فقدان الثقة بالاخرين
امابعد:هناك ظاهرة عجيبة سرعان ما تفشت في مجتمعاتنا بل وبين المسلمين عامة وهي كالوباء الدي ينتشر من هنا وهناك يجب استئصاله من جدوره والا كان خطرا على الجميع هده الظاهرة تكمن فى فقدان الثقة بالاخرين معناها الثقة تكاد تكون منعدمة بين الناس حينما تسال أي انسان وتقولوا مثلا يجيك شخص ما تعرفوش غريب لاول مرة تراه.هل تثق فيه ام لا خاصة ادا طلب منك شئ. طبعا يقولك لا اثق فيه حتى وان كان هدا الشخص صادق في ما يقول.ادا هدا مرض سرعان ما انتشر كانتشار النار في الهشيم وله اسبابه ودوافعه جعلت من الناس لا يثق بعضهم في بعض حتى غزى هدا الوباء عقر ديارنا فاصبح للاسف الزوج لا يثق في زوجته والزوجة لا تثق في زوجها ايضا تجد الاب لا يثق في ابناءه الجار لايثق في جاره ايضا العامل لا يثق في من يعمل عنده .والمشتري لا يثق في البائع وهكدا دوليك تعددت الصور والحالات في انعدام الثقة بين الناس.والسؤال هنا الدى يفرض نفسه علينا.لمادا انعدمت هده الثقة في المجتمع ما اسبابها ودوافعها.
لا شك ان هناك عدة اسباب من بينها :

النظرة التشاؤمية التى يحملها الكثير على المجتمع عامة فتجد للاسف هناك من يعيش في اظطربات داخلية دائما يشعر بالكابة والياس يشعر ان المجتمع كله على فساد وانحراف فبالتالي هو لايثق في الجميع ويسوء ظنه بالجميع هدا الامر الدي جعل الثقة مفقودة بين الناس ولهدا ينبغي ان نعلم بان تعميم الحكم على الجميع بفسادهم فهو قول لايقول به عاقل اوبصير معناها مش معقول انك لا تثق في غيرك بسبب ان المجتمع كله على فساد فالناس بحكمة الله فيهم.المؤمن والكافر والطيب والخبيث والعاقل والمجنون بل وفيهم من هم اهل الخير والصلاح وفيهم من هم اهل الشروالفساد فهدا هو واقع الناس ولا يمكن لاحد ان يجادل فيه ولدا حدرنا النبي صلى الله عليه وسلم من النظرة التشاومية على الجميع فقال كما في الحديث الصحيح: من قال هلك الناس فهو اهلكهم أي فلينظر الى نفسه اولا .
ادا فده النظرة التشاؤمية فهى مفسدة للانسان لانها تجعله دائما يعيش في اوهام وشكوك فما عليه الا ان يعود الى كتاب الله وسنة رسوله ليجد دواءه .
ومن الاسباب ايضا التى تؤدى الى فقدان التقة وهى انتشار رديلة الكدب والغش والاحتيال والسرقة والغدرهده الامراض التى اصبحت تجري في العروق كجريان الدم يقولك كون ما تكدبش وما تغشش ما تقديش حاجتك كون ما تسرقش تبقي فقير جائع طول حياتك هدا الفكر للاسف لبقى راسخ في دهن الكثيروكان الكدب والغش والسرقة ضرورة في هده الحياة فلما كثرت فينا هده الامراض اصبح الناس لايثق بعضهم في بعض حتى ولو كان الرجل صادقا في امره تا ملوا فقط في واقعنا الملموس عندما يمشي الانسان الى السوق مثلا ويشري سلعة من شخص ويبينوا محاسن انتاعها ويقولوا هده سلعة اصلية وبجودة عالية ويقسم بالايمان المغلظة انها اصلية ومبعد المشتري حينما يدي السلعة الى البيت ويسال عنها يتفاجا بانها سلعة مغشوشة بالله عليكم كيف سيكون موقف المشتري لو عرض عليه مثلا ان يشتري سلعة اخرى من نفس الشخص هل يقبل طبعا لا يقول انا مش رايح نزيد نوثق فيه لانه انسان كداب غشاش والمؤمن لا يلدغ من جحره مرتين كما هو المثل الدي قاله النبي صلى الله عليه وسلم معناها الانسان ادا غدر بيك مرة الاولى مرة الثانية دلوا الف حساب وتحتاط اليه .
لدا فهده الظواهر السيئة وغيرها كثير جعلت من الثقة تكاد تكون منعدمة بين الناس.قارنوا بين هدا المجتمع وهدا الجيل وبين جيل السلف رضوان الله عليهم اجمعين حينما وضعوا ثقتهم بالله وثقتهم بانفسهم وجسدوا اخلاق الاسلام على الميدان كانوا فعلا مجتمعا راقيا.تاملوا فقط في هدا الحديث الدى رواه البخاري في صحيحه و هوحديث طويل ندكر فيما معناه.فعن ابي هريرة رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم دكر قصة رجلين من بنى اسرائل كان قد استلف احدهما من الاخر الف دينار فاعطاه المال من غير شهود او كتابة .فقط الشئ الدي بينهما هو الثقة المتبادلة فسافر الرجل بدلك المال وقطع البحر وقضى حاجته ولما اقترب موعد التسديد لم يجد الرجل سفينة تحمله الى صاحبة مادا فعل يا ترى هل بقي يتماطل ويؤخر الموعد حتى ياخد المال كلا هده التصرفات لاتكون مع هدا الجيل فمادام ان الرجل وثق فيه لا بد ان يكون في حسن ظنه.فخاف الرجل من ان يؤخر الموعد فجاء بخشبة فنقرها ووضع فيها المال ثم رماها في البحر ودعى الله عز وجل ان يوصلها الى صاحبه فاستجاب الله اليه.فبينما كان صاحب المال على الشاطئ ينتظر اد اقبلت نحوه هده الخشبة فاخدها فادا هي بداخلها المال ورسالة مكتوبة اليه.فشكر الله واتنى على صاحبه.
فهكدا عباد الله الثقة المتبادلة هي اساس نجاح المجتمع ورقيه وازدهاره.فلنسعى جاهدا من اجل غرسها من جديد لانه بدون التقة والمحبة والاخاء لا يبنى المجتمع يقول صلى الله عليه وسلم :مثل المؤمنين في توادهم............
بارك الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
اما بعد:اعلموا عباد الله ان الثقة مفتاح يوصل الى قلوب الناس لانك اخي الكريم ادا ملكت ثقة الناس فيك ملكت قلوبهم وادا ملكت قلوبهم حزت على محبتهم ورضاهم وما اسعد المؤمن ان يكون محبوبا عند الله وعند الناس أي وضعت له المحبة في الارض وفي السماء
وكيف تكون محبوبا لدى الجميع
اولا عليك بالصدق مع الله ومع الناس في اقوالك وافعالك وماظهر منك وما بطن لان القلب ادا كان فيه مفسدة مشبع بالمكر والكدب والخداع وتبعته في دلك الجوارح فا نك لن تستطيع ان تكسب قلوب الناس اوتجد ثقتهم فيك وهده هي مشكلة العصر الان قل الصدق عند اصحابه وكثر الكدب والفجور وانها لمن صفات المنافقين التى قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: اية المنافق ثلاث:ادا حدث كدب وادا وعد اخلف وادا اوتمن خان
فادا اردنا ان نكسب قلوب الناس فلنعالج انفسنا اولا من هده الامراض التى يعانى منها مجتمعنا
والامر الثاني:الدي يزيد في اكتساب ثقة الاخرين ومحبتهم الزهد في الدنيا وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الدى راه ابن ماجة وغيره ان رجلا سال النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلنى على عمل ادا عملته احبنى الله واحبني الناس هدا الرجل يريد ان يجمع بين امرين محبة الله اليه وحبة الناس قال له:ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس فهدا الحديث يرشدنا الى ان يكون الانسان زاهدا أي لا ينغمس في هده الدنيا ولا يفتح لها قلبه فادا ركض الناس وراء الدنيا وتنافسوا فيها فهو لا يكن مثلهم هدا الامر الدي يجعله محبوبا لدى الناس موثوقا فيه وقد دخل اعربي الى البصرة أي العراق فسال من سيد هده القرية قالوا الحسن البصري قال بما سادهم قالوا لانه استغنى عن دنياهم وافتقروا الى علمه فلما كان رحمه الله زاهدا في الدنيا عيشه عيش الاخرةلقي المحبة والرضا من الله عز وجل ومن الناس فهكدا يجب ان تكون اخي الكريم.فالثقة امر مهم للانسان ليحقق سعادته في الدنيا والاخرة.
اسال الله التوفيق