قوله تعالى

((فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ ))150 ألأعراف

الشماتة هي إظهار الفرح بالبلية التي تصيب من بينك وبينه عداوة---وهي آية واضحة المعنى قيلت على لسان هارون

وليست هي هدفي--إنما هدفي هو آية ((رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ ) البقرة 286 فهل الذي لا طاقة لنا به هو شماتة الأعداء؟؟
__________________

لو نظرنا إلى ماقبلها معها

قال تعالى((وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ))--- فهل يمكن أن يكون الإصر هو نفسه ما لا طاقة لنا به؟؟

بمعنى إخر هل يمكن أن تتكرر متتالية نفس الفكرة في تعبيرين قرآنيين؟؟

طبعا لا يمكن --فالإصر مختلف عما لا طاقة لنا به---


فما هو الإصر؟؟

قال الجوهري (أصَرَهُ يَأْصِرُهُ أصْراً: حَبَسه. والموضعُ مَأْصِرُ ومَأْصَرٌ، والجمع مَآصِرُ. الأموي: أصَرْتُ الشيءَ أصْراً: كسرته. الأصمعي: الآصِرَةُ: ما عطفك على رجلٍ من رحِمٍ أو قرابةٍ أو صِهْرٍ أو معروفٍ؛ والجمع الأَواصِرُ. يقال: ما تَأْصِرُني على فلان آصِرَةٌ، أي ما تعطِفُني عليه قرابةٌ ولا مِنَّةٌ. والإصْرُ: العهدُ. والإصْرُ: الذنبُ والثِقَلُ.))
فالإصر إما أن يكون العهد---وإما أن يكون الذنب-- وإما أن يكون الثقل--وفي هذه المعاني جميعها معنى الحبس لحامل الذنب أو العهد أو الثقل

أما قول الزمخشري ( وَلاَ تُحَمّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ } من العقوبات النازلة بمن قبلنا، طلبوا الإعفاء عن التكليفات الشاقة التي كلفها من قبلهم، ثم عما نزل عليهم من العقوبات على تفريطهم في المحافظة عليها. وقيل: المراد به الشاقّ الذي لا يكاد يستطاع من التكليف. وهذا تكرير لقوله: { وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا }.))

فلم أشعر بالإرتياح لاعتباره جملة "وَلاَ تُحَمّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ " من باب التكرير لجملة "وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا " ---إذ لا بد أنهما غير متكافئتين من حيث المعنى

فالإصر هو الثقيل من التكاليف---أي لا تكلفنا يا ألله بما لا نستطيع حمله من تكاليف شرعية مظنة التقصير ---ولا تحمّلنا يا الله ما لا طاقة لنا به من العذاب في الدنيا إذا ما قصرنا---ولا تحملنا ما يؤدي إلى شماتة أعدائنا بنا إذا ما أصابنا بلاء أو عذاب منك لتقصيرنا في إداء حقك في دنيانا--

ركزوا في قولي ففيه ما فيه من أفكار تدفع إلى إمعان النظر والتدقيق