القضاء والقدرفي ضوء الكتاب والسنة ومذاهب الناس فيه

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

القضاء والقدرفي ضوء الكتاب والسنة ومذاهب الناس فيه

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

الموضوع: القضاء والقدرفي ضوء الكتاب والسنة ومذاهب الناس فيه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,741
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    17-04-2024
    على الساعة
    12:49 AM

    القضاء والقدرفي ضوء الكتاب والسنة ومذاهب الناس فيه

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    القضاء والقدرفي ضوء الكتاب والسنة ومذاهب الناس فيه

    تأليف
    د.عبدالرحمن بن صالح المحمود

    ط2 1418 دارالوطن

    تم فهرسة الكتاب"الأبواب والفصول"

    ورفعه على الرابط التالي

    الصفحه
    http://www.archive.org/details/AGEEEDA

    رابط مباشر

    http://ia311204.us.archive.org/2/ite...A/GDAWGADR.pdf


    منقوول
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    1,016
    آخر نشاط
    20-12-2009
    على الساعة
    03:25 PM

    افتراضي

    اللهم إنا نستغفرك من جميع الذنوب والخطايا،
    ونستغفرك مما تبنا إليك منه، ثم عدنا فيه،
    ونستغفرك مما جعلناه لك على أنفسنا ثم لم نوف لك به،
    ونستغفرك مما زعمنا أنا أردنا به وجهك فخالط قلوبنا منه ما قد علمت.
    اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم،
    ونعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.
    اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه محمد ‘ عبدك ونبيك،
    ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه عبد ونبيك صلى الله عليه وسلم .
    اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل،
    ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل،
    ونسألك ما قضيت لنا من قضاء أن تجعل عاقبته رَُشَْدًا.
    اللهم إنا نسألك فواتح الخير وخواتمه، وجوامعه، وأوله وآخره، وظاهره وباطنه.
    اللهم أنت المستعان، وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بك.
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    65
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    27-12-2011
    على الساعة
    07:02 PM

    افتراضي


    جزاكى الله خير على الكتاب وبالنسبه لمسأله القضاء والقدر محيره ناس كتير جدا

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    11
    آخر نشاط
    05-07-2009
    على الساعة
    06:25 PM

    افتراضي

    بارك فيك المولى أختي فداء الرسول صلى الله عليه وسلم وشكرا على الكتاب الأكثر من رائع ..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,741
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    17-04-2024
    على الساعة
    12:49 AM

    افتراضي

    وفيكم بارك الله
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    426
    آخر نشاط
    19-03-2012
    على الساعة
    11:22 PM

    افتراضي


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اختي الحبيبة فداء
    جزاك الله خيرا اختي على الكتاب القيم جعله في ميزان حسناتك اختي
    لكن الرابط ابى ان يفتح
    ساعيد الكرة..............
    منتديات في خصاص الى دعمنا فلا نبخل عليها بعطائنا وبذلنا


    http://www.kalemasawa.abed-alkarem.com/


    http://www.islamswomen.net/vb/index.php


    http://versislam.01maroc.org/vb

    [glint]

    http://islamyatway.ahlamontada.net/forum.htm]

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,741
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    17-04-2024
    على الساعة
    12:49 AM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أختي الحبيبة آية ، لا أدري اذا نجحت عملية الرفع معك أم لا

    الكتاب الآن يحضرني سأنقله لكم على صفحات الموضوع

    باذن الله
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,741
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    17-04-2024
    على الساعة
    12:49 AM

    افتراضي


    القضاء والقدر من واقع القرآن والسنة



    القضاء والقدر

    للإيمان بالقدر أهمية كبرى بين أركان الإيمان ، يدركها كل من له إلمام ولو يسير

    بقضايا العقيدة الإسلامية وأركان الإيمان ؛ ولذلك ورد التنصيص في السنة النبوية على

    وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره .

    وترجع أهمية هذا الركن ومنزلته بين بقية أركان الإيمان إلى عدة أمور :

    الأول : ارتباطه مباشرة بالإيمان بالله – تعالى – وكونه مبنياً على المعرفة الصحيحة

    بذاته – تعالى – وأسمائه الحسنى ، وصفاته الكاملة الواجبة له – تعالى - ، وقد جاء

    في القدر صفاته سبحانه صفة العلم ، والإرادة ، والقدرة ، والخلق ، ومعلوم أن القدر

    إنما يقوم على هذه الأسس .

    الثاني : حين ننظر إلى هذا الكون ، ونشأته ، وخلق الكائنات فيه ، ومنها هذا الإنسان ،

    نجد أن كل ذلك مرتبط بالإيمان بالقدر .

    الثالث : الإيمان بالقدر هو المحك الحقيقي لمدى الإيمان بالله – تعالى – على الوجه

    الصحيح ، وهو الاختبار القوى لمدى معرفته بربه – تعالى - ، وما يترتب على هذه

    المعرفة من يقين صادق بالله ،وبما يجب له من صفات الجلال والكمال ؛ وذلك لأن القدر

    فيه من التساؤلات والاستفهامات الكثيرة لمن أطلق لعقله المحدود العنان فيها .


    مراتب القـــدر

    مراتب القدر أربع هي : العلم ، الكتابة ، المشيئة ، الخلق :

    المرتبة الأولى : مرتبة العلم :

    يجب الإيمان بعلم الله عز وجل المحيط بكل شيء ، وأنه علم ما كان ، وما يكون ، وما

    لم يكون كيف يكون ، وأنه علم ما الخلق عاملون قبل أن يخلقهم ، وعلـم أرزاقهم

    وآجالهم ، وحركاتهم ، وسكناتهم ، وأعمالهم ، ومن منهم من أهل الجنة ، ومن منهم

    من أهل النار ، وأنه يعلم كل شيء بعلمه القديم المتصف به أزلاً وأبداً .


    المرتبة الثانية : مرتبة الكتابة :

    وهي أن الله – تعالى – كتب مقادير المخلوقات ، والمقصود بهذه الكتابة الكتابة في

    اللوح المحفوظ ، وهو الكتاب الذي لم يفرط فيه الله من شيء ، فكل ما يجرى ويجري

    فهو مكتوب عند الله .

    المرتبة الثالثة : مرتبة الإرادة والمشيئة :

    أي : أن كل ما يجري في هذا الكون فهو بمشيئة الله – سبحان وتعالى – فما شاء الله

    كان ، وما لم يشأ لم يكن ، فلا يخرج عن إرادته الكونية شيء .

    المرتبة الرابعة : مرتبة الخلق :

    أي : أن الله – تعالى – خالق كل شيء ، من ذلك أفعال العباد ، فلا يقع في هذا الكون

    شيء إلا وهو خالقه ، وهذه المرتبة هي محل النزاع الطويل بين أهل السنة ومن

    خالفهم .


    أقوال في القـــدر

    يقول شيخ المالكية في المغرب ابن أبي زيد القيرواني :

    (( والإيمان بالقدر خيره وشره ، حلوه ومره ، وكل ذلك قد قدره الله ربنا ، ومقادير

    الأمور بيده ، ومصدرها عن قضائه ، علم كل شيء قبل كونه ، فجرى على قدره ، لا

    يكون من عباده قول ولا عمل إلا وقد قضاه وسبق علمه به ]
    ألا يعلم من خلق وهو

    اللطيف الخبير ، يضل من يشاء فيخذله بعدله ، ويهدي من يشاء

    فيوفقه بفضله ، فكل ميسر بتيسيره إلى ما سبق من علمه ، وقدره من شقي أو سعيد

    ، تعالى أن يكون في ملكه ما لا يريد ، أو يكون لأحد عنه غنى ، خالقاً لكل شيء ، ألا

    هو رب العباد ، ورب أعمالهم ، والمقدر لحركاتهم وآجالهم )) .

    ويقول الإمام البغوي في شرح السنة : ((الإيمان بالقدر فرض لازم ، وهو أن يعتقد أن

    الله- تعالى – خالق أعمال العباد ، خيرها وشرها ، كتبها عليهم في اللوح المحفوظ قبل

    أن خلقهم ، والله خلقكم وما تعملون ، وقال عز

    وجل : ) قل الله خالق كل شيء ، : إنا كل شيء

    خلقناه بقدر
    ( ، فالإيمان والكفر ، والطاعة والمعصية ، كلها بقضاء الله

    وقدره ، وإرادته ومشيئته ، غير أنه يرضي الإيمان والطاعة ، ووعد عليها الثواب ،

    ولا يرضى الكفر

    والمعصية ، وأوعد عليها العقاب ،والقدر سر من أسرار الله لم يطلع عليه ملكًا مقربًا ،

    ولا نبيًا مرسلاً ، لا يجوز الخوض فيه ، والبحث عنه بطريق العقل ، بل يعتقد أن الله –

    سبحانه وتعالى – خلق الخلق فجعلهم فريقين : أهل يمين خلقهم للنعيم فضلاً ، وأهل

    شمال خلقهم للجحيم عدلاً )) .
    التعديل الأخير تم بواسطة فداء الرسول ; 17-04-2009 الساعة 01:01 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,741
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    17-04-2024
    على الساعة
    12:49 AM

    افتراضي


    مسألة الاحتجاج بالقـــدر

    عقيدة الإيمان بالقدر لقيت كثيرًا من الاعتراضات ، و أثيرت حولها كثير من الشبهات ،

    ومن المعلوم أن كثيرًا من الكافرين والمشركين الضالين والمقصرين في عبادة الله

    والمنحرفين عن منهج الله ، قد وجدوا في القدر مجالاً للاحتجاج به على كفرهم

    وفسادهم وتقصيرهم. ولذلك أوردنا الجواب على مسألة الاحتجاج بالقدر بأربع قواعد :

    ( القاعدة الأولى ) :

    أن علم الله الأزلي محيط بكل شيء مما كان ومما سيكون ومما لم

    يكن لو كان كيف يكون . والأمور تقع على مقتضى علمه الكامل ، لا يخرج شيء

    عنه .

    ( القاعدة الثانية ) :

    غنى الله الكامل عن العباد ؛ حيث لا تنفعه طاعة المطيع كما لا

    تضره معصية العاصي . وغناه تعالى شامل ومطلق ، وهو يفيد في طمأنينة القلب عند

    المؤمن في هذا الباب ، وأن الله تعالى ليس بحاجة إلى العباد حتى يجبرهم أو يعذبهم

    بغير ذنب يستحقون العقاب عليه .

    ( القاعدة الثالثة ) :

    وهي مبنية على القاعدة السابقة ، وهي أن الله تعالى لا يظلم ، وقد

    حرم على نفسه الظلم ، ونفاه في كتابه ، إن الله لا يظلم الناس شيئاً


    [ يونس : 44 ] ، وفي معنى هذه الآية آيات كثيرة تنفي عن الله تعالى ظلم العباد لا في

    عقوباتهم في الدنيـا ولا في جزائهـم يوم القيامة .

    وهذه قاعدة مهمة في باب الاحتجاج بالقدر ، فإذا توهم العبد أو وسوس له الشيطان

    فليتذكر أن الله تعالى لا يظلمه مثقال ذرة ، حتى يطمئن قلبه.

    ( القاعدة الرابعة ) :

    قيام الحجة على العباد ، وهذه مسألة ينبغي أن يدركها كل مسلم ،

    ومقتضاها أن حجة الله قد قامت على عباده .

    وقيام الحجة على العباد بأمور :

    1. أن لا يكلف إلا البالغ العاقل ؛ فالصغير والمجنون قد رفع عنه القلم .

    2. وجود الإرادة للعبد ؛ ففاقد الإرادة المكره لا يكلف ، وحصول هذه الإرادة للعبد مما

    لا ينكره أي عاقل ، وبهذه الإرادة يختار بين الطاعة والمعصية .

    3. القدرة ؛ فالعاجز عن فعل الشيء المطلوب لا يكلف ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ،

    والله لم يكلف الناس ما لا يطيقون .

    4. قيام الحجة الرسالية ، بإرسال الرسل وإنزال الكتب .

    وبهذه الأمور نعلم أن الحجة قد قامت على العباد ، ولا تعارض بينها وبين القدر .


    آثار الإيمان بالقدر

    وللقدر آثار كبيرة على الفرد وعلى المجتمع نجملها فيما يلي :

    1. القدر من أكبر الدواعي التي تدعو إلى العمــل والنشاط والسعي بما يرضي الله في

    هذه الحياة ، والإيمان بالقدر من أقوى الحوافز للمؤمن لكي يعمل ويقدم على عظائم

    الأمور بثبات وعزم ويقين .

    2. ومن آثار الإيمان بالقدر أن يعرف الإنسان قدْر نفسه ، فلا يتكبر ولا يبطر ولا يتعالى

    أبدًا ؛ لأنه عاجز عن معرفة المقدور ، ومستقبل ما هو حادث ، ومن ثمّ يقر الإنسان

    بعجزه وحاجته إلى ربه تعالى دائمًا . وهذا من أسرار خفاء المقدور .

    3. ومن آثار الإيمان بالقدر أنه يطرد القلق والضجر عند فوات المراد أو حصول مكروه

    ، لأن ذلك بقضاء الله تعالى الذي له ملك السموات والأرض وهو كائن لا محالة ،

    فيصبر على ذلك ويحتسب الأجر ، وإلى هذا يشير الله تعالى بقوله : ( ما أصاب من

    مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ذلك على الله يسير ،

    لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور )
    [

    الحديد : 22 ، 23 ]

    4. الإيمان بالقدر يقضي على كثير من الأمراض التي تعصف بالمجتمعات وتزرع

    الأحقـاد بين المؤمنين ، وذلك مثل رذيلة الحسد ، فالمؤمن لا يحسد الناس على ما آتاهم

    الله من فضله ؛ لأنه هو الذي رزقهم وقدر لهم ذلك ، وهو يعلم أنه حين يحسد غيره

    إنما يعترض

    على المقدور . وهكذا فالمؤمن يسعى لعمل الخير ، ويحب للناس ما يحــب لنفسه ، فإن

    وصل إلى ما يصبو إليه حمد الله وشكره على نعمه ، وإن لم يصل إلى شيء من ذلك

    صبر ولم يجزع ، ولم يحقد على غيره ممن نال من الفضل ما لم ينله ؛ لأن الله هو الذي

    يقسم الأرزاق .

    5. والإيمان بالقدر يبعث في القلوب الشجاعة على مواجهة الشدائد ، ويقوي فيها

    العزائم فتثبت في ساحات الجهاد ولا تخاف الموت ، لأنها توقن أن الآجال محدودة لا

    تتقدم ولا تتأخر لحظة واحدة .

    6. والإيمان بالقدر من أكبر العوامل التي تكون سببًا في استقامة المسلم وخاصة في

    معاملته للآخرين ، فحين يقصر في حقه أحد أو يسيء إليه ، أو يرد إحسانه بالإساءة ،

    أو ينال من عرضه بغير حق ، تجده يعفو ويصفح ؛ لأنه يعلم أن ذلك مقدر ، وهذا إنما

    يحسن إذا كان في حق نفسه ، إما في حق الله فلا يجوز العفو ولا التعلل بالقدر ؛ لأن

    القدر إنما يحتج به في المصائب لا في المعايب .

    7. والإيمان بالقدر يغرس في نفس المؤمن حقائق الإيمان المتعددة ، فهو دائم

    الاستعانة بالله ، يعتمد على الله ويتوكل عليه مع فعل الأسباب ، وهو أيضًا دائم الافتقار

    إلى ربه – تعالى – يستمد منه العون على الثبات ، ويطلب منه المزيد ، وهو أيضًا كريم

    يحب الإحسان إلى الآخرين ، فتجده يعطف عليهم .

    8. ومن آثار الإيمان بالقدر أن الداعي إلى الله يصدع بدعوته ، ويجهر بها أمام

    الكافرين والظالمين ، لا يخاف في الله لومة لائم ، يبين للناس حقيقة الإيمان ويوضح

    لهم مقتضياته ، وواجباتهم تجاه ربهم – تبارك وتعالى - ، كما يبين لهم حقائق الكفر

    والشرك والنفاق ويحذرهم منها ، ويكشف الباطل وزيفه .


    المؤمن و القـــدر

    إن المؤمن الصادق لا يذل إلا لله ، ولا يخضع إلا له ، ولا يخاف إلا منه ، وحين يكون

    كذلك تجده يسلك الطريق المستقيم ، ويثبت عليه ، ويدعوا إليه ، ويصبر على ما يلقاه

    في سبيل الدعوة من عداء المعتدين ، وحرب الظالمين ، ومكر الماكرين ، ولا يصده

    شيء من ذلك ؛ لأن هؤلاء لا يملكون من أمر الحياة ولا أمر الأرزاق شيئًا ، وإذا كان

    الأمر هكذا
    فكيف يبقي في نفس المؤمن الداعية ذرة من خوف وهو يؤمن بقضاء الله وقدره ؟ !

    فما قـدر سيكون ، وما لم يقدر لن يكون ، وهذا كله مرجعه إلى الله ، والعباد لا

    يملكون من ذلك شيئًا .

    قال العلامة الشيخ محمد السفاريني في منظومته :

    أفعالنــا مخلـــــــــوقة لله
    لكنها كسب لنا يا لا هـي

    وكل ما يفعــله العبــــــاد
    من طاعة أو ضدها مراد

    لربنا من غير ما اضـطرار

    منه لنا ، فافهم ولا تمـار


    مقتبسه من كتاب : القضاء والقدر في ضوء الكتاب والسنة ومذاهب الناس فيه

    تأليف د / عبد الرحمن بن صالح المحمود
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    426
    آخر نشاط
    19-03-2012
    على الساعة
    11:22 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداء الرسول مشاهدة المشاركة

    مسألة الاحتجاج بالقـــدر

    عقيدة الإيمان بالقدر لقيت كثيرًا من الاعتراضات ، و أثيرت حولها كثير من الشبهات ،

    ومن المعلوم أن كثيرًا من الكافرين والمشركين الضالين والمقصرين في عبادة الله

    والمنحرفين عن منهج الله ، قد وجدوا في القدر مجالاً للاحتجاج به على كفرهم

    وفسادهم وتقصيرهم. ولذلك أوردنا الجواب على مسألة الاحتجاج بالقدر بأربع قواعد :

    ( القاعدة الأولى ) :

    أن علم الله الأزلي محيط بكل شيء مما كان ومما سيكون ومما لم

    يكن لو كان كيف يكون . والأمور تقع على مقتضى علمه الكامل ، لا يخرج شيء

    عنه .

    ( القاعدة الثانية ) :

    غنى الله الكامل عن العباد ؛ حيث لا تنفعه طاعة المطيع كما لا

    تضره معصية العاصي . وغناه تعالى شامل ومطلق ، وهو يفيد في طمأنينة القلب عند

    المؤمن في هذا الباب ، وأن الله تعالى ليس بحاجة إلى العباد حتى يجبرهم أو يعذبهم

    بغير ذنب يستحقون العقاب عليه .

    ( القاعدة الثالثة ) :

    وهي مبنية على القاعدة السابقة ، وهي أن الله تعالى لا يظلم ، وقد

    حرم على نفسه الظلم ، ونفاه في كتابه ، إن الله لا يظلم الناس شيئاً


    [ يونس : 44 ] ، وفي معنى هذه الآية آيات كثيرة تنفي عن الله تعالى ظلم العباد لا في

    عقوباتهم في الدنيـا ولا في جزائهـم يوم القيامة .

    وهذه قاعدة مهمة في باب الاحتجاج بالقدر ، فإذا توهم العبد أو وسوس له الشيطان

    فليتذكر أن الله تعالى لا يظلمه مثقال ذرة ، حتى يطمئن قلبه.

    ( القاعدة الرابعة ) :

    قيام الحجة على العباد ، وهذه مسألة ينبغي أن يدركها كل مسلم ،

    ومقتضاها أن حجة الله قد قامت على عباده .

    وقيام الحجة على العباد بأمور :

    1. أن لا يكلف إلا البالغ العاقل ؛ فالصغير والمجنون قد رفع عنه القلم .

    2. وجود الإرادة للعبد ؛ ففاقد الإرادة المكره لا يكلف ، وحصول هذه الإرادة للعبد مما

    لا ينكره أي عاقل ، وبهذه الإرادة يختار بين الطاعة والمعصية .

    3. القدرة ؛ فالعاجز عن فعل الشيء المطلوب لا يكلف ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ،

    والله لم يكلف الناس ما لا يطيقون .

    4. قيام الحجة الرسالية ، بإرسال الرسل وإنزال الكتب .

    وبهذه الأمور نعلم أن الحجة قد قامت على العباد ، ولا تعارض بينها وبين القدر .


    آثار الإيمان بالقدر

    وللقدر آثار كبيرة على الفرد وعلى المجتمع نجملها فيما يلي :

    1. القدر من أكبر الدواعي التي تدعو إلى العمــل والنشاط والسعي بما يرضي الله في

    هذه الحياة ، والإيمان بالقدر من أقوى الحوافز للمؤمن لكي يعمل ويقدم على عظائم

    الأمور بثبات وعزم ويقين .

    2. ومن آثار الإيمان بالقدر أن يعرف الإنسان قدْر نفسه ، فلا يتكبر ولا يبطر ولا يتعالى

    أبدًا ؛ لأنه عاجز عن معرفة المقدور ، ومستقبل ما هو حادث ، ومن ثمّ يقر الإنسان

    بعجزه وحاجته إلى ربه تعالى دائمًا . وهذا من أسرار خفاء المقدور .

    3. ومن آثار الإيمان بالقدر أنه يطرد القلق والضجر عند فوات المراد أو حصول مكروه

    ، لأن ذلك بقضاء الله تعالى الذي له ملك السموات والأرض وهو كائن لا محالة ،

    فيصبر على ذلك ويحتسب الأجر ، وإلى هذا يشير الله تعالى بقوله : ( ما أصاب من

    مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ذلك على الله يسير ،

    لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور )
    [

    الحديد : 22 ، 23 ]

    4. الإيمان بالقدر يقضي على كثير من الأمراض التي تعصف بالمجتمعات وتزرع

    الأحقـاد بين المؤمنين ، وذلك مثل رذيلة الحسد ، فالمؤمن لا يحسد الناس على ما آتاهم

    الله من فضله ؛ لأنه هو الذي رزقهم وقدر لهم ذلك ، وهو يعلم أنه حين يحسد غيره

    إنما يعترض

    على المقدور . وهكذا فالمؤمن يسعى لعمل الخير ، ويحب للناس ما يحــب لنفسه ، فإن

    وصل إلى ما يصبو إليه حمد الله وشكره على نعمه ، وإن لم يصل إلى شيء من ذلك

    صبر ولم يجزع ، ولم يحقد على غيره ممن نال من الفضل ما لم ينله ؛ لأن الله هو الذي

    يقسم الأرزاق .

    5. والإيمان بالقدر يبعث في القلوب الشجاعة على مواجهة الشدائد ، ويقوي فيها

    العزائم فتثبت في ساحات الجهاد ولا تخاف الموت ، لأنها توقن أن الآجال محدودة لا

    تتقدم ولا تتأخر لحظة واحدة .

    6. والإيمان بالقدر من أكبر العوامل التي تكون سببًا في استقامة المسلم وخاصة في

    معاملته للآخرين ، فحين يقصر في حقه أحد أو يسيء إليه ، أو يرد إحسانه بالإساءة ،

    أو ينال من عرضه بغير حق ، تجده يعفو ويصفح ؛ لأنه يعلم أن ذلك مقدر ، وهذا إنما

    يحسن إذا كان في حق نفسه ، إما في حق الله فلا يجوز العفو ولا التعلل بالقدر ؛ لأن

    القدر إنما يحتج به في المصائب لا في المعايب .

    7. والإيمان بالقدر يغرس في نفس المؤمن حقائق الإيمان المتعددة ، فهو دائم

    الاستعانة بالله ، يعتمد على الله ويتوكل عليه مع فعل الأسباب ، وهو أيضًا دائم الافتقار

    إلى ربه – تعالى – يستمد منه العون على الثبات ، ويطلب منه المزيد ، وهو أيضًا كريم

    يحب الإحسان إلى الآخرين ، فتجده يعطف عليهم .

    8. ومن آثار الإيمان بالقدر أن الداعي إلى الله يصدع بدعوته ، ويجهر بها أمام

    الكافرين والظالمين ، لا يخاف في الله لومة لائم ، يبين للناس حقيقة الإيمان ويوضح

    لهم مقتضياته ، وواجباتهم تجاه ربهم – تبارك وتعالى - ، كما يبين لهم حقائق الكفر

    والشرك والنفاق ويحذرهم منها ، ويكشف الباطل وزيفه .


    المؤمن و القـــدر

    إن المؤمن الصادق لا يذل إلا لله ، ولا يخضع إلا له ، ولا يخاف إلا منه ، وحين يكون

    كذلك تجده يسلك الطريق المستقيم ، ويثبت عليه ، ويدعوا إليه ، ويصبر على ما يلقاه

    في سبيل الدعوة من عداء المعتدين ، وحرب الظالمين ، ومكر الماكرين ، ولا يصده

    شيء من ذلك ؛ لأن هؤلاء لا يملكون من أمر الحياة ولا أمر الأرزاق شيئًا ، وإذا كان

    الأمر هكذا
    فكيف يبقي في نفس المؤمن الداعية ذرة من خوف وهو يؤمن بقضاء الله وقدره ؟ !

    فما قـدر سيكون ، وما لم يقدر لن يكون ، وهذا كله مرجعه إلى الله ، والعباد لا

    يملكون من ذلك شيئًا .

    قال العلامة الشيخ محمد السفاريني في منظومته :

    أفعالنــا مخلـــــــــوقة لله
    لكنها كسب لنا يا لا هـي

    وكل ما يفعــله العبــــــاد
    من طاعة أو ضدها مراد

    لربنا من غير ما اضـطرار

    منه لنا ، فافهم ولا تمـار


    مقتبسه من كتاب : القضاء والقدر في ضوء الكتاب والسنة ومذاهب الناس فيه

    تأليف د / عبد الرحمن بن صالح المحمود
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اختي الحبيبة في الله فداء الرسول
    اجدت اختي في الانتقاء
    كتاب قيم
    بارك الله فيك على حسن صنيعك
    جزاك الله خيرا.
    اللهم اجعلن ممن يرضووا بقضاء الله وقدره والشاكرين لالاء الابتلاء وفي زمرة من رضوا على الله ورضي عنهم.
    منتديات في خصاص الى دعمنا فلا نبخل عليها بعطائنا وبذلنا


    http://www.kalemasawa.abed-alkarem.com/


    http://www.islamswomen.net/vb/index.php


    http://versislam.01maroc.org/vb

    [glint]

    http://islamyatway.ahlamontada.net/forum.htm]

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

القضاء والقدرفي ضوء الكتاب والسنة ومذاهب الناس فيه

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أدعية من الكتاب والسنة
    بواسطة خديجة* في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 21-03-2012, 06:27 AM
  2. مناسك الحج والعمرة في ضوء الكتاب والسنة وآثار السلف وسرد ما ألحق الناس بها من البدع -
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-05-2010, 02:00 AM
  3. الحزن والاكتئاب في ضوء الكتاب والسنة
    بواسطة فداء الرسول في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-07-2009, 02:16 AM
  4. عقيدتنا من الكتاب والسنة
    بواسطة ناصرة في المنتدى العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 01-05-2009, 08:31 AM
  5. الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة
    بواسطة احمد العربى في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-01-2007, 03:50 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

القضاء والقدرفي ضوء الكتاب والسنة ومذاهب الناس فيه

القضاء والقدرفي ضوء الكتاب والسنة ومذاهب الناس فيه