بسم الله الرحمن الرحيم

نقرا من سفر حبقوق الاصحاح 3 :
1 صَلاَةٌ لِحَبَقُّوقَ النَّبِيِّ عَلَى الشَّجَوِيَّةِ:
2 يَا رَبُّ، قَدْ سَمِعْتُ خَبَرَكَ فَجَزِعْتُ. يَا رَبُّ، عَمَلَكَ فِي وَسَطِ السِّنِينَ أَحْيِهِ. فِي وَسَطِ السِّنِينَ عَرِّفْ. فِي الْغَضَبِ اذْكُرِ الرَّحْمَةَ.
3 اَللهُ جَاءَ مِنْ تِيمَانَ، وَالْقُدُّوسُ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ. سِلاَهْ. جَلاَلُهُ غَطَّى السَّمَاوَاتِ، وَالأَرْضُ امْتَلأَتْ مِنْ تَسْبِيحِهِ.
4 وَكَانَ لَمَعَانٌ كَالنُّورِ. لَهُ مِنْ يَدِهِ شُعَاعٌ، وَهُنَاكَ اسْتِتَارُ قُدْرَتِهِ.
5 قُدَّامَهُ ذَهَبَ الْوَبَأُ، وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْحُمَّى.
6 وَقَفَ وَقَاسَ الأَرْضَ. نَظَرَ فَرَجَفَ الأُمَمُ وَدُكَّتِ الْجِبَالُ الدَّهْرِيَّةُ وَخَسَفَتْ آكَامُ الْقِدَمِ. مَسَالِكُ الأَزَلِ لَهُ.
7 رَأَيْتُ خِيَامَ كُوشَانَ تَحْتَ بَلِيَّةٍ. رَجَفَتْ شُقَقُ أَرْضِ مِدْيَانَ.
8 هَلْ عَلَى الأَنْهَارِ حَمِيَ يَا رَبُّ؟ هَلْ عَلَى الأَنْهَارِ غَضَبُكَ؟ أَوْ عَلَى الْبَحْرِ سَخَطُكَ حَتَّى إِنَّكَ رَكِبْتَ خَيْلَكَ، مَرْكَبَاتِكَ مَرْكَبَاتِ الْخَلاَصِ؟
9 عُرِّيَتْ قَوْسُكَ تَعْرِيَةً. سُبَاعِيَّاتُ سِهَامٍ كَلِمَتُكَ. سِلاَهْ. شَقَّقْتَ الأَرْضَ أَنْهَارًا.


القدوس من جبل فاران و جبل فاران هو بلا شك جبل مكة و هو جبل النور اذ لا يعرف احد من انبياء العهد القديم نزل عليه وحي في جبل اسمه جبل فاران

وقد سبق ان اثبتنا ان الحجاز هي فاران

http://www.ebnmaryam.com/vb/t210800.html

http://www.ebnmaryam.com/vb/t210691-2.html


و نعرض ادلتنا على ان مجيء القدوس من جبل فاران هو نبوءة عن النبي صلى الله عليه وسلم ونبوته في مكة


اولا : مجيء القدوس في العدد الثالث يختلف عن مجيء الله من تيمان

و هذا منطقي لانهما ان كانا واحدا للزم ان يقال (الله جاء من تيمان و جاء من جبل فاران) و لكن الاصحاح واضح في ان اللفظين اشارة لشيئين مختلفين من مكانين مختلفين


نقرا من النص الماسوري
אֱלוֹהַּ מִתֵּימָן יָבוֹא, וְקָדוֹשׁ מֵהַר-פָּארָן סֶלָה; כִּסָּה שָׁמַיִם הוֹדוֹ, וּתְהִלָּתוֹ מָלְאָה הָאָרֶץ.

الترجمة
God cometh from Teman, and the Holy One from mount Paran. Selah His glory covereth the heavens, and the earth is full of His praise.
http://mechon-mamre.org/p/pt/pt2003.htm


اذا لا دليل على من جمع بين مجيء الله من تيمان و بين مجيء القدوس من جبل فاران



ثانيا : الاصحاح يتكلم عن نبوءة في المستقبل (وحي من تيمان و نبي من جبل فاران)

و قد ذكر هذا بعض شراح الكتاب المقدس حيث قارنوا هذا مع نص التثنية 33
2. فَقَالَ: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَقَ لَهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ، وَأَتَى مِنْ رِبْوَاتِ الْقُدْسِ، وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لَهُمْ.))

و بالنظر الى النصين لا يمكن لنا ان ننكر ارتباطهما ببعضهما البعض و في ذلك اشارة الى نسخ شريعة التوراة والى ظهور نبوتين و رسالتين جديدتين

وقد اشار الى مثل هذا بعض شراح الكتاب المقدس

نقرا من Barnes' Notes on the Bible
God came - literally, shall come
From Teman - "God shall come," as He came of old, clothed with majesty and power; but it was not mere power. The center of the whole picture is, as Micah and Isaiah had prophesied that it was to be, a new revelation Isa 2:3; Micah 4:2 : "The law shall go forth from Zion, and the word of the Lord from Jerusalem." Isaiah 44:5, "I will give Thee for a covenant to the people (Israel), for a light of the Gentiles." So now, speaking of the new work in store, Habakkuk renews the imagery in the Song of Moses Deuteronomy 33:2, in Deborah's Song Judges 5:5, and in David; Psalm 68:7 but there the manifestation of His glory is spoken of wholly in time past, and Mount Sinai is named. Habakkuk speaks of that coming as yet to be, and omits the express mention of Mount Sinai, which was the emblem of the law . And so he directs us to another Lawgiver, whom God should raise up like unto Moses Deuteronomy 18:15-18, yet with a law of life, and tells how He who spake the law, God, shall come in likeness of our flesh. And the Holy One from Mount Paran In the earliest passage three places are mentioned, in which or from which the glory of God was manifested; with this difference however, that it is said Deuteronomy 33:2, The Lord came from Sinai, but His glory arose, as we should say "dawned" unto them from Seir, and *****ed forth from Mount Paran Seir and Mount Paran are joined together by the symbol of the light which dawned or shone forth from them. In the second passage, the Song of Deborah, Seir and the field of Edom are the place whence God came forth; Sinai melted Judges 5:4-5 at His presence.
https://biblehub.com/commentaries/habakkuk/3-3.htm

و علي هذا فان نص حبقوق كما قلنا يرتبط بنص التثنية 33 مع الاخذ بعين الاعتبار ان نص حبقوق 3 لم يذكر جبل سيناء
و سبب ذلك ان حبقوق عليه الصلاة و السلام يتنبا بنبي او رسول ياتي بشريعة ناسخة او رسولين بشريعتين مختلفتين عن شريعة التوراة

وقد ذكر في حبقوق 3 ان وحيا يجيء من تيمان
و تيمان في حبقوق 3 هي اشارة في الحقيقة الى جبل سعير في تثنية 33 فكلاهما ارضا ادومية او اشارة الى ارض ادوم

نقرا من معجم سميث
Teman [N] [E] [H]
(the south ).
A son of Eliphaz, son of Esau by Adah. ( Genesis 36:11 Genesis 36:15 Genesis 36:41 ; 1 Chronicles 1:36 1 Chronicles 1:53 ) (B.C. about 1792.)
A country, and probably a city, named after the Edomite phylarch, or from which the phylarch took his name. The Hebrew signifies "south," etc., see ( Job 9:9 ; Isaiah 43:6 ) and it is probable that the land of Teman was a southern portion of the land of Edom, or, in a wider sense, that of the sons of the east. Teman is mentioned in five places by the prophets, in four of which it is connected with Edom and in two with Dedan. ( Jeremiah 49:7 Jeremiah 49:8 ; Ezekiel 25:13 ) Eusebius and Jerome mention Teman as a town in their day distant 15 miles from Petra, and a Roman post.
https://www.biblestudytools.com/dict...ary/teman.html


نقرا من قاموس الكتاب المقدس في معنى تيمان :
(( اسم عبري معناه "اليميني أو الجنوبي":قبيلة تسميت باسم تيمان بكر أليفاز بن عيسو والإقليم الذي تسكنه (تك 36 : 11 و15 و34) وواضح أن الإقليم الذي كانت تسكنه واقع في الجزء الشمالي من أدوم. ويسمى أرض أبناء الشرق ويدعى أيضًا تيْمن (حز 25 : 13) وقد اشتهر أهله بالحكمة (أر 49 : 7 وعو 9). وربما كان مكانه الآن طويلان شرقي البتراء.))
https://st-takla.org/Full-Free-Copti...T/T_114_2.html

و نقرا في تكوين 33
15 هؤُلاَءِ أُمَرَاءُ بَنِي عِيسُو: بَنُو أَلِيفَازَ بِكْرِ عِيسُو: أَمِيرُ تَيْمَانَ وَأَمِيرُ أُومَارَ وَأَمِيرُ صَفْوٍ وَأَمِيرُ قَنَازَ


اعتراض نصراني محتمل :
جبل سعير في فلسطين و اما تيمان فهي ارض ادوم فكيف ساويت بينهما ؟


اقول : نحن نعلم و كما قال BARNES ان تيمان و ان كانت ارضا في ادوم الا انها تشير الى جبل سعير الموجود في تثنية 33 و هو جبل او سلسلة جبال بالاحرى جنوب ارض يهوذا و بالقرب من ادوم و نعلم ايضا ان سعير جبل في ارض يهوذا كما يشير الكتاب المقدس و قاموس الكتاب المقدس كما يلي :

نقرا في سفر يشوع الاصحاح 15
8 وَصَعِدَ التُّخُمُ فِي وَادِي ابْنِ هِنُّومَ إِلَى جَانِبِ الْيَبُوسِيِّ مِنَ الْجَنُوبِ، هِيَ أُورُشَلِيمُ. وَصَعِدَ التُّخُمُ إِلَى رَأْسِ الْجَبَلِ الَّذِي قُبَالَةَ وَادِي هِنُّومَ غَرْبًا، الَّذِي هُوَ فِي طَرَفِ وَادِي الرَّفَائِيِّينَ شِمَالاً.
9 وَامْتَدَّ التُّخُمُ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ إِلَى مَنْبَعِ مِيَاهِ نَفْتُوحَ، وَخَرَجَ إِلَى مُدُنِ جَبَلِ عِفْرُونَ وَامْتَدَّ التُّخُمُ إِلَى بَعَلَةَ، هِيَ قَرْيَةُ يَعَارِيمَ.
10 وَامْتَدَّ التُّخُمُ مِنْ بَعَلَةَ غَرْبًا إِلَى جَبَلِ سَعِيرَ، وَعَبَرَ إِلَى جَانِبِ جَبَلِ يَعَارِيمَ مِنَ الشِّمَالِ، هِيَ كَسَالُونُ. وَنَزَلَ إِلَى بَيْتِ شَمْسٍ وَعَبَرَ إِلَى تِمْنَةَ.

و نقرا في قاموس الكتاب المقدس في كلمة سعير :
(( كلمة عبرانية معناها "كثير الشعر":جبل في أرض يهوذا (يشوع 15: 10) بين قرية يعاريم وبيت شمس, وربما كان سلسلة الجبال التي تقع عليها قرية ساريس إلى الجنوب الغربي من قرية يعاريم وإلى الشمال الغربي من أورشليم. ولا زالت آثار الغابات التي كانت تنمو فوقه موجودة إلى اليوم.))
https://st-takla.org/Full-Free-Copti...S/S_072_2.html

و الربط بين المصطلحين تم لسببين :

الاول : ان عيسو و هو ادوم سكن في جبل سعير بنص الكتاب المقدس :
(سفر التكوين 36: 8) فَسَكَنَ عِيسُو فِي جَبَلِ سَعِيرَ. وَعِيسُو هُوَ أَدُومُ.

الثاني : موقع جبل سعير و الذي في الحقيقة هو جنوب يهوذا بالقرب من ادوم
نقرا من Jamieson-Fausset-Brown Bible Commentary
3. God—singular in the Hebrew, "Eloah," instead of "Elohim," plural, usually employed. The singular is not found in any other of the minor prophets, or Jeremiah, or Ezekiel; but it is in Isaiah, Daniel, Job, and Deuteronomy.
from Teman—the country south of Judea and near Edom, in which latter country Mount Paran was situated [Henderson]. "Paran" is the desert region, extending from the south of Judah to Sinai. Seir, Sinai, and Paran are adjacent to one another, and are hence associated together, in respect to God's giving of the law (De 33:2). Teman is so identified with Seir or Edom, as here to be substituted for it. Habakkuk appeals to God's glorious manifestations to His people at Sinai, as the ground for praying that God will "revive His work" (Hab 3:2) now. For He is the same God now as ever.
https://biblehub.com/commentaries/habakkuk/3-3.htm

ملاحظة : رايه عن جبل فاران لا يلزمنا و لا يهمنا فهو راي مفسر نصراني و استشهادي برايه هنا هو من باب الزام النصراني بما في مصادره






و على هذا و مقارنة بما ورد في تثنية 33 فان مجيء الله من تيمان هو كناية عن نزول وحي الانجيل على المسيح عليه الصلاة و السلام


و يقتضي هذا ان مجيء القدوس هنا هو بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الذي يبعث من جبل فاران و هو جبل النور


اعتراض نصراني محتمل :
القدوس لا يطلق الا على الله عز وجل

اقول : اطلق لفظ القدوس على غير الله عز وجل في الكتاب المقدس

فقد قيل عن هارون انه قدوس الرب
مزمور 106
16 وحسدوا موسى في المحلة، وهارون قدوس الرب .

و على اليشع ايضا
سفر الملوك الثاني الاصحاح 4
8 وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ عَبَرَ أَلِيشَعُ إِلَى شُونَمَ. وَكَانَتْ هُنَاكَ امْرَأَةٌ عَظِيمَةٌ، فَأَمْسَكَتْهُ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. وَكَانَ كُلَّمَا عَبَرَ يَمِيلُ إِلَى هُنَاكَ لِيَأْكُلَ خُبْزًا.
9 فَقَالَتْ لِرَجُلِهَا: «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلَ اللهِ، مُقَدَّسٌ الَّذِي يَمُرُّ عَلَيْنَا دَائِمًا.
10 فَلْنَعْمَلْ عُلِّيَّةً عَلَى الْحَائِطِ صَغِيرَةً وَنَضَعْ لَهُ هُنَاكَ سَرِيرًا وَخِوَانًا وَكُرْسِيًّا وَمَنَارَةً، حَتَّى إِذَا جَاءَ إِلَيْنَا يَمِيلُ إِلَيْهَا».

و على موسى ايضا
سفر العدد 6
5 كُلَّ أَيَّامِ نَذْرِ افْتِرَازِهِ لاَ يَمُرُّ مُوسَى عَلَى رَأْسِهِ. إِلَى كَمَالِ الأَيَّامِ الَّتِي انْتَذَرَ فِيهَا لِلرَّبِّ يَكُونُ مُقَدَّسًا، وَيُرَبِّي خُصَلَ شَعْرِ رَأْسِهِ.

و علي شعب اسرائيل ايضا
سفر الخروج 19
6 وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً. هذِهِ هِيَ الْكَلِمَاتُ الَّتِي تُكَلِّمُ بِهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ».

فلا مانع من القول بان القدوس هنا هو اشارة الى بعثة نبي معين من فاران و لا شك انه نبي اسماعيلي لانه كما قلنا سابقا ان فاران هي مساكن بني اسماعيل و هي الحجاز كما اثبتنا سالفا

و نضيف ما قاله الراباي راشي حيث اشار بان فاران في حبقوق 3: 3 هو اشارة الى امة اسماعيل عليه الصلاة و السلام (بغض النظر عن كونه لا يفسر النص بانها نبوءة عن نبيين لاننا هنا في سياق ذكر القرائن المشيرة الى ان فاران هي ارض لبني اسماعيل عليه الصلاة و السلام )

نقرا من تفسير راشي :

God: The prophet now mentions before God His original deed, which he begs Him to revive - the deed of the love of Israel and the retribution of the first generations: When You came to give the Torah, You went around to Esau and Ishmael, and they did not accept it.

Teman: Esau.

Paran: Ishmael, as Scripture states (Gen. 21:21): “And he dwelt in the desert of Paran.

His glory covered the heavens: at Sinai for Israel.
https://www.chabad.org/library/bible...showrashi=true


هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم