وثمة تشابهات أخر بين الوثنيات وأسفار المسيحية - في غير الولادة والصلب والفداء - ، منها ما ذكره متى عن تجربة إبليس للمسيح أربعين يوماً، " فلم يأكل حتى جاع أخيراً" ( انظر متى 4/1 - 12 ) ، وهو ما ينقل مثله عن بوذا في الصين وزورستر عند المجوس وغيرهم من الآلهة المتجسدة عند الأمم الوثنية .
وقد جاء في كتاب " حياة بوذا الصيامية " لمونكيور كونري : " الكائن العظيم بوذا جرد نفسه في الزهد لدرجة عدم الأكل والتنفس أيضاً .. فأتى الأمير مارا ( أي أمير الشياطين ) وقصد تجربة بوذا ... " .
وقد وصلت المعطيات المشتركة بين كرشنا والمسيح إلى ستة وأربعين تشابهاً ، وبين المسيح وبوذا إلى ثمانية وأربعين تشابهاً .
وقد أقر رجال الكنيسة بهذه الأمثلة للتشابه ، وكانوا يدعون أن أسفار الفيدا الهندية قد أخذت عن الأناجيل ، لكن العلماء المحققين أثبتوا أن هذه الأسفار موجودة قبل التوراة والأناجيل بمئات السنين ، وممن أكد ذلك لجنة الدراسات للآثار الهندية المكونة من علماء إنجليز وفرنسيين .

تفسير النصارى لهذا التشابه الغريب بين الوثنيات والنصرانية :

فكيف يفسر النصارى هذا التطابق بين معتقداتهم والوثنيات القديمة والذي جعل من النصرانية نسخة معدلة عن هذه الأديان ؟

زعم الكثيرون أن هذه الأديان نقلت هذا الفكر عن النصرانية، لكن ذلك اصطدم بكون هذه الديانات كانت قبل المسيحية بقرون طويلة ، والمخطوطات التي سجلت عقائدها كانت أقدم من ظهور المسيحية وأناجيلها.
لذا كان لا بد من الاعتراف بانتحال كتاب العهد الجديد لأساطير الوثنيات السابقة أو الهروب إلى عالم الأسرار والظلام حيث يختفي دليل العقل وتسيطر الخرافة،ومنه قول الأب جميس المحاضر في جامعة " اكسفورد" عن هذا التشابه: " سر لاهوتي فوق عقول البشر ، وليس من الممكن تفسيره حسب تفسير وتصور هؤلاء البشر .
صدق الله إذ يقول عن النصارى { ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون به قول الذين كفروا من قبل }.