--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله
أخى الأستاذ مصطفى: فك قيدك من إسار التقليد، وأسلم قيادك للمعصوم صلى الله عليه وسلم حتى تهتدى للحق.
قال ابن تيمية: ليس لأحد أن يحمل كلام أحد من الناس إلا على ما عرف أنه أراده، لا على ما يحتمله ذلك اللفظ فى كلام كل أحد.أ.هـ.
يوهم الأستاذ مصطفى الناس حين جمع بعض كتب الأئمة حوله كأحمد بن حنبل وابن تيمية وابن كثير وابن حجر وابن رجب والنووى وغيرهم رحمة الله عليهم جميعًا ... يوهم بذلك الناس، أو يقع الناس فى وهم أن كل كلامه قال به كل هؤلاء العلماء وأن هذا هو الصواب وغيره هو الخطأ.
قال الأستاذ مصطفى عفا الله عنه بلفظه "لو عايز ترد على قول إمام زى الشافعى أو قول إمام زى شيخ الإسلام ابن تيمية أو قول إمام زى الذهبى أو قول إمام زى ابن حجر، لو عايز ترد على أقوال ائمة، هات أقوال ائمة تانيين بيقولوا عكس الكلام، لكن أوعى أقولك قال الإمام ابن تيمية شيخ الإسلام أو قال الشافعى أو قال مالك، وتقولى بس أنا سمعت فى الشريط الشيخ قال كده، دى طريقة مش علمية أبدً".
والرد:
ما رأيك فى قول ابن عباس رضى الله عنهما: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون: قال أبو بكر وعمر. رواه إمام أهل السنة الإمام أحمد وغيره، وهو أثر صحيح، يُنظر فتاوى ابن تيمية.
أليس أبو بكر أفضل الأمة بعد نبيها وهو الخليفة بعد النبى صلى الله عليه وسلم بإجماع أهل السنة؟؟؟؟
قال العلامة ابن عثيمين –رحمه الله-: إذا كان أبو بكر وعمر لا يمكن أن يُعَارض قول النبى صلى الله عليه وسلم بقولهما، فما بالك بمن عارض قول النبى صلى الله عليه وسلم بقول من دونهما؟! فهو أشد وأقبح، وكذلك مثل الإمام أحمد بسفيان الثورى وأنكر على من أخذ برأيه وترك ما صح به الإسناد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أ.هـ.
أخى هل يُنادى الله يوم القيامة ماذا أجبتم الأئمة أو إمام أهل السنة؟ أم "وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ"
ثم لماذا رد الإمام مالك على أبو حنيفة والشافعىّ على مالك وأحمد على الشافعىّ فى مسائل لا تُحصى عددا. لماذا يا أخى؟
العبرة ليست بهذا أبدًا، العبرة هى مذهب أهل السنة والجماعة أن الحق يؤخذ من كل أحد ولو كان من الشيطان "صدقك وهو كذوب".
ثم لازم قولك ألا ننكر وألا نرد كلام الإمام أحمد أن نتبعه فى كل ما قال وكل ما أتى به!!
وقد والله ترددت أن أذكر بعض المسائل التى إن ذكرتها لك ستنكرها بل وستشنع على من قالها، وهى للأئمة الأربعة وغيرهم كسفيان الثورى، ولكنى تركت ذلك لما فيه من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله، ولو أردت أن أرسله لك عبر البريد الخاص فسوف أفعل إن شاء الله، لكنى لا أعلم بريدك الخاص ولا رقم هاتفك.
ثم:
- ألم يُؤخذ على الإمام أبو حنيفة رحمه الله تركه العمل بحديث القضاء بالشاهد واليمين فى الأموال، وبحديث تغريب الزانى البكر وغير ذلك؟
- وأُخذ على مالك إنكاره صيام الست من شوال، واستحسانه صيام الجمعة ولو مفردًا، وتركه العمل بحديث خيار المجلس.
- وأُخذ على الشافعىّ قوله بنقض الوضوء من مجرد لمس المرأة بدون حائل.
- وأُُخذ على أحمد صوم يوم الشك احتياطًا لرمضان، مع ورود النص بالنهى عن صومه، وغير ذلك.
* ثم لماذا تنكر علينا تضعيف قولاً من أقوال الأئمة كإمام أهل السنة الإمام أحمد إستنادًا إلى قول إمامٍ غيره ولو كان أقل منه فى العلم، ثم ترتكب أنت ما نهيت عنه؟
• أقولها لك يا أخى: لماذا تذهب إلى جواز الموسيقى وقد نهى عن ذلك الأئمة الأربعة، قال ابن تيمية مُكذبًا لدعوى ابن المطهر الشيعى حيث زعم أن أهل السنة أباحوا الملاهى والغناء، قال ابن تيمية: هذا من الكذب علىالأئمة الأربعة؛ فإنهم متفقون على تحريم المعازف التى هى آلات اللهو، كالعود ونحوه.أ.هـ.
لماذا تعارض قولهم وقول الصحابة بقول الإمام ابن حزم أو غيره؟
قال الإمام الألبانى: العلماء والفقهاء –وفيهم الأئمة الأربعة- متفقون على تحريم آلات الطرب اتباعًا للأحاديث النبوية، والآثار السلفية، وإن صح عن بعضهم خلافه فهو محجوج بما ذُكر، والله عز وجل يقول:" فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا". أ.هـ.
• لماذا تخالف تصحيح الأئمة لحديث المعازف وتأخذ بتضعيف ابن حزم؟ والمصححون للحديث هم:
البخارى، ابن حبان، الإسماعيلى، ابن الصلاح، النووى، ابن تيمية، ابن القيم، ابن كثير، العسقلانى، ابن الوزير الصنعانى، السخاوى، الأمير الصنعانى، الألبانى وغيرهم الكثير.
• لماذا تقوم بتقصير اللحية وأنت تعلم أنك تخالف الأئمة الأربعة وغيرهم فى ذلك؟
• لماذا تُضعف حديث "مروا أبناءكم بالصلاة و هم أبناء سبع سنين و أضربوهم عليها لعشر" وقد رواه إمام أهل السنة الإمام أحمد وأبو داود وصححه الألبانى وغيره.
• لماذا تُضعف حديث "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" وقد رواه إمام أهل السنة الإمام أحمد والترمذى وابن ماجه والنسائى والحاكم والبزار وابن حبان والدارمى والطبرانى فى الكبير والأوسط وصححه الألبانى وغيره.
• ثم لماذا تعرض النساء المتبرجات على الشاشة، وقد قال الله " قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ"؟
أحرامٌ على بلابله الدوح؟ حلالٌ للطير من كل جنس؟
وهذه الأشياء التى أخذتها عليك مع قلة متابعتى لك، بل مع انتفائها إلا ما ذكرت، ولو كنت تقول الحق لجلست تحت تراب نعليك، ولكنى إن شاء الله آمل أن تعود إلى الحق، اسأل الله الكريم ذلك.
ثم لقد أنكرت الرد على الإمام أحمد إمام أهل السنة والجماعة، وعجبت لهذا الأمر!!
ألم يقل الإمام أحمد إمام أهل السنة بنفسه: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، ويذهبون إلى رأى سفيان، والله يقول:"فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" أتدرى ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع فى قلبه شيءٌ من الزيغ فيهلك.
قال الشيخ صالح آل الشيخ –حفظه الله-: ولتعلم أن الطاعة من أنواع العبادة، بل إن الطاعة فى التحليل وفى التحريم هى معنى اتخاذ الأرباب كما قال الله –جل وعلا- "اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ".
وأنظر رحمك الله أقوال الأئمة فى ذلك:
1-قال الإمام أبو حنيفة: "لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه" وفى رواية "حرام على من لم يعرف دليلى أن يفتى بكلامى" زاد فى رواية "فإن بشر، نقول القول اليوم ونرجع عنه غدًا" وقال "إذا قلت قولاً يُخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فاتركوا قولى"
2- قال الإمام مالك بن أنس: "إنما أنا بشر أخطىء وأصيب، فانظروا فى رأيى؛ فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه" وقال "ليس أحد بعد النبى صلى الله عليه وسلم إلا ويُؤخذ من قوله ويترك إلا النبى صلى الله عليه وسلم"
3- الشافعىّ: "ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه، فمهما قلت من قول، أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما قلت، فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قولى" وقال "أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد" وغير ذلك الكثير.
4- أحمد بن حنبل: "لا تقلدنى ولا تقلد مالكًا ولا الشافعىّ ولا الأوزاعىّ ولا الثورىّ، وخذ من حيث أخذوا" وقال "رأى الأوزاعى ورأى مالك ورأى أبى حنيفة كله رأى وهو عندى سواء، وإنما الحجة فى الآثار" وقال "من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة"
- قال الحافظ ابن رجب: " فالواجب على من بلغه أمر الرسول وعرفه أن يبينه للأمة وينصح لهم، ويأمرهم باتباع أمره، وإن خالف ذلك رأي عظيم من الأمة، فإن أمر رسول الله أحق أن يعظم ويقتدى به من رأي أي مُعظَّم قد خالف أمره في بعض الأشياء خطأ، ومن هنا رد الصحابة ومن بعدهم على كل مخالف سنة صحيحة، وربما غلظوا في الرد، لا بغضاً له بل هو محبوب عندهم مُعظَّم في نفوسهم، لكن رسول الله أحب إليهم وأمره فوق أمر كل مخلوق، فإذا تعارض أمر الرسول وأمر غيره فأمر الرسول أولى أن يقدم ويتبع، ولا يمنع من ذلك تعظيم من خالف أمره، وإن كان مغفوراً له، بل ذلك المخالف المغفور له لا يكره أن يخالف أمره إذا ظهر أمر الرسول بخلافه. أ.هـ.
قال الإمام ابن تيمية فيما نقله عنه المرداوى: من أوجب تقليد إمام بعينه استتيب وإلا قُتل، لأن هذا الإيجاب إشراك بالله فى التشريع الذى هو من خصائص الربوبية. أ.هـ.
قال ابن حزم: التقليد حرام، ولا يحل لأحد أن يأخذ بقول أحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا برهان ... إلى آخر كلامه رحمه الله .انظر النبذة الكافية لابن حزم 1 / 71 ونقله عنه الدهلوى فى "حجة الله البالغة" 1 / 154.
- وليُنظر فى المناظرة التى جائت فى "جامع بيان العلم وفضله" 2 / 232 وإعلام الموقعين 2 / 196.
- ثم إن اتباع الدليل لا يعنى التنقص من الإمام أو هجر كلامه، قال العلامة الألبانى: إن هذا الزعم أبعد ما يكون عن الصواب بل هو باطل ظاهر البطلان كما يبدو ذلك جليا من الكلمات السابقات فإنها كلها تدل على خلافه وأن كل الذي ندعو إليه إنما هو ترك اتخاذ المذاهب دينا ونصبها مكان الكتاب والسنة بحيث يكون الرجوع إليها عند التنازع أو عند إرادة استنباط أحكام لحوادث طارئة كما يفعل متفقهة هذا الزمان وعليه وضعوا الأحكام الجديدة للأحوال الشخصية والنكاح والطلاق وغيرها دون أن يرجعوا فيها إلى الكتاب والسنة ليعرفوا الصواب منها من الخطأ والحق من الباطل وإنما على طريقة (اختلافهم رحمة) وتتبع الرخص والتيسير أو المصلحة - زعموا - وما أحسن قول سليمان التيمي رحمه الله تعالى : (إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله) رواه ابن عبد البر ( 2 / 91 - 92 ) وقال عقبة : (هذا إجماع لا أعلم فيه خلافا) فهذا الذي ننكره وهو وفق الإجماع كما ترى، وأما الرجوع إلى أقوالهم والاستفادة منها والاستعانة بها على تفهم وجه الحق فيما اختلفوا فيه مما ليس عليه نص في الكتاب والسنة أو ما كان منها بحاجة إلى توضيح فأمر لا ننكره بل نأمر به ونحض عليه لأن الفائدة منه مرجوة لمن سلك سبيل الاهتداء بالكتاب والسنة.
يجدر بك أخى الحبيب مراجعة مقدمة "صفة صلاة النبى" للألبانى ومقدمة "صحيح فقه السنة" لكمال بن السيد سالم.
واقرأ ماذا قال "ولو كان خيرا لسبقنا اليه النبى قال: دا كلام اصلا مش علمى"
هو لم يرد فحسب بل لازم قوله أنه أتهم القائل بأنه يتكلم بالجهالات، وبدون علم!
قال الإمام ابن كثير فى تفسير قوله تعالى: "لو كان خيرا ما سبقونا إليه" قال: وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة : هو بدعة؛ لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه؛ لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها. أ.هـ.
وهو قول كثير من أهل العلم، لكنهم للأسف الشديد بإكتشاف الأخ مصطفى –عفا الله عنه- ... لا يتكلمون بكلام علمى أصلاً. والله المستعان.
قال عفا الله عنه"سبب مشكلة وجود التبديعين فى وسطنا، اللى كل شوية يقولك دى بدعة السلف ما عملوهاش، لو كان خيرًا لسبقك النبى صلى الله عليه وسلم إليه، سبب الوجود هو قلة العلم عمومًا، وقلة السعىّ لطلب العلم، السبب الثانى: إن كثير من اللى بيقول دى بدعة لم يطلب العلم تحت أرجل المشايخ، وإنما لجىء للكتب". أقول مُعلِقًا: رمتنى بدائها وأنسلت.
يرحمك الله من تقصد، ولماذ تُبدع المخالف لك وتتهمه بقلة العلم وقلة السعىّ لطلبه، وأخذه العلم من الكتب فحسب وتركه الجلوس تحت أرجل العلماء، سبحان الله لماذا هذا الأسلوب يا أخى يرحمك الله، ثم كأنك تعنى بذلك اتهامهم بما ذكرت وتذكية نفسك بضد هذه التهم "فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى" "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً".
الحمد لله رب العالمين نحن ما نتكلم من رؤوسنا وما نبتدع فى دين الله رب العالمين قولاً لم نُسبق إليه، وقد والله جلسنا تحت أرجل العلماء والمشايخ سنين عددًا، وتربى مشايخنا على أيدى العلماء وزكاهم العلماء الثقات.
قال عفا الله عنه "عارف أيه اللى بدعة؟ بجد .. طلع التعريف إن النبى ما عملهاش تبقى بدعة هو اللى بدعة"
وقال "ولا تعريف من تعريفات الأئمة التسعة اللى خدناهم مما يقرب من 14 تعريف تقريبًا قال إن معنى كلمة بدعة إن الحاجة اللى النبى ما عملهاش"
ألم تنكر فى الجزء الأول والثانى على القائلين بأن هذا الأمر لم يرد، أنت أنكرت على القائل بـ لم يرد، فى حين بدعت من قال بأن البدعة ما لم يفعله النبى صلى الله عليه وسلم.
واقرأ هدانى الله وأياك:
- قال حذيفة رضي الله عنه: (كل عبادة لم يتعبد بها أصحاب رسول الله? فلا تتعبدوا بها؛ فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً، فاتقوا الله يا معشر القراء، خذوا طريق من كان قبلكم).
- وقال مالك بن أنس : (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها).
- وقال سعيد بن جبير : (ما لم يعرفه البدريون فليس من الدين).
وقال الطرطوشي : في إبطاله لبعض البدع : (ولو كان هذا لشاع وانتشر ، وكان يضبطه طلبة العلم والخلف عن السلف ، فيصل ذلك إلى عصرنا ، فلما لم ينقل هذا عن أحد ممن يعتقد علمه ، ولا ممن هو في عداد العلماء ؛ عُلم أن هذه حكاية العوام والغوغاء).
- وقال ابن تيمية في إنكاره لبعض البدع : (ومعلوم أنه لو كان هذا مشروعًا مستحبًا يثيب الله عليه لكان النبي? أعلمَ الناسِ بذلك، ولكان يعلِّم أصحابه ذلك، وكان أصحابه أعلمَ بذلك وأرغبَ فيه ممن بعدهم، فلما لم يكونوا يلتفتون إلى شيء من ذلك عُلم أنه من البدع المحدثة، التي لم يكونوا يعدونها عبادة وقربة وطاعة، فمن جعلها عبادة وقربة وطاعة فقد اتبع غير سبيلهم، وشرع من الدين ما لم يأذن به الله).
- وقال أيضًا : (فأما ما تركه [أي النبي] من جنس العبادات، مع أنه لو كان مشروعًا لفعله أو أذن فيه، ولفعله الخلفاء بعده والصحابة؛ فيجب القطع بأن فعله بدعة وضلالة، ويمتنع القياس في مثله).
- وسُئل تقي الدين السبكي عن بعض المحدثات فقال :
(الحمد لله، هذه بدعة لا يشك فيها أحد، ولا يرتاب في ذلك، ويكفي أنها لم تُعرف في زمن النبي، ولا في زمن أصحابه، ولا عن أحد من علماء السلف).
- وقال الشاطبي : (لأن ترك العمل به من النبي في جميع عمره، وترك السلف الصالح له على توالي أزمنتهم قد تقدم أنه نص في الترك، وإجماعٌ مِن كلِّ مَن ترك؛ لأن عمل الإجماع كنصه).
- ورد أن ابن عباس ومعاوية رضي الله عنهم طافا بالبيت، فاستلم معاوية الأركان الأربعة فقال ابن عباس: إن رسول الله لم يستلم إلا الركنين اليمانيين، فقال معاوية : ليس من البيت شيء متروك. فقال ابن عباس : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة. فرجع إليه معاوية.
ثم أنكر عفا الله عنه عن قول بعضهم عن أمر مختلف فيه أنه بدعة، وقال أن القول بذلك بدعة!!
- ترك النبى صلى الله عليه وسلم صلاة ركعتين على المروة بعد الفراغ من السعي، وقد ذهب إلى استحباب ذلك بعض الفقهاء قياسًا على الصلاة بعد الطواف.
فقال ابن تيمية تعليقًا على هذا : (وقد أنكر ذلك سائر العلماء من أصحاب الشافعي وسائر الطوائف،ورأوا أن هذه بدعة ظاهرة القبح ؛ فإن السنة مضت بأن النبي وخلفاءه طافوا وصلوا ، كما ذكر اللهُ الطوافَ والصلاة ، ثم سعوا ولم يصلوا عقب السعي فاستحباب الصلاة عقب السعي كاستحبابها عند الجمرات ، أو بالموقف بعرفات ، أو جعل الفجر أربعًا قياسًا على الظهر والترك الراتب سنة ؛ كما أن الفعل الراتب سنة). أ.هـ.
- صرح الشيخ مازن السرساوى والشيخ محمد حسين يعقوب وفيما أظن الشيخ خالد عبد الله وكثير من الإخوة على كثير من المنتديات ... صرحوا جميعهم بأنهم سيقومون بالرد على الجزء الأول من "خدعوك فقالوا .. دى بدعة" وكان الأولى بالأستاذ مصطفى حسنى –عفا الله عنه- أن يكون فى أقل الأمور على تخوفٍ مما قاله فى الحلقة الأولى، وأن يعتذر عنه جميعًا، وهو يعلم يقينًا أن الكلام جاء من علماء أجلاء أكثر منه علمًا، وأكبر منه سنًا، وأقدم منه فى معرفة الدين، فلو أنه جعل الجزء الثانى توبة ورجوعًا إلى الحق، وإعتذارًا للمشايخ الفضلاء، لقطع دابر هذه الفتنة، ولأكبَرَ ذلك الموقف منه الكبير والصغير، لكنه أتبع الكلام الأول بآخر مصرًا على غالب قوله، باصمًا بالعشرة كقوله، والمهم من هذا كله: أن من يسمع الجزء الثانى وكذلك الأول قد يغتر بأسلوبه فى الرد، وبراعته فى التعبير، فيشك فى مصداقية العلماء والمشايخ وطلبة العلم، فإذا اهتزت ثقة الناس بعلمائهم ومشايخهم إلى هذا الحد، فبمن تكون الثقة؟ ولو كان منصفًا لنظر إلى هذه المفسدة على الأقل، ولكنه أتبع الجزء الأول بآخر ينتصر لقوله ولنفسه، وإن كان يرى أنه على الحق فمصلحة الجماعة مقدمة على مصلحة الفرد.
مع أن من كلامه فى الجزء الأول بلفظه "ولو أنا فضلت ماسك فى الغلط، بعد ما اتأكد من كلام السلف إن اللى اتعلمته أنا غلط هبقى أنا بنتصر لنفسى بهوى، عشان أفضل أنا بأقول الصح، ويضيع الدين أو أضيع دين النبى ودين رب العالمين" صلى الله على النبى محمد صلى الله عليه وسلم.
فياليته ألتزم بما أصّله فى كلامه، وذعن ورجع إلى الحق، أو ليته يرجع إليه إن شاء الله إن بلغه كلامى أو كلام أسيادى من العلماء والمشايخ، فالعبرة ليست بأن الكاتب هو المصيب والأخ مصطفى حسنى هو المخطأ أو العكس، وإنما العبرة " يَا أَيُّهَآ الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" و "وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ".
هذا آخر ما تيسير جمعة على عجالة شديدة ومرض يعلمه الله، وقلة علم وضعف مذاكرة، فكيف الحال لو قام بهذا العمل عالم من علماء المسلمين كالحوينى أو العدوى أو السرساوى.
وإن شاء الله سوف أقوم بمزيد بيان وزيادة برهان، وترتيب يحظى بالاستحسان، والله اسأل المغفرة عما كان من الزلل والعصيان. إنه رحيم رحمن.
واسأل بالله كل من وقع على هذا الجمع أن يدعوا لصاحبة بالهداية والتوفيق، وأن ينشره قدر المستطاع، وأن يرسله للأخ مصطفى حسنى –عفا الله عنه- بأى وسيلة قدر عليها.
___________والحمد لله الذى تتم بنعمته الصالحات_______