة الله والرسول.

    يجب أن تكون حازماً حساماً قوياً، والقوة الحقة: قوة الإيمان. فأين قوتك في الحق يا مؤمن؟ !

    وحقيقة الإيمان تلوح بالمواقف، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ، ولا تعجز" [مسلم]

    وإن وجدت في نفسك خوراً وعجزاً، فالزم التضرع والدعاء: أخبر أنس بن مالك رضي الله عنه - وكان خادم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - قال: كنت أسمعه كثيراً يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال" . [البخاري]

    إخوتاه . .

    وفي ذات الوقت يكون التعامل بالرفق ، قال تعالى : {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران : 159]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم : "من يحرم الرفق يحرم الخير" . [مسلم] .. فلا خير فيمن لا يرفق بغيره.

    وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "إن الله رفيق يُحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ، ومالا يعطي على ما سواه" . [مسلم]

    قال الغزالي رحمه الله في "الإحياء":

    "الرفق محمود ، وضده العنف والحدة ، والعنف ينتجه الغضب والفظاظة . والرفق واللين ينتجهما حُسن الخلق والسلامة . والرفق ثمرة لا يثمرها إلا حسن الخلق ، ولا يحسن الخلق إلا بضبط قوة الغضب وقوة الشهوة ، وحفظهما على حد الاعتدال ، ولذلك أثنى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم على الرفق وبالغ فيه".

    وانظر إلى هدي نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأدبه مع قوته. ."فعن عائشة t أن رهطا من اليهود استأذنوا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا : السام عليك ، فقلت : بل عليكم السام واللعنة ، فقال : "يا عائشة ،إن الله رفيق يُحب الرفق في الأمر كله" . قلت: أولم تسمع ما قالوا؟!، قال: قولي: وعليكم" [متفق عليه]

    فلا فظاظة ولا غلظة ولا تعنيف ، بل الرد بلطف وحكمة ، من غير سكوت على باطل ، وبدون حدة في التعامل، فما دخل الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه. وليس معنى أن تكون حازماً أن تضرب وتشتم وتسب وتعنف. فقط: عليك أن تستقوي.

    لأنك لا حول لك ولا قوة إلا به سبحانه وتعالى .

    أيها الأحبة في الله.. إنه (الدفع) الذي يمحص الله به عباده، فيميز الثابت الأصيل عن المزيف الدخيل، ثم يأتي بعد ذلك نصر الله وتأييده.. فاثبتوا.. ولا تميعوا.. ولا تدافعوا مدافعة الضعيف المتهم.. {فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}

    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله ،والحمد لله رب العالمين

    و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 4 1 2 ... الأخيرةالأخيرة

زادك أيها الخطيب

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تحري صلاة الجمعة مع الخطيب المؤثر
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-04-2010, 02:00 AM
  2. القس الخطيب ؟؟؟؟!!!!
    بواسطة ياسر ابوزيد في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-04-2010, 08:00 PM
  3. شبهة تحريف القران في كتاب الفرقان لابن الخطيب
    بواسطة dhuha في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-04-2010, 11:33 PM
  4. ما هي ضوابط جلوس الخطيب مع خطيبته بعد الموافقة والقبول؟
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-01-2010, 01:00 AM
  5. الشيخ عبدالله بن قعود رحمه الله الخطيب المفوه والعالم الناصح فى ذمة الله
    بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى منتديات الدعاة العامة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 17-10-2005, 01:32 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

زادك أيها الخطيب

زادك أيها الخطيب