الإسلام ليس حكرًا على طائفة أو عِرْق معين في "الدنمارك"، والباب مفتوح للجميع للدخول دون استئذان من أحد، وهذا ما فعله أكثر من 4500 دنمركي حتى الآن، وأشهروا إسلامهم؛ حيث نشرت تصريحاتهم وأقوالهم في بحث أكاديمي مع 130 دنماركيًّا أشهروا إسلامهم على خلفيات كثيرة.
وتقول الكاتبة الباحثة في الدين من جامعة كوبنهاجن "كاتي أوسترغورد" - في بداية كتابها -: إن إشهار بعض الدنماركيين إسلامهم يعود إلى أسباب كثيرة، وليس فقط للاعتقاد الكافي بالإسلام، وإن كثيرًا منهم شباب في سن مبكرة؛ ليتمكنوا من تقرير مصيرهم الديني، ولذلك قامت بالبحث للتعرف على أسباب إشهار هؤلاء الدنماركيين إسلامهم، وتبين لها أنه من كل عشرة أشخاص هناك ستة يرفضون الديمقراطية الغربية، ويبغضونها وينقمون عليها، ووجدوا في الإسلام باب السلام، والهروب من (فلتان) الديمقراطية الغربية، التي رسم قوانينها البشر، وأنهم يفضلون القانون الإلهي على القوانين الوضعية، كما قال أحدهم: قانوننا وشريعتنا تأتي مباشرة من رب العالمين، ولا تأتي من بشر ميت.
في حين رأى نصف المشاركين في البحث أنه يمكن للمسلم أن يعيش في مجتمع ديمقراطي ويحافظ على دينه؛ لأنه لو نفذت الديمقراطية بحذافيرها دون استثناء، فهي تقع مباشرة تحت المبادئ الإسلامية في كثير من مبادئها.
وتقول الكاتبة: إن من المسلمين الجدد من أراد أن يكون له مكان مميز في المجتمع، فسعى للدخول في الإسلام ليحتل تلك المكانة في قلوب المسلمين، وأنه اختار شيئًا مميزًا في المجتمع الدنمركي.
وقد أكدت الباحثة أن عددًا من المسلمين الجدد يفضلون قضاء الوقت في المساجد، وتعلم الدين والقرآن، على أن يكونوا مع أصدقائهم وعائلاتهم بنسبة 81%، وأن الدين يستحوذ على كثير من وقتهم، إضافة لاعتنائهم بمظهرهم الإسلامي كاللحية والجلابية للتمييز بينهم وبين الدنمركيين غير المسلمين.
كما أكدت أن الكثير منهم يؤدون صلواتهم الخمس في المساجد، ويصومون رمضان، ويهتمون بأداء أركان الإسلام كلها، في حين يحاول نسبة 57% منهم اتِّباع السنة النبوية بحذافيرها.
وتستشهد الكاتبة بتصريحات الإمام الدنمركي "عبدالواحد بدرسون"، الذي يقول عن المسلمين الجدد: إنهم كالعطشى، يسعون وراء المعرفة والحقيقة، ويقضون معظم أوقاتهم في تعلم الدين الإسلامي، أكثر من المسلمين أنفسهم، الذين عادة ما يهملون التعلم بعد مرحلة من العمر، ولأن الإسلام جاء بعد اختيار وحرية، فعليهم أن يتعلموه ويدافعوا عنه أمام الدنمركيين من أصدقائهم وعائلاتهم ولذلك هم يسعون بجد وإخلاص للتعلم.
وتعترف الكاتبة أن معظم المشاركين أكدوا لها أن الدين الإسلامي ليس دين رفاهية، بل هو دين يجب أن يتعب فيه الإنسان لتحصيل العلم والمعرفة، والنهوض بنفس الإنسان وعدم الوقوع في الرذيلة والفحشاء، التي رفضها هؤلاء المسلمون الجدد، وأنهم في معركة مع أنفسهم والمجتمع الدنمركي، فيما يشبه بعضهم أنفسهم بالجيل الأول من الصحابة؛ حيث كانت المعركة مع النفس أقوى من المعركة مع العدو.
المصدر
http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=147163&pg=43
http://www.alukah.net/articles/217/3248.aspx
المفضلات