16/ سفر ارميا
تقول دائرة المعارف الكتابية :
وهناك تساؤل عما إذا كانت هذه الإجزاء - التي تميل إلى الأسلوب القصصي والتي تبدو أنها من إنتاج شخص معاصر قد يكون باروخ - قد كونت في وقت ما سفراً قائماً بذاته ، ثم أخذت منها أجزاء ، في وقت لاحق ، وضمت إلى سفر إرميا أو أنها أدخلت إليه بواسطة باروخ . وإذا أخذنا بوجهة النظر الأولى ، فإننا نجد ما يؤيدها في أنها ليست دائماً في ترتيبها التاريخي الصحيح ، فمثلاً يعتبر الأصحاح السادس والعشرين جزءاً من خطاب الهيكل في الأصحاحات 7 - 9 . وعلى العموم فإن سفر باروخ هذا - الذي يري بعض النقاد أنه كان سفراً مستقلاً إلى جانب سفر إرميا - لايكوّن قصة حياة مترابطة ، ولا يبدو أنه كتب لمثل هذا الغرض فهو يحتوى على مقدمات لكلمات وأحاديث معينة للنبي ، والنتائج التي أعقبتها ، ولذلك فمن المحتمل جداً أن يكون باروخ - في وقت لاحق - قد قام ببعض هذه الإضافات للسفر الأصلي ، الذي أملاه عليه النبي ، ولعل النبي نفسه قد عاونه في ذلك ، وربما كان إملاء النبي له في بعض المواضع بينتهي بقصة من باروخ ( 19 : 14 - 20 : 6 ) أو يبدأ بها ، إذ يبدو أن باروخ قد كتب مقدمة تاريخية ثم أملاه إرميا النبوة ( 27 : 1 ، 18 : 1 ، 32 : 1 وغيرها ) ومن الطبيعي أن الأجزاء التي جاءت من قلم باروخ تعتبر كتابات صحيحة .
لاحظوا كيف يبني هؤلاء المساكين ايمانهم المتعلق بالوحي الهي - و الذي يقتضي الجزم و الحسم - على احتمالات فنجد دائرة المعارف الكتابية تقول : و يبدو .... ولعل ..... ربما ..... على الارجح .... او ......... يمكن ان .... قد يكون .........
ولكن الدراسات الموضوعية التي ركنت الايمان جانبا خرجت بالنتيجة التالية و التي تنقلها لنا دائرة المعارف الكتابية :
ينكر بعض النقاد على إرميا وعلى تلميذه باروخ ، أجزاء معينة من السفر الحالي وينسبونها إلى تاريخ لاحق .
هذا ما تقوله المصادر المسيحية .......... و الان ماذا يقول السفر :
" إلى هنا كلام إرمياء " ( 51/64 ) ومع ذلك يستمر السفر، فمن الذي أكمله؟
كما يحمل السفر اعترافاً بزيادة لغير إرمياء ففيه " فأخذ إرمياء درجاً آخر، ودفعه لباروخ بن نيريا الكاتب، فكتب فيه عن فم إرميا، كل كلام السفر الذي أحرقه يهوياقيم ملك يهوذا بالنار، وزيد عليه أيضاً كلام كثير مثله " ( 36/33 ).
يتبع
المفضلات