قال تعالى :أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ {94/1} وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ {94/2} الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ {94/3} وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ {94/4} فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا {94/5} إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا {94/6} فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ {94/7} وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ {94/8}

ذكر الله عز و جل لنبيه صلى الله عليه وسلم بعضا من نعمه عليه ومنها أنه سبحانه و تعالى قال "وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ " ، حيث تجلى رفع الذكر في كثير من عبادات الدين مثل : الآذان خمسة مرات في اليوم والليلة حيث يقول المؤذن :
"أشهد ان محمدا رسول الله" مرتين في الآذان والواحد ،
في جميع مساجد العالم إقامة الصلاة في جميع مساجد العالم بعد سماع الآذان (آتي محمدا الوسيلة) التشهد في الصلاة عند جميع المسلمين المصلين في العالم
في خطبة الجمعة والعيدين حيث يشهد الامام " وان محمدا رسول الله" ، في جميع مساجد العالم
في خطبة الزواج عند كل مسلمي العالم
عند كل من يتلون القرآن في جميع انحاء العالم ، وكفى إعلاءا للذكر ان يذكر في القرآن الكريم ان "محمد رسول الله"
الصلاة والتسليم عليه عند كل مسلم سمع اسمه صلى الله عليه و سلم عند كثير من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات الذين يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم مئات المرات يوميا كذكر مطلق غير مقيد بعدد امتثالا لقول الله عز و جل : "صلوا عليه وسلموا تسليما"

ترى اخي المسلم واختي المسلمة ، كم من مسجد يردد ذكره صلى الله عليه و سلم في العالم ؟
و كم من مسلم سمع الآذان فردده ثم صلى عليه ؟
كم من قناة فضائية نقلت الآذان لملايين الناس ؟
كم مسلم قام للصلاة فذكره ، وكم مرة في اليوم ؟
كم مقيم للصلاة ذكره؟كم من إمام جمعة وعيدين ذكره؟
وكم مرة في الخطبة ؟وكم من سامع صلى عليه بالتبعية؟
وكم من درس علم درس سيرته فذكره ؟
فهل عرف العالم شخص أعلى الله ذكره مثله ؟

نعم ، صدقت ربنا ، فشرحت له صدره ، ووضعت عنه وزره ورفعت له ذكره ، صلى الله عليه وسلم .

وجه الاعجاز في الآية :

نزلت سورة الشرح من حيث ترتيب نزول السور برقم اثنا عشر بعد سورة الضحى . وهذا يعني في فترة مبكرة جدا من الدعوة الاسلامية
ماذا يعني هذا ؟
يعني لم يكن هناك صلاة لم يكن هناك آذان ولا إقامة
لم يكن هناك مساجدلم تكن صلاة جمعةعدد المسلمين قليل جدا جدا
الدعوة سرية الحرب قادمة ومتوقعة مع قريش وكافة العرب
ومع ذلك يقول الله عز و جل لنبيه صلى الله عليه و سلم "ورفعنا لك ذكرك"
هل يجروء مدع للنبوة ان يقول هذا الكلام في مثل هذه الظروف القاسية ؟
ربما قتله القوم فور اعلانه دعوته ؟
من يضمن حمايته حتى يكون له هذا الذكر المرفوع ؟

نعم إنه الله ، على كل شيء شهيد ، فعال لما يريد وصدق وعده لنبيه وانجزه فرفع ذكره على العالمين ولو كره الكافرون فاعتبروا يا اولي الابصار

وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه