بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على اشرف خلق الله و سيد المرسلين محمد - صلى الله عليه وسلم -.
قال - تعالى – \" وَالَّذِينَ لَا يَدعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقتُلُونَ النَّفسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ وَلَا يَزنُونَ وَمَن يَفعَل ذَلِكَ يَلقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَف لَهُ العَذَابُ يَومَ القِيَامَةِ وَيَخلُد فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِم حَسَنَاتٍ, وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) \" سورة الفرقان،، و قال أيضاً {وَلاَ تَقرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} (32) سورة الإسراء فالزنا [ ] إخوتي في الله من أكبر الكبائر بل هو من أعظم الكبائر التي تستدرج صاحبها إلى نار جهنم و بئس المصير، و وعد الله الزاني بأن يضاعف له العذاب يوم القيامة [ ] و يخلد فيه مهاناً،، فإذا كان أقل العذاب يوم القيامة [ ] هو أن يوضع حجارة من نار تحت قدميك فتُغلى بها رأسك، فكيف بأشد العذاب؟ و كيف بضعف العذاب؟ ثم أنت ما تدري يا أخي كيف تموت و متى تموت،، فلا قدر الله توفاك الله على هذا الأمر فسوف تصعد إلى الله - عز وجل - و أنت زاني،
ذهب رجل إلى النبي [ ] - صلى الله عليه وسلم - و قال له ((إئذن لي بالزنا [ ] يا رسول الله)) فقال - صلى الله عليه وسلم - ((أترضاه لأمك؟ قال الرجل: لا،، قال النبي: أترضاه لأختك؟ قال لا،، قال النبي: أترضاه لخالتك؟ قال لا،، و اخذ النبي [ ] يُعدد عليه حتى قال لا،، فقال النبي [ ] - صلى الله عليه وسلم -: و كذلك القوم لا يرضونه لأمهاتهم ولا لأخواتهم)) أو كما قال - صلى الله عليه وسلم -.
و شرع الله حدوداً للزنا،، قال - تعالى -{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ, مِّنهُمَا مِئَةَ جَلدَةٍ, وَلَا تَأخُذكُم بِهِمَا رَأفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُم تُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَليَشهَد عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ المُؤمِنِينَ} (2) سورة النــور،، و إن كان هذا الشرع لا يُطبق في زماننا هذا،، ولا حول ولا قوه إلا بالله.

أما عواقب الزنا [ ] في الدنيا [ ] فهي كالأتي:-
1- اشمئزاز القلب [ ] و توتر النفس [ ] لأنها عصت الله - عز وجل - خالقها.
2- عدم تيسير الزواج، قال - تعالى -{الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَو مُشرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ, أَو مُشرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى المُؤمِنِينَ} (3) سورة النــور.
3- البعد عن الله - عز وجل - و اتباع الشهوات.

كيف نحمى أنفسنا من الزنا؟
1- الزواج [ ] المبكر أو الصوم كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - ((يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر و أحصن للفرج و من لم يستطع فعلية بالصوم)).
2- الحرص على عدم الوجود في خلوة.
3- الحرص على عدم الاختلاط [ ] بين الشاب و الفتاة و هو ما انتشر في وقتنا الحاضر.
4- الازدياد في الطاعات و ترك المنكرات.
5- الابتعاد عن أصدقاء السوء.
6- التعلق بالله و الحرص على مرضاه الله و تقوى الله في الخلاء.
7- البعد عن سماع الأغاني لأنها تجلب الشهوة [ ] في القلب.
8- عدم النظر إلى ما حرم الله.
و أذكركم بقول الله - عز وجل - {يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَأَهلِيكُم نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ عَلَيهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُم وَيَفعَلُونَ مَا يُؤمَرُونَ} (6) سورة التحريم

وقعت في الزنا [ ] فماذا افعل؟؟
بادروا بالتوبة [ ] من الزنا؟؟
من - رحمه الله - عز وجل - أنه جعل لكل معصية توبة،، قال - تعالى -{أَلَم يَعلَمُوا أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقبَلُ التَّوبَةَ عَن عِبَادِهِ وَيَأخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (104) سورة التوبة [ ] و قال - تعالى -{وَهُوَ الَّذِي يَقبَلُ التَّوبَةَ عَن عِبَادِهِ وَيَعفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعلَمُ مَا تَفعَلُونَ} (25) سورة الشورى،، فيجب عليك أخي المسلم أن تتوب إلى الله سريعاً و أن تتوسل إليه و أن تكثر من النوافل و تزيد في الطاعات و تعمل العمل الصالح و الله - عز وجل - بشرك أخي الكريم أن قال {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِم حَسَنَاتٍ, وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (70) سورة الفرقان [ ] فبادر بالتوبة [ ] و اسلك طريق التائبين و لا تفعل هذا الأمر أبداً،، و اسأل الله أن يعين كل من يقرأ رسالتي على الخير و التقوى [ ] و الصلاح، و الله المستعان.