الكاتب: أ. فردوس أحمد
"في كل عام يتحوّل عدد كبير من الفقراء المسلمين والقبليين إلى المسيحية، في ظل انتشار الحملات التنصيرية التي تستغل حاجة هؤلاء الماسة للمال والعمل"..
بهذه الكلمات حذر مسئول رفيع بوزارة الشئون الدينية في بنجلاديش من تزايد أنشطة التنصير، التي غالبا ما تقوم بها منظمات غير حكومية تحت ستار تقديم مساعدات إنسانية.
وقال المسئول -الذي رفض الكشف عن اسمه لحساسية القضية- في تصريحات لشبكة "إسلام أون لاين.نت": "الكثيرون من القبليين وأبناء الطبقة الفقيرة من الهندوس والبوذيين، بل المسلمين أيضا، أصبحوا هدفا للمنظمات التنصيرية التي تغريهم إما بالمال أو بتوفير الوظائف".
أناس فقراء
متفقا مع هذا المسئول، قال عبد الله الفاروق مدير إحدى الصحف اليومية المحلية: إن "الفقر والمشكلات الاقتصادية هي الأسباب الرئيسية للتحوّل إلى المسيحية في بنجلاديش".
وأردف الفاروق قائلا: "من خلال زيارة واحدة يوم الأحد لأي كنيسة سترى أن غالبية المسيحيين هم أناس فقراء".
وحول الجهات التي تقوم بهذه الأنشطة، قال عبد الرحمن مالك، وهو مستشار تعليمي: إن مئات المنظمات غير الحكومية، وفيها منظمة "الرؤية العالمية"، و"كاريتاس"، و"جمعية الشبان المسيحية"، وجمعيات أخرى، تقوم بأنشطة تنصيرية في بنجلاديش منذ وقت طويل.
وأضاف مالك أن "البعثات المسيحية والمنظمات غير الحكومية تعمل جاهدة لتحويل المسلمين إلى المسيحية تحت مظلة الخدمات الاجتماعية".
وبنبرة يعلوها الغضب استنكر فضل الرحمن المدير العام للمؤسسة الإسلامية في بنجلاديش ما يقوم به المسيحيون من عمليات "تنصير استغلالا لما في أيديهم من أموال".
وأضاف: "نحاول جاهدين الكشف عن أنشطة التنصير.. نشعر بالقلق كمسلمين بشأن هذا التحول إلى المسيحية، ويتعين علينا إيجاد طرق ووسائل للفقراء المسلمين والقبليين لوقف تلك الأنشطة".
تصاعد مستمر
وبشأن أعداد المتحولين إلى المسيحية، نفى عطور الرحمن أمين وزارة الشئون الدينية أي معرفة له بهذا الأمر، قائلا: "ليس لدي أية معلومات حول زيادة أعداد المسيحيين في بلادنا".
وأعرب عن اعتقاده بأن "عدم وجود قسم في وزارة الشئون الدينية للنظر في تحوّل المسلمين عن دينهم وأعدادهم، قد يكون سبب ذلك".
وارتفع عدد الكنائس في بنجلاديش من 13 كنيسة عام 1960 إلى أكثر من 500 كنيسة حاليا، بحسب إحصاءات أجرتها هيئات مستقلة.
وبالنسبة لأعداد المنصرين، تفيد الإحصاءات بأن هناك نحو 850 منصرًا ومنصرة في كنيسة "كاكريل"، أكبر كنائس العاصمة دكا فقط، لكنها لم تذكر عددا إجماليا لهم.
ويقترب عدد المسحيين حاليًا من مليوني نسمة، بحسب إحصائيات غير رسمية، برغم أن الدوائر المسيحية لا تتحدث إلا عن حوالي نصف مليون فقط.
ومن اللافت أن أعداد المسيحيين في بنجلاديش في تصاعد مستمر، وهو ما أرجعه مراقبون إلى تنامي الأنشطة التنصيرية؛ ففي عام 1947 لم يكن هناك إلا نحو 50 ألف مسيحي، وفي عام 1971 زادوا بمعدل أربعة أضعاف، إلى أن قفز عددهم إلى نحو 400 ألف مسيحي عام 2001، بحسب إحصائيات حكومية.
ووفقًا لكتب التاريخ، فإن المسيحية وصلت بنجلاديش مع قدوم البرتغاليين في القرن السادس عشر الميلادي؛ حيث بنوا مستشفى ومدرسة في مدينة هولجي، وهو المكان الذي استطاع البرتغاليون أن يحصلوا على إذن بالإقامة فيه، ثم بدءوا بعد ذلك ينتشرون حتى وصلوا إلى العاصمة ومدينة شيتاجونج.
"الإنجيل الشريف"
مولانا أتقور رحمان رئيس المؤسسة الاجتماعية المعروفة باسم "بعثة مساجد بنجلاديش"، من جهته طالب الحكومة بالتدخل لوقف ما أسماه "التحول الديني المستند إلى الدعم المالي".
وتنتشر أنشطة تنصير المسلمين في بنجلاديش، لكن بصورة تطغى عليها السرية الشديدة والكتمان؛ حتى لا تجذب انتباه المسلمين.
وتلجأ البعثات التنصيرية إلى أساليب جديدة لتسهيل مهمتها، من بينها لجوء المنصرين لاستخدام ألفاظ إسلامية وعربية في أنشطتهم.
وفي هذا السياق لفت أتقور رحمان إلى أن المنصرين يطلقون على الكتاب المقدس اسم "الإنجيل الشريف" على غرار "القرآن الكريم"، ويسمون الصلاة بـ "المناجاة".
ويشكل المسلمون 85% من سكان بنجلاديش؛ مما يجعلهم ثالث أكبر تجمع للمسلمين في العالم، فيما يشكل الهندوس والبوذيون والمسيحيون النسبة المتبقية.
نفوذ مسيحي
من جانبه، اعترف "الأب لينتو" بأنه "لا يمر شهر دون أن تأتي مجموعة من الناس ليعلنوا اعتناق المسيحية في كنيسة كاكريل".
وقال: "هنا في بنجلاديش، ليس هناك أية مشكلات تعوق الدعوة إلى المسيحية"، مضيفا أن "الحكومة لم تتوان عن تقديم أي دعم لنا.. نحن أقلية، لكننا نمتلك نفوذا في مجتمعنا".
وعن الأنشطة المسيحية في دكا، تابع لينتو: "أنشأ المسيحيون العديد من المدارس والكليات، ككلية نوتردام، التي تقع في قلب العاصمة، إضافة إلى كلية سانت زفير"، ويدرس آلاف الطلاب في هذه المدارس والكليات.
المصدر
http://www.hadielislam.com/articles/...9yeSZjPTc3Mg==
المفضلات