بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم

يدعي بعض الجهلة من المنصرين و الملاحدة ان قصة موسى مع الخضر عليهما الصلاة و السلام كما وردت في سورة الكهف مقتبسة من التلمود بل و يتمادون ايضا في الادعاء ان النبي صلى الله عليه وسلم اخطا في الاقتباس اذ قالوا ان اصل القصة في الحقيقة هي بين الياس و بين الحبر يشوع بن لاوي

و الحقيقة ان هذا الادعاء هو نتيجة مباشرة للجهل الفظيع الذي لا ينبع الا ممن لديه الجراة ليهرف بما لا يعرف اذ ان المتتبع لمصدر القصة التي يدعون الاقتباس منها يجد انها :
مصادر بعد الاسلام (بعد القرن السابع)
.

وقولهم ان القصة موجودة في التلمود هو كذب محض و دلالة على الجهل الفظيع و ان الطاعن هنا يهرف بما لا يعرف اصلا فعلاوة على عدم وجودها في التلمود فهي ايضا ليست موجودة في الترجومات و لا المدراشات و لا الاسفار الابوكريفية و لكن القصة التي يشيرون اليها -قصة الياس و الحبر يشوع بن لاوي - موجودة في كتاب الفه الحبر نسم بن يعقوب باسم Ḥibbur Yafeh meha-Yeshu'ah (كتب في القرن الحادي عشر الميلادي كما سنبين ان شاء الله ) فانظروا الى الجهل الفظيع لدعاة التنصير و الالحاد اليوم في المنتديات و وسائل التواصل الاجتماعي و تعجبوا من سذاجة من يصدقونهم و يسلموا عقولهم لهم دون تحقيق او مراجعة !!! .

و نص القصة ننقلها من الموسوعة اليهودية :
(( But more precious than these sacred revelations were the lessons which Joshua received from Elijah, especially the doctrine of the theodicy, which Elijah tried to explain to his friend by means of illustrations. Joshua once asked Elijah to take him along on his journeys through the world. To this the prophet yielded on condition that Joshua should never question him concerning the causes of his actions, strange as they might appear; should this condition be violated, the prophet would be obliged to part from him. Both set out upon their journey. The first halt was at the house of a poor man who owned only a cow, but who, with his wife, received the strangers most kindly, and entertained them to the best of his ability. Before they continued their journey next morning, the rabbi heard Elijah pray that God might destroy the poor man's cow, and before they had left the hospitable house the cow was dead. Joshua could not contain himself, but in great excitement said to Elijah: "Is this the reward which the poor man receives for his hospitality toward us?" The prophet reminded him of the condition upon which they had undertaken the journey, and silently they continued on their way. Toward evening they came to the house of a rich man who did not even look at them, so that they had to pass the night without food and drink. In the morning when they left the inhospitable house, Joshua heard Elijah pray that God would build up a wall which had fallen in one of the rich man's houses. At once the wall stood erect. This increased the agitation of the rabbi still more; but remembering the condition which had been imposed upon him, he kept silent. On the next evening they came to a synagogue adorned with silver and gold, none of whose rich members showed any concern for the poor travelers, but dismissed them with bread and water. Upon leaving the place Joshua heard Elijah pray that God would make them all leaders ("heads"). Joshua was about to break his promise, but forced himself to go on in silence again. In the next city they met very generous people who vied with one another in performing acts of kindness toward the strangers. Great, then, was the surprise of Joshua when, upon leaving the place, he heard the prophet pray that God might give them only "one head.".Joshua could not refrain any longer, and asked, Elijah to explain to him his strange actions, although he knew that by asking he would forfeit the prophet's companionship. Elijah answered: "The poor but generous man lost his cow because of my prayer, for I knew that his wife was about to die, and I asked God to take the life of the cow instead of that of the wife. My prayer for the heartless rich man was because under the fallen wall was a great treasure which would have come into the hands of this unworthy man had he undertaken to rebuild it. It was also no blessing which I pronounced upon the unfriendly synagogue, for a 'place which has many heads will not be of long duration'; on the other hand, I wished for the others, the good people, 'one head,' that union and peace may always be among them." ))
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/5634-elijah

و للرد نقول ان دعوى الاقتباس مردودة لعلة الا وهي:
ان اول مصدر يهودي ذكر قصة الياس و الحبر يشوع بن لاوي هو كتاب Ḥibbur Yafeh و الذي الفه الحبر نسم بن لاوي و الذي عاش في النصف الاول من القرن الحادي عشر في القيروان فالاقتباس مستحيل لانه متاخر عن الاسلام .
نقرا من الموسوعة اليهودية :
(( African Talmud exegete and moralist; lived during the first half of the eleventh century in Kairwan. He received his early instruction from his father, Jacob ben Nissim, president of the yeshibah of Kairwan. After Ḥushiel ben Elhanan's arrival in Kairwan, Nissim continued his studies under that teacher, and at Ḥushiel's death succeeded him in the presidency of the yeshibah.))
http://www.jewishencyclopedia.com/ar...sim-ibn-shahin

بل تصرح الموسوعة اليهودية بعد ذكر قصة الياس عليه الصلاة و السلام مع الحبر يشوع بن لاوي ان اول من ذكر القصة هو الحبر يشوع بن لاوي في كتابه Ḥibbur Yafeh و ان القصة قد تكون مستوحاة من تراث شفهي اقدم من ذلك نتيجة وجودها (حسب قولهم ) في مصدر اقدم و هو القران و هو تاكيد منهم على استحالة اقتباس القران للقصة من كتاب الحبر يشوع نظرا لاقدميته

نقرا من الموسوعة اليهودية :
((This is a widely circulated legend, first found in Nissim ben Jacob's "Ḥibbur Yafeh," 1886, pp. 9-12, and reprinted in Jellinek's "Bet ha-Midrash," v. 133-135 (vi. 131-133 gives another version). For Judæo-German and other renderings of this legend see Zunz, "G. V." 2d ed., p. 138. The antiquity of the legend may be seen from the fact that Mohammed mentions it in the Koran, sura xviii. 59-82; compare also "R. E. J." viii. 69-73.))
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/5634-elijah

ملاحظة :
القصة اليهودية مع انها متاخرة عن القران فهي تختلف اختلافا جذريا في تفاصيلها عن ما هو في القران
:
فمثلا القصة اليهودية ليس فيها اي ذكر للمساكين الذين يعملون في البحر و لا لقتل الغلام الكافر العاق و لا للجدار الذي يكاد ان يسقط .
و كذلك القصة اليهودية تدور حول الياس عليه الصلاة و السلام و الحبر يشوع بن لاوي بينما القصة القرانية تدور حول موسى و الخضر عليهما الصلاة و السلام
.

اؤكد مرة اخرى ان هذه الشبهة تناقلتها السن اعداء الاسلام من دعاة الالحاد و التنصير و نسبوها بكل جهل الى التلمود و هذه فضيحة علمية لا تنم الا عن جهل فظيع في الطرح العلمي ووقاحة وجراة على الكذب من طرفهم و ان الواحد منهم يهرف بما لا يعرف و المصدق لهم بدون شك انسان بسيط ساذج يتلقف الكذبة و يصدقها بدون تفكير و لا تحقيق مجرد ابتلاع للطعم لا اقل و لا اكثر

قال تعالى : (( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا (74)۞ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا (76) فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا (82) ))

هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم