أنواع التوحيد ثلاثة
الأول‏:‏ توحيد الربوبية وهو ‏"‏إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق، والملك والتدبير‏"‏ قال الله عز وجل‏:‏ ‏{‏اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ‏}‏ ‏[‏سورة الزمر، الآية‏:‏ 62‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ‏}‏ ‏[‏سورة فاطر، الآية‏:‏ 3‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ‏}‏ ‏[‏سورة الملك، الآية‏:‏ 1‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ‏}‏ ‏[‏سورة الأعراف، الآية‏:‏ 54‏]‏‏.‏
الثاني‏:‏ توحيد الألوهية وهو ‏"‏إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة بأن لا يتخذ الإنسان مع الله أحدًا يعبده ويتقرب إليه كما يعبد الله تعالى ويتقرب إليه‏"‏‏.‏
الثالث‏:‏ توحيد الأسماء والصفات وهو‏"‏إفراد الله تعالى بما سمى به نفسه ووصف به نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذلك بإثبات ما أثبته، ونفي ما نفاه من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل‏"‏‏.‏
ومراد المؤلف هنا توحيد الألوهية وهوالذي ضل فيه المشركون الذين قاتلهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ واستباح دمهم وأموالهم وأرضهم وديارهم وسبى نساءهم وذريتهم، واكثر ما يعالج الرسل أقوامهم على هذا النوع من التوحيد‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ‏}‏ ‏[‏سورة النحل، الآية‏:‏ 29‏]‏‏.‏ فالعبادة لا تصح إلا الله عز وجل، ومن أخل بهذا التوحيد فهومشرك كافر وإن أقر بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات، فلوفرض أن رجلًا يقرأ إقرارًا كاملًا بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات ولكنه يذهب إلى القبر فيعبد صاحبه أو ينذر له قربانًا يتقرب به إليه فإنه مشرك كافر خالد في النار قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ‏}‏ ‏[‏سورة المائدة، الآية‏:‏ 72‏]‏‏.‏
وأعظم ما نهى عنه الشرك‏.‏ وهو‏:‏ دعوة غيره معه والدليل إلى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا‏}‏ ‏[‏سورة النساء الآية‏:‏ 36‏]‏‏.‏
وإنما كان التوحيد أعظم ما أمر الله لأنه الأصل الذي ينبني عليه الدين كله، ولهذا بدأ به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الدعوة إلى الله، وأمر من أرسله للدعوة أن يبدأ به‏.‏