المنزلة الرفيعة للنبى المصطفى صلى الله عليه وسلم

************************************************************ ************************************************.
..........
دون تمثيل أو تشبيه جعل الله نبيه ورسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى اللفظ بدلاً منه وفى الحكم مقامه فقال له سبحانه :
{ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ }
وفى أعلى مقام وأبلغ فضيلة وأرفع منزلة ودون تشبيه أو تمثيل قال له جل شأنه :
{ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ }
...
رفع الله قدر نبيه ورسوله وأعلى ذكره ومكانته ومنزلته فقال له فى كتابه :
{ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ }
وتوّجه الله بتاج الجمال وألبسه لباس الكمال وزينه بأشرف الخصال وبأجلّ وصْف وأكمل وجه قال لنبيه ورسوله :
{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
وأثنى الله بآلائه وبجلاله وعظيم سلطانه وصلى عليه وصلت الملائكة عليه وأمر الله كل المؤمنين بالصلاة والسلام عليه فقال جل ذكره :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }
...
فطره الله على الحق والعدل والرحمة والفضل فلم تعرف له زلة ولم تذم له خلة وقال عنه سبحانه فى كتابه :
{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }
...
أمر الله كافة عباده بعدم النداء على نبيه ورسوله كما ينادى بعضنا البعض وألا ندعوه إلا بالتعظيم والتكريم والتوقير فقال :
{ لَاتَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً }
...
وحثهم ألا يقوموا بالنداء على رسول الله من خلف الحجرات وهو فى بيته وأن يعقلوا ويصبروا حتى يخرج إليهم .
{ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ }
...
وأمرهم الله أن لايجهر أحد منهم بصوته أو يعلو بحديث فوق حديثه وإلا حبط عمله وباء بغضب وسخَط من الله .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ }
وبين لهم سبحانه أن غض الصوت عند رسول الله هو اختبارٌ وامتحانٌ لهم يكشف عن ضعف أو قوة إيمانهم وينبىء عن مدى تقواهم وورع قلوبهم ..
وأن من كان غاضّاً لصوته عند رسول الله ملتزماً الهدوء والسكينة متحلياً بالحياء والوقار فقد فاز بالرحمة والمغفرة من الله . فقال جل ذكره :
{ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ } .
...
وبين الله لعباده المؤمنين أنّ من كان منهم بصحبة رسول الله فى أمر قد جمعهم به فعليهم ألاينصرفوا عنه حتى يستأذنوا منه .
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ }
فإنِ انصرف أحد دون إذن أوتسلل سِتراً وخِفية .. فليعلم وليدرك أن مافعله جفاء وغلظة قد يصيبه الله منها وبسببها بفتنة أو بعذاب أليم ..
{ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
ولقد أمر الله نبيه ورسوله أن يأذن لمن شاء له أن يأذن له .. وأن يستغفر الله له إن انصرف عنه ..
{ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
...
وأمر الله عباده المؤمنين بعدم دخول بيت رسول الله إلا بعد دعوتهم إليه .. وألايدخلوه إلا بعد أن يؤذن لهم ..
وإن أُذن لهم إلى طعام فعليهم أن يتحلوا بالتعفف والحياء والورع .. فإن انتهوا من طعامهم فعليهم أن ينصرفوا ..
وإن سألوا حاجة من أمهات المؤمنين وزوجات رسول الله فليسألوهن من وراء سِترٍ وحجاب .
يقول سبحانه :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا
وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ
ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً }
...
أمر الله نبيه ورسوله أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات .. وأن يطلب لهم ولهن التوبة من الله والعفو والمغفرة ..
{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ }
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ
أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
...
وبيّن الله لعباده أنّ من كان ظالماً لنفسه وأتى إلى نبى الله ورسوله ( فى محياه أو مثواه ) متوسلاً به فى طلب المغفرة والتوبة
من الله وأجابه رسول الله واستغفر له فلسوف يجد الله تواباً غفوراً رحيما .
{ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً }
...
وحث الله نبيه ورسوله ألا يطلب التوبة والمغفرة لمن شغلتهم أموالهم وأولادهم عن طاعة الله ..
{ سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً
إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }
...
وكشف الله له قلوب المنافقين وماران عليها من رجس وضلال ونفاق وما أصابهم من كفر وفسق وشقاق .. وبين له أنه لن يقبل التوبة لهم أو الإستغفار .
{ سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ }
{ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْلاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }
...
أكمل الله به الإيمان وأدمغ به الطغيان وأظهر دينه على كل الأديان .
جعله بشيراً ونذيراً وسراجاً منيراً لكافة عباد الله .. وأنزل عليه القرآن لينذر به كافة الإنس والجان على مر القرون والأزمان
( فى محياه وحتى وهو فى مثواه فالقرآن خالداً خلود الحياة ونذيرٌ لكل من خلقهم الله ويخلقهم على هذه الأرض والحياة ) .
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً }
لقد بعثه الله نعمة ورحمةً لنا ولهم منذ نزول الرسالة وحتى يوم القيامة لينقذنا وينقذهم من عذاب الله وحتى لايأتى أحداً منهم فى يوم الدين ويكون له حجة أمام الله .
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }
...
اللهم صلى وسلم وبارك على إمام العلماء وسيد الأصفياء وخاتم الرسل والأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
............................................................ ........................................
************************************************************ *******************************************.
سعيد شويل