حـــكيــــم وصــبـــى
حـــكيــــم وصــبـــى
رأى أحد الحكماء غلاماً يصلى الفجر فأراد أن يعرف ما إذا كان يصلى الفجر عادة أم عبادة
فقال الحكيم : يا بنى ،أيهما أفضل عندك المال أم العقل ؟
فقال الصبي : العقل .
فقال الحكيم : لم .
الصبي : لأنه العقل يأتي بالمال ،والمال يذهب العقل .
الحكيم : المال أم العدل ؟
الصبي : العدل .
الحكيم : لم .
الصبي : لأنه المال يحمى صاحبه من الظلم في غياب العدل فيكون غاية ،فإذا أوجد العدل كان المال وسيلة غاية .
الحكيم : المال أم الملك ؟
الصبي :المال .
الحكيم : لم ؟
الصبي : لأنه المال سيكون وسيلتي لملك القلوب إذا أصرفته في الخير وملك القلوب أعظم ، أما الملك الدنيوي فإنه يطغيني فأظلم فأفقد ملك القلوب فيتمنى الناس زوالي .
الحكيم : المال والملك أم العلم ؟
الصبي : العلم .
الحكيم : لم .
الصبي : لأني بالعلم أبلغ مرتين تفوق مرتبه المال والملك . الم تسمع عن قصة عبد الله بن المبارك وزوجة الرشيد عندما رأت الناس يلتفون حوله ويقبلون يديه وقـد خرجوا لاستقباله دون مناد يخبرهم بحضوره ،وقارنت بين هذا الاستقبال لعالم ،وبين جمع الناس بالعسكر باستقــبال الرشيد فصاحت - دون ولى هذا والله هو الملك لأملك الرشيد الحكيم : يا بنى ، المال أم الإخوان ؟
الصبي : الإخوان .
الحكيم : ولم .
الصبي : بالمال وحده - لا أستطيع البلوغ إلى كل ما أريد ،لكن بالإخوان أبلغ ما أريد.
الحكيم : المال أم العافية ؟
الصبي : العافية .
الحكيم : لم .
الصبي : لأنه العافية تأتى بالمال ولا يستطيع المال وحده - أن يأتي بالعافية .
الحكيم : أنا أم أنت ؟!
الصبي : أنت وأنا فأنت النهر الذى يفيض بالحكمة والعلم ونحن الزرع الذى نسقى منه.
الحكيم : لقد أثلجت صدري يا بنى ، بارك الله فيك . قم في حفظ الله .
قال الحَسَنُ البَصْرِي
ابْحَثُوا عن حلاوةِ الإيمانِ في ثلاثةِ أشياء:
في الصلاة، وفي الذِّكر، وفي قراءةِ القُرآن ..
فإن وجدتُم حلاوةَ الإيْمَانِ في قُلوبِكم،
وإلاَّ فاعلَمُوا أنَّ البابَ بينَكم وبين اللّهِ تعالى مُغْلَق
المفضلات