من أين تنبع قوة المرأة؟
عندما يحصل الرجل على حنان وتقدير زوجته يستطيع أن يغزو العالم بأسره
تقوم المرأة بعملية الربط بين كل من زوجها وأسرتها وبين المجتمع
بشكل عام، لذا ليست عملية اختيار المرأة لشريك حياتها بأمر ينطوي
على الخضوع أو الضعف الاجتماعي، بل يشكل قوة كبيرة
تلعب دوراً هاماً في تحديد السلوك الاجتماعي لذلك الشريك
د. لورا شليسنجر حاصلة على دكتوراه في علم النفس المتعلق بالزواج والأسرة من جامعة كولومبيا،
وقد نشر لها العديد من الكتب التي كان لها تأثير إيجابي شديد على مئات الآلاف من القراء الذين تحولت حيواتهم إلى الأفضل، وكذلك الذين كانوا على حافة الانفصال ثم تحولت علاقاتهم إلى علاقات ناجحة بكل المقاييس. لا يهدف الكتاب لدعوة المرأة إلى أن تكون مطيعة لدرجة الخنوع والعبودية أو طيبة القلب لدرجة انعدام الرأي والسلبية;
فليس الإمعان في الضعف بدعوى حسن معاملة الزوج واحترامه ما تهدف إليه المؤلفة. فالمرأة كائن درامي ـ شديد التميز لما تتمتع به من ملكات وقدرات تستطيع من خلالها احتواء الحياة في رحمها: إذ تتكون تلك الحياة من مزيج عجيب من إرادة الله ـ أولا وأخيرا ـ ومشيئة زوجها. ولطالما عرف عن المرأة نزوعها الطبيعي للعطف والحنان واحتواء الأسرة.
ومن خلال رابطة الزواج المقدسة فالرجل يتقدم لخطبة المرأة وبنفس الأسلوب يلجأ الطفل لأمه بحكم الطبيعة طالبا النصح والإرشاد والتوجيه المكلل في الوقت عينه بالرقة والحنو والجدية معاً.
من هنا تأتي ما نسميها «قوة المرأة».
فعندما يحصل الرجل على ما ينشد من حنان وتقدير من زوجته يستطيع أن يغزو العالم بأسره، كالقائد الذي يحقق كثيرا من الفتوحات وينتصر في كافة الغزوات، لكنه في كافة الأحوال يدين بالكثير لزوجته: تلك المرأة التي منحته القوة والثقة.
من ناحية أخرى، عندما تشعر المرأة بذاك الولاء وتحسن التعامل مع نتائجه تتحول حياتها مع زوجها إلى نسيج متناغم من التفاهم والمودة التي تستمر وتنمو وتزداد حتى في أحلك الأوقات وأشدها وأكثرها ضيقاً كالأزمات المالية والمشكلات الصحية والأولاد المتمردين والجيران المشاكسين.
إن هذا الكتاب بمثابة نشرة توعية وصحيفة يمكنك اللجوء إليها واستقاء ما تحتويه من مبادئ إيجابية وأفكار بناءة لتغيير حياتك الزوجية وكذا حياة أسرتك وجعلها تجربة سليمة ومرضية من الناحية الاجتماعية والنفسية والروحية معاً، كما يمنحك الكتاب إجابات على ما قد يخطر ببالك، أو حتى ببال شريك حياتك، من أسئلة هامة أو متعلقة بأمور حيوية بالنسبة لمستقبلكما معا.
كما تقدم لورا شليسنجر أسلوبا جديدا للتعامل مع قضايا المرأة ومشاكلها واحتياجاتها بشكل واع يبين حتى النقاط غير السليمة في هذه القضايا وتلك الاحتياجات، إذ قد ينطوي بعضها على أخطاء لا يجب تجاهلها; فحينما نتحدث عن المرأة ككائن ضعيف، وضحية لكبرياء الرجل وطغيانه لا يجب أن نغفل عن كونها تفتقر للحكمة والدهاء والقدرة على إرضاء زوجها في بعض الأحيان، إلا أن الرجل الذي لا يفي باحتياجات زوجته ولا يحترم مشاعرها شخص يفتقر للتحضر والتهذيب.
وهنا يذكر الكتاب نقطة شديدة الأهمية: ألا وهي أن المرأة لا تنشد المساواة بالرجل قدر ما تحتاج للحب والحنان.
ويسوق الكتاب عدة أمثلة للمرأة التي تعجز عن استيعاب ما تتمتع به من قوة ومواهب، فتنسى بذلك أن الرجل ما هو سوى ابن لها قبل أن يصير شريكا لحياتها، لذا تعتبر المرأة مركزاً يدور حوله الاتزان العاطفي للرجل، فلا ينتحر الرجل بسبب هزيمته في مباراة رياضية أو حتى خسائر مادية، بل يصل به الأمر إلى الانتحار بسبب فشل في علاقة عاطفية، عندما ترفضه امرأة أو تتجاهل مشاعره! الأمر الذي يدفعه للشعور بالوحدة والإحباط والاكتئاب وأخيراً لإنهاء حياته بنفسه.
منقول بتصرف
المفضلات