رد شبهة: نبيُّ الإسلام يقول: (سبع تمرات عجوة شفاء من السحر والسم ) !

بعد أن قمتُ بالردِ على شبهةِ سحرِ النبي محمدr مع احترامي لكل معترض أو مؤيد للمسألة ففيها ما فيها...
ظهرت لي شبهة جديدة يقول المعترضون: إننا وجدنا أحاديثَ تقول: " مَنْ اصْطَبَحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سَمٌّ وَلَا سِحْرٌ" !
فلماذا لم يصطبح نبيُّ الإسلام بها كي لا يصيبه سحر؛ فيحمي بها نفسه من باب أولى...؟!

تعلقوا على ذلك بما جاء في الصحيحين :

1- صحيح البخاري كِتَاب ( الطِّبِّ ) بَاب (شُرْبِ السُّمِّ وَالدَّوَاءِ بِهِ وَبِمَا يُخَافُ مِنْهُ وَالْخَبِيثِ) برقم 5334 عن عَامِر بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ :" مَنْ اصْطَبَحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سَمٌّ وَلَا سِحْرٌ ".

1- صحيح مسلم كِتَاب ( الْأَشْرِبَةِ ) بَاب ( فَضْلِ تَمْرِ الْمَدِينَةِ ) برقم 3814 عن عَامِر بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قال: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُا: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ:" مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ ".

الرد على الشبهة

أولًا : إن الردَّ على سؤالِهم الذي يقول : لماذا لم يتصبح محمدٌ نبي الإسلام r بسبعِ تمراتٍ عجوة كي لا يصيبه سحر فيحمي بها نفسه من السحر الذي أصابه ...؟!
يكون من احتمالين –على افتراض صحة الواقعة- :

الأول: يُحتمل أن النبيَّ محمدًا r ترك أكل التمر نسيانًا أو انشغالًا ؛ فثبت الخبر عنه أنه أمر بها ... ولم يثبت أنه كان لا يترك أكل التمر...أو كان مستمرًا على تناوله....

الثاني: يُحتمل أن النبيَّ محمدًا عَلِمَ بأمرها بعد حادثةِ السحرِ فأمر بها r ناصحًا لغيره ،مانعًا للأذى مرة أخرى ...


ثانيًا: إن قيل: هل لو أكل الإنسانُ في الصباحِ سبعَ تمراتِ عجوة لم يصبه سِحر أو سُم كما قال النبي محمد r ؟!

قلتُ: نعم، ولكن ليس أي سم، ليس أي نوع من أنواعِ التمر؛ وإنما هو تمر المدينة فقط؛وسببه جودته العالية لمتناوله ،و بركة دعاء النبي محمد له ...وليس في التمر ذاته شفاء من السحر والسم ....فالاعتياد على تناوله صباحًا يفيد الجسم ويقوي المناعة...

دل على ما سيق ما يلي:

1- إن الإمامَ النووي الذي بوب صحيح مسلم وضع الحديثَ تحت بابِ (فَضْلِ تَمْرِ الْمَدِينَةِ).
2-صحيح مسلم برقم 3815 عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ :" إِنَّ فِي عَجْوَةِ الْعَالِيَةِ شِفَاءً ".
3-المعجم الصغير للطبراني برقم 31 قَالَr :" مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَات عَجْوَة مِنْ تَمْر الْعَالِيَة حين يصبح لم يضره سم ولا سحر حتى يمسي ".

4-قال ابنُ حجرٍ في الفتحِ (ج16/ص327): وَزَادَ أَبُو ضَمْرَة فِي رِوَايَته التَّقْيِيد بِالْمَكَانِ أَيْضًا وَلَفْظه " مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَات عَجْوَة مِنْ تَمْر الْعَالِيَة " وَالْعَالِيَة الْقُرَى الَّتِي فِي الْجِهَة الْعَالِيَة مِنْ الْمَدِينَة وَهِيَ جِهَة نَجْد.....
قَالَ الْخَطَّابِيُّ:كَوْن الْعَجْوَة تَنْفَع مِنْ السُّمّ وَالسِّحْر إِنَّمَا هُوَ بِبَرَكَةِ دَعْوَة النَّبِيّ r لِتَمْرِ الْمَدِينَة لَا لِخَاصِّيَّةٍ فِي التَّمْر.
وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ : ظَاهِر الْأَحَادِيث خُصُوصِيَّة عَجْوَة الْمَدِينَة بِدَفْعِ السُّمّ وَإِبْطَال السِّحْر ، وَالْمُطْلَق مِنْهَا مَحْمُول عَلَى الْمُقَيَّد. اهـ بتصرف.

وعليه: فإن الظاهرَ بأنه خاص بتمر المدينةِ وحده....


ثالثًا: إن قيل: لماذا سبع تمرات على التحديدِ، لماذا لم تكن تسعة مثلاً ؟!

قلتُ: يظهر لي أن هذا العدد أفيد للجسم عند تناوله من أدناه ...وأما أعلاه فهو زائد لا حاجة للجسم له، بل قد يضر جسمًا لمرض معين به....

كتبه / أكرم حسن مرسي