السلام عليكم ورحمة الله
أول قاعدة عرفناها من قواعد الاستهبال في علم الاستدلال عندهم.
أن يستدرجك بسؤال سفيه وهو يعلم الإجابة عنه ليبني عليه جدلا تزول من هبله الجبال.
والمسلك في إجابته أن تأتيه بالصفعة من خلفه لا من حيث ينتظر.
فإن قال:
تقولون بأننا حرفنا الكتب فكيف ذلك وقد تكفل الله بحفظهما بنص كتابكم في قوله {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }.
فإن قلت إن الذكر المقصود في الآية هو القرآن فلن يزده ذلك إلا استهبالا فهو يريد هذه الإجابة ليجادل بالباطل.
ولكن وفر عليه المزيد الاستهبال وقل نعم حفظ الله تعاليم التوراة والإنجيل ولكن في القرآن.
وترككم في الكذب ليزداد مجد الخروف .
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9
نعم
قد حفظ الله التوراة المنزلة على موسى والإنجيل المنزل على عيسى وصحيح الكتب المنزلة السابقة ولكن ..
بالقرآن .. وفي القرآن ..
وذلك بأن ضّمن الله خير ما في هذه الكتب من تعاليم وحكمة وتشريع في الكتاب المجيد.
بخير عبارة وأبلغها وأنفعها. وعفى سبحانه عن كثير تخفيفا منه ورحمة.
فاستنقذ بذلك الصحيح مما حرفوه وجمع ما ضيعوه وعفى سبحانه عن كثير تخفيفا منه ورحمة.
ثم تكفل بحفظ الذكر سبحانه.
تجد ذلك في قوله عز وجل:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }المائدة15
أي أن فيه الكثير مما أخفاه اليهود والنصارى .. وأن المعفو عنه كثير أيضا فضلا منه ورحمة.
وتجده في قوله:
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }النمل76
أي فيه قول الحق في أكثر ما اختلفوا فيه.
فعلى فرض أن معنى الذكر في قوله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } هو التوراة والإنجيل والقرآن وغيرها من الكتب الصحيحة المنزلة.
فنعم قد حفظها الله ولكن ..
بالقرآن وفيه.
فميز الله الطيب من الخبيث وجمعه في كتاب واحد مجيد لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
وتكفل بحفظه سبحانه ففعل وأعجز وأعيا المعاندين.
ثم وكل الخائنين إلى جحيم النسخ والمخطوطات. وترك المحرفين في ظلمات البايبل لا يبصرون.
وميز الخبيث المزور والمكذوب والمحرف فجعله ركاما في كتبهم ليجعله في جهنم مع عباد الخروف.
وهو من عظيم استهزاء الله بهم وبالغ إهانته لهم وسخريته منهم. "ومن يهن الله فما له من مكرم"
{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء115
وبالمرة كمان قبل أن ننسى ..
إن زاد نصراني في الهبل وسأل تقولون إن الإنجيل محرف والتوراة محرفة .. فأين الإنجيل الأصلي والتوراة الأصلية؟
كأننا نحن المطالبون بهذا لا هم!!
وبعد هذا السؤال ستجد عينا النصراني تلتقيان حَوَلاً ولسانه يتدلى من شدة الهبل.
فلا تعجب..
فهي القاعدة الثانية من قواعد الاستهبال في علم الاستدلال عندهم.أن يطالبك النصراني بما هو مطالب به أصلا أو ما يعجز هو عن إثباته.
عموما قل له:
نعم إن الإنجيل الأصلي والتوراة الأصلية موجودتان محفوظتان وهما في القرآن .. فما وافق القرآن فحق وما خالفه فباطل أو معفي عنه..
هذا
ومن عَلِمَ من هذه القواعد شيئاً من أسود الدعوة (وهم بالطبع أعلم وأقدر)
فليضعه هنا لتتميز هذا القواعد لكل من يتعرض لاستهبالاتهم العريضة.
وجزاكم الله خيرا
المفضلات