أعرب العديد من قادة المسلمين في أستراليا عن غضبهم ووجهوا انتقادات شديدة للحكومة السابقة برئاسة "جون هوارد"، متهمين إياها بـ "كراهية الإسلام".
جاء ذلك ردا على مفاجآت كشفتها صحيفة "ذي ويك إيند أستراليان" الاسترالية عندما نشرت تصريحات لوزير الهجرة السابق "كيفين أندرو" يؤكد فيها أنه تلقى العام الماضي تعليمات من هوارد بالتركيز علي زيادة أعداد اللاجئين العراقيين النصارى القادمين من المنطقة العربية.
وقال "د. أمير على" وهو من أبرز قادة المسلمين في أستراليا: "كشف أندرو الأجندة الخفية لحكومة هوارد القائمة على كراهية الإسلام عندما أمر وزارته بزيادة أعداد اللاجئين النصارى". وأضاف علي، الذي كان أحد مستشاري حكومة هوارد لشئون الإسلام: "كانت الحكومة السابقة تلعب لعبة ذات وجهين لمناورة سياسية نفذتها بطريقة نموذجية"، موضحا "كانت تحاول الظهور بوجه حسن أمام الرأي العام زاعمة أنها تتعامل بعدالة وحيادية مع المسلمين.. بينما كانت تحمل أجندة خفية خلف هذه المشاهد".
واتهم د. على حكومة هوارد بالعمل علانية على ردم الفجوات بين المسلمين والأستراليين، في الوقت الذي كانت تتآمر فيه سرا على المسلمين.
تمييز عنصري
من جانبها اتهمت "عزيزة عبد الحليم"، وهي من أبرز الشخصيات الإسلامية النسائية في أستراليا وأحد مستشاري حكومة هوارد في القضايا الإسلامية، رئيس الوزراء الأسترالي السابق بـ"التمييز العنصري". وقالت: "كان هناك إجحاف واضح يمارس ضد المسلمين من قبل الحكومة السابقة، فضلا عن أنها لم تتبع سياسة متوازنة في مسائل الهجرة وغيرها من الأمور.. حقا إنه أمر مثير للاشمئزاز".
وفي خطاب قدمه إلى هوارد في أغسطس الماضي، قال أندور إن خطته القائمة على تعيين موظفين أستراليين في مكاتب الهجرة بدلا من الموظفين المحللين من الدول التي تقع فيها هذه المكاتب وهي 10 دول في المنطقة العربية مثل الأردن وإيران ومصر، جاءت ردا على مزاعم الفساد والتمييز العنصري الديني ضد فئات معينة من اللاجئين.
وقدم اللوبي النصراني الأسترالي وجماعات عربية نصرانية عديدة شكاوى لوزير الهجرة السابق "كيفين أندرو" زاعمين أن اللاجئين النصارى يعاملون بشكل غير عادل من قبل الموظفين المحليين في السفارات ومكاتب الهجرة الأسترالية في المنطقة العربية.
ورغم عدم تحقق وزارة الهجرة من مصداقية هذه المزاعم، بادر أندور بمضاعفة أعداد اللاجئين العراقيين النصارى خلال العام الميلادي 2007 /2008.
واعتبرت عزيزة عبد الحليم وهي رئيس الشبكة الوطنية للمرأة المسلمة في أستراليا أن "الجماعات التي ادعت التمييز العنصري استغلت المشاعر المعادية للإسلام لدي الحكومة السابقة".
وقالت: "تحاول هذه الجماعات اللعب على وتر قضايا تعرضها للإجحاف من أجل الحصول على المزيد من المكاسب ولجلب المزيد من أبناء ملتهم لهذا البلد". وتابعت:"أؤكد لكم أن مزاعمهم غير صحيحة بالمرة وأن اللاجئين النصارى لا يمارس ضدهم أي تحيز في الدول العربية".
ويبلغ عدد مسلمي أستراليا 300 ألف شخص يعيش معظمهم في سيدني وملبورن، يمثلون 1.5% من إجمالي عدد السكان البالغ 21 مليونا، وهو ما جعل الإسلام الدين الثاني في الدولة.
وكانت حكومة هوارد قد اعترفت في تقرير لها أن مسلمي أستراليا تواجه حملة كراهية شديدة ومعاملة عنصرية لم تتعرض لها من قبل.
ويلقي المسلمون باللوم فيما يواجهونه من ممارسات عنصرية على الحكومة السابقة التي يتهمونها بأنها عززت فكرة أن الأقلية المسلمة خطر على المجتمع.
http://www.islammessage.com/articles...id=91&aid=3434
المفضلات