الأديان الشرقية أي منبعها من الهند أو الصين لم تكن لتصمد طويلا أمام التمحيص العلمي إذا كانت نهاية المطاف كالعادة أن ينحصر البحث في الأديان السماوية المعروفة وإن كنت حاولت في مجالات أخرى فلم افلح ويبقى المنهج الذي يأتي من خارج الإنسان له سطوته ويؤكد ذلك ما اكتشف حديثا عن وجود جين للرب في أدمغتنا مما حدا بعالم امريكي في المخ والأعصاب لتأليف كتاب (لماذا لا يذهب الرب بعيدا؟) بل وإلى الاعتقاد بأن فكرة الله في تلافيف المخ لا يمكن انتزاعها وهذا قد رايته بنفسي في مرضى الجلطات الدماغية والذين يعانون من حبسة كلامية تفقدهم ربما جميع الكلمات ولكن تبقى كلمة الحمدلله صامدة
اما م ذلك كان من المنطقي القراءة من الكتب السماوية مباشرة ومقارنتها ببعضها وكان من حسن توفيق الله أنني كنت في ميدان التحرير و رأيت كتاب موريس بوكاي وكان ذلك عام 1983 وربما تكون طبعته الاولى وقد شدني باسلوبه العلمي السليم وكيف أنه ترك النتائج تتحدث عن نفسها
لقد كانت قطعة واحدة من أي جزء من القرآن تغلب أيا من أجزاء ما يسمى الآن بالتوراة والانجيل
ولكن هل يتوقف العقل عند هذا الحد ام أن هناك أمرا آخر
هناك أشياء أخرى أسميها ديانات عصرية و إن أنكر أصحابها فكرة الدين وهؤلاء بحسب قولهم أنهم يترفعون على الأديان لأنها مصدر للشرور والحروب ويرون أن الأديان جميعا تصيب معتنقيها بنوع من الاستعلاء على أصحاب الديانات الأخرى مما يؤدي إلى النزاع والقتال و هم يسمون أنفسهم بلا دينيين (دين عصري 1 )
ويوجد العلمانيون (دين عصري 2)
أصحاب هذه الديانات العصرية يرون أن ما يؤمنون به أفضل من أي دين سماوي وينتشر فكرهم لأنهم يساهمون في السلم العالمي وهم لا يهتمون بأي دين فكل الاديان سواء وينقضونها جميعا ويسخرون منها
ربما ينبغي تمييز العلمانيين عن اللادينيين لأن من العلمانيين كثير من المؤمنين بالدين ولكن إيمانهم وأشبهه بالعيش في أدراج منفصلة فهو قد يدخل المسجد ويصلي ثم يخرج منه قاطعا صلة الدين به في شئون الحياة الأخرى وايضا بسبب استشعاره شاء أم أبى بأن ما توصلت إليه العلمانية في شئون الحياة افضل من الدين