510- استجابة دعائه للوليد وسلمة وعياش

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي كان إذا صلى العشاء الآخر قنت في الركعة الأخيرة يقول : (( اللهم أنج الوليد بن الوليد ، اللهم نج سلمة بن هشام ، اللهم نج عياش بن أبي ربيعة ، اللهم نج المستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك على مضر ، اللهم اجعلها عليهم سنين مثل سني يوسف )) فأكلوا العلهز- وهو الصوف بالدم – ثم لم يزل يدعو للمستضعفين حتى نجاهم الله ثم ترك الدعاء لهم .

أخرجه الشيخان والبيهقي وأبو نعيم واللفظ لهما .

511- دعا لثقيف بالهدى فأسلمت

عن عروة أن النبي لما حاصر الطائف قال : لم يؤذن لنا حتى الآن فيهم وما أظن أن نفتحها الآن ، فقال عمر بن الخطاب : ألا تدعو الله عليهم وتنهض إليهم لعل الله يفتحها ، قال : لم يؤذن لنا في قتالهم ، ثم قفل رسول الله راجعاً ، وقال حين ركب قافلاًَ : (( اللهم اهدهم واكفنا مؤمنتهم )) فجاء وفدهم في رمضان فأسلموا .

أخرجه ابن إسحاق والبيهقي وأبو نعيم .

512- دعا لها بطول العمر فلا يعلم امرأة عمرت مثلها

عن أم قيس قالت : توفي ابني فجزعت ، فقلت للذي يغسله : لا تغسل ابني بالماء البارد فيقتله ، فانطلق عكاشة بن محصن إلى رسول الله فأخبره بقولها ، فتبسم ، ثم قال : طال عمرها ، فلا يعلم امرأة عمرت ما عمرت .

أخرجه البخاري في الأدب والنسائي.

513- جاءتها السكينة ( يا مسكينة عليك السكينة )

عن قيلة بنت مخرمة رضي الله عنها قالت : قدمت على رسول الله وهو قاعد القرفصاء فلما رأيت رسول الله متخشعاً في الجلسة أرعدت من الفرق فقال جليسه : يا رسول الله أرعدت المسكينة ، فقال : فقال رسول الله: (( ولم ينظر إلي وأنا عند ظهره ، يا مسكينة عليك السكينة )) ، فلما قالها أذهب الله ما كان أدخل القلب من الرعب . أخرجه ابن سعد .

514- دعا للمسلمين يوم بدر فحملوا واكتسوا وشبعوا

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي خرج يوم بدر بثلاثمائة وخمسة عشر من المقاتلة كما خرج طالوت فدعا لهم رسول الله حين خرج فقال : (( اللهم إنهم حفاة فاحملهم ، اللهم إنهم عراة فاكسهم ، اللهم إنهم جياع فأشبعهم )) ، ففتح الله لهم يوم بدر ، فانقلبوا وما منهم رجل إلا وقد رجع بجمل أو جملين واكتسوا وشبعوا .

أخرجه ابن سعد والبيهقي ، وأخرجه أبو داود عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما .

515- دعا يوم بدر ففتح الله عليه

عن علي رضي الله عنه قال : لما كان يوم بدر قاتلت شيئاً من قتال ثم جئت مسرعاً إلى النبي لأنظر ما فعل فإذا هو ساجد يقول : (( يا حي يا قيوم يا حي يا قيوم )) ولا يزيد عليها ثم رجعت إلى القتال ثم جئت وهو ساجد يقول ذلك ، ثم رجعت إلى القتال ، ثم جئت وهو ساجد يقول ذلك وقال في الرابعة: ففتح الله عليه.

أخرجه النسائي والبيهقي والحاكم.

516- دعا لهم بالفتح ففتح الله عليهم

عن بعض من أسلم أنهم أتوا رسول الله بخيبر فقالوا : لقد جهدنا وما بأيدينا شيء ، فقال : (( اللهم إنك قد علمت حالهم وليست لهم قوة وليس بيدي ما أعطيهم إياه ن فافتح عليهم أعظم حصن بها غنى أكثرها طعاماً وودكاً )) ، فغدا الناس ففتح عليهم الله حصن الصعب بن معاذ وما بخيبر حصن أكثر منه طعاماً وودكاً .

أخرجه البيهقي من طريق ابن إسحاق .

517- أصابهم الجدب والرعب بالدعاء النبوي عليهم

عن معاوية بن حيدة قال : أتيت رسول الله فلما رفعت إليه قال : (( أما إني سألت أن يعينني عليكم بالسنة تحفيكم وبالرعب أن يجعله في قلوبكم )) ، فقلت : بيدي جميعاً أما إني قد حلفت هكذا وهكذا أن لا أؤمن بك ولا أتبعك فما زالت السنة تحفيني وما زال الرعب يجعل في قلبي حتى قمت بين يديك .

أخرجه البيهقي .

518- دعا الله أن يكفيه نوفل بن خويلد فكفاه

عن الزهري قال : قال رسول الله يوم بدر : (( اللهم اكفني نوفل بن خويلد )) ، ثم قال : (( من له علم بنوفل )) ، قال علي : أنا قتلته فكبر وقال: ((الحمد لله الذي أجاب دعوتي فيه)) .

وفي رواية : أنه لما التقى الصفان يوم بدر نادى نوفل بصوت رفيع : يا معشر قريش اليوم يوم الرفعة والعلاء فقال رسول الله: (( اللهم اكفني نوفل بن خويلد )) .

أخرجه البيهقي .

519- دعا الله أن يعمي عليهم الطريق فعمي عليهم

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رهطاً من عكل وعرينة قدموا المدينة على النبي وتكلموا بالإسلام ، فقالوا : يا نبي الله ، إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف واستوخموا المدينة ، فأمر لهم رسول اللهبزود وراع وأمرهم أن يخرجوا يشربوا من ألبانها وأبوالها – أي للمداواة – لأنه كان بهم داء الاستسقاء – فانطلقوا حتى إذا كانوا بناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم وقتلوا راعي النبي واستاقوا الزود ، فبلغ ذلك النبي فبعث في طلبهم ودعا عليهم . فقال : (( اللهم عم عليهم الطريق واجعلها عليهم أضيق من مسك جمل )) ، فعمي الله عليهم السبيل ، فأدركوا فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم .

أخرجه البيهقي .

520- دعا عليه فلفظته الأرض ولم تقبله

عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه دعا على محلم بن جثامة الكناني الليثي ، فمات بعد سبع ليال من دعائه، ولما دفنوه لفظته الأرض ، ثم دفنوه فلفظته وهكذا مرات ، فألقوه في شعب ورضموا عليه الحجارة .

وسبب دعائه عليه : أنه بعثه في سرية أمر عليها عامر بن الأضبط فبلغوا بطن واد فقتل محلم عامراً غدراً لأمر كان بينهما ، فلما بلغه ذلك دعا عليه ولما أخبروه بأن الأرض لفظته قال : (( إن الأرض لتقبل من هو شر منه ولكن الله أراد أن يجعله لكم عبرة )).

أخرجه ابن جرير والبيهقي.

521- بارك الله في أصغر القوم بدعاء النبي

عن أبي النعمان عن أبيه من بني سعد هذيم ، قال : قدمت على رسول الله وافداً في نفر من قومي ، وقد أوطأ رسول الله البلاد غلبة ، وأداخ العرب ، والناس صنفان : إما داخل في الإسلام راغب فيه ، وإما خائف من السيف ، فنزلنا ناحية من المدينة ثم خرجنا نؤم _ أي نقصد – المسجد حتى انتهينا إلى بابه ، فنجد رسول الله يصلي على جنازة في المسجد ، فقمنا ناحية ، فلم ندخل مع الناس في صلاتهم حتى نلقى رسول الله ونبايعه . ثم انصرف رسول الله فنظر إلينا ، فدعا بنا ، فقال : (( من أنتم ؟ )) فقلنا : من بني سعد هذيم .

فقال : (( أمسلمون أنتم ؟ )) قلنا : نعم ، قال : فهل صليتم على أخيكم ؟ )) قلنا : يا رسـول الله ! ظننا أن ذلك لا يجوز لنا حتى نبايعك ، فقال رسول الله: (( أينما أسلمتم فأنتم مسلمون )) .

قالوا : فأسلمنا وبايعنا رسول الله على الإسلام ، ثم انصرفنا إلى رحالنا قد خلفنا عليها أصغرنا ، فبعث رسول الله في طلبنا ، فأُتي بنا إليه فتقدم صاحبنا إليه ، فبايعه على الإسلام . فقلنا يا رسول الله ! إنه أصغرنا ، وإنه خادمنا ، فقـال : (( أصغر القوم خادمهم ، بارك الله عليه )) ، قال : فكان والله خيرنا ، وأقرأنا للقرآن لدعاء رسول الله له ، ثم أمره رسول الله علينا ، فكان يؤمنا ، ولما أراد الانصراف أمر بلالاً فأجازنا بأواق من فضة لكل رجل منا ، فرجعنا إلى قومنا ، فرزقهم الله الإسلام .

]حديث ضعيف : فيه الواقدي . انظر شرح المواهب (4/51) ، وسيرة ابن سيد الناس (2/249،248) ، وابن سعد (1/329) ، وزاد المعاد (3/653،652) .[

522- دعاؤه على رجل اللهم أخس سهمه

عن عطية السعدي – رضي الله عنه – أنه كان ممن كلم النبي في سبي هوازن ، فكلم رسول الله أصحابه – فردوا عليه سبيهم إلا رجلاً ، فقال رسول الله: (( اللهم أخس سهمه )) ، فكان يمر بالجارية البكر ، وبالغلام فيدعه ، حتى مر بعجوز ، فقال : إني آخذ هذه ، فإنها أم حي فسيفدونها مني بما قدروا عليه ، فكبر عطية . وقال : أخذها ، والله ما فوها ببارد ، ولا ثديها بناهد ، ولا وافرها بواجد ، عجوز يا رسول الله ، سيئة بتراء ، ما لها أحد ، فلما رأى أنه لا يعرض لها أحد تركها ، فاستجيب دعاء النبي.

523- أخبرهم بمصيبة في قومهم ، ودعا لهم فرفعها الله

قال ابن إسحاق : وقدم على رسول الله صرد بن عبد الله الأزدي ، فأسلم وحسن إسلامه في وفد من الأزد ، فأمره رسول الله على من أسلم من قومه ، وأمره أن يجاهد بمن أسلم من كان يليه من أهل الشرك من قبائل اليمن ، فخرج صرد يسير بأمر رسول الله حتى نزل بجرش وهي يومئذ مدينة مغلقة وبها قبائل من قبائل اليمن ، وقد ضوت إليهم خثعم فدخلوها معهم حين سمعوا بمسير المسلمين إلهيم . فحاصروهم فيها قريباً من شهر ، وامتنعوا فيها ، فرجع عنهم قافلاً ، حتى إذا كان في جبل لهم يقال له : شكر ، ظن أهل جرش أنه إنما ولى عنهم منهزماً ، فخرجوا في طلبه حتى إذا أدركوه ، عطف – أي مال – عليهم فقاتلهم ، فقتلهم قتالاً شديداً ، وقد كان أهل جرش بعثوا إلى رسول الله رجلين منهم يرتادان وينظران فبينا هما عند رسول الله عشية بعد العصر. إذ قال رسول الله: (( بأي بلاد الله شكر ؟ )) فقام الجرشيان ، فقالا : يا رسول الله ! ببلادنا جبل يقال له : كشر ، وكذلك تسميه أهل جرش ، فقال : (( إنه ليس بكشر ، ولكنه شكر )) ، فما شأنه يا رسول الله ؟ قال : فقال : (( إن بدن الله لتنحر عنده الآن )) . قال : فجلس الرجلان إلى أبي بكر ، وإلى عثمان ، فقالا لهما : ويحكما : إن رسول الله لينعي لكما قومكما فقوما إليه ، فاسألاه أن يدعو الله أن يرفع عن قومكا فقاما إليه ، فسألاه ذلك ، فقال : (( اللهم ارفع عنهم )) ، فخرجنا من عند رسول الله راجعين إلى قومهما .

فوجدا قومهما أصيبوا في اليوم الذي قال فيه رسول الله ما قال ، وفي الساعة التي ذكر فيها ما ذكر . فخرج وفد جرش حتى قدموا على رسول الله فأسلموا ، وحمى لهم حمى حول قريتهم .

]انظر ابن هشام (2/587-588) ، وشرح المواهب (4/32-33) ، وابن سعد (1/337) وزاد المعاد (3/620-621) [.

524- ظهر السحاب وهطل المطر بدعاء النبي

عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : جاء أعرابي ، فقال : يا رسول الله والله لقد أتيناك ، ومالنا بعير يبسط ولا صبي يصطبح وأنشد :

أتيناك والعذراء يدمي لبانها ...... وقد شغلت أم الصـبي عن الطــفل

وألقى بكفيه الفتى لا ستكانة ...... من الجوع ضعفاً قائـماً وهو لا يخـلي

ولا شيء مما يأكل الناس عندنا ...... سوى الحنظل العامي والعلهز الغسل

وليس لنا إلا إليك فــرارنا ...... وأين فرار الناس إلا إلى الرســـل



قال : فقام رسول الله وهو يجر رداءه حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم رفع يديه نحو السماء ، وقال : (( اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً مريعاً سريعاً غدقاً طبقاً عاجلاً غير رائث ، نافعاً غير ضار تملأ به الضرع ، وتنبت به الزرع ، وتحيي به الأرض بعد موتها . وكذلك تخرجون )) . قال : فوالله ما رد يده إلى نحره حتى ألقت السماء بأوراقهـا .

وجاء أهل البطانة يصيحون : يا رسول الله الغرق ، الغرق ، فرفع يديه إلى السماء ، وقــال : (( اللهم حوالينا ولا علينا )) ، فانجاب السحاب عن المدينة حتى أحدق بها كالإكليل فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه ثم قال : (( لله در أبي طالب لو كان حياً قرت عيناه من ينشد قوله ؟ )) فقام علي بن أبي طالب فقال : يا رسول الله كأنك أردت قــوله :

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ...... ثمال اليتامى عصمة للأرامل

يلوذ به الهلاك من آل هاشم ...... فهم عنده في نعمة وفواضـل

كذبتم وبيت الله يبزى محمد ...... ولما نقاتل دونه ونناضــل

ونسلمه حتى نصرع حوله ...... ونذهل عن أبنائنا والحلائــل



لك الحمد والحمد ممكن شكر ...... سقينا بوجه النبي المطر

دعا الله خالقه دعوة ...... إليه وأشخـص مــنه الـبصر

فلم يك كلف الـــرداء ...... وأسـرع حتى رأينا الدرر

رقاق العوالي عم البقاع ...... أغاث به الله عينا مضـــر

وكان كما قاله عمه ...... أبو طالب أبيض ذو غــــرر

به الله يسقي بصوب الغمام ...... وهذا العيان كذاك الخـبر

فمن يشكر الله يلقى المزيد ...... ومن يكفر الله يلقى الغيـر



قال : فقال رسول الله : (( إن يك شاعر يحسن فقد أحسنت )) .