~~~~ سبعة علوم مهمة لأصحاب القراءات ~~~~~
ذكر الشيخ علي النوري الصفاقسي في كتابه الماتع (غيث النفع في القراءات السبع) سبعة علوم تعتبر وسائل مهمة لعلم القراءات:
1. علم العربية.
2. التجويد.
3. رسم المصحف.
4. الوقف والابتداء.
5. الفواصل (عد الآي).
6. علم الأسانيد.
7. علم الابتداء والختم.* أما ما يتعلق بتعلم العربية:
فأن يتعلم القارئ من النحو والصرف جملة كافية يستعين بها على توجيه القراءات، وتعينه على فهم القرآن، قال ابن مجاهد في كتابه السبعة: "فمن حملة القرآن: المُعرب العالم بوجوه الإعراب والقراءات، العارف باللغات ومعاني الكلمات، البصير بعيب القراءات، المنتقد للآثار، فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن في كل مصر من أمصار المسلمين".* وما يتعلق بالتجويد:
فأن يتعرف على مخارج الحروف وصفاتها، وما ذكره أئمة هذا الشأن من الأحكام التجويدية في الكتب المطولة منها والمختصرة، كالتحديد للداني، والتمهيد لابن الجزري، والموضَح للقرطبي، والرعاية لمكي.* وما يتعلق بالرسم:
كمعرفة باب المقطوع والموصول، وتاء التأنيث المكتوبة بالتاء، وما اختلفت فيه المصاحف المبعوثة إلى الأمصار المختلفة من حذف وإثبات وغيرهما، ومما يُرجع إليه في ذلك: كتاب المقنع للداني، ومختصر التبيين لسليمان بن نجاح، وعقيلة أتراب القصائد للشاطبي، ومورد الظمآن للخراز.* وما يتعلق بالوقف والابتداء:
بأن يعرف أين يقف، ومن أين يبتدئ، ويستحسن معرفة أصول مذاهب الأئمة القراء في الوقف والابتداء ليعتمد في قراءة كلٍّ مذهبه، ومن الكتب المؤلفة في هذا الشأن: الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل لابن الأنباري، والقطع والائتناف للنحاس، والمكتفى في الوقف والابتدا للداني، ومن الكتب المتأخرة المفيدة: منار الهدى للأشموني.* وما يتعلق بعد الآي:
فأن يتعرف على أعداد الأمصار الخمسة: (مكة والمدينة والكوفة والبصرة والشام)، وما الذي يأخذ به كل مصر في العدِّ ليعتمد لكل قارئ مذهب مصره في عد آي كل سورة إجمالاً وتفصيلاً، ومن أيسر المؤلفات فيه: ناظمة الزهر للشاطبي، والفرائد الحسان لعبد الفتاح القاضي، وشروحهما.* وما يتعلق بالأسانيد:
فأن يعرف الطرق الموصلة إلى القرآن، وهي سلسلة الشيوخ من القارئ متصلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يطلع على تراجم الرجال الواردة أسماؤهم في الأسانيد، قال ابن الجزري في (منجد المقرئين، ص 57): "ولا بدَّ للمقرئ من أنسَة – أي: معرفة ودراية – بحال الرِّجال والأسانيد، مؤتلفها ومختلفها، وجرحها وتعديلها، ومتقنها ومغفَّلها، وهذا من أهم ما يحتاج إليه، وقد وقع لكثير من المتقدمين في أسانيد كتبهم أوهام كثيرة، وغلطات عديدة؛ من إسقاط رجال، وتسمية آخرين بغير أسمائهم، وتصاحيف، وغير ذلك" اهـ.
فالحاجة إلى هذا العلم؛ لأن القرآن سنة متبعة، ونقل محض، فلا بد من إثباتها وتواترها ولا طريق إلى ذلك إلا بهذا الفن، ومما يفيد في هذا الباب الرجوع إلى الإجازات القرآنية، وكتب تراجم القراء، كـ(معرفة القراء الكبار) للذهبي، و(غاية النهاية) لابن الجزري، ومن الكتب المعاصرة: (السلاسل الذهبية) لشيخنا الجليل د. أيمن سويد، وغير ذلك من الكتب المصنفة في هذا الفن.* وما يتعلق بعلم الابتداء والختم:
فالمقصود بالابتداء: الاستعاذة والبسملة وما يتعلق بهما من أحكام، وبالختم: الأمور المتعلقة بختم القرآن كالتكبير ودعاء الختم، ومكان ذلك: كتب القراءات، كالتيسير للداني، والنشر لابن الجزري، وغيرهما.وقد نصح الشيخ علي النوري الصفاقسي بالرجوع إلى كتاب (لطائف الإشارات في القراءات الأربعة عشر) للعلامة القسطلاني، وذكر أنه أورد فيه جميع المباحث المذكورة، ما عدا المبحث الأول، وهو ما يتعلق بالعربية، والله تعالى أعلم.