هل جاءَت إلوهية المسيح في القرآنِ الكريمِ؟!


قراءتُ كتبًا ومقالات وشاهدت اجتماعات ومحاضرات لبعضِهم تتحدّث عن إلوهية المسيحِ المزعومة مِنَ القرآنِ الكريمِ، والأعجبُ مِن ذلك أن أحدَهم أرادَ أنْ يناظرني في هذا الأمر فوافقت لأبين جهلَه، وقد تم سحقه سحقًا ، ومسحُه مسحًا - بفضلِ اللهِ -


الردُّ على الادعاء


إنّ الرد على هذه الدعوى ردٌّ طويل ، لذا قمتُ بتقسيمه إلى قسمين من غير إطالة وحفظًا على التأصيلِ والتفصيلِ...


أولًا: الردّ من الناحية النصرانية:

إنّ السببَ الرئيسي الذي يظهرُ لي مِن قَولِهم ومحاولتِهم لإثباتِ إلوهية المسيح مِنَ القرآنِ الكريمِ هو نتيجة فشلِهم وإفلاسهم من كتبِهم في إثباتِ إلوهيته مِنَ الكتابِ المقدّسِ...
فالناظرُ في الكتابِ المقدّسِ يجد أنّ العهدَ القديم لم يذكرْ اسمَ يسوعَ مرةً واحدةً، وأمّا الأناجيل فهي تنصُ صراحةً على أنّ المسيحَ رسولٌ مِن عندِ اللهِ وليس إلهًا...


دلّت على ذلك نصوصٌ كثيرةٌ من الأناجيل، ولكني أكتفي بأربع شهادات تحمل نصوصًا واضحات قاطعات:
الشهادةُ الأولى: شهادة وإقرار المسيح على نفسِه بأنّه عبدٌ للهِ ورسولِه، وذلك في عدّة مواضعَ منها:
1- المسيحُ نفَى عقيدةَ التثليثِ، وإلوهيته وبنوته... وذلك في إنجيلِ يوحنّا إصحاح 17 عدد3 " وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أنْ يعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيسوعَ المسيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ".
2- المسيحُ أخبر أنّه يسجد للهِ وحده ... وأخبر عن يومٍ يسجدُ فيه أناسٌ له؛ فلم يقلْ: الساجد للابن، ولم يطلب السجودَ لغير اللهِ ...
جاءَ ذلك في إنجيلِ يوحنّا إصحاح 4 عدد22 " أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ. لأنّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ اليَهُودِ. 23وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأنّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ ".
3-المسيحُ أخبر عن نفسِه أنّه إنسانٌ وليس إلهًا... وذلك في إنجيلِ يوحنّا إصحاح 8 عدد40 " وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ".
وهذا النص يتناقض مع صفاتِ اللهِ أنّه ليس إنسانًا... وذلك في سفرِ العدد إصحاح 23 عدد 19 " لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ ".
4-المسيحُ قال: إنّه يصعدٌ إلى ربِه وربِّهم... وذلك في إنجيلِ يوحنّا إصحاح 20 عدد17 " قَالَ لَهَا يَسُوعُ: لاَ تَلْمِسِينِي لأنّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إنّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ".
واتسآءلُ: هلِ اللهُ يصعد إلى اللهِ؟!
5-المسيحُ كان يدعو اللهَ وليس آخر...وذلك في إنجيلِ يوحنّا إصحاح 17 عدد 25 " أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ، إنّ العَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ، أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ، وَهؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي".
وأتساءل: هل الإلهُ كان يدعو ويستغيث بإله آخر؟وهل هناك إلهٌ يرسل إلهًا آخر؟!
6-المسيحُ أخبرَ عن نفسِه أنّه رسولٌ إلى بني إسرائيلَ وحدهم...
وذلك في إنجيلِ مَتَّى إصحاح 15 عدد 24 " فَأَجَابَ وَقَالَ: لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ".

وأتساءل: هلِ الإله يرسل إلهًا أم رسولًا لقوم ضلوا وأضلوا....؟!
الجوابُ: إنّ هذا ما حكاه القرآنُ الكريم عن المسيح: وَرَسُولًا إِلَى بني إسرائيلَ أنّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ(49) (آل عمران).
7-المسيحُ كان يوصيهم بدعاءِ اللهِ وحده لا غيره...وذلك في إنجيلِ متى إصحاح 23 عدد9 " وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ، لأنّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ". لا تعليقُ !



فإنْ قيلَ: إنّ المسيحَ قال في إنجيلِ يوحنّا إصحاح 10 عدد 30" أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ ".
قلتُ: إن إنجيل يوحنّا يوضّح هذا النصُّ بهذه النصوصِ الثابتةِ في الإصحاحِ 17 عدد 20 "وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هؤُلاَءِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكَلاَمِهِمْ، 21لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. 22وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. 23أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي".



الشهادةُ الثانيةُ: شهادة التلاميذ أنفسهم نصت على أنّه رسولٌ مِن عندِ اللهِ ...
وذلك في سفرِ أعمالِ الرسلِ إصحاح 2 عدد 22 " أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ ".
قلتُ: لم يقلْ واحدٌ منهم قطّ: إنّ المسيحَ إلهٌ البتة ، بل عرفوه نبيًّا مكرمًا مؤيدًا من الله بالبيانات والمعجزات......



الشهادةُ الثالثةُ: شهادة الجموع الذين عاصروه على تدل أنّه رسولٌ مِن عندِ اللهِ ، وذلك مِنَ الآتي:
1- إنجيل مَتَّى إصحاح 21 عدد10 " وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً:«مَنْ هذَا؟» 11" فَقَالَتِ الْجُمُوعُ:«هذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ ".

2- إنجيل يوحنّا إصحاح 4 عدد19 " قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ:«يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! ".
3- إنجيل يوحنّا إصحاح 4 عدد43 " وَبَعْدَ الْيَوْمَيْنِ خَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى الْجَلِيلِ، 44لأنّ يسوعَ نَفْسَهُ شَهِدَ أَنْ: لَيْسَ لنبيِّ كَرَامَةٌ فِي وَطَنِهِ".
4- إنجيل يوحنّا إصحاح 6 عدد 14 " فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا:«إِنَّ هذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ! ".
5- إنجيل يوحنّا إصحاح 7 عدد 40 " فَكثيرٍونَ مِنَ الجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هذَا الْكَلاَمَ قَالُوا: هذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ ".
6- إنجيل يوحنّا إصحاح 9 عدد 17 " قَالُوا أَيْضًا لِلأَعْمَى:«مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إنّه فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟" فَقَالَ: إنّه نَبِيٌّ! ".
الشهادةُ الرابعةُ: شهادة الأناجيل نفسها نصت على أنّ المسيحَ رسولٌ مِن عندِ الله ولم تقل عنه إله حاشاه...
لم تقل الأناجيلُ أبدًا إنّ المسيحَ إلهٌ كما سبقَت معنا النصوص النافية لذلك،ولكن العجيب أننا نسمع من بعضِهم يقولُ:إنّ المسيحَ مكون من طبيعتين ومشيئتن:
1- طبيعة لاهوتٌ(إله لأبيه).
2- طبيعة ناسوتٌ (إنسان لأمه) .

فإنّ قلنا: أين الدليلُ على أنّه لاهوت(إله لأبيه)، أين قال المسيحُ أنا الله، أين قال المسيحُ أعبدوني؟
قلتُ: لا يُوجد دليل على ذلك، بل نسمع ردودًا ناتجةً عن استنتاجات لا أساس لها مِنَ الصحةِ، بل ليّ عنق النصوص الواضحات المبينات؛ بل يكفي للقارئ حينما يقرأ الأناجيل الأربعة أن يضع كلمة (نبيّ) مكان كلمة (يسوع) وعندها سوف يُفاجئ بأنه أمام سيرة نبيّ كريم عظيم حكيم فيها من الصحة وفيها غير ذلك...

فإنْ قيلَ: إنّ الأناجيلَ نصت صراحة على أنّه رب أيْ: إله !
قلتُ: إنّ هذا يدلُّ على جهلِ قائلِه لماذا؟ لأنّ كلمة( يارب) أو ربي أو ربوني التي قيلت للمسيحِ في الأناجيلِ تعني(يا معلم)؛ أكتفي هنا بنص واحد فيه البرهان والتبيان:

1- إنجيلِ يوحنّا إصحاح1 عدد38 " فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ، فَقَالَ لَهُمَا:«مَاذَا تَطْلُبَانِ؟" فَقَالاَ: رَبِّي، الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ، أَيْنَ تَمْكُثُ؟ ".
نلاحظُ منَ النصِ: "رَبِّي، الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّم " ومنه نجد أن يوحنا كاتب الإنجيل هو من فسر الكلمة بنفسه وليس المسلمون ، وليس ذلك من كتب المسلمين ..... ويؤكد صحة ما قال يوحنا وقلتُ ما جاء في إنجيل مَتَّى إصحاح 23 عدد8وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي، لأنّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ، وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ. 9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ، لأنّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ، لأنّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ.




ثانيًا:الردّ من الناحيةِ الإسلاميةِ:

بعد أنّ بيّنَتُ أنّ الأناجيلَ نصت صراحةً على أنّ المسيحَ رسولٌ مِن عندِ اللهِ لا يعبدُ سواه... كما يلي:


أولًا: إنّ القرآنَ الكريم قد نصّ صراحةً على كفرِ من يقولُ إنّ المسيحَ إلهٌ...

أتساءلُ: كيف يحاول أولئك المنصّرون أثبات إلوهيته مِنَ القرآنِ الكريمِ الذي يكفر من يقولُ بقولِهم...؟

دلّل على ذلك عدة آيات مبينات منها:


1- قولُه : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إنّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئًا إِنْ أرادَ أنْ يهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ في الأرضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(17) (المائدة).
2- قولُه : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إنّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بني إسرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إنّه مَنْ يُشْرِكْ باللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجنّة وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ(72) (المائدة).
وأتساءلُ سؤلًا آخر: هل ثبتَ أن محمّدًا r الذي كان ينزلُ عليه القرآنُ قال يومًا: يا إلهي يا يسوع أغفر لي... أو أشار إلى أنّ المسيحَ إلهٌ في أي حديثٍ سواء أكان ضعيفًا أو موضوعًا...؟
بل لو كان مدعيًّا النبوةَ لتقربَ إلى النصارى بنصوصٍ من عندِه تجمعهم حوله فيؤمنون به.... لكن حدث خلاف ذلك؛ لأنه نبيّ صادق غير مخادع ولا أفاق....بعكس بُولُس الذي يُدعى (بُولُس الرسول) ، ومن تعظيمهم له أن رسائله كُتبت أولًا قبل كتابةِ الأناجيل في العهد الجديد، نُسِبَ إليه أنه قال في رِسَالَته الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ الإصحاح التَّاسِع عدد18فَمَا هُوَ أَجْرِي؟ إِذْ وَأَنَا أُبَشِّرُ أَجْعَلُ إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ بِلاَ نَفَقَةٍ، حَتَّى لَمْ أَسْتَعْمِلْ سُلْطَانِي فِي الإِنْجِيلِ. 19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ الْجَمِيعِ، اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ. وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ. 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ * مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ ِللهِ، بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ * لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. لا تعليق!



ثانيًّا: إن القرآنَ الكريمَ ينصُ صراحةً على أنّه رسولٌ مِن عندِ اللهِ مثل غيرِه من الأنبياءِ... كما يلي:
1- قولُه حاكيًّا عن تكلمِ المسيحِ في المهدِ : قالَ إنّي عبد اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا(30) (مريم).
2- قولُه حاكيًّا عن حالِه ووصفِه : مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انظرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ(75) (المائدة).
3-قولُه حاكيًّا عن رسالتِه ومُعجزاتِه التي بإذنه: وَرَسُولًا إِلَى بني إسرائيلَ أنّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أنّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إنّ في ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(49) (آل عمران).
إنّ المعجزات التي قام بها المسيح دلت على أنّه رسولٌ كريمٌ مؤيد من الله بأمور خارقة للعادة، وهذا شأن الأنبياء والرسل- عليهم السلام- كي يؤمن المُرسل لهم برسالةِ المُرسِل والرسول...
يقولُ : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أنْ يأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لكلّ أَجَلٍ كِتَابٌ(38) (الرعد).

ويقولُ : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أنْ يأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ(78) (غافر).
وبهذا أكون قد انتهيت بعد أن بيّنتُ أهمَ النقاطِ من الكتابِ المقدسِ أولًا ؛ لأنه حججهم ، ومن القرآن ثانيًّا فهو خصمهم ... ومن كلاهما أشرتُ إلى الزعمِ الكاذبِ ، ويُعلم الحاضرُ الغائبَ بأنها دعوة خائب...


كتبه / أكرمُ حسن مرسي
نقلًا عن كتابي : ردّ السهام عن الأنبياءِ الأعلام، بعد المراجعة