أول ما يتبادر إلى الذهن النصراني - الذي يصدق ولا بد أن يصدق - عندما يجد تعارضا لفظيا واضحا كالذي بين أيدينا الآن هو أن يقفز فورا إلى مخرج إختلاف المعاني بالرغم من تطابق الألفاظ
وبالتالي سيكون رده على هذا التناقض هو أن مفهوم الإيمان في عدد متى مختلف عن مفهوم الإيمان في رسالة بولس
فالإيمان الذي يقصده بولس هو الإيمان بفلسفة الصلب والفداء ... وملخصها أن الرب أرسل إبنه - حاشا لله - الذي هو نفسه ليسلم نفسه إلى من سيقومون بقتل نفسه وذلك لكي تجد نفسه مبررا أمام نفسه لكي تقوم نفسه بمغفرة الذنب الذي لم تقترفه نفسه!!!
وأما الإيمان الذي يقصده يسوع - والذي هو من أثقل الناموس - هو الإيمان بالرب ... بمعنى الإيمان بوجوده وطاعة أوامره وإجتناب نواهيه
ولو فعل النصراني ذلك فقد أصاب دون أدنى شك ... ونشكره كثيرا على تبيان أن المسيح كان يدعو الناس لعبادة الرب والإيمان به والعمل بشريعته ... ولم يأت ليدع الناس إلى الإيمان بقتل إبن نفسه والذي - بالمناسبة - هو هو نفسه
فالخيارين - وكلاهما مر - أمام النصارى الآن :
1 - إما التسليم بمعارضة تعاليم بولس لقول المسيح في علاقة الإيمان بالناموس - وكلا الكلامين في العهد الجديد عهد النعمة كما يسمونه - وبالتالي فبولس ليس رسولا من الرب أو حتى من المسيح كما يزعم ... إذ كيف يسمي الرب أثقل الناموس إيمانا وينفي من يزعم أنه مرسل من الرب كون الناموس من الإيمان ... وفي هذه الحالة تكون الديانة البولسية - المعروفة الآن بالمسيحية - قد نسفت تماما مع سقوط مؤسسها بولس اليهودي ... ويبطل إيمانهم وتبطل كرازتهم
2 - وإما محاولة التفريق بين مراد المسيح ومراد بولس بكلمة الإيمان - على النحو المذكور أعلاه - وبالتالي فقد أثبت من حيث لا يدري أن المسيح لم يرسل للناس لكي يدعوهم للإيمان بنظرية الصلب والفداء والخطية الأصلية وكل هذه الفلسفات الوثنية التي إفتراها بولس
فأيهما تختار يا ضيفنا النصراني الذي يقرأ هذا الموضوع الآن؟؟؟
أخبرنا هداك الله بنا أو هدانا بك!!!
المفضلات