بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين محمد رسوله الكريم سيد الأولين والآخرين وخاتم المرسلين
-أما بعد
حاء فى رواية متى عن الساعات التى سبقت القبض على المسيح عليه السلام كما يزعمون
حينئذ جاء معهم يسوع الى ضيعة يقال لها جثسيماني فقال للتلاميذ اجلسوا ههنا حتى امضي و اصلي هناك
26: 37 ثم اخذ معه بطرس و ابني زبدي و ابتدا يحزن و يكتئب

فقال لهم نفسي حزينة جدا حتى الموت امكثوا ههنا و اسهروا
معى
26: 39 ثم تقدم قليلا و خر على وجهه و كان يصلي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس و لكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت
26: 40 ثم جاء الى التلاميذ فوجدهم نياما فقال لبطرس اهكذا ما قدرتم ان تسهروا معي ساعة واحدة
26: 41 اسهروا و صلوا لئلا تدخلوا في تجربة اما الروح فنشيط و اما الجسد فضعيف
26: 42 فمضى ايضا ثانية و صلى قائلا يا ابتاه ان لم يمكن ان تعبر عني هذه الكاس الا ان اشربها فلتكن مشيئتك
26: 43 ثم جاء فوجدهم ايضا نياما اذ كانت اعينهم ثقيلة
26: 44 فتركهم و مضى ايضا و صلى ثالثة قائلا ذلك الكلام بعينه
من سياق رواية متى ان المسيح أخذ معه بطرس وإبنى زيد يوحنا ويعقوب أخوه وابتعد عن باقى التلاميذ بعد أن قال لبقيتهم إجلسوا هنا حتى أذهب إلى هناك للصلاة ثم قال لبطرس وإبنى زيدى امكثوا هنا معى واسهروا لأن نفسه حزينة ثم ابتعد عنهم قليلاثم أخذ فى الصلاة يتوسل إلى ربه أن ينقذه قبل أن تصل إليه أيدى أعدائه وعندما عاد من صلاته فى المرة الأولى وجد ان بطرس وإبنى زيد قد ناموا فقال لبطرس أما قدرتم أن تسهروا معى ساعة واحدة ثم تركهم وذهب مرة إخرى للصلاة هنا التلاميذ ناموا وغطوا فى نومهم إذ كانت أعينهم ثقيلة فى الوقت الذى كان المسيح يذهب فيه للصلاة وتكرر ذهابه للصلاة ثلاثة مرات بعيدآ عن تلاميذه وفى كل مرة يعود فيها إليهم يجد الثلاثة نيام بطرس ويوحنا ويعقوب أخوه بمعنى إن الثلاثة الذين كانوا أقرب التلاميذ إليه ناموا وغطوا فى نومهم فلم يشاهدوا ما وقع لمعلمهم أثناء صلاته الأخيرة وإستجابة الله لدعائه فتم رفعه . مع إنه طلب منهم اليقظة وعدم النوم حتى لا يدخلوا فى تجربة والروايات التى يطلقون عليها لفظة إنجيل ذكرت التجربة السابقة التى مر بها المسيح وجربه فيها إبليس ومن خلال تلك التجربة حاول إبليس أن يوهم المسيح إنه إبن الإله كما طلب منه السجود له ولكن إبليس فشل معه فهل تكررت تلك التجربة مع التلاميذ وبنجاح هذه المرة هذا ما يبدو واضحآ . لقد سقط التلاميذ فى التجربة واحتال عليهم إبليس . فكيف تم ذلك !
لقد قام المسيح ولثلاث مرات متواليات بالصلاة وفى كل مرة يطلب من الله أن ينقذه قبل أن تضع اليهود أيديهم عليه واجتهد فى طلبه وكما قيل قدم تضرعات وطلبات وتوسلات ودموع ليستجيب له الله وما كان الله ليخذل عبده فأستجاب له وتم رفعه فى صلاته الأخيرة أثناء نوم التلاميذ الثلاثة والذى أيقظهم فى المرة الأخيرة هو آخر غير معلمهم وقال لباقى تلاميذه ناموا الآن واستريحوا ( وحطوا فى بطونكم بطيخة صيفى فقد ضحكت عليكم ). ثم أيقظهم بعد ذلك وانطلقوا و معروف ان الذى يتم إيقاظه من نوم عميق لا يتبين تمامآ ملامح وجه محدثه ولا يلاحظ لو كان هناك إختلاف ولو طفيف فى الشبه وبعد ذلك تم القبض على الشبيه المتقمص لشخصه مباشرة وهذا ما دعى بطرس لإنكار الشبه بعد ذلك كما شك التلاميذ فيه ولكن بعد الفأس ما وقعت فى الرأس كما يقول المثل. فهل أطلع الله نبيه المسيح على ما يرتبه لهم إبليس فنصحهم باليقظة وعدم النوم وماذا قصد بقوله أما الروح فنشيط وآى روح يقصد .
لقد أفلح إبليس مع التلاميذ الثلاثة وهم خاصة تلاميذه ثم باقى تلاميذه ثم من أتى بعدهم بأن غرس فيهم الإيمان الكاذب ببنوة المسيح المزعومة لله ثم حولهم من عبادة الخالق إلى عبادة المخلوق. فلو ظل بطرس وإبنى زيدى متيقظين ولم يناموا لشاهدوا رفع معلمهم أثناء صلاته وتضرعه
وما تعرضوا للتجربة التى حظرهم فيها المسيح من دخولها وتلاعب بهم الشيطان هم ومن أتى بعدهم .
وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ
وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21)
قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ (22) ( سبأ )


جاء فى رواية متى 21: 8 فقال انظروا لا تضلوا فان كثيرين سياتون باسمي قائلين اني انا هو و الزمان قد قرب فلا تذهبوا وراءهم متى إن كثيرين سياتون باسمي قائلين اني انا هو و يضلون كثيرين مرقص وجاء فى نفس رواية متى وبعد قيامة المسيح المزعومة وظهوره للتلاميذ 24: 39 انظروا يدي و رجلي اني انا هو جسوني و انظروا فان الروح

ليس له لحم و عظام كما ترون لي والتحذير الذى وجهه المسيح لتلاميذه من إنه سيأتى بإسمه من يقول انى أنا هو وحذرهم أن يصدقوه أو يتبعوه نرى عند ظهور هذه الشخصية للتلاميذ أثناء وجودهم والغرفة مغلقة بصورة أرعبتهم بانه يقول نفس العبارة انى أنا هو والسؤال هنا هل لمسه التلاميذ أو جسوه حتى يتأكدوا منه الواقع انهم لم يلمسوه أو يجسوه والدليل على ذلك إنه لم يسمح للمجدلية بأن تلمسه بدعوى إنه لم يصعد بعد إلى أبيه وجاء فى يوحنا قال يسوع هذا و خرج مع تلاميذه الى عبر وادي قدرون حيث كان بستان دخله هو و تلاميذه
و كان يهوذا مسلمه يعرف الموضع لان يسوع اجتمع هناك كثيرا مع تلاميذه 2:18 يوحنا
والدليل هنا إن يوحنا الحوارى ليس هو الراوى لروايته فهو يحكى إن يسوع دخل البستان هو وتلاميذه ثم لم يذكر واقعة إختياريسوع له مع أخوه يعقوب ومعهم بطرس للسهر معه بعيدآ عن باقى التلاميذ فى حادثة الصلاة مع إن ذلك كان يعتبر تشريف له ولأخيه بالإضافة لبطرس خصهم به المسيح وما كان يغفل ذكر ذلك أبدآ لو كان هو الراوى أو كان هو صاحب الرواية المنسوبة إليه وكذلك لم يذكر وقوع النوم عليهم فلم يشاهدوا شيئآ أليس من المستغرب تجاهل هذه الواقعة وعدم ذكر أحداثها مع أهميتها وخطورتها فى حين إن مرقص ذكر القصة وذكر إختيار الثلاثة بطرس ويوحنا ويعقوب أما لوقا رابعهم فلم يذكر إختيار الثلاثة واختار موضع آخر هو جبل الزيتون بدلآ من البستان وأضاف إلى قصته ظهور ملاك من السماء ليقوى معلمهم . فنجد إن كل من متى ومرقص ولوقا ذكروا موضوع صلاة المسيح مع إختلاف بالنقص والزيادة فى روايتهم إلآ يوحنا فقد ذكر دخول المسيح وتلاميذه إلى البستان وسكت وهذا يثبت إن الرواية ليست ليوحنا الحوارى وإنما لشخص آخر مجهول مع إن الأربعة كما يدعى البولسين كانوا مساقين من روح القدس . وعندما نجد العبارة المكتوبة فى رواية يوحنا كما يدعون : هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا و كتب هذا و نعلم ان شهادته حق 24:21 يوحنا
هى عبارة وضعت خصيصآ من أجل إصباغ الكذب الذى إعتاده البولسين بلون الحق ولكنها عبارة جاءت على غير المراد فيوحنا ليس هو الكاتب والكاتب ليس مساق من الروح القدس ونعلم إن شهادته كذب X كذب