مفكر فرنسي: السلفية حركة إصلاحية
التصنيف: الأخبار
التاريخ: Friday, 27 Jun 2008 / الناشر: الهاشمي / المشاهدات: 75
اعتبر المفكر الفرنسي شارل سان برو أن على الإسلام اليوم التذكير بأنه "حركة اجتهاد دائمة ودين قابل للتكيف مع التطور"، ورفض "التطرف" وكذلك النظريات الداعية للتغريب، إضافة إلى نقض المقولات السائدة عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب والتيار السلفي، مشددا على أن عبد الوهاب "كان صاحب حركة إصلاحية".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الكاتب المختص في قضايا الإسلام والعالم العربي لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء والتي بثتها اليوم الجمعة، بمناسبة صدور كتابه الجديد "إسلام.. مستقبل السلفية بين الثورة والتغريب".

وقال سان برو إن كتابه يرمي إلى "إظهار الإسلام الحقيقي، الذي لا علاقة له بالتطرف والإرهاب"، مؤكدا أن "التطرف هامشي جدا في الإسلام، ولكن في الوقت نفسه، وكما أرفض التطرف أنقض نظرية وضع الإسلام المتطرف مقابل تغريب الإسلام".

وأردف: "أرفض التطرف الإسلامي والإسلام المشوه المُغرب، وأفضل البحث عن الإسلام الحقيقي الذي كان دائما حركة إصلاحية".

تشويه الإسلام

مدير "منتدى الحقوق والحضارة الإسلامية" انتقد أيضا النظريات التي طورها بعض المفكرين المسلمين، والقائلة بأن "الإسلام شأن فردي وإيمان في الحيز الخاص، وإنه لابد من التخلي عن بعض المفاهيم في الإسلام لتحديثه حسب المعايير المعاصرة".

واعتبر سان برو أن "هذه النظريات هي سبل لتشويه الإسلام؛ لأننا إذا ألصقنا المبادئ والقيم والإيديولوجية الغربية اليوم به فسنقتله".

وأكد أنه "لا يمكن حصر الإسلام في مسألة إيمان خاص، فمثله مثل كافة الأديان شأن يخص المجتمع، والمقولة الأساسية في الإسلام إنه دين ودنيا"، مضيفا أن "الدين هو ما يربط بين الناس ويعطيهم اعتقادا جمعيا".

واعتبر أن هناك تحديات تواجه الإسلام اليوم، وهي ضرورة "التذكير بأن الإسلام حركة اجتهاد دائمة، أي أنه دين قابل للتأقلم مع التطور، وهو دين الاعتدال".

وشدد على أنه "لابد من تقديم الصورة الحقيقية للإسلام نحو الخارج والغرب بشكل خاص، فهو يقدم اليوم بصورة كاريكاتورية".

"أول الإصلاحيين"

وفي كتابه الجديد ينقد المفكر الفرنسي الفكرة السائدة عن ابن عبد الوهاب و"الوهابية"، حيث يرى أنه: "بعكس الفكرة التي نقدمها عن الشيخ ابن عبد الوهاب على أنه متشدد، فهو أول الإصلاحيين، وبفضل تفكيره وعمله، حرك الإسلام ودفع طاقة الإسلام التي كانت مجمدة، فابن عبد الوهاب يندرج ضمن التقليد، وهو لم يؤسس مدرسة جديدة، لكنه يقول بضرورة التخلي عما يشوه صورة الإسلام والعودة إلى السلف، للانطلاق من جديد وليس العودة إلى الخلف".

وأردف قائلا إن الشيخ ابن عبد الوهاب (1703 ـ 1791) "طور أمورا كثيرة في الاقتصاد، وشجع التعاونيات الزراعية على سبيل المثال، وأيضا أعطى المرأة مكانة هامة في الإسلام"، وفق تعبيره.

ورأى سان برو أن البعض في الغرب يستخدم مصطلحات، مثل "الإسلاموية" و"الإسلام الراديكالي" و"السلفية" و"الوهابية"، دون فهمها بشكل جيد.

واتهم من يتحدثون عن "الخطر الإسلامي" بأنهم يحملون "نوايا سيئة" للإيحاء بوجود صدام حضارات، أو بسبب "الجهل بحقيقة الإسلام".

وقال: "أحارب الجهل والهجوم على الإسلام، وأعتقد أن المشكلة ليست صدام الحضارات، بل هي اليوم إنقاذ الحضارات إزاء التهديد ضدها عامة".

أفضل من التغريب

وبوجه عام، يقدم سان برو في كتابه دراسة تحليلية متجددة لكبار علماء الإسلام، مثل أحمد بن حنبل وابن تيمية، ويتخذ من ابن عبد الوهاب إطارا مرجعيا، مسلطا الضوء على تطور العقيدة السلفية، خاصة جوانبها الاجتماعية والسياسية والشرعية، بدءا من القرون الأولى للإسلام ووصولا لوقتنا الحالي.

كما يتناول "التيار الإصلاحي" الذي يمثله جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا، وكذلك عبد الرحمن الكواكبي.

ويرى في الخلاصة أن "السلفية الإسلامية هي - كرد على التشرذمات المذهبية المتطرفة - أفضل من التغريب الذي قد يؤدي إلى إلغاء الهوية الإسلامية التي تتميز بالمزاوجة بين الزمني والروحي". اسلام اون لاين