إخوتي , سمعنا عن إنفلوانزا الخنازير ، وكم هذا المرض خطير ، أودى بحياة الكثيرون

، ولا زال هذا الطاعون ينتشر ، حتى في مصر ، البلد المسلمة ، التي لو كانت أطاعت

الله ، ما كان لديها خنزير واحد ، ويستمر الوباء في الانتشار ، ولا حل ,




ولكن , إخوتي ، ألا نجد في الأمر غرابة ... ألا نتعجب ... لماذا كثر البلاء زماننا هذا ...

لماذا أحاطت بنا الأمراض والأوبئة ... ولماذا تلك الأمراض التي لا نجد لها علاج ... ولا

نعرف لها سبب ... فصارت تنهش فينا ... وتأكلنا منا كما يأكل الأسد فريسته ، فلا تترك

منا إلا فتات ... وتركت فينا الرعب من كل ماهو قادم ...




قد سمعنا بالسرطان عافانا الله وإياكم ... وهل له حل جذري ؟؟؟ ... هل عرفنا سببه ...

سمعنا بالإيدز والفيروسات المدمرة ... هل وجدنا حل ؟؟ ... نحن نقف عاجزين

مكتوفين ... فلا يزال أكبر علماء العالم يقفون عاجزين ... رغم التقدم العلمي ...

ووصولهم لما هو أبعد من هذا ...





أليس هناك دواء ؟؟؟


أليس هناك حل ؟

وقد شارفنا على الوقوع فريسة لذلك العدو ... قد لا نعرف عنه

شئ ... أو لا نعرف عنه إلا إنه أصغر من الذره يرى بمجهر مكبر ملايين المرات ...

ومع هذا نقف عاجزين على عمل أي شئ






وصدقوني لن نزل عاجزين ... هناك ما يخفينا ويرهبنا طالما نسلك هذا الطريق الوعر

الملئ بالأشواك



[


أليس هناك دواء ؟؟؟

[/COLOR]

نعم , لن ننكر أن لكل مرض دواء ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله عز

وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم " إذا فهناك دواء ... ولكن ,

أين هو ...






مستعد أن تدفع له كل ماتملك لأجل الشفاء لو أطاح بك ... وأصبح موتك في غضون

ساعات ؟


هل أنت مستعد ؟




ما أراك إلا أن تقول : نعم


ولكن , قبل أن أعطيك روشتة للعلاج ... علينا أن نفهم سبب المرض ... حتى لانقع فيه




إن كل تلك الأمراض ما هي إلا جنود ربك لنتعظ ... رسالة تفهمنا أننا لا نسير كما أراد

الله لنا ... فملنا وبعدنا وتناسينا ... ثم تكبرنا وظلمنا وتجبرنا في أرضه ... فكان لابد لنا

من ندفع ثمن هذا





قال الله تعالى : " وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ " المدثر31




نعم إن تلك الأمراض جنود الله فينا ... وليست قصة قوم فرعون منا ببعيد ...

فقال الله فيهم : " فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ

مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ " الأعراف133



وقص الله علينا قصة قوم سبأ وكيف كفروا بالنعمة وجحدوها فأرسل الله الجراد

تنقب " فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ

وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ "سبأ16 فهلكت زروعهم ومواشيهموتفرقوا وتمزقوا .





تُرى هل فهمتم ما أرمي إليه ؟ ... نعم إخوتي ... إنها المعصية ... إنها الذنوب ... إنه

التجبر في الأرض ... هذا هو السبب اليقين ... وما الفيروسات إلا أداة نُفذ بها وعد

رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يامعشر المهاجرين! خمس خصال إن ابتليتم بهن

وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهرالفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشت فيهم

الأوجاع والأسقام التي لمتكن في أسلافهم"





العــــــــــــــــــلاج



نعم إخوتي , هكذا يتعامل المؤمن مع الحدث ... فليس رد فعلنا هو أبحاث ... ونشرات

علمية وتجريبية وأحاديث مجالس .



إنما هي العبرة والعظة وإن ما أصاب أخواننا قد يصيبنا فإن الذي أنزل الداء عليهم قادر

أن ينزله علينا بكرة وعشيا إذا لماذا لانعتبر ونتعظ وندكر ولا نظن أننا بعيدون عنهم !!!!




إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له دواء ولم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يرفع إلا بتوبة " أثر

عن ابن عباس و ضعيف ولكن , معناه صحيح "




وقال تعالى : " إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ " الرعد 11


أفلا يتقي الله من غفل عن طاعته وبارز الله في معصيته " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن

تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ " الحديد 16




إخوتي , إن للذنوب والمعاصي تورثنا النقم ... تورثنا غضب الله


أفلا نتوب ؟؟!!!

نعم , لن أنكر ..





أن إيمان المسلم يضعف ويغلبه هواه .. ويزين له الشيطان المعصية .. فيظلم نفسه .. .

ولكن , الله لطيف بالعباد .. ورحمته وسعت كل شيء .. فمن تاب بعد ظلمه فإن الله

يتوب عليه إن الله غفور رحيم .. " فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ

إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " المائدة39





نعم إخوتي , الله عفو كريم .. أمرنا جميعا ً بالتوبة النصوح لنفوز برحمة الله وجنته

فقال : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ

سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ " التحريم 8



فالتوبة إخوتي أول منازل السالكين وأول مقام من مقامات الطالبين ، وهي واجبة على

الفور من كل الذنوب ؛ وأركانها ثلاثة :

1- ترك الذنب

2 - والندم على ما صدر منه لحديث النبي صلى الله عليه وسلم " الندم توبة " .

والندم كما عرفه الجرجاني ( غمٌّ يصيب الإنسان على ما أصابه من تفريط ) . ولا بد أن

يكون هذا الندم لأجل أنه عصى الله وليس لأجل فضيحةٍ بين الناس حصلت له أو لفوت

مصلحة دنيوية أو نحو ذلك .

3 -
والعزم على أن لا يعود لمثله .

فإن استكمل هذه الأركان الثلاثة يكون قد خرج من ذنوبه ما لم يكن ذنبه متعلقاً بحق

آدمي أو بترك فرض . فإن كانت معصيته تركَ فرض من فرائض الله كصلاة وصيام

قضاه . أو تعلقت بحق آدمي قضاه أو استرضاه .




نعم إخواني , هكذا نعود ونرجع بلا ذنوب

ونسترضي الله

وحينها سنجد علاج

ليس في مصل أو عقار

ولكنه , بتوتبنا وتبنا إلى الله

فهل حان الوقت ؟؟؟




[/COLOR]