دعوة اليهود والنصارى إلى الإسلام
************************************************************ ***********************************************
............................................................ ......................................................


مضى زمان وزمان ..
أهل مكة وماحولها : عمت أبصارهم وران الجهل على عقولهم وزين الشيطان أعمالهم .
وقوم بنى إسرائيل من اليهود والنصارى : خالفوا رسالة أنبيائهم وما أنزل الله عليهم فى الكتب السماوية " الصحف والألواح والتوراة والإنجيل " .


أصبح العرب والعجم فى جهل وجاهلية على حد سواء .
خرجوا من النور إلى الظلام وانغمسوا فى الكفر والطغيان . ( والقليل منهم ظل على التوحيد والإيمان ) .
هؤلاء وهؤلاء كذبوا رسالات أنبيائهم وجحدوا وصايا آبائهم إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب عليهم السلام .


اصطفى الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً وأرسله بدين ورسالة الإسلام آخر الرسالات والأديان .
كلفه الله بحمل أمانته وبلاغ دينه ورسالته وأمره أن يصدع وينذر بها قومه وينذر بها كل الشعوب والأمم والأقوام .


كان الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى يعرفون نعت وصفة رسول الله ويترقبونه وينتظرون مبعثه .
كانوا يستفتحون به على أهل الكفر ويخبرونهم أن الزمان قد حان وآن لمبعث النبى الأمى العربى وأنه ناصرهم عليهم لما كانوا عليه
من التوحيد وما كان عليه أهل الكفر من الشرك والضلال .
يقول جل شأنه : { وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ }
كانوا يعلمون أن الدين الجديد سوف يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث مثل أكل الخنزير وشرب الخمر وسوف يضع عنهم إصرهم ويحررهم
من الأغلال التى أنزلها الله فى شريعتهم مثل قتل النفس لقبول التوبة وكتحريم أكل كل ذى ظفر من الطير والأنعام وغيرها من التعاليم والأحكام .
يقول عز وجل :{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِم }.
...
دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان واتباع دين الإسلام .
سلك لهم كل حجة ومحجة وخاطبهم فى الدعوة بأوضح حجة ودعاهم باللطف واللين وبالحكمة الموعظة الحسنة .
حثهم أن يسلكوا طريق العدل والحق ونهاهم عن اتباع أهوائهم وماورثوه وألِفوه عن آبائهم من غى وضلال .
{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً } .
دعاهم أن يؤمنوا بكتاب الله وقد جاء مصدقاً لما معهم وأن الله أنزله مهيمناً على مانزل إليهم ومانزل من قبل على جميع الرسل والأنبياء .
وبين لهم أن دين الإسلام قد هيمن على كل ماسبقه من رسالات وأديان .
...
آمن من القوم :
من كان منهم مؤمناً موحداً بالله . ومن كان لهم عقول يعقلون بها وآذان يسمعون وقلوب بها يفقهون .
{ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ } .
وعلى مر القرون والأزمان سوف يسلك سبيلهم من يهده الله ويمن الله عليه بفضله ورضاه .
{ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ } .
والغالب من هؤلاء سيكون من النصارى فقد قال اليهود أن قلوبهم مقفلة وموصدة عن الإيمان ولذا : لن يؤمن منهم إلا النادر والقليل .
يقول عز وجل : { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ .. فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ }.
...
وأعرض من القوم :
من وعر عليهم طريق الحق وغاب عنهم اتباع الصدق .
كذبوا وجحدوا نبى الله ورسوله . كذبوه وجحدوه بغياً وحسداً فشقوا شقاوةً لن يسعدوا بعدها أبدا .
سألوا نبى الله ومصطفاه أن يأتهم بكتاب يدل على أنه نبى ورسول .
{ يَسْألكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً }
تجاهلوا عدم معرفتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وأولادهم .
{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ }.
زعموا أن الله أخذ العهد عليهم ألايؤمنوا بنبى أو رسول إلا أن يأتيهم بقربان من السماء تأكله النار .
{ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ }


تهوروا فى اعتقادات تذودهم عن جنة النعيم وتسوقهم إلى نار جهنم وسكنى الجحيم .
قالت اليهود : عزير بن الله وأن يد الله مغلولة وأن الله فقيرٌ وهم أغنياء وقالوا قلوبنا غُلْف ومقفلة عن الإيمان .
وقالت النصارى : إن الله ثالث ثلاثة وقالوا المسيح بن الله وقالوا إن الله هو المسيح ابن مريم .
{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ }
{ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ }
اشترواْ بآيات الله ثمناً قليلاً . واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله . وادّعوا أنهم أحباءٌ وأبناءٌ لله .
حرفوا فيما أنزل الله . وألبسوا الحق بالباطل وكتموا الحق وهم يعلمون ..
قالوا عن سيدنا إبراهيم أنه نصرانياً وأنه يهودياً وقالوا عن سيدنا إسحق ويعقوب والأسباط أنهم هوداً أو نصارى .
( ولقد بعثهم الله قبل الديانة اليهودية والنصرانية ) .
{ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ }


أخبرهم رسول الله أن المسيح عيسى بن مريم نبى من الأنبياء وبشر مثلنا خلقه الله كما خلق أبينا آدم عليه السلام .
{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }
بيّن لهم أن الله واحد أحد لاشريك له ولا ولد .. وأنْ لو كان لله ولد لكان له من أول العابدين .
{ قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ }.
وأنْ لو أراد الله أن يصطفى ولداً من خلقه وعبيده لاصطفاه فهو الإله .
{ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } .
كشف لهم قتلهم لأنبيائهم وتكذيبهم لرسلهم وتحريفهم لكتبهم ونقضهم لعهد الله وميثاقه الذى أخذه عليهم .
بيّن لهم ما يكتمونه من الحقد والبغض والعداوة للمؤمنين لإيماننا بما أنزل الله علينا وما أنزله عليهم .
{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ }.
ذكّرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بفطرتهم وما كان من شهادتهم بوحدانية الله .
قصّ عليهم نبأ الأولين وماأمرهم به نبيهم موسى وما بشرهم به المسيح عيسى وماوصاهم به أبينا وأبيهم إبراهيم وإسحق ويعقوب .
{ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ
إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } .


أخبرهم أنه لولا كلمة من الله سبقت بإمهالهم وتأخير عقابهم لعاجلهم الله بعذابه ولأخَذهم أخْذَ عزيز مقتدر .
{ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُّسَمًّى لَجَاءهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } .
أخذتهم العزة بالإثم . وأغلقوا بصائرهم وساروا على درب آبائهم فضلوا وأضلوا مَن جاء بعدهم ..
ما كان منهم إلا الشرك والعصيان والإفك والبهتان على كتاب الله وعلى نبى الله ورسوله عليه الصلاة والسلام .
.. تبّت أيديهم وضلّت مساعيهم .. لم يدركوا أنهم عبيدٌ لله ..


قالوا ماقالوا ومايقولون به إفكاً وزورا فاقترفوا ويقترفون إثماً كبيرا وحوباً وذنباً عظيما .


رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة لهم يريد لهم الفضل والنعمة وهم يصرون على العذاب والنقمة .
رسول الله صلى الله عليه وسلم مشفق بهم من نار جهنم يطلب لهم الهداية وهم يصرون على الضلال والغواية .
ساء ما يحكمون وتعالى الله عما به يصفون ..


لم يعلموا أن الله قد قضى لهذا الدين أن يظل ظاهراً جبراً وقسراً عنهم وعنا وعن كل العالمين .
............................................................ ..........................................................
************************************************************ **********************************************
سعيد شويل