بسم الله الرحمن الرحيم

لا يشك اي مسلم في عصمة انبياء الله عز وجل من الكبائر و من فواحش الصغائر و لكن قد يجد اعداء الاسلام بعض الروايات الضعيفة او الموقوفة التي قد يفهم منها عكس ذلك وواجبنا كشف هذا الكذب والذب عن انبياء الله عليهم الصلاة و السلام


و من هؤلاء نبي الله عز وجل ذو الكفل عليه الصلاة و السلام حسب ظاهر سياق القران الكريم

الرواية :

مسند الامام احمد رحمه الله وسنن الترمذي رحمه الله
4747 - حدثنا أسباط بن محمد حدثنا الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعد مولى طلحة عن ابن عمر قال: لقد سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثاً لو لم أسمعه إلا مرةً أو مرتين، حتَّى عَدَّ سبعَ مرار، ولكن قد سمعتُه أكثرَ من ذلك، قال: "كان الكفْل من بني إسرائيلَ لا يتورعُ من ذنب عَمِله، فأتتْه امرأةٌ فأعطاها ستين دَيناراً على أن يطأها، فلما قعد منها

صحيح بن حبان رحمه الله

رقم الحديث: 392
(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً ، يَقُولُ : " كَانَ ذُو الْكِفْلِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا يَتَوَرَّعُ مِنْ شَيْءٍ ، فَهَوِيَ امْرَأَةً ، فَرَاوَدَهَا عَلَى نَفْسِهَا ، وَأَعْطَاهَا سِتِّينَ دِينَارًا ، فَلَمَّا جَلَسَ مِنْهَا ، بَكَتْ وَأُرْعِدَتْ ، فقَالَ لَهَا : مَا لَكِ ؟ فَقَالَتْ : إِنِّي وَاللَّهِ لَمْ أَعْمَلْ هَذَا الْعَمَلَ قَطُّ ، وَمَا عَمِلْتُهُ إِلا مِنْ حَاجَةٍ ، قَالَ : فَنَدِمَ ذُو الْكِفْلِ ، وَقَامَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ مِنْهُ شَيْءٌ ، فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ مِنْ لَيْلَتِهِ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ، وَجَدُوا عَلَى بَابِهِ مَكْتُوبًا : إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ " .


الرد :

اولا : كلتا الروايتان ضعيفتان سندا و كلاهما في الحقيقة لهما نفس السند

فالسند عند ابن حبان رحمه الله فيه اضطراب ووهم و الوهم هو من ابي بكر بن عياش لان هذا الحديث لا يعرف الا من طريق الاعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن سعد مولى طلحة عن ابن عمر رضي الله عنه

ذكر هذا البخاري و الترمذي و الدارقطني رحمهم الله

قال الترمذي في سننه كتاب صفة القيامة و الرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((قال أبو عيسى هذا حديث حسن قد رواه شيبان وغير واحد عن الأعمش نحو هذا ورفعوه وروى بعضهم عن الأعمش فلم يرفعه وروى أبو بكر بن عياش هذا الحديث عن الأعمش فأخطأ فيه وقال عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن ابن عمر وهو غير محفوظ وعبد الله بن عبد الله الرازي هو كوفي وكانت جدته سرية لعلي بن أبي طالب وروى عن عبد الله بن عبد الله الرازي عبيدة الضبي والحجاج بن أرطاة وغير واحد من كبار أهل العلم))

قال الدارقطني رحمه الله في علله الجزء الثالث عشر :
((3075- وسئل عن حديث سعيد، مولى طلحة، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: كان الكفل من بني إسرائيل، وكان لا يتورع عن ذنب ... الْحَدِيثَ.
فَقَالَ: يَرْوِيهِ الْأَعْمَشُ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛
فَرَوَاهُ أسباط بن محمد، ومحمد بن فضيل، وأبو عبيدة بن معن، والعلاء بن راشد، عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن سعيد، مولى طلحة، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
ورواه يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش بهذا الإسناد، موقوفا.
وقال أبو أسامة: عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن رجل، لم يسمه، عن ابن عُمَرَ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عبد الله بن عبد الله، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَوَهِمَ في قوله: سعيد بن جبير، والصواب: عن سعيد مولى طلحة.
وقال الثوري: عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عبد الله بن الحارث، وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ.))

و نقرا في العلل الكبير للترمذي الجزء الاول ما نقله عن البخاري رحمه الله :
((سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: بَعْضُ أَصْحَابِ الْأَعْمَشِ رَوَوْا هَذَا الْحَدِيثَ فَأَوْقَفُوهُ , وَأَكْثَرُهُمْ رَفَعُوهُ. وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ مَرْفُوعٌ. قُلْتُ لَهُ: رَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ. فَقَالَ: أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ يَهِمُ فِيهِ))

وذكر هذا ايضا المزي رحمه الله في تهذيب الكمال بعد ان ترجم لسعد هذا دون جرح و لا تعديل فساق هذه الرواية ثم علق بعدها :
(( رواه عَنْ عُبَيْد بْن أسباط بْن مُحَمَّد ، عَنْ أَبِيهِ ، فوقع لنا بدلا عاليا ، وقال حسن : رواه شَيْبَان ، وغير واحد عَنِ الأَعْمَش ، ورفعوه ، ورواه بعضهم عَنِ الأَعْمَش ولم يرفعه ، ورواه أَبُو بَكْر بْن عَيَّاش ، عَنِ الأَعْمَش ، فأخطأ فيه ، وقال عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ ، عَنْ سَعِيد بْن جبير ، عَنِ ابْن عُمَر ، وهُوَ غير محفوظ ، وقال غيره : رواه قُتَيْبَة ، عَنْ أسباط بْن مُحَمَّد ، فَقَالَ : عَنْ سَعِيد بْن جبير ، كما قال أَبُو بَكْر بْن عَيَّاش .))

و لفظ ذو في صحيح بن حبان لا يصح بل هو وهم راجع الى ابي بكر بن عياش و في السند الاخر نجد لفظ الرواية لا يحتوي على عبارة ذو

وقد رواه شيبان بن عبد الرحمن عن الاعمش : الكفل ، من غير لفظة ذو

نقرا ذلك في مستدرك الحاكم رحمه الله كتاب التوبة و الانابة :
((3182 - حكاية ورع الكفل .
7726 - أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، ثنا سعيد بن مسعود ، ثنا عبيد بن موسى ، أنبأ شيبان بن عبد الرحمن ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن عبد الله ، عن سعد ، مولى طلحة ، عن ابن عمر ، - رضي الله عنهما - قال : لقد سمعت من في رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حديثا لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين حتى عد سبعا ، ولكني سمعته أكثر من ذلك قال : " كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع عن ذنب عمله ، فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن....
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . ))

و اخرج الترمذي رحمه الله الرواية بسنده عن ابي بكر بن عياش عن الاعمش من غير لفظ : ذو .

فسند الحديث هذا هو الاعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن سعد مولى طلحة عن ابن عمر رضي الله عنه و لم يروى بغير هذا السند و هو ضعيف

و العلة :سعد مولى طلحة مجهول

نقرا في الجرح و التعديل لابن ابي حاتم رحمهما الله الجزء الرابع :
((434 - سعد مولى طلحة (2) روى عن ابن عمر روى عنه عبد الله بن عبد الله الرازي سمت ابى ذلك ويقول: لا يعرف هذا الرجل إلا بحديث واحد))

ونقل هذا عنه المزي في تهذيب الكمال

و نقرا في تقريب التهذيب لابن حجر رحمه الله الجزء الاول :
((2263- سعد أو سعيد مولى طلحة ويقال طلحة مولى سعد مجهول من الرابعة ت
[] سعد جد هود [كذا وقع عنده] صوابه مزيدة يأتي))




ثانيا : حسن الترمذي و الشيخ احمد شاكر الرواية و صححها الحاكم و ابن حبان ووافق الحاكم الذهبي رحمهم الله
و كل هذا مردود لعلتين :

1. الحاكم رحمه الله معروف بتساهله في تصحيح الاحاديث و ابن حبان رحمه الله معروف بالتساهل في التوثيق و كونه وثق سعد هذا هو من تساهله

اما تساهل ابن حبان رحمه الله في التوثيق :

قال السخاوي في فتح المغيث الجزء الاول في الكلام على الحديث الصحيح :
((فابن حبان ( البستي ) وهو بضم الموحدة وإسكان المهملة وبعدها مثناة فوقانية نسبة لمدينة من بلاد كابل بين هراة وغزنة ، وصف بأنه ( يداني ) أي : يقارب ( الحاكما ) في التساهل [ وذلك يقتضي النظر في أحاديثه أيضا ; لأنه غير متقيد بالمعدلين ، بل ربما يخرج للمجهولين ، لا سيما ومذهبه إدراج الحسن في الصحيح ، مع أن شيخنا قد نازع في نسبته إلى التساهل ، إلا من هذه الحيثية . ))

و نقرا في لسان الميزان لابن حجر الجزء الاول في المقدمة الصفحة 14:
(فاما المجاهيل الذين لم يرو عنهم الا الضعفاء فهم متروكون على الأحوال كلها قلت وهذا الذي ذهب اليه بن حبان من ان الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة الى ان يتبن جرحه مذهب عجيب والجمهور على خلافه وهذا هو مساك بن حبان في كتاب الثقات الذي الفه فإنه يذكر خلقا من نص عليهم أبو حاتم وغيره على انهم مجهولون وكان عند بن حبان ان جهالة العين ترتفع برواية واحد مشهور وهو مذهب شيخه بن خزيمة ولكن جهالة حاله باقية عند غيره ))


و اما تساهل الحاكم رحمه الله في التصحيح :

في ترجمة الحاكم في ميزان الاعتدال للامام الذهبي رحمه الله :
((7804 - [ صح ] محمد بن عبدالله الضبى النيسابوري الحاكم، أبو عبد الله
الحافظ، صاحب التصانيف.
إمام صدوق، لكنه يصحح في مستدركه أحاديث ساقطة،ويكثر من ذلك، فما أدرى هل خفيت عليه فما هو ممن يجهل ذلك، وإن علم فهذه خيانة عظيمة، ثم هو شيعي مشهور بذلك من غير تعرض للشيخين.
وقد قال ابن طاهر: سألت أبا إسماعيل عبدالله الانصاري عن الحاكم أبي عبدالله، فقال: إمام في الحديث رافضي خبيث.
قلت: الله يحب الانصاف، ما الرجل برافضى، بل شيعي فقط.
ومن شقاشقه قوله: أجمعت الامة أن الضبى (1) كذاب، وقوله: إن المصطفى صلى الله عليه وسلم ولد مسرورا مختونا قد تواتر هذا.
وقوله: إن عليا وصى.
فأما صدقه في نفسه ومعرفته بهذا الشأن فأمر مجمع عليه.
مات سنة خمس وأربعمائة.))

و العجب من الذهبي رحمه الله انه قال هذا ثم صحح حديث الحاكم هذا و كان هذا كان سهوا منه رحمه الله وغفر له وجل من لا يسهو

و في ترجمته في لسان الميزان لابن حجر رحمه الله الجزء الخامس :
((813 - محمد بن عبد الله الضبي النيسابوري الحاكم أبو عبد الله الحافظ صاحب التصانيف إمام صدوق ولكنه يصحح في مستدركه أحاديث ساقطة فيكثر من ذلكفما أدري هل خفيت عليه فما هو ممن يجهل ذلك وإن علم فهو خيانة عظيمة ثم هو شيعي مشهور بذلك من غير تعرض للشيخين وقد قال أبو طاهر سألت أبا إسماعيل عبد الله الأنصاري عن الحاكم أبي عبد الله فقال إمام في الحديث رافضي خبيث قلت إن الله يحب الإنصاف ما الرجل برافضي بل شيعي فقط ومن شقاشقه قوله اجتمعت الأمة على أن الضبي كذاب وقوله في أن المصطفى صلى الله عليه و سلم ولد مسرورا مختونا قد تواتر هذا وقله أن عليا وصى فأما صدقه في نفسه ومعرفته بهذا الشأن فأمر مجمع عليه مات سنة خمس وأربع مائة والحاكم أجل قدرا وأعظم خطرا وأكبر ذكرا من أن يذكر في الضعفاء لكن قيل في الأعتذار عنه أنه عند تصنيفه للمستدرك كان في أواخر عمره وذكر بعضهم أنه حصل له تغير وغفلة في آخر عمره ويدل على ذلك أنه ذكر جماعة في كتاب الضعفاء له وقطع بترك الرواية عنهم ومنع من الاحتجاج بهم ثم أخرج أحاديث بعضهم في مستدركه وصححها من ذلك أنه أخرج حديثا لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وكان قد ذكره في الضعفاء فقال أنه روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا تخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه وقال في آخر الكتاب فهؤلاء الذين ذكرتهم في هذا الكتاب ثبت عندي صدقهم لأنني لا استحل الجرح إلا مبينا ولا أجيزه تقليدا والذي اختار لطالب العلم أن لا يكتب حديث هؤلاء أصلا))

و اما تصحيح الشيخ احمد شاكر رحمه الله في تحقيقه لمسند الامام احمد رحمه الله فمعتمد على توثيق ابن حبان رحمه الله لسعد مولى طلحة و هو توثيق مردود فقد قال الشيخ :
(((4747) إسناده صحيح، عبد الله بن عبد الله: هو أبو جعفر الرازي قاضي الري، سبق توثيقه 646.
سعد مولى طلحة: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وفي التهذيب اختلاف في اسمه 3: 485. والحديث رواه الحاكم 4: 254 - 255 من طريق شيبان بن عبد الرحمن عن الأعمش، بهذا الإسناد، وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.))

و هذا مردود كما سبقنا و قد رد عليه علماء اخرون سنذكرهم في العلة الثانية


2. تضعيف علماء الحديث لهذه الرواية و منهم المحقق شعيب الارنؤوط و الامام ابن كثير و الامام الالباني رحمهم الله وقد ضعفها الالباني في اكثر من مورد ورد على من صحح الحديث

تضعيف شعيب الارنؤوط في تحقيقه لمسند الامام احمد رحمه الله الجزء الثامن قال :
((3) إسناده ضعيف، سعد مولى طلحة لم يرو عنه غير عبد الله بن عبد الله - وهو أبو جعفر الرازي -، وقال أبو حاتم: لا يعرف هذا الرجل إلا بحديث واحد، =عني به حديث الكفل هذا، وتساهل ابن حبان فأورده في "الثقات ". وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال " 10/319 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2496) ، والبيهقي في "الشعب " (7109) من طريق أسباط بن محمد، به. وحسنه الترمذي!
وأخرجه الحاكم 4/254-255 من طريق شيبان بن عبد الرحمن، والبيهقي (7108) من طريق أبي عبيدة بن معن، كلاهما عن الأعمش، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!!
قال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 74: ورواه يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، بهذا الإسناد موقوفاً.
ورواه أبو أسامة عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن رجل لم يسمه، عن ابن عمر.
وأخرجه ابن حبان (387) من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر. وهذا حديث أخطأ فيه أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، وهو غير محفوظ عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، قاله الترمذي.
وأورد حديث أحمد هذا ابن كثير في "البداية والنهاية" 1/211-212، وقال: هو حديث غريب جداً، وفي إسناده نظر. ثم ساق نحو ما ذكرناه في ترجمة سعد مولى طلحة.
وأورده أيضاً في "التفسير" 5/359-360 وقال فيه: حديث غريب، وإسناده غريب.))


تضعيف الامام بن كثير رحمه الله في البداية و النهاية الجزء الاول :
(( ورواه الترمذي من حديث الأعمش به . وقال حسن . وذكر أن بعضهم رواه فوقفه على ابن عمر فهو حديث غريب جدا ، وفي إسناده نظر فإن سعدا هذا قال أبو حاتم : لا أعرفه إلا بحديث واحد . ووثقه ابن حبان . ولم يرو عنه سوى عبد الله بن عبد الله الرازي هذا . فالله أعلم . وإن كان محفوظا فليس هو ذا الكفل . وإنما لفظ الحديث " الكفل " من غير إضافة فهو رجل آخر غير المذكور في القرآن الكريم . والله أعلم بالصواب . ))

وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لسورة الانبياء :
((هكذا وقع في هذه الرواية " الكفل " ، من غير إضافة ، فالله أعلم . وهذا الحديث لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة ، وإسناده غريب ، وعلى كل تقدير فلفظ الحديث إن كان " الكفل " ، ولم يقل : " ذو الكفل " ، فلعله رجل آخر ، والله أعلم . ))


تضعيف الامام الالباني رحمه الله للحديث :

ضعيف سنن الترمذي الجزء الخامس الحديث 2496:
((ضعيف، الضعيفة (4083)))

السلسلة الضعيفة الجزء التاسع :
((ضعيف
رواه الترمذي (2/ 81) ، وأحمد (2/ 23) ، وأبو يعلى (10/ 90/ 5726) ، والحاكم (4/ 254-255) ، والبيهقي في "الشعب" (2/ 361/ 1) ، والخطيب في "التاريخ" (5/ 52) ، وابن عساكر (6/ 70/ 1) عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن سعد مولى طلحة، عن ابن عمر مرفوعاً، وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن، قد رواه شيبان وغير واحد عن الأعمش نحو هذا ورفعوه، وروى بعضهم عن الأعمش فلم يرفعه، وروى أبو بكر بن عياش هذا الحديث عن الأعمش، فأخطأ فيه، وقال: عن عبد الله بن عبد الله، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عمر، وهو غير محفوظ".
قلت: وصله ابن حبان (2453 - موارد) عن أبي بكر بن عياش به، إلا أنه قال:
" ... ذو الكفل".
وهذا خطأ آخر لمخالفته ما تقدم. وقد قال ابن كثير في "التاريخ" (1/ 226-227) عقب حكايته تحسين الترمذي إياه:
"فهو حديث غريب جداً، وفي إسناده نظر؛ فإن سعداً هذا؛ قال أبو حاتم: "لا أعرفه إلا بحديث واحد"، ووثقه ابن حبان، ولم يرو عنه سوى عبد الله بن عبد الله الرازي، فالله أعلم، وإن كان محفوظاً فليس هو (ذا الكفل) ، وإنما لفظ الحديث (الكفل) من غير إضافة، فهو رجل آخر، غير المذكور في القرآن. والله أعلم".
ونحوه في تفسيره لسورة (الأنبياء) (3/ 191) .
قلت: وسعد هذا؛ مجهول كما في "التقريب"؛ لم يرو عنه غير عبد الله بن عبد الله هذا وهو الرازي، فقول الحاكم:"صحيح الإسناد"؛ هو من تساهله الذي اشتهر به، وإن وافقه الذهبي؛ فإنه من غير تحقيق منه كما هو شأنه في كثير من موافقاته!
وانظر الرد على من صحح الحديث من المعاصرين في التعليق على "ضعيف الموارد" (2453) .))


وضعفها ايضا لضعيف موارد الظمان الجزء الاول و فيه رد على من صحح الحديث :
((منكر جدا))

و في هامشه قال :
(( شَذّ الأَخ الداراني - كعادته - فصحح إسناده هنا، جريًا على ظاهرِه، غير ملتفت إِلى اضطرابه المبيّن في "الضعيفة" وغيره، وفي تعليقه على "مسند أَبي يعلى" أيضًا؛ تقليدًا منه لتوثيق ابن حبان لراويه المجهول، واسمه (سعد مولى طلحة)، أَخطأ أَبو بكر بن عياش فسماه: (سعيد بن جبير)! وقالَ الترمذي: "إنّه غير محفوظ".
ثمَّ غفل الداراني هنا فلم ينبّه على نكارته الجليّة والمخالفة لقوله تعالى: {وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ}.
وقد نبّه على هذا في "المسند"، ولكنه زعم أَنَّ قوله هنا: "ذو الكفل" خطأ ناسخ! مجرد دعوى ليسلم له تصحيحه إِياه! ثم لم يلتفت إلى تضعيف الحافظ ابن كثير للحديث، ولا لتجهيل أَبي حاتم لراويه!))



ثالثا : على فرض صحة الحديث فكما قال الامام ابن كثير رحمه الله فهو شخص اخر غير ذي الكفل بل اسمه فقط الكفل من غير ذي

نقرا ما قاله ابن كثير رحمه الله في البداية و النهاية الجزء الاول :
((وإن كان محفوظا فليس هو ذا الكفل . وإنما لفظ الحديث " الكفل " من غير إضافة فهو رجل آخر غير المذكور في القرآن الكريم . والله أعلم بالصواب))

و قال في تفسيره لسورة الانبياء بعد ان اورد الحديث السابق :
((هكذا وقع في هذه الرواية " الكفل " ، من غير إضافة ، فالله أعلم . وهذا الحديث لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة ، وإسناده غريب ، وعلى كل تقدير فلفظ الحديث إن كان " الكفل " ، ولم يقل : " ذو الكفل " ، فلعله رجل آخر ، والله أعلم . ))

وقال ابن الجوزي رحمه الله في تفسيره زاد المسير مثل هذا:
(( وقد ذكر الثعلبي حديث ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكفل : " أنه كان رجلا لا ينزع عن ذنب ، وأنه خلا بامرأة ليفجر بها ، فبكت وقالت : ما فعلت هذا قط ، فقام عنها تائبا ، ومات من ليلته ، فأصبح مكتوبا على بابه : قد غفر الله للكفل " ، والحديث معروف ، وقد ذكرته في " الحدائق " ، فجعله الثعلبي أحد الوجوه في بيان ذي الكفل ، وهذا غلط ; لأن ذلك اسمه الكفل ، والمذكور في القرآن يقال له : ذو الكفل ، ولأن الكفل مات في ليلته التي تاب فيها ، فلم يمض عليه زمان طويل يعالج فيه الصبر عن الخطايا . وإذا قلنا : إنه نبي ، فإن الأنبياء معصومون عن مثل هذا الحال . وذكرت هذا لشيخنا أبي الفضل بن ناصر رحمه الله تعالى ، فوافقني ، وقال : ليس هذا بذاك))

و حتى من اخطا (و جل من لا يخطا ) من اهل العلم غفر الله لهم وصحح الحديث فانه جزم بان ذا الكفل غير الكفل المذكور في الحديث كالشيخ احمد شاكر رحمه الله في تحقيقه لمسند الامام احمد رحمه الله :
((والحديث صحيح كما قلنا، والكفل المذكور فيه هو غير "ذي الكفل" النبي -صلي الله عليه وسلم -، كما هو بَّين، وكما رجح ابن كثير ظنّا، وإن لم يقطع.))



رابعا : قد يقول قائل ان ذا الكفل عليه الصلاة و السلام ليس نبيا و على هذا فان الحديث لا يفرق كونه صحيح او ضعيف لانه ليس بنبي فليس اذا معصوم ونقول : هذه مسالة خلافية و لكن الظاهر و الاصح من سياق القران انه نبي عليه الصلاة و السلام فقد قرن بنبيي الله اسماعيل و ادريس عليهما الصلاة و السلام

قال تعالى في محكم تنزيله :
( (وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين ( 85 ) وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين ( 86 ) ) .

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره
((أما إسماعيل فالمراد به ابن إبراهيم الخليل ، عليهما السلام ، وقد تقدم ذكره في سورة مريم ، وكذلك إدريس ، عليه السلام وأما ذو الكفل فالظاهر من السياق أنه ما قرن مع الأنبياء إلا وهو نبي . وقال آخرون : إنما كان رجلا صالحا ، وكان ملكا عادلا وحكما مقسطا ، وتوقف ابن جرير في ذلك ، فالله أعلم . ))


وقد روي عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه رواية لا تصح عنه

السند الاول :
في تفسير ابن ابي حاتم رحمهما الله فيما نقل عنهما الامام بن كثير رحمه الله في تفسيره :
((وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو الجماهر ، أخبرنا سعيد بن بشير ، حدثنا قتادة ، عن أبي كنانة بن الأخنس قال : سمعت الأشعري وهو يقول على هذا المنبر : ما كان ذو الكفل بنبي ، ولكن كان - يعني : في بني إسرائيل - رجل صالح يصلي كل يوم مائة صلاة ، فتكفل له ذو الكفل من بعده ، فكان يصلي كل يوم مائة صلاة ، فسمي ذا الكفل . ))



السند الثاني :

في تفسير الطبري رحمه الله

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن أبي موسى الأشعري ، قال وهو يخطب الناس : إن ذا الكفل لم يكن نبيا ولكن كان عبدا صالحا تكفل بعمل رجل صالح عند موته ، كان يصلي لله كل يوم مائة صلاة ، فأحسن الله عليه الثناء في كفالته إياه .



السند الثالث :
تفسير الطبري رحمه الله

حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله ( وذا الكفل ) قال : قال أبو موسى الأشعري : لم يكن ذو الكفل [ ص: 511 ] نبيا ، ولكنه كفل بصلاة رجل كان يصلي كل يوم مائة صلاة ، فوفى ، فكفل بصلاته ، فلذلك سمي ذا الكفل ،ونصب إسماعيل وإدريس وذا الكفل ، عطفا على أيوب ، ثم استؤنف بقوله ( كل ) فقال ( كل من الصابرين ) ومعنى الكلام : كلهم من أهل الصبر فيما نابهم في الله .



التحقيق :

السند الاول ضعيف و العلة :

1. سعيد بن بشير ضعيف و خاصة عن قتادة فقد حدث عنه بمناكير ضعفه البخاري و النسائي و بن معين و الحاكم و احمد و ابن نمير و بن حجر و رماه بن سعد بالقدر و منهم من وثقه كشعبة و سعيد بن عبد العزيز و ابو حاتم و ابو زرعة و احمد بن صالح


نقرا في تقريب التهذيب لابن حجر رحمه الله الجزء الاول :

((2276- سعيد ابن بشير الأزدي مولاهم أبو عبد الرحمن أو أبو سلمة الشامي أصله من البصرة أو واسط ضعيف من الثامنة مات سنة ثمان أو تسع وستين))



و نقرا في الجرح و التعديل لابن ابي حاتم رحمهما الله :

((ثنا عبد الرحمن نا أبي نا حيوة بن شريح الحمصي قال سمعت بقية يقول سألت شعبة عن سعيد بن بشير فقال: صدوق اللسان فذكرت ذلك لسعيد بن عبد العزيز فقال انشر هذا الكلام في جندنا - يعني في بلدنا - فإن الناس قد تكلموا فيه.


حدثنا عبد الرحمن حدثني ابى نا العباس
ابن الوليد الخلال نا مروان بن محمد قال ربما سمعت سفيان بن عيينة علىجمرة العقبة يقول: حدثنا سعيد بن بشير وكان حافظا.

حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم نا عمرو بن علي قال كان عبد الرحمن يحدثنا عن سعيد ابن بشير ثم تركه.

حدثنا عبد الرحمن قال ذكره عبد الله بن أبي عمر (1) الطالقاني [قال نا - 2] الميموني قال ذكر سعيد بن بشير فرأيت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يضعف أمره.

حدثنا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول: سعيد ابن بشير ليس بشئ.


حدثنا عبد الرحمن قال سمعت [على بن الحسين - 3] ابن الجنيد يقول سمعت ابن نمير يقول: سعيد بن بشير منكر الحديث، ليس بشئ، ليس بقوي الحديث، يروي عن قتادة المنكرات.


حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول قلت لأحمد بن صالح: سعيد بن بشير دمشقي شامي كيف هذه الكثرة عن قتادة قال كان أبوه بشير شريكا لأبي عروبة فأقدم بشير ابنه سعيدا البصرة يطلب الحديث مع سعيد بن أبي عروبة.

حدثنا عبد الرحمن نا أبو زرعة الدمشقي قال سألت دحيما:

ما كان قول من أدركت في سعيد بن بشير؟ فقال يوثقونه وكان حافظا.

حدثنا عبد الرحمن نا أبو زرعة الدمشقي قال رأيت أبا مسهر يحدثنا عن سعيد بن بشير ورأيته عنده موضعا للحديث.

حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي وأبا زرعة ذكرا سعيد بن بشير فقالا: محله الصدق عندنا.

قلت لهما يحتج بحديثه؟ فقالا يحتج بحديث ابن أبي عروبة والدستوائي، هذا شيخ يكتب حديثه.

حدثنا عبد الرحمن قال وسمعت أبي ينكر على من أدخله في كتاب الضعفاء وقال: يحول منه.))



2. ابو كنانة بن الاخنس و هو القرشي مجهول

ذكره ابن ابي حاتم رحمهما الله في الجرح و التعديل الجزء التاسع بدون توثيق او جرح :

((2135 - أبو كنانة القرشى سمع أبا موسى الأشعري روى عنه أبو اياسى وزياد الجصاص سمعت أبى يقول ذلك.))



السند الثاني :

السند الثاني ضعيف و العلة :

1. سعيد بن بشير ضعيف و قد وثقه البعض و قد سبقت ترجمته في الاعلى من تقريب التهذيب

2. الارسال من قتادة فهو لم يدرك ابي موسى الاشعري رضي الله عنه و لا تثبت له عنه رواية



السند الثالث :

السند الثالث ضعيف و العلة :

الارسال من قتادة فهو لم يدرك ابي موسى الاشعري رضي الله عنه و لا تثبت له عنه رواية



وروي عن مجاهد رحمه الله التصريح انه ليس بنبي كما في تفسير الطبري رحمه الله :
((
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، في قوله ( وذا الكفل ) قال رجل صالح غير نبي ، تكفل لنبي قومه أن يكفيه أمر قومه ، ويقيمه لهم ، ويقضي بينهم بالعدل ، ففعل ذلك ، فسمي ذا الكفل
. ))


و نقل القرطبي رحمه الله ان هذا قول الجمهور فقال في تفسيره لسورة الانبياء :

((وقيل : سمي ذا الكفل لأن الله تعالى تكفل له في سعيه وعمله بضعف عمل غيره من الأنبياء الذين كانوا في زمانه . والجمهور على أنه ليس بنبي))

و كذلك الشوكاني رحمه الله في فتح القدير :

((وقد ذهب الجمهور إلى أنه ليس بنبي . وقال جماعة : هو نبي . ثم وصف الله سبحانه هؤلاء بالصبر))



و ذكر عكس ذلك عن جماعة من المفسرين كابن كثير رحمه الله كما ذكرنا في الاعلى

وقال ابو حيان في تفسيره البحر المحيط انه نبي و نسب ذلك الى قول الجمهور :

((وقال الأكثرون : هو نبي فقيل : هو إلياس . وقيل : زكريا . وقيل : يوشع ، والكفل النصيب والحظ أي ذو الحظ من الله المحدود على الحقيقة ))



وقال الرازي في التفسير الكبير انه نبي و جزم بذلك لوجوه ذكرها :

((وقال الحسن والأكثرون : إنه من الأنبياء عليهم السلام ، وهذا أولى لوجوه :

أحدها : أن ذا الكفل يحتمل أن يكون لقبا وأن يكون اسما ، والأقرب أن يكون مفيدا ؛ لأن الاسم إذا أمكن حمله على ما يفيد فهو أولى من اللقب ، إذا ثبت هذا فنقول : الكفل هو النصيب ، والظاهر أن الله تعالى إنما سماه بذلك على سبيل التعظيم ، فوجب أن يكون ذلك الكفل هو كفل الثواب ، فهو إنما سمي بذلك ؛ لأن عمله وثواب عمله كان ضعف عمل غيره وضعف ثواب غيره ، ولقد كان في زمنه أنبياء على ما روي ، ومن ليس بنبي لا يكون أفضل من الأنبياء .

وثانيها : أنه تعالى قرن ذكره بذكر إسماعيل وإدريس , والغرض ذكر الفضلاء من عباده ليتأسى بهم ، وذلك يدل على نبوته .

وثالثها : أن السورة ملقبة بسورة الأنبياء ، فكل من ذكره الله تعالى فيها فهو نبي . ))



و ذهب الى ذلك الامام الالوسي رحمه الله في تفسيره :

((اي واذكرهم وظاهر نظم ذي الكفل في سلك الأنبياء عليهم السلام أنه منهم وهو الذي ذهب إليه الأكثر ))



و في تفسير السعدي رحمه الله :

(((85) أي: واذكر عبادنا المصطفين، وأنبياءنا المرسلين بأحسن الذكر، وأثن عليهم أبلغ الثناء، وإسماعيل بن إبراهيم، وإدريس وذا الكفل نبيين من أنبياء بني إسرائيل كل من هؤلاء المذكورين من الصابرين ، والصبر: هو حبس النفس ومنعها مما تميل بطبعها إليه، وهذا يشمل أنواع الصبر الثلاثة: الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصية الله، والصبر على أقدار الله المؤلمة. [ ص: 1080 ] فلا يستحق العبد اسم الصبر التام حتى يوفي هذه الثلاثة حقها. فهؤلاء الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - قد وصفهم الله بالصبر، فدل أنهم وفوها حقها، وقاموا بها كما ينبغي، ووصفهم أيضا بالصلاح، ))



و كذلك ابن عاشور رحمه الله في تفسيره التحرير و التنوير :

(( والكفل : بكسر الكاف وسكون الفاء أصله النصيب من شيء ، مشتق من كفل إذا تعهد ؛ لقب بهذا لأنه تعهد بأمر بني إسرائيل لليسع . وذلك أن اليسع لما كبر أراد أن يستخلف خليفة على بني إسرائيل فقال : من يتكفل لي بثلاث أستخلفه : أن يصوم النهار ، ويقوم الليل ، ولا يغضب . فلم يتكفل له بذلك إلا شاب اسمه " عوبديا " ، وأنه ثبت على ما تكفل به فكان لذلك من أفضل الصابرين . وقد عد عوبديا من أنبياء بني إسرائيل على إجمال في خبره انظر سفر الملوك [ ص: 130 ] الأول الإصحاح 18 . ورؤيا عوبديا صفحة 891 من الكتاب المقدس . ))



و نسب ابن الجوزي رحمه الله الى الحسن رحمهما الله انهما قالا بانه نبي و لكني لم اجد هذا القول في اي مصدر و ذكر الطبري رحمه الله في تاريخه ان البعض جعله نبي اسمه بشر بن ايوب و انه ابن ايوب عليه الصلاة و السلام و لم يعزو ذلك القول لاحد و كذلك ذكر ابن كثير رحمه الله في البداية و النهاية الجزء الاول :

( (رواه ابن عساكر بمعناه ، وأنه أوصى إلى ولده حومل ، وقام بالأمر بعده ولده بشر بن أيوب ، وهو الذي يزعم كثير من الناس أنه ذو الكفل ، فالله أعلم . ومات ابنه هذا ، وكان نبيا فيما يزعمون ، وكان عمره من السنين خمسا وسبعين ، ولنذكر هاهنا قصة ذي الكفل إذ قال بعضهم : إنه ابن أيوب عليهما السلام . ))



الخلاصة :

1. الرواية ضعيفة سندا

2. على فرض صحة الرواية فالرواية ذكرت الكفل و لم تقل ذو الكفل فهو اذا شخص اخر كما قال ابن الجوزي و ابن كثير رحمهما الله

3. اختلف اهل العلم في نبوة ذي الكفل و لكن الارجح ان ذا الكفل نبي حسب ظاهر سياق الايات و قال هذا بن كثير و الرازي و الالوسي والسعدي و ابن عاشور رحمهم الله و ذهب بعضهم الى غير هذا كمجاهد رحمه الله و المسالة خلافية

4. لم يثبت عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه انه انكر نبوة ذي الكفل عليه الصلاة و السلام و لا روي هذا عن اي احد من الصحابة



و اخيرا :


اختلف في اسم ذي الكفل فقيل هو حزقيال و قيل الياس و قيل هو يوشع وقيل انه بشر بن ايوب و هذه ايضا مسالة خلافية لا يترتب عليها عقيدة و الراجح حسب سياق القران انه نبي من انبياء بني اسرائيل جاء من بعد موسى و هارون و يوشع عليهم الصلاة و السلام وباستثناء ذلك مما قيل عنه هو من اقوال المفسرين هو من اخبار اهل الكتاب من الاسرائيليات و لا يلزمنا اذ لا نصدقه و لا نكذبه و الله اعلم



هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم