ولعل ما ينسف محاولة التوفيق بين النصين هو ما يلي وقد أشرنا إليه في السابق:
إذا كان فرعون قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ
فالجواب لا محالة سيأتي من الملأ، لأن فرعون قد سألهم ، وقد أجابوا بالفعل قائلين : " قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ " بحسب ما ورد في سورة الشعراء
وإذا افترضنا أن الملأ قد رددوا كالببغاوات وراء فرعون بحسب تفسيركم ، إذ قالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ
سنرى عندها أننا سنقع في مشكلة عويصة ، وهي لمن وجه الملأ من قوم فرعون سؤالهم " فَمَاذَا تَأْمُرُونَ؟ "
هل لأنفسهم أم لفرعون أم لأشخاص آخرين قد صمت عنهم النص أم لكائنات أخرى لا نعرف عنها شيئا؟
كان بالإمكان أن يقول أحدهم أن السؤال كان موجهاً إلى فرعون، وقد ورد قيل ما قيل من باب التفخيم ، لولا ما ورد بعد السؤال وهو :
"قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ"
فالجواب يدل على أن الرد لم يأت من فرعون ، مع أن السؤال ينبغي أن يكون موجهاً إلى فرعون ، فقد جاء الجواب من الجماعة ، ومن هي الجماعة؟ هي نفس القوم الذين سألوا ! فهم سألوا السؤال وأجابوا على أنفسهم، مع أن السؤال في حقيقته موجهٌ إلى طرف ثانٍ وليس لهم أنفسهم .. فهل رأيت المشكلة أين تكمن؟
ديكا
فلتقطع بأن هناك خطأ في النص القرآني مرة أخرى وسألقي بك خارج المنتدى المرة القادمة ... وجربني
المفضلات