بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وبعد:
أخي: الفرحة بهذه الأيام الجميلة (أيام شهر رمضان) إنها فرحة لست خاصة بالكبار وحدهم بل حتى أولئك الصغار الذين لم يفرض عليهم صيامها يحسون بتلك الفرحة!
أخي:.. هل أعـددت فرحة بقـدوم شهـر القـرآن؟!
فها هو النبي [ ] - صلى الله عليه وسلم - يزفها! بشرى إلهية: ((أتاكم رمضان [ ] شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء! وتغلق فيه أبوب الجحيم! وتغل فيه مردة الشياطين! لله فيه ليلة خير من ألف شهر! من حرم خيرها فقد حرم! )) رواه النسائي والبيهقي:صحيح الترغيب: 985
كيف لا يـبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟! كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين؟!)
أخي: يا لبشرى المدركين لشهر الغفران..
يا لبشرى المدركين لشهر القرآن..
يا لبشرى المدركين لأيام كساها رب العباد تعالى مهابةً.. وبهاءً.. وجمالاً..
أخي المسلم: ولتكتمل فرحتك إن كنت من المدركين أتركك مع هذه القصة..
فقال طلحة بن عبيد الله: فرأيت المؤخر منهما ادخل الجنة [ ] قبل الشهيد! فتعجبت لذلك! فأصبحت فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - أو ذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أليس قد صام بعده رمضان؟! وصلى ستة آلاف ركعة؟! وكذا وكذا ركعة صلاة سنة؟!)) رواه أحمد/ صحيح الترغيب: 365

أخي: هل استحضرت هذا العزم القوي قبل صومك؟!
وإذا أرت أخي أن تعرف الفرق بين العزمين فقف معي أخي عند قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((من صام رمضان [ ] إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه! ومن قام ليلة القدر [ ] إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه!)) رواه البخاري [ ] ومسلم
أخي: وأصدق عزم وإخلاص تعده لصومك.. عزمك على فعل الطاعات.. واستقبال شهر صومك بالتوبة [ ] النصوح.. وعزمك على التوقيع على صفحة بيضاء نقية لتملأها بأعمال صالحة.. صافية من شوائب المعاصي.. تشبه صفاء ونصاعة هذا الشهر المبارك (شهر رمضان) وأما عزمك الصادق ليوم فطرك! فهو أن تعقد العزم الأكيد على المداومة على الأعمال الصالحة التي وفقك الله تعالى لأدائها في شهر الرحمة.. والبركات.. (رمضان).
أخي: رمضان [ ] شهر الغفران.. فهل حاسبت نفسك؟!
أخي المسلم: وقبل أن تـنقـشع لك سحب الأيام عن شهر رمضان.. وقبل أن تقول أنت: جاء شهر رمضان! فأنت تعلم أخي أن رمضان [ ] سيأتي سواء كنت غائباً! أو حاضراً.. ولكن أخي هلا قلت: لقد عشت حتى أدركت رمضان [ ] هذا.. فيا ترى ماذا قدمت من الصالحات في أكثر من شهر كهذا؟!
أخي: إن ميزانية تلك الأعمال أن تمتلك ملفاً عنوانه ( الرجوع إلى الله تعالى! )
قال الحسن البصري - رحمة الله [ ] -: ( إن العبـد لا يـزال بـخير مـا كـان لـه واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة من همته )

أخي: إذا كنت قبل رمضان [ ] كسولاً عن شهود الصلوات في المساجد.. فاعقد العزم في رمضان [ ] على عمارة بيوت الله.. عسى الله تعالى أن يكتب لك توفيقاً دائماً
وإذا كنت أخي شحيحاً بالمال.. فاجعل رمضان [ ] موسم بذل وجود.. فهو شهر الجود والإحسان.. ومضاعفة الحسنات.. وإذا كنت غافلاً عن ذكر الله [ ] تعالى.. فاجعل رمضان [ ] أيام ذكر ودعاء وتلاوة لكتاب ربك تعالى.. فهو شهر القرآن..
إن لـم يكـن في السمـع مني تـصاون وفي بصري غض وفي منطقي صمت
قال الحسن البصري - رحمه الله -: ( إن الله جعل شهر رمضان [ ] مضماراً لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا،وتخلف آخرون فخابوا! فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون! ويخسر فيه المبطلون! )

أخي: هي( النار! ) من خوفها عطش الصالحون.. وصبروا لحر الدنيا! ليدركوا الأمن والظل يوم القيامة..
أخي: احرص على التعرض لنفحات هذا الشهر المبارك.. عسى الله تعالى أن يجعل عاقبتك على خير.. قال - صلى الله عليه وسلم -: (( افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم، وأن يؤمن روعاتكم )) رواه الطبراني/ السلسلة الصحيحة: 1890