اقتباس
8- وأخرج الطبراني (11906) عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بسند حسن ، قال : كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بعض مغازيه ، فقال رجل : يا رسول الله ! ما تقول في اللاهين ؟ فسكت عنه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلم يرد عليه كلمة حتى فرغ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من غزوه وطاف ، فإذا بصبي قد وقع من محفة فإذا هو ، فنادى مناديه أين السائل عن اللاّهين ؟ فأقبل الرجل إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنهى عن قتل أطفالهم وقال : "الله أعلم بما كانوا عاملين
".
قول النبي الله اعلم بما مانو عاملين لأنه بكل بساطة لم ياته الوحي و الفصل في هده المسألة كقولنا الله أعلم
لكن

9قال شيخ الألباني : فالحديث من الأدلة على أن أطفال الكفار في الجنة ، وهذا هو الراجح . ثالثها : أنهم في الجنة وإليه صار المحققون :
قال النووي : وهو المذهب الصحيح المختار الذي صار إليه المحققون . لقوله ـ تعالى ـ في سورة الإسراء (..وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً(15) وإذا كان لا يعذب العاقل لكونه لم تبلغه الدعوة فلأن لا يعذب غير العاقل من باب أولى .
وقد عطف الإمام البخاري بحديث ثالث مرجح لكونهم في الجنة ، في باب : ما قيل في أولاد المشركين ، والذي أخرجه عن أبي هريرة مرفوعاً :
10- "كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه ، أو يمجسانه ، كمثل البهيمة ، تنتج البهيمة ، هل ترى فيها جدعاء ؟"
وجزم الإمام البخاري في "كتاب التفسير" في تفسير سورة الروم ، أن الفطرة : الإسلام ، وهو قول عكرمة .
قال ابن حجر في "الفتح" : "وأشهر الأقوال أن المراد بالفطرة الإسلام ، قال ابن عبد البر : وهو المعروف عند عامة السلف .
وقال ابن حجر : وقد قال أحمد : من مات أبواه وهما كافران حكم بإسلامه . واستدل بحديث الباب فدل على أنه فسر الفطرة بالإسلام .
ومما يقوي ويؤيد الذي تقدم ما أخرجه تمام الرازي في "الفوائد" ، وغيره ، وهو في "الصحيحة" (287) عن ابن عباس مرفوعاً :
11- "ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة ؟ النبي في الجنة ، والصديق في الجنة ، والشهيد في الجنة ، والمولود في الجنة" .. الحديث .
والمولود : الطفل الذي يموت قبل البلوغ .
وبناء على ذلك فإن ابن حجر في "الفتح" (3/246) قال : "وقد جزم ـ يعني البخاري ـ بعد هذا في تفسير سورة الروم بما يدل على اختيار القول الصائر إلى أنهم في الجنة".
ثم انتهى الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ إلى الحديث المصرح بأنهم في الجنة عن سمرة بن جندب وفيه :
12- "والشيخ في أصل الشجرة إبراهيم ـ عليه السلام ـ والصبيان حوله أولاد الناس".
13- وأخرجه في كتاب التعبير ـ بلفظ ـ : "وأما الولدان الذين حوله فكل مولود يولد على الفطرة ، فقال بعض المسلمين : وأولاد المشركين ؟ فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : وأولاد المشركين".
ومما يزيد الأمر وضوحاً وتأكيداً وترجيحاً ما أخرجه الإمام أحمد ، والدارمي ، والبيهقي ، والحاكم وقال : "صحيح على شرط الشيخين" ووافقاه الذهبي والألباني ـ كما هو في "الصحيحة" (402) ـ عن الأسود بن سريع قال : "أتيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وغزوت معه فأصبت ظهر أفضل الناس يومئذ حتى قتلوا الولدان ، وقال مرة : الذرية ، فبلغ ذلك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال :
14-"ما بال قوم جاوزهم القتل اليوم حتى قتلوا الذرية ؟! فقال رجل : يا رسول الله : إنما هم أولاد المشركين ! فقال : ألا إن خياركم أبناء المشركين ، ثم قال : ألا لا تقتلوا ذرية ، ألا لا تقتلوا ذرية ، قال : كل نسمة تولد على الفطرة حتى يهب عنها لسانها فأبواها يهودانها وينصرانها".
وقد جاء في الحديث بصريح العبارة أنهم في الجنة ، فيما رواه ابن مندة في "المعرفة" معلقاً عن أبي مالك ، وهو في "الصحيحة" (1468) قال : سئل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أطفال المشركين ، قال :15- "هم خدم أهل الجنة" .

+
وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم ، وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة ) . قال : فقال بعض المسلمين : يا رسول الله ، وأولاد المشركين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وأولاد المشركين ، وأما القوم الذين كانوا شطرا منهم حسن وشطرا منهم قبيح ، فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، تجاوز الله عنهم ) .
الراوي: سمرة بن جندب - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7047
http://www.dorar.net/hadith.php