هل تم ترتيب القرآن بالوحي أم باجتهاد من الصحابة ؟

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

لمسات بيانية الجديد 10 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على مقطع خالد بلكين : الوحي المكتوم المنهج و النظرية ج 29 (اشاعة حول النبي محمد) » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | قالوا : ماذا لو صافحت المرأة الرجل ؟ » آخر مشاركة: مريم امة الله | == == | () الزوجة الصالحة كنز الرجل () » آخر مشاركة: مريم امة الله | == == | مغني راب أميركي يعتنق الإسلام بكاليفورنيا » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الإعجاز في القول بطلوع الشمس من مغربها » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | لمسات بيانية الجديد 8 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنهما بعمر السادسة و دخوله عليها في التاسعة » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | المصلوب بذرة ( الله ) ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

هل تم ترتيب القرآن بالوحي أم باجتهاد من الصحابة ؟

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل تم ترتيب القرآن بالوحي أم باجتهاد من الصحابة ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    419
    آخر نشاط
    03-08-2009
    على الساعة
    04:02 PM

    افتراضي هل تم ترتيب القرآن بالوحي أم باجتهاد من الصحابة ؟

    هل تم ترتيب القرآن بالوحي أم باجتهاد من الصحابة ؟



    بقلم : عبدالله جلغوم



    إن بداية التساؤل عن ترتيب القرآن على هذا النحو- والذي جاء في مرحلة متأخرة - قد ادخل مسألة ترتيب القرآن في دوامة من الآراء والاختلافات لم تخرج منها إلى الآن , بل لقد طغى البحث في تلك الاختلافات على البحث في ترتيب القرآن , بسبب ما حمله التساؤل من توهم البعض أن ترتيب القرآن أو بعضه كان من عمل الصحابة واجتهادهم الشخصي .



    استبعاد الترتيب كوجه إعجازي :

    وقد أدى كل ذلك في النهاية إلي ابتعاد إجباري وشبه كامل عن البحث في الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب النزول , واستبعاد الترتيب كوجه من وجوه إعجاز القرآن , وسبب ذلك أن القول : أن ترتيب سور القرآن أو بعضها كان من عمل الصحابة واجتهادهم الشخصي مجردا من التوجيه الإلهي ( من عمل البشر ) أضفى عليه صفة بشرية تحتمل الخطأ والصواب , وبالتالي نفى عنه صفة الإعجاز , وحوله في النهاية إلى مسألة خلافية (موضع اختلاف بين العلماء ) .

    ومن الملاحظ في هذه الناحية انتصار أعداء القرآن لهذا الرأي لاحتماله الخطأ والصواب مادام فعلا بشريا .


    جمع القرآن وفق ترتيب معلوم :



    توفي الرسول صلى الله عليه وسلم , وانقطع الوحي واكتمل نزول القرآن , وجمع

    القرآن مرتب السور والآيات في زمن الخليفة عثمان بن عفان سنة 25 هـ , ونسخت منه عدة نسخ ووزعت على الأمصار , وقد تم كل ذلك وفق ما علمه الصحابة رضي الله عنهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم .

    وهو جمع كما نرى قد تم وفق أسس ثابتة ومعلومة تعود إلى ما هو معلوم عن النبي وليس كما فهمه البعض وفسره على أنه اجتهاد شخصي ترتب عليه استحداث ترتيب غير معلوم . فالقول أن ترتيب سور القرآن كان باجتهاد من الصحابة يعني : أنهم بذلوا جهدهم في ترتيب القرآن والمحافظة عليه وفق الصورة المعلومة لديهم لا انهم جاءوا بترتيب جديد .



    إن فهم مسألة الترتيب على النحو الذي يعود بها الى الاجتهاد الشخصي للصحابة دون ربط ذلك الاجتهاد بما كان معلوما لديهم , قد أدى أيضا إلى غياب الإجابة على التساؤل الأهم الذي أثارته ظاهرة الترتيب القرآني : ما الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله ؟.


    طريقة نزول القرآن دليل على توقيفية الترتيب :

    من المعلوم أن القرآن قد نزل مفرقا ثم رتب على نحو مخالف لترتيب النزول ..وهذا بحد ذاته دليل على أن ترتيب القرآن توقيفي .

    كان من الممكن مثلا أن ينزل القرآن مفرقا , آية أو آيات من سورة ... إلى أن تنتهي السورة . ثم سورة أخرى على دفعات تساير الأحداث والوقائع وحاجات الناس , ويتم ترتيب كل ذلك أولا بأول .. مثل ذلك لم يكن . كان جبريل عليه السلام ينزل بالآية أو الآيات من السورة , وقد ينزل بعد ذلك بسورة كاملة , تاركا سورة غير مكتملة , ثم بعدد من الآيات تلحق بسورة سابقة , يحدد جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم موقع الآيات في تلك السورة . من الواضح أن الطريقة التي كان ينزل القرآن فيها تدل على وجود ترتيب مسبق محدد للقرآن يتم نقله وتشكيله بالتدريج , مختلف تماما عن ترتيب النزول . ولا بد أن يكون وراء ذلك حكمة ما .. ولم يكن أحد يعلم ما شكل هذا الترتيب الذي سيكون عليه القرآن في النهاية.



    موقف المتأخرين من هذه المسألة :



    وانتهى الموقف في عصرنا إلى انه يجب احترام هذا الترتيب : ( وسواء أكان ترتيب سور القرآن اجتهاديا (من الصحابة) أو توقيفيا ( من عند الله ) فانه يجب احترامه ) .(الزرقاني: مناهل العرفان 1/344 ) .

    لاحظ اضطرار العالم المسلم هنا إلى الاعتراف والمساواة بين ترتيبين أحدهما اجتهادي والآخر توقيفي ..



    قول ثالث :

    وصار من المألوف في أي كتاب يتحدث فيه مؤلفه عن ترتيب القرآن أن يذكر هذين القولين في هذه المسألة ويحشد لكل منهما عددا من الروايات الداعمة . ويضيف البعض قولا ثالثا يقول أصحابه أن ترتيب بعض سور القرآن توقيفي وبعضها اجتهادي , ولعل أصحاب هذا الرأي حسبوا بذلك أنهم قد وفقوا بين القولين السابقين فاتخذوا موقفا وسطا جامعا . وهو رأي لا يستند إلى منطق يقبله العقل : فإذا كان الرسول ( ص) قد قام بترتيب 112 سورة كما يقولون , فهل عجز عن سورتين ؟ ولذلك فأنا أستبعد هذا القول الثالث نهائيا .

    فإذا عدنا إلى القولين السابقين وجدنا أنهما حقيقة قولا واحدا يؤديان إلى رأي واحد وهو أن ترتيب القرآن توقيفي وما كان إلا بالوحي .. ولا مبرر لهذه الثنائية .

    ونفهم مما سبق : أنه لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم ولا للصحابة من بعده رضي الله عنهم جميعا أي دور في ترتيب القرآن , اللهم تنفيذ التوجيهات التي كان ينقلها جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم , والنبي بدوره ينقلها إلى كتبة الوحي ..



    الترتيل يعني الترتيب :

    إن فهمنا لظاهرة الترتيب القرآني يجعلنا نفسر قوله تعالى في سورة الفرقان :

    ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32 ) أي : رتبناه ترتيبا محكما , ونذهب إلى أن الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله هي : التثبيت . وبما أن هذا الترتيب ( ترتيل الآيات وجمعها في تشكيلات محددة ) لن يظهر قبل اكتمال نزول القرآن , وقد يتأخر الكشف عنه إلى زمن ما غير زمن نزول القرآن , فالتثبيت هنا هو " تثبيت مستقبلي " يعنى بالمستقبل والأجيال والمؤمنين في العصور القادمة , وانه مرتبط بالكشف عن أسرار ترتيب القرآن . وفي حالة حدوث ذلك , سيجد فيه المؤمنون " تثبيتا " جديدا لهم , كما وجد الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون – في الزمن الماضي – في نزول القرآن مفرقا ما يثبتهم .

    في المرحلة الأولى : ارتبط نزول القرآن حسب الوقائع والأحداث وحاجات الناس , بما يحقق التثبيت الملائم والمناسب لتلك المرحلة .

    في المرحلة التالية : حيث يتم التشكيل النهائــي والموجه للترتيب ( ترتيب التلاوة الآن ) فارتباط الآيات هنا يتجاوز الأحداث والوقائع إلى ارتباطات جديدة وعلاقات جديدة – لم تكن معروفة من قبل -, ويستند إلى قوانين وأسس وقواعد , تناسب هذه المرحلة , والمراحل التالية لها , وتخاطبها بما يلائمها ويحقق " التثبيت " أيضا .هذه القوانين والأسس تحديدا : قوانين رياضية لغتها العد والإحصاء والأرقام لغة هذا العصر .

    وبالمنظور نفسه , فان الرد القرآني على اعتراض المشركين على تنجيم القرآن " نزوله مفرقا " ومخالفته للمألوف, يتسع هو الآخر ويمتد متجاوزا زمن الاعتراض الأول ( زمن النزول ) إلـى زمن الاعتراض التالي ( المستقبلي ) , حيث سيكون ترتيـل القرآن (ترتيبه ) هو الرد القرآني الذي يناسب هذه المرحلة , ويتولى دفع ما يجد من شبهات وافتراءات المشككين بالقرآن .



    معجزة الترتيب القرآني :

    بعبارة أخرى : لقد ادخر القرآن معجزة ترتيبه للعصور والأجيال القادمة حيث تسمح ظروف العصر ومعارفه بادراك تلك المعجزة وكشف أسرارها . وبذلك يمكننا أن نتصور أن ترتيب القرآن قد تشكل بالتدريج تبعا للتوجيهات التي كان ينقلها جبريل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم , ومراحل إدخالها في التشكيل , واستحداث مواقع جديدة لها , لغايات مستقبلية , وأن المستهدفين بترتيب القرآن هم الناس في هذا العصر على اختلاف مذاهبهم ولغاتهم .ذلك أن لغة الترتيب هي لغة الأرقام لغة هذا العصر , اللغة العالمية التي يشترك فيها الناس جميعا .



    الموقف الحالي :

    ورغم أن كثيرا من الأبحاث والدراسات المعاصرة تؤكد هذا الرأي وتقوم دليلا ماديا ملموسا على توقيفية الترتيب , إلا أن هناك من لا يرى في هذه الدراسات ما يمكن أن يكون دليلا , ذلك أنها تعتمد الأرقام آلية للبحث وهو مما يرفضه البعض .

    ويعلل بعضهم هذا الموقف أن القرآن هو القرآن سواء أكان ترتيبه كذا أو كذا وسواء أكان عدد آياته كذا أو كذا ..وأنه كتاب هداية وإرشاد وليس كتاب رياضيات , إلى غير ذلك من أقوال يظنون أنهم يؤدون بها خدمات جليلة للقرآن وأهله , ويغلقون الباب في وجوه المرتابين والمشككين بالقرآن ..

    وهل يتعارض أن يكون القرآن كتاب هداية وإرشاد وأن يكون كتابا محكما منظما مرتبا بقوانين رياضية ؟ أم أن القرآن كتاب فوضوي الترتيب لا يخضع لنظام عقلي أو منطقي كما وصفه آخرون ؟ .

    إن سمة النظام والترتيب ظاهرة في كل ما في الكون ولا ينكر ذلك أحد , فلماذا لا يكون القرآن كذلك ؟ أليس خالق الكون هو منزل القرآن ؟ هل يرتب الله كل شيء في هذا الكون ويستثني كتابه الكريم ؟!



    إن الحذر الزائد من مسألة الإعجاز المبنية على الأرقام لا مبرر له , وليس من المعقول أن يدفع هذا الحذر البعض الى التنكر لحقائق لا يمكن إنكارها إلا استكبارا وتعصبا . إن لكل جيل في هذا القرآن العظيم نصيب , ونصيبنا نحن يكمن في ترتيبه , وأرى أن من واجب المسلمين والعلماء والغيورين على القرآن أن يتدبروا هذا الترتيب ويوظفوه في خدمة القرآن وأهله والناس كافة .

    في عصرنا هذا سيجد الناس في ترتيب القرآن ما يثبت أن هذا الكتاب هو كتاب الهي وأنه محفوظ بقوانين وأنظمة رياضية , وليس كما يزعم خصوم القرآن والمشككون فيه ,كتاب فوضوي لا ترتيب فيه , من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم أعانه عليه بعض معاصريه .. إن عدم القدرة على نسبة ترتيب القرآن إلى النبي صلى الله عليه وسلم , ستؤدي بالضرورة إلى إسقاط شبهة التأليف والتي هي اكبر من الترتيب

    المصدر

    http://www.alargam.com/sorts/jalghoom/2/4.htm

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,740
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    20-03-2024
    على الساعة
    12:55 AM

    افتراضي

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

    أولا : الإجماع بأنه من الصحابة
    جاء في (الاتقان 63:1) : "وأما ترتيب السور فهل هو توقيفي ؛ أو هو باجتهاد من الصحابة ؟ – فيه خلاف ! فجمهور العلماء على الثاني .
    "ولذلك اختلاف مصاحف السلف في ترتيب السور : فمنهم من رتبها على النزول ؛ وهو مصحف علي ... وكان أول مصحف ابن مسعود : البقرة ثم النساء ثم آل عمران ، على اختلاف شديد ؛ وكذا مصحف أُبي وغيره" .
    ومَن قال منهم بأن ترتيب السور توقيفي عن النبي قال : "فمن قدَّم سورة أو أخّرها فقد أفسد نظم القرآن" .
    والبرهان المزدوج الذي أعطاه السيوطي هو القول الحق في أن ترتيب السور كان باجتهاد الصحابة : فجمهور العلماء عليه ، واختلاف مصاحف السلف قبل الجمع العثماني شاهد عليه .
    وكان اختيار الصحابة لترتيب السور على مبدأ التنسيق في الطول : الطوال ، فالمئين (لأن كل سورة منها تزيد على مائة آية أو تقاربها) ، فالمثاني (ما ولى المئين لأنها ثَنَتْها) ، فالمفصَّل (سمي بذلك لكثرة الفصول التي بين السور بالبسملة) . "للمفصل طوال وأوساط وقصار . قال ابن معن : فطواله الى (عم) ؛ وأوساطه منها الى (الضحى) ؛ ومنها الى آخر القرآن قصاره" .
    وربما اختاروا في ترتيب السور مبدأ التنسيق في الطول لأن السبع الطوال فيها التشريع والجهاد وجدال أهل الكتاب أي جوهر القرآن ومحوره ؛ وربما لتحدّي العرب في المعلّقات السبع بالسور السبع .
    ثانيا : شهادة التاريخ والواقع القرآني
    وهكذا فاعتبار تنسيق القرآن الحالي ، حيث ترتيب التلاوة على غير ترتيب النزول ، توقيفا على النبي وبأمره ، ينقضه التاريخ والواقع القرآني .
    فالتاريخ يشهد بأن القرآن لم يكن مجموعا ولا مكتوبا كله على عهد النبي ، كما في حديث زيد : "قُبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جُمع في شئ" . ولو جرت محاولة من النبي في آخر أمره ، كما يشهد زيد أيضا ، على شرط الشيخين : "كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع" . فلو كان مجموعا ، لما احتاجوا الى جمع من بعده ؛ ولا تفرّق الى سبعة أحرف ؛ ولا اختلفت مصاحف الصحابة في ترتيبه ؛ ولا قال زيد قوله المشهور : "فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان عليّ أثقل ممّا أمراني به من جمع القرآن" .
    والسبب الذي يعطيه الخطابي مذهل : "إنما لم يجمع صلى الله عليه وسلم القرآن في المصحف ، لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته . فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك".(1) فلم يدوّن القرآن على حياة النبي لأنه كان يترقب رفع تلاوة بعضه ، ونسخ أحكام بعضه .
    والواقع القرآني يشهد بأن أكثر سوره جمع متفرّقات موضوعا وزمنا . فالسور المتبعّضة ، التي بعضها مكي وبعضها مدني ، لا يعقل أن يكون جمعها على هذه الحال بتوقيف عن النبي . وسور العهد المكي الثالث ، التي يختلف العلماء على ترتيبها بحسب النزول في العهد المكي الأول أم العهد المكي الثالث ، إنما هي تجمع قسمين من العهدين ، يدل عليهما اختلاف الاسلوب ما بين العهد الأول والعهد الثالث ، وأحيانا اختلاف الموضوع . والسور التي يختلفون فيها ، أهي مكية أم مدنية (الاتقان 12:1 – 14) شاهد آخر على أن جمع السور في القرآن كان باجتهاد الصحابة . والسور المكية التي فيها آيات مدنية (الاتقان 15:1 – 17) شاهد خاص على أن جمع الآيات في السور ، وجمع السور في القرآن كانا كلاهما بتوفيق الصحابة .

    ثالثا : النتائج الحاسمة لهذا الواقع القرآني في المصحف العثماني
    1 – إن ترتيب القرآن على مبدأ التنسيق في الطول أضاع علينا الترتيب التاريخي بحسب النزول . وهم ربما عمدوا الى التنسيق بدل التاريخ لاستحالة جمعه بحسب نزوله . قال محمد بن سرين لعكرمة : "ألّفوه كما أُنزل الأول فالأول . قال : لو اجتمعت الانس والجن على أن يؤلفوه هذا التأليف ما استطاعوا"(1) ومما لا ريب فيه أن الإعجاز الحق في تأليف القرآن أن يكون بحسب تاريخ نزوله . فلمّا ضاع علينا هذا الترتيب الزمني ، ضاعت ناحية من الاعجاز في تأليف القرآن .
    2 – ان ترتيب القرآن الحالي ، على التنسيق بحسب الطول ، مزج سور القرآن مزجا ، فخلط بين أزمانها ومواضيعها . والمبدأ المتواتر عندهم أنه "مَن قدّم سورة أو أخّرها فقد أفسد نظم القرآن" . فكما يصح أن يقوله أهل التنسيق ، يصح أيضا أن يقوله أهل الترتيب التاريخي . وبما أن الترتيب التنسيقي موضوع نظر ؛ وبما أن الترتيب التاريخي مستحيل ؛ فعلى كلا الحالين ضاع الإعجاز الحق في تأليف القرآن "كما أنزل ، الأول فالأول" .
    3 – وأخيرا بما أن ترتيب السور في القرآن توفيقي من الصحابة – والترتيب المنزل في سوره ناحية من إعجازه – فهل من إعجاز في التأليف ، في ترتيب المصحف الأميري الشريف ؟

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

هل تم ترتيب القرآن بالوحي أم باجتهاد من الصحابة ؟

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. هل تم ترتيب القرآن بالوحي أم باجتهاد من الصحابة ؟
    بواسطة السلفية في المنتدى العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 24-10-2010, 05:37 AM
  2. مصاحف الصحابة وجمع القرآن
    بواسطة السيف البتار في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 14-08-2008, 03:28 AM
  3. قصيدة في ترتيب سور القرآن الكريم
    بواسطة الراوى في المنتدى الأدب والشعر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 15-12-2007, 09:06 PM
  4. معجزة ترتيب سور القرآن الكريم
    بواسطة الشرقاوى في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-11-2007, 12:56 PM
  5. من إعجاز القرآن في حفظ الصحابة والمسلمين للرسم الذي كتب به
    بواسطة عبد الله عبد الرحمن حارث في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-07-2007, 10:40 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

هل تم ترتيب القرآن بالوحي أم باجتهاد من الصحابة ؟

هل تم ترتيب القرآن بالوحي أم باجتهاد من الصحابة ؟