قال أحمد بن حنبل : حدثنا عارم ، حدثنا معتمر قال : سمعت أبي يحدث : أن أنسا قال :

قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - : لو أتيت عبد الله بن أبي ؟ فانطلق إليه نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وركب حمارا ، وانطلق المسلمون يمشون ، وهي أرض سبخة ، فلما انطلق إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إليك عني ، فوالله لقد آذاني ريح حمارك " فقال رجل من الأنصار : والله لحمار رسول الله أطيب ريحا منك . قال : فغضب لعبد الله رجال من قومه ، فغضب لكل واحد منهما أصحابه ، قال : فكان بينهم ضرب بالجريد والأيدي والنعال ، فبلغنا أنه أنزلت فيهم :
( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما )

اذن هنا الاقتتال هو ضرب بالجريد والأيدي والنعال

__________________________________

وروى البخاري هذا الحديث في " الصلح " عن مسدد ، ومسلم في " المغازي " عن محمد بن عبد الأعلى ، كلاهما عن المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، به نحوه .

وذكر سعيد بن جبير : أن الأوس والخزرج كان بينهما قتال بالسعف والنعال ،

فأنزل الله هذه الآية ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ) ، فأمر بالصلح بينهما .

اذن هنا الإقتتال هو قتال بالسعف والنعال .

______________________________

وقال السدي : كان رجل من الأنصار يقال له : " عمران " ، كانت له امرأة تدعى أم زيد ، وإن المرأة أرادت أن تزور أهلها فحبسها زوجها وجعلها في علية له لا يدخل عليها أحد من أهلها . وإن المرأة بعثت إلى أهلها ، فجاء قومها وأنزلوها لينطلقوا بها ، وإن الرجل قد كان خرج ، فاستعان أهل الرجل ، فجاء بنو عمه ليحولوا بين المرأة وبين أهلها ، فتدافعوا واجتلدوا بالنعال ، فنزلت فيهم هذه الآية
( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ) . فبعث إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصلح بينهم ، وفاءوا إلى أمر الله .

اذن هنا الإقتتال تدافعوا واجتلدوا بالنعال .

_______________________________

وهذه الآية اما نزلت مرتين لهذين السببين اعلاه , واما ان كلا السببين حدثا في نفس الوقت فنزلت الآية لكليهما , وهذا مقدور عند الله تعالى .

نلاحظ ان الإقتتال بين المؤمنين هنا حصل بسبب غضب وينزغ الشيطان ويأتي الاقتتال فجأة دون تخطيط مسبق وليس فيه سفك دماء وقتل انفس وازهاق ارواح وضرب رقاب انما لا يعدو عن ضرب وتدافع بالجريد والسعف والأيدي والنعال