رسالة الإسلام - خاص

الثلاثاء 02 رمضان 1429الموافق 02 سبتمبر 2008




حاوره: مجاهد مليجي


تناول الدكتور زغلول النجار العديد من القضايا المهمة في حواره الذي اختص به موقع "رسالة الإسلام" رغم ارتباطاته المتلاحقة وجدوله الممتلئ إلا أنه اقتنص الوقت اللازم لتمكين مراسلنا من إجراء هذا الحوار معه والذي أكد فيه عظمة الإعجاز العلمي في تأكيد عالمية الإسلام ودوره البارز في هداية البشرية، مشيراً إلى عودة جماعية إلى روح وتعاليم الإسلام كما أن الإعجاز العلمي لا تتوقف عجائبه، يوماً بعد يوم وكل يوم هناك جديد.. كما تناول العديد من القضايا المهمة في هذا الحوار..


رفض تدريس مادة الإعجاز


-بداية.. فضيلتكم بما لكم من باع طويل في مجال الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، هل يستحق"الإعجاز العلمي في القرآن والسنة" أن يكون مادة تدرس في مراحل التعليم المختلفة بالجامعات العربية والإسلامية؟


** نعم.. ويدرس فعلاً في جامعة عجمان منذ أكثر من خمسة أعوام, ولقد حاولت مع كل الجامعات المصرية من أجل تدريس مادة الإعجاز كمتطلب جامعي؛ وأعربت عن استعدادي لوضع المناهج, بل منحتهم الكتب أيضا، وعرضت أن أقوم بالتدريس متطوعاً ؛ ولكن لم يستجب لي أحد!! وحتى جامعة الأزهر رفض المسؤولون فيها أن تحتوي مناهجها على منهج للإعجاز العلمي وتحججوا بأن لديهم 40 كلية لا يعرفون أين يضعوا هذا المنهج وفي أي كلية.


-هل تقصدون بإبراز أبحاث "الإعجاز العلمي في القرآن والسنة" غير المسلمين على وجه الخصوص؟ أم هي للمسلمين وغير المسلمين؟


**الإعجاز العلمي للقران الكريم والسنة المطهرة يقصد به في المقام الأول تثبيت المسلمين ودعوة غير المسلمين, كما أن الإعجاز العلمي من أهم وسائل هداية غير المسلمين إلى الإسلام وخاصة إذا أتقن المسلمون فهم آيات الإعجاز العلمي في القرآن وأحسنوا تفسيرها للناس, وقد حاورت الكثيرين في أوروبا وأمريكا وأستراليا بعد مناقشات مستفيضة حول الإعجاز العلمي للقرآن والسنة وأسلم العشرات على يدي ولله الحمد.


-هل أثرت بالفعل بعض دلائل "الإعجاز العلمي في القرآن والسنة" في غير المسلمين؟


** نعم أثرت في كثير من المنصفين والعقلاء الباحثين عن الحقيقة والمدركين لقيمة العلم والعلماء؛ وأسلم عشرات من كبار العلماء في أكثر بلاد العالم مادية في الغرب وأمريكا.


آخر الأبحاث العلمية في مجال الإعجاز


-ما آخر الأبحاث في هذا المجال المبارك؟


** عجائب القرآن لا تنتهي وكل يوم هناك جديد، وآخرها التأكيد على أن جميع محيطات الأرض وعدداً من بحارها قائمة على فورات بركانية شديدة تسجر قيعان كل هذه البحار والمحيطات تسجيراً حقيقياً بالنيران، وقد ذكر القرآن تلك الحقيقة العلمية منذ أكثر من 1400 سنة في قوله تعالى {والبحر المسجور} ولم يصل العلم الحديث لهذه الحقيقة العلمية إلا منذ 20 عاماً فقط.


-وما قصة مجمع البحوث الإسلامية مع هذه الحقيقة العلمية وما سببته من خلاف معكم ؟


** قام أحد الأعضاء وقال أقسم بالله العظيم أن أعيش طول عمري وأنا لا أعترف بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة، فكيف يقولون لنا أن تحت البحر ناراً, وعندما وصلني هذا الكلام أخذت معي جهاز كمبيوتر محمول وعليه فيلم كامل لما تحت قاع البحر, وهو فيلم علمي يدلل على صحة ما قيل عن وجود نار تحت البحر, وعندما شاهد علماء وشيوخ المجمع هذه الصور قالوا: سبحان الله وفوق كل ذي علم عليم فعاتبتهم على ما سبق وأعلنوه عن رفضهم الإعجاز في القرآن والسنة, وسألتهم كيف يكون لبابا روما عشرات المستشارين العلميين في الوقت الذي لا يوجد لشيخ الأزهر مستشار علمي واحد, ويظل مجمع البحوث الإسلامية بعيداً عن إدراك الأهداف الكلية للعلوم وهو أمر لا يليق بواحد من أهم المجامع الفقهية على مستوى العالم الإسلامي كله.


-كيف يمكن الاستفادة من "الإعجاز العلمي في القرآن والسنة" في الدعوة إلى الله؟


** تثبيتاً للمسلمين, ودعوة لغير المسلمين إلى حقيقة اهتمام الإسلام بالعلم، وهناك برامج على مختلف القنوات الفضائية الآن تتناول قضية الإعجاز العلمي, ولدي برنامج بالإنجليزية اسمه "ريزون" أسلم بسبب الاستماع إليه الكثيرون، وعلى قناة الهدى برنامج آخر بعنوان " المنطق " الإسلام والعلم.


-هل أنتم راضون عن حركة النشر لأبحاث الإعجاز العلمي؟ وما الدور المؤمل للوقف في ذلك؟


** بالنسبة لي راضٍ حيث إن لي ثلاث موسوعات : الأولى موسوعة الإعجاز العلمي في القران الكريم وهي 6 مجلدات طبعت منها ثلاثة مجلدات، وباقٍ ثلاثة, والثانية موسوعة التفسير العلمي للآيات الكونية للقرآن، وصدر منها 4 مجلدات، وقدمت لها بمجلد خامس يحوي تفسيراً كاملاً للقرآن في مجلد واحد موسوعة الإعجاز في السنة النبوية المطهرة وقد صدر منها ثلاثة مجلدات, إضافة إلى عشرات الكتب التي ترجمت وجمعت في مجلد باللغتين العربية والإنجليزية؛ فضلاً عن إن كل هذه الأعمال تتم ترجمتها الآن إلى اللغات العالمية الحية وهي الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية, وبعضها ترجم للغات الروسية والإندونيسية والماليزية " لغة الملايو" واللغة التركية أيضا وعدد من لغات العالم الإسلامي كالأوردية, ولغات الجمهوريات الإسلامية المستقلة حديثاً عن الاتحاد السوفيتي السابق بآسيا الوسطى.


أصناف الرافضين للإعجاز العلمي


-ما ردكم على المشككين أو الرافضين لمسألة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم؟ يتعرض الإعجاز العلمي في القرآن والسنة لهجوم ضار في الداخل والخارج فكيف تواجهون مثل هذا الهجوم؟


** في الحقيقة الرافضون للإعجاز العلمي في القرآن الكريم ويهاجمونه شخص من ثلاثة.. إما دارس للعلوم الشرعية، وبالطبع فإن أصحاب الدراسة الشرعية في زماننا هذا لا يعطون القدر الكافي من العلوم التطبيقية، ولا يتخيل أن العلوم التجريبية تصل للحقيقة القرآنية، كما يتخيل أن العلوم كلها فروض ونظريات، ومن منطلق حرصه الشديد على القرآن الكريم يهاجم الإعجاز ويخشى على القرآن، وذلك غير صحيح لأن العلم التجريبي إذا وصل إلى مقام الحقيقة أو القانون الكوني فإنه لا يرتد على ذاته، وقد يضاف إليه أو يتوسع فيه؛ ولكنه لا يناقض نفسه مطلقاً، وأنا شخصياً أحترم هؤلاء وأجلهم لأننا حين نتحدث إليهم ونبرز لهم الدليل الواقعي العملي على ما نقول يقتنعون، ومن هؤلاء عالم جليل ظل يهاجمني عبر العديد من وسائل الإعلام دون أن يستمع لمحاضرة واحدة من محاضراتي، وعندما استمع بالفعل لإحدى المحاضرات جاءني وقال إنه كان يشك في المنهجية ولكنه الآن يعترف بحقيقة وجود الإعجاز العلمي، والنوع الثاني ممن يهاجمون الإعجاز هم: المستغربون الذين تربوا وتتلمذوا على يد الغرب وتعرضوا للتغريب الفكري على يد نفر من أعداء الإسلام الذين كانوا يهاجمونه فأصبحوا يؤمنون إيماناً تاماً بأن الإسلام يتناقض مع العلم وهؤلاء يحاربون الإعجاز لأنهم هزموا بالسلاح الذي هاجموا به الإسلام وهو العلم؛ وبعض هؤلاء عندما نحاورهم يفهمون, وبعضهم لا يفهم ؛ وأنا شخصياً يسعدني أن يشعر هؤلاء بالهزيمة لما وجدوا أن العلوم الكونية في معطياتها الكلية تؤكد على كثير من الحقائق القرآنية، والصنف الثالث هم أعداء النجاح والكارهون لأصحابه وما أكثرهم في عصرنا هذا فنحن نجد أناساً بمجرد أن يروا إنساناً نجح في قضية من القضايا يبدأون في الهجوم عليه وهؤلاء نسأل الله لهم الهداية.


-أي هذه الأصناف الثلاثة أشد وطأة؟


**الشيوعيون والملحدون والماديون من أبناء المسلمين هم الأشد وطأة ومنهم أعداء أي نجاح وكارهون لأصحابه حيث - كما ذكرت لك - حين أناقش الغربيين بعضهم يفهم ويقتنع بل ويسلم!! وحين ناقشت كثيراً من المشايخ المعارضين واستمعوا للمنطق والحجة من خلال المناقشة يقتنعون بسهولة.


-لقد حذرتم أكثر من مرة من مخططات تنصيرية تستهدف المجتمعات المسلمة .. بخبرتكم كيف يمكن أن يواجه المسلمون مخططات التنصير؟


** لدي قضية منظورة أمام المحكمة بهذا الخصوص ولن أتكلم في الموضوع حتى تنتهي هذه القضية ويفصل فيها حيث حرَّف البعض تصريحاتي وتقدمت بدفوعي وأحترم القضاء المصري.


-هل تعتقد أن الكوارث الطبيعية التي يتعرض لها العالم بين الحين والحين من جراء إفساد الإنسان في الأرض.. هل تمثل عقاباً إلهياً؟


** لما حصل زلزال أندونيسيا قلت: إن الكوارث جند من جنود الله، يرسلها الله عقاباً للعاصين, وابتلاءً وعبرةً للصالحين المؤمنين, وكل الآيات القرآنية الكريمة والعديد من الأحاديث النبوية الشريفة تؤكد على هذه الحقيقة.


مد إسلامي جارف قادم


-عودة المسلمين للتمسك بدينهم..في رؤيتكم هل الأمر في ازدياد أم نقصان أم تذبذب؟


** بالطبع يتزايد؛ وأرى أن هناك مداً إسلامياً جارفاً في شتى أنحاء العالم، ويبشر بخير عظيم وبعودة جماعية للبشرية إلى الله في كل أنحاء المعمورة، فضلاً عن عودة أبناء العالم الإسلامي للتمسك بدينهم والرجوع إلى جوهر الإسلام العظيم.. وكل منصف يلمس ذلك على امتداد المشهد الإسلامي الواسع وهذه رحمة من الله.


الحوار مع الصهاينة غير مجدٍ


-كيف ترى علاقة العالم الإسلامي بالكيان الصهيوني في الفترة الحالية وهل هناك أمل من الحوار معهم؟


§يجب أن نفرق بين الديانة اليهودية التي جاء بأسسها وقواعدها نبي الله موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وبين الصهاينة الذين يدنسون مقدساتنا وأعراضنا والحوار مع هؤلاء غير مجد، وأنا أذكر أنني وأثناء وجودي في أحد المؤتمرات وجدت شاباً يهودياً يقف ليقول: إنني كنت ملكاً غير متوج في الولايات المتحدة الأمريكية ولكن عندما دعيت إلى بلادي وبلاد أجدادي أرض "إسرائيل" لم أتردد لحظة واحدة أن أترك كل شيء وأعود إليها فاستوقفته وقلت له: هذه البلاد كان وسيظل اسمها فلسطين وإذا أردت أن تشير إليها فيجب أن تقول فلسطين فقال: كتبي المقدسة تشير إلى أن اسمها إسرائيل فقلت له: كتبك المقدسة, غير مقدسة لأنها مليئة بالأخطاء اللغوية والعقدية والعبادية والعلمية والتاريخية ونسبتها إلي الله جريمة ويكفيكم عاراً أنكم تزعمون عدداً من أنبياء الله عليهم السلام هم أبناء زنا محارم.. وهكذا فإن الحوار مع اليهود غير مجد طالما سيطرت عليهم العقيدة الدموية وطالما أصروا على تدنيس مقدساتنا وأرضنا.


دعم الصهاينة ينافي قيم الغرب المعلنة


-الأقليات وحقوق الإنسان من القضايا التي يثيرها الغرب بين الحين والآخر.. كيف يواجه المسلمون الضغوط المشبوهة حيال تلك القضية؟


* لا بد أن نعلم في البداية أن الغرب لا يريد الخير لا للإسلام ولا للمسلمين والدليل على ذلك حرصه على تقطيع أوصال الأمة الإسلامية وبث الفتنة والبغضاء داخل المجتمعات الإسلامية كافة دون استثناء، كما أن ذلك الغرب الذي يدعي حفاظه على حقوق الإنسان قام بزرع أرذل الشعوب وهم الصهاينة في قلب الأمة الإسلامية بصورة تنافي كل قيم العدل التي يزعم الغرب أنه ينادي بها، ولا بد أيضا أن ندرك أن ضغوط الغرب علينا بالزعم بتحيز المسلمين ضد الأقليات أو المرأة إلى آخر تلك القضايا المزعومة إنما هو محاولة غربية لحصار الإسلام بعد أن فوجئ القادة الغربيون بأن الإسلام ينتشر بصورة لم يتخيلوها في أسوأ أحلامهم.